متى تسقط حصون طروادة؟
السهلي ابراهيم المغرب
عالم غريب وواقع أشد غرابة، تناقضات جمة؛ تتعالى
الشكاوى منددة بفساد النفوس؛ تشتكي حالها من ألم الفقر والبطالة؛ من التشرد؛ الاغتراب؛ الجريمة؛ الانحلال الأخلاقي... واقع مجتمع عربي ينخره الوجع؛ يئن وحيدا بعيدا عن ساسته؛ جسد مترهل كأنه شيخ في أرادل العمر؛ التجاعيد تغطي ملامح وجهه؛ خوار السنون يعوي من نظراته الشاحبة؛ يقاوم بشدة ك؛ يتشبت ببصيص الأمل؛ الرغبة جامحة في الحياة؛ لكنها تصطدم بواقع متشرذم؛ سهامه شاحذة لقتل الرغبة في الحياة. وسط هذا الواقع المتهالك هناك خيط أمل نتشبت به بين الماضي العتيد وتراثه الشامخ ومآسي الحاضر الذي أصبحنا نعيشه؛ وجوه رحلت وأخرى تقاوم بشدة متشبتتة بالرغبة في الحياة.
ألم لا ينقطع؛ ينابيع الشقاء لا تنضب؛ ساسة لا يريدون الرحيل؛ كوة صغيرة تلوح في الأفق؛ نريد حياة أفضل؛ حلم كل مواطن يقف بقدميه على هذه الأرض؛ وطن بلا هوامش؛ بلا قتل ولا اختطاف؛ لا جريمة ولا إرهاب؛ وطن يكون في المواطن مواطنا؛ إنسانا متشبت بالرغبة في الانتماء للوطن؛ هو الحلم الذي يغتال في المهد قبل أن يستنشق عبير حبات الأكسجين.. حلم صار معلق في انتظار سقوط طروادة الفاسدة....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق