الأحد، 2 يونيو 2024

بين أنثيين بقلم الكاتب جلال باباي( تونس)

  بين أنثيين 


            جلال باباي( تونس) 


☜الإهداء : إلى أميمة..و آية /س


كانٌني غصن شجرة متيبس

فوق هذا الرمل المتحرك 

منغرس، أطوي آخر النهار

وأمتلأ بدخان الغروب 

بنفسجيا، يطوي الشمس

يخفي باقيات أصابعي 

مثبٌتة في الماء

ثمٌة... قمران 

يدنوان حذو كرسيٌ 

يطوفان بالطين

يزرعان حولي الخيزران 

نغنٌي مع  النوارس

العائدة من مدن الملح

تمعن الأنثى الأولى 

في تفاصيل عطرها

منبعثا على تلال مزدحمة

 أصابعها طازجة برائحة

القمر يطلع أحمر بهيا 

 لا تبالي بالريح 

يتلاعب بخصلات شعرها 

والثانية تبقى مع نسٌاك

الليل ، تناور أحاديثهم 

لم تفقه سؤال الغفلة

ترتعش في العتمة

تقترب من التراب

 تعتذر لجلاٌس  مأدبتها

ثم تتكأ على كتف الليل

كنٌا ثلاثتنا نغالب ارقنا 

نشتكي إلى البحر انكساراتنا 

كي نهزم قيض دمنا

مهدورا تتلاعب 

به شمس النهار

سنحتسي الكأس الأخيرة 

عند أول هزيع من الفجر

نلجم فوضى حواسنا 

نرقد مع خطاطيف الصباح الأولى 

بلا خطايا 

نقيٌة أفئدتنا من مزق الناس

تخلد مع السمكات الصغيرة

تخاتل صنارة الصياد الشرسة

 أدنو بدلوي إلى لؤلؤ الصيف

أمشي بجسد متخثٌر

على حطب ساخن  

لعلٌي أقتطف نطفة ضوء

واعبر هذا الرصيف الطافح بالغبار 

أعرج بخطاي العمياء

فوقي كانت السماء 

ضاجة بخجلها الأحادي 

تتضوٌر بالثرثرة مثل النساء

وانا صحبة غوايتي

انتشر بحيرة العشاق

أفتش لي عن خلاص 

بين انثيين ...

....إماْ أن اكتب وصيٌتي

للمجانين...المتيٌمبن

" الشعراء يتبعهم الغاوون... "

أو أستأجر لي صدى 

بين جبال منسيٌة

يعيدني إلى طفولتي

لانشد أهازيج الأولين 

دقٌت ساعة الرحيل

ألملم أرجل كرسيٌ الرمل

وانهض أعرج نحو الإسفلت

 بين أنثيين 

أسابق ضوء صيف أخير

 قبل أن ينطفأ في المنتصف

سأُبقي البحر يتيما

إلاٌ من الجميلات 

يخضٌبن موجه بالهمس 

واللمس الخفيف والأغنيات.◾


          ☆ ذات صيف





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق