الخميس، 29 فبراير 2024

عندما يتكلمُ الموُتُ في غزَّةَ بقلم الشاعر محمود بشير

 عندما يتكلمُ الموُتُ في غزَّةَ


يا(جوُعَ غزَّةَ)كشِّفْ سَوْءَةَ العرَبِ

        سجِّلْ وبَيِّنْ في سِجِلِّكَ مَطْلَبِي


إنِّي فرَضْتُ على الجِياعِ مَشيئَتِي

          إنِّي غرسْتُ أصابِعِي ومخالبِي


إنِّي أنا الموتُ لا خُبْزاً أجودُ بهِ

         والماءَ أمنعُ حتَّى لو أتَىٰ لِصَبِي


كُلِّفْتُ من (مَلَكٍ) أبْدَىٰ سَريرَتَهُ

           يخْتارُ (غزَّةَ) للتّدْميرِ لِلعَطَبِ 


قَلَّبْتُ حالَ (بنِي الأعْرابِ)عن كَثَبٍ

    همُ عالِقونَ بليْلِ اللهْوِ والصَّخَبِ


حالفْتُ (نَتْناً)علَىٰ الأطفالِ أُفْلِتُهُ

       حتَّى يغوصَ بدمِّ الطِّفْلِ للرُّكَبِ


حتَّىٰ يُعَرَّفَ في سِفْرِ الزَّمانِ أباً

           للقَتْلِ يُمُعِنُ إجراماً بِلا سَبَبِ


أمَّا الشّهيدُ فبُرْداً سوفَ أُلْبِسُهُ

       إذ كانَ حُرًّا ولا يرضَىٰ بِمُغْتَصِبِ


إنِّي وَ(غَزَّةَ) قد هبَّتْ حرائِرُها

     تبغِي الوليدَ شهيداً ليسَ باللَّعبِ

 

بل بالتّصَدِّي إذا ما أقبَلَتْ نُذُرٌ

 للحربِ فيها سوَادُ الغيْمِ والسُّحُبِ


إنِّي قَريبٌ أقَضِّي اليوَمَ مُنْتَظِراً

   أمْراً ملاكِي يجوبُ الكَوْنَ في طلبِي


يومٌ سيأْتِي أنالُ ال(نَتْنَ) في كَبِدٍ

  أقْضِي علَيْهِ وأُخْفِي أشْرَسَ النُّخَبِ


أبقَىٰ مُهاباً ويومَ النَّصْرِ أرْقُبُهُ

     حتَّىٰ يُجَسَّدَ يومُ النَّصْرِ في نُصُبِ


محمود بشير

2024/2/29



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق