الحرب على الفاسدين
الكاتب .د/ عبد الفتاح العربي
يصف ،،غرامشي،، المثقف العضوي الذي يندرج بين الناس فيتعرف على همومهم و يتأمل بقلمه و يتمسك بفكره حقا و صدقا و عدلا وهو ما يعبر عنه بالمثقف الرسالي.
اذا نحن مثقفون عضويون نمثل بحق ضمير الامة و نعبر عن عموم الناس و معاشهم و همومهم.
و لقد وجدت ان الفاسدين نخروا كل مفاصل المجتمع مما دفعني ان أنهض من مرقدي و اكتب مقالتي.
يقول ابن خلدون،، إن إنتشار الفساد يدفع بعامة الشعب إلى مهاوي الفقر و العجز عن تأمين مقتضيات العيش وهي بداية شرخ يؤدي الى انهيار الحضارات و الامم،، و رأيه مبني على أن إنهيار القيم و الحضارات و التنمية يعود الى استشراء الفساد في جميع المجالات وعليه نستخلص من نظرياته أن محاربة الفساد محاربة جدية هو السبيل الوحيد لانقاذ الدول و المجتمعات لأنها تفتح به مثله مثل الارهاب.
إن النفوس الامارة بالسوء من الفاسدين تحاول اقناع من حولها بصواب عملها فيغيرون في أفعالهم ثم يصفون تلك النفس الشقية بالذكية و العصامية بينما الانسان الشريف و الغيور على وطنه و مقدراته يصفونه بالجاهل و لا يعرف مصلحته و قد وصل لنا الأمر أن من يحارب الفساد و أدواته يقابل بالاستهزاء و العراقيل.
إن الفساد يقابله انحدار أخلاقي و غياب الضمير و على الاعلام النزيه القيام بواجبه في التوعية و التوجيه و حشد الرأي العام لمحاربة هذه الآفة و التصدي له و كشف الملفات و اذ يقول ابن خلدون،،إذا فسد الانسان في قدوته ،ثم في أخلاقه و دينه فسدت انسانيته و صار مسخا على الحقيقة،،
إن مواجهة الفساد مسؤولية الجميع لأن الفساد يولد من رحم التخلف و الفقر و مسؤولياتنا تتطلب وعيا مجتمعيا لمحاربته بجميع الوسائل المتاحة و التربية الصحيحة و ادراجها في مناهجنا التعليمية و على المجتمع المدني ان يلعب دوره و المثقفين و الفنانين و محاربة الرشوة المستشرية في المجتمع و المحسوبية و تطبيق القانون على الجميع حتى لا يصبح هذا المرض مزمنا و ينخر المجتمع باكمله و هذا يدفع الى الفوضى و الخراب و الهلاك و الفناء للمجتمعات و نخرج من نظام القانون الى نظام الشعبوية و اللاقانون.
لقد انخرط الكثير من الناس من مثقفين و فنانين و غيرهم في جوقة الفاسدين إذ يقول ابن خلدون ،،هو من جميلة مؤشرات الفساد و الجامعة في هذا المقام ، ضمن شروط لا تجعل من الفساد حالة مادية ، و إنما تعتبرمن الشروط الخاصة المعنوية من بيئة الفساد ، و التخلق بأخلاقه،، .
إن الشجع لهؤلاء ممن يدعون الإبداع في الفن الهابط بسلوكيات مشينة و بذخ مرابى يفسدون به الشباب و العباد و يعدمون الاخلاق فينا لاجل الشهرة و المال و يعدمون ما تبقى من تماسك المجتمع و العائلة و آخرها الخراب.
بقلم.د/ عبد الفتاح العربي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق