السبت، 29 أبريل 2023

لا علقم غير الغياب ـــــــــ روضة بوسليمي


  لا علقم غير الغياب ...

لكأنّ حدّ السّهم أقسم
أن لا يصيب إلّا نحر متيّم وقريب !..
لكأنّني النّخلة التي تُرمَى بالحجر ،
فتُهدي راميها بواكير رطبها الرّغيد !.
كأنّ فراخ الحزن ، استعذبت برّ الأماني
فراحت تلتهم سنابلي السّبع ،
وقد تمايلت في حقول قلبي !..
لكأنّ قوافلَ الحنين جاثمةٌ على الصّدر حينا ...وعلى العين في كلّ حين... !
كأنّ لي قلبا كفراش اللّيل
يرنو بعشق إلى الضّوء
وهو يعلم انّه إلى احتراقه
يمضي !...
يا روحا يكسّرها الحزن مرّتين
اِحذريه...
تصنّعي فرحا باسقا حتّى تستطيعينه -
يا روحا حارسة لباب الورع
قائمة على سقاية زوّارها
رتّلي وردكِ خاشعة على صفحات الماء
اِجعلي مداد نواعير المعنى
وقفا على من بحّت مزاميرهم
لا عتب ..بعد اليوم ، لا عتب ...
إنّ مناجاة المريدين تبطل حزن الأفئدة
ولأنّ مدني عامرة بالرّجاء،
قد ترحل البحار إلى الصّحاري ،
و تتفجّر حمم البراكين من بين الرّمال ،
فترفع رايات من أكفان
على شواطئ ما عادت غريبة ..
لأنّي آمنت ببعثة رجل يُوتى من الحكمة أقباسا ،
جعلت منه منارة ملاذا للسّاعين
وهم يبتغون نورا ..
لا علقم غير الغياب ،
ولا براءة إلّا للبوح ..
ما كنت أعلم أنّي حديقة خلفيّة
وقد اكتفيت بكفّيك قبرين فسيحين !
أنا التي كلّما اتّخذت زيدا خليلا رحل زيد وقُبضت نبضات قلبي !
فلا زيد أسند ظهري ولا قلبي استعاد النّبض ...
كأنّ الحياة أدمنت مشاغبتي
كأنّي بين أرصفتها الموحشة أتوه
تخذلني خطواتي ، تهزّني أنفاسي
ولا أدري إلى أين يسحبني قدري
كأنّني سأخلع نعالي
وأتحلّل من دمعي وأنا أطأ رحابك ،
حتّى إذا ما ألقيت عصاي
تتلقّف ما أضمر لي * فرعون - الذي
طغى وعتا فتجبّر
أقول قولي هذا وأنا أربّت على صدرضاق بما يمور :
- إلى فؤادي وقد أمسى خاويّا مع عظيم
خيبتي وخالص وجعي .
••••••••••••بقلمي : روضة بوسليمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق