الجمعة، 28 أبريل 2023

يوميات شاعر شواي ـــــ ع جمال الجزائري.


 يوميات شاعر شواي

آخر مرة ......قاسم كالعادة لا تظهر إلا قدماه هههه لقد عاد إلى مكانه لما رآني جئت للعمل اليوم ههه ....إنها الطفولة طبعا....
وأنا أعمل كنت من حين لآخر أطلق طرفي ناحية قاسم الذي يختفي رأسه خلف عمود الزاوية التي يجلس عندها مضت ساعة وكانت تشير الساعة إلى 13:30 زوالا ، فإذا بالسي عبد القادر واقف جنبي (كان عدد الزبائن قليل ولم يكن له في تلك اللحظات طلبيات ..) السي نورالدين( يقصدني )كيف الحال اليوم؟؟!! أ أنت بخير؟؟
قلت: والله بخير الحمد لله.
قال ماسبب تأخرك اليوم!!؟؟؟
قلت: كان هناك وثائق إدارية استخرجتها من دار البلدية من أجل تكوين ملف !!! وكذلك الحافلة لم تأتي في الوقت المحدد مثل العادة ....
قال: حسنا، عادي طبعا حتى أننا لم نواجه كثرة زبائن اليوم في غيابك و الحمد لله
قال: اليوم حرارة مرتفعة أكثر من العادة !!!!..
قلت: هذه حرارة شمس الخريف تكون في ذروتها هاته الأيام تحتاجها بعض الفواكه من أجل النضج مثل التمور..... ،
ونحن نحكي إذ به يلحظ قاسم جالس و أمامه سلة الخبز .....آاااه يا السي نورالدين كم أشفق على ذلك الطفل بائع الخبز إنه صغير المسكين و نسيت أن أعطيه شيئا من الطعام يأكله ، يا الله ...
ثم هم بالدخول مباشرة إلى مطبخه الصغير بالمطعم وأخذ يحظر لقاسم سندويتش من البطاطا المقلية و كرات من لحم مفروم وكأس مشروب غازي بارد و ذهب مباشرة إلى بلقاسم ليهديه السندويتش وكأس المشروب ...
عندما وصل عنده شاهدت دخوله في حديث مع قاسم والذي أخر السي عبد القادر بعض الوقت عن الرجوع إلى المطعم ...!!!
بعد قليل عاد السي عبد القادر وفي ملامح وجهه علامات التعجب مما كان من حديث بينه وبين الطفل قاسم ..
وصل عندي فقال لي : سبحان الله ، يا السي نورالدين أدهشني هذا الطفل لكلام نطقه ليس إلا من تعبير الكبار !!! قلت ماذا !؟؟ كيف ذلك!!؟؟؟
قال عندما وصلت عند صديقك قاسم و أهديته السندويتش !! قال لي : لماذا أتعبت نفسك ياعم !!؟؟ وكذلك كأس مشروبات !!!!؟؟؟ كأن الطفل إستكثر هدية السي عبد القادر مع ربما نوع من الإحراج و لوم نفسه بظنه أنه لربما كان سببا في تعب شخص وهو لايريد ذلك ، (عند تحضيره للسندويتش يقصد طبعا ( ....
كلام قاسم في بيئتنا أو مجتمعنا على العموم ، لا يقوله أقرانه وحتى الأطفال في غير سنه!!! هذه الصيغة في التعبير نقولها نحن الكبار أما هو فحسب سنه لازال صغيرا عن مثل هذا التعبير و الحوار بأدب مثل الكبار .... هنا تعجبت أنا كذلك مما قاله صديقي الطفل قاسم للسي عبد القادر ...ثم قلت للسي عبد القادر بنوع من المزاح إنه صديقي وأنا لا أصادق أيا كان هههه فابتسم وقال الله يبارك ....
طبعا تركنا الحديث عن قاسم لما دخل الزبائن وبدأت الطلبيات و أصبحت منشغلا بتحضير الشواء لكثرة الطلبيات ولم ألتفت لقاسم حتى أنهى بيع كل الخبز الموجود بسلته وكعادته جاء و وقف أمامي بابتسامته الطيبة وقال: لقد أنهيت بيع كل الخبز وذاهب إلى البيت الآن ،..
قلت له :ماشاء الله الحمد لله !!! إذا نلتقي غدا إن شاء الله!!؟!
قال : نعم .
ثم قال : مع السلامة عم نور الدين .
قلت مع السلامة قاسم.....
وانتهى يوم من يوميات شاعر شواي ، كان كله شيقا مع الطفل قاسم والسي عبد القادر.....
يتبع ......
بقلم ع جمال الجزائري.
يوم 13/09/2022

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق