رمضان : شهر البركة والمغفرة والعتق من النار
تصدير :
الأزمنة في أنفسها متماثلة،وتفاضلها بما يظهر فيها من هداية وخير، وإلى هذا المعنى يشير الشاعر إذ يقول:
وما فاقت الأيامُ أخرى بنفسها..ولكنَّ أيامَ الملاحِ ملاحُ
قد لا يحيد القول عن جادة الصواب إذا قلت أن شهر رمضان الكريم،من الشهور التي لها مذاق خاص عند المسلمين،حيث إن فضل شهر رمضان عظيم إذا استطاع العبد أن يتجرد من كل مغريات وشهوات الدنيا.
فضل شهر رمضان :
وحرص علماء الإسلام على توضيح فضل شهر رمضان،حتى يتمكن الناس من معرفة فضله الكبير،حيث قالوا إن شهر رمضان فضله الله على سائر السَّنَة بنزول القرآن الكريم فيه على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ قال تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾ [البقرة: 185].
وقد ميز الله هذا الشهر الكريم بأن أمر بصيام نهاره؛فقال: ﴿فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾ [البقرة: 185].
ومن هنا،فإن الصوم من العبادات التي لها أثرٌ عظيمٌ في حياة الفرد والمجتمع؛ فهو يعود الإنسان على الصبر وتحمل المشاق ويرقق المشاعر والأحاسيس، ويربط العبد بربه وخالقه.
شهر البركة والمغفرة والعق من النار:
إن فيه خضوعٌ وطاعةٌ وحرمانٌ من ملذات الحياة وشهواتها طيلة النهار إيمانًا واحتسابًا لله، وهو انتصارٌ على النفس والهوى والشيطان.
كما أنه (رمضان) هو شهر المغفرة والعتق من النار،ويكفيه فضلًا أن الله سجّل فضله في القرآن الكريم، ليظل يُتلى على مَرِّ الأيام وكَرِّ الأعوام إلى أن يرث اللهُ الأرضَ ومَن عليها؛ فهو الشهر الوحيد الذي ذُكر باسمه في القرآن الكريم.
و شهر رمضان،هو الشهر الذي جعل الله،صيامه أحد أركان الإسلام،فصامه المصطفى صلى الله عليه وسلم،وأمر الناس بصيامه،وأخبر عليه الصلاة والسلام أن من صامه إيمانًا واحتسابًا غفر الله له ما تقدم من ذنبه،ومن قامه إيمانًا واحتسابًا غفر الله له ما تقدم من ذنبه،فهو شهر فيه ليلة خير من ألف شهر.
في مثل شهر كريم كهذا :
تكثر الطاعات في رمضان،فيكثر الثواب،وتقل فيه المعاصي، فيقل العقاب،وإلى هذا يشير قوله صلى الله عليه وسلم: ((إذا جاء رمضان، فتحت أبواب الجنة،وغلقت أبواب النار،وصفدت الشياطين))، ففتح أبواب الجنة إشارة بطرق المجاز إلى كثرة الثواب،أو إلى ما يفتحه الله للناس في هذا الشهر من الطاعات؛ كما أن تغليق أبواب النار،وتصفيد الشياطين إشارة إلى قلة المخالفات وإغواء الشياطين،أو إلى ما يترتب عليها من قلة العقوبات.
فُضِّل شهر رمضان بما وصفناه من المزايا، فاستحق اليوم الذي يلي آخر يوم منه أن يتخذ عيداً؛ لأنه يوم تمتلئ فيه قلوب الناس ابتهاجاً بما عملوا في هذا الشهر من خير، وأيُّ نعمة يصيبها الإنسان في هذه الحياة تساوي نعمة أداء ركن من أركان الإسلام، محفوفاً بضروب من أجلِّ الطاعات،وأشرف الآداب؟! وأيُّ ارتياح يساوي في نظر أولي الألباب ارتياح النفس عندما تشعر بأنها اتقت الله ما استطاعت؛؟ وإنما ارتياحها لما ترجوه من رضا الخالق، وما يتبعه من عزة في الدنيا،وسعادة في الأخرى.
والصيام من العبادات التي لها أثرٌ عظيمٌ في حياة الفرد والمجتمع؛ فهو يعود الإنسان على الصبر وتحمل المشاق ويرقق المشاعر والأحاسيس، ويربط العبد بربه وخالقه، وفي الصوم خضوعٌ وطاعةٌ وحرمانٌ من ملذات الحياة وشهواتها طيلة النهار إيمانًا واحتسابًا لله، وهو انتصارٌ على النفس والهوى والشيطان، ورمضان هو شهر المغفرة والعتق من النار، ويكفيه فضلًا أن الله سجّل فضله في القرآن الكريم، ليظل يُتلى على مَرِّ الأيام وكَرِّ الأعوام إلى أن يرث اللهُ الأرضَ ومَن عليها؛ فهو الشهر الوحيد الذي ذُكر باسمه في القرآن الكريم.
ومن صام فصان الصيام من الآثام رجي أن يحقق الإيمان والاحتساب في صيامه،ومن قام فأحسن القيام، ولم ينصرف حتى ينصرف الإمام من التراويح رجي أن يكون قام إيمانا واحتسابا،فلا تحرموا أنفسكم هذا الخير العظيم، وخذوا حظكم من عطايا الله تعالى لكم؛ فإن المحروم من حرم فضل الله تعالى ورحمته وعفوه ومغفرته.
محمد المحسن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق