الثلاثاء، 27 فبراير 2024

حكاية مَنْ عادتْ مِن الموتِ بقلم د. أسامه مصاروه

 حكاية مَنْ عادتْ مِن الموتِ

بعدَ غِيابٍ لمْ أجِدْ عُذْرًا لَهُ
وكانَ عِندي ما أوَدُّ قوْلَهُ
سألْتُ عنْكِ صاحِبًا فقالً لي
ماتتْ وَحتى قالَ بعْضٌ مِثْلَهُ
روحي أَيا روحًا قَضتْ قبْلَ الوَداعْ
قلبي أيا قلْبًا غدا رَهْنَ الضَّياع
هأنَذا يا ويْلَتي أرْثيكُما
والدَّمُعُ سيْلٌ جارِفٌ دونَ انْقِطاعْ
مُتِّ وماتَ كلُّ شيءٍ داخِلي
فاسْتَنْجَدتْ روحي بِموتٍ عاجِلِ
فدونَكِ الْحياةُ لا معنًى لَها
ولا لِقَلْبٍ جامِدٍ وخامِلِ
يا أيُّها الروحُ العَزيزةُ ارْجِعي
عودي رَجاءً وَنِداءاتي اسْمَعي
موتُكِ هذا جاءَ كالعاصِفَةِ
يا ليتَ فيها راحَتي بِمصْرعي
يا ربُّ أدْعوكَ بِقلبٍ مؤْمِنِ
أنْزِلْ حبيبي في جَميل الْمسْكَنِ
واقْتُلْ فؤادي إذْ بِقَتْلِهِ أنا
أُصْبِحُ حُرًا مِنْ حنينٍ مُزْمِنِ
فَرُبَّما في عالَمِ الْغيْبِ لنا
موْعِدُ صِدقٍ لَستُ أدري علَّنا
نحْظى بِوصْلٍ غابَ عنّا في الدُنى
لِنستَعيدَ مِنْ جديدٍ شَمْلَنا
وذاتَ يومٍ وَأَنا أحْتَرِقُ
شوْقًا وَكالْعادةِ ليْلًا أَرِقُ
ضَجَّ رنينُ هاتِفي وعِندَما
أجَبْتِني وجَدْتُ نفسي أُصْعَقُ
إذْ ليسَ معْقولًا سماعُ مَنْ قضى
وَهلْ يعودُ عُمرُ شخْصٍ قد مضى
لكِنَّ صوْتي بعد صمْتٍ عادَ لي
لكِنَّهُ كصَوْتِ همْسٍ أوْ صدى
ثُمَّ أتاني صوْتُكِ الْواهي الْحزينْ
كأَنّهُ آتٍ مِنَ الْغَيْبِ الْمُبينْ
قُلْتِ لقدْ دَخَلْتِ في غيْبوَبةٍ
بعْدَ مواتٍ للْفؤادِ والْوَتينْ
وَبَعْدَ أيّامٍ صَحوْتِ في ذُبولْ
لِيُصْعَقَ الناسُ هناكَ بالذّهولْ
مع أنَّهُمْ كانوا بِغايَةِ السُّرورْ
لمْ يفهموا ما كانَ في الذِّهْنِ يجولْ
قُلْتِ أردْتِ أنْ تَظلّي نائِمةْ
وَلنْ تكوني قبْلَ بَعْثٍ قائِمةْ
فالْعيْشُ بيْنَ الناسِ حتى مُهْلِكٌ
لِمَنْ يجافي لائِمًا أوْ لائِمةْ
عُدْتِ إلى الْحياةِ بلْ إلى الوُجودْ
بِرَغمِ ما عانيْتِ مِنْ لظى الْجُحودْ
لا تقْنطي مِن ر حمةِ اللهِ الكريمْ
فَلَيْسَ هذا الوقْتُ وَقْتًا للرُّقودْ
أَلا انْهَضي هُبّي ولا تسْتَنْجِدي
فقطْ على نفْسِكِ اعْتَمِدي
قادِرَةٌ أنْتِ إلى أقصى حُدودْ
فانْطَلِقي إلى الْعُلى واجْتَهِدي
د. أسامه مصاروه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق