الثلاثاء، 2 مارس 2021

على مسارح المساءات الممتدة في المدى بقلم فوزي آل عمار

على مسارح المساءات الممتدة في المدى
والشمعدان أعمدةُ رخامٍ مشتعلة بالغرام مساحةُ كوكبين للعشاق
نُخب من النساء
وذئب عاشب يرضع من ثدي الغزال
(7).....
كيوليو .....
على شباكِ سماءٍ يغازل الغيماتِ والحظُّ كسلانٌ يجتر على باب أيلولَ كل الأمنيات
كفارسٍ مدَّ اعتذار القلب حدواتٍ لمهرةٍ أتعبها ركض الغبار
فاستعارت من نبض فارسها صهيلاً لتثقب وجهَ الغبار
وتستنشقَ القادمَ من الضوء
ولها في الخيال : شمعدانٌ وأعمدةُ رخام ...
كحشرجة الأصابع حين تلمَّسَ الجسدُ تضاريس المرايا
كجرح الناي ساعةَ رقصِ اليتيم
كتلك القصائد التي لا تولد من شاعرها مرتين .
غريب كالأوركيدا على وسائد السد تخيط يومها القادم أرجوحةً للمطر
ربما قد يتعثر السحاب فيلتقطُ البرعم أحفادَ الماء
إنها لرتابةٌ قصوى وحدثٌ مملٌ .....
عام يجيء وعام يمر ...
فلا.....لا تمت
أيها الغريبُ القريب البعيد كوجه الاله...
عد إليّ ...
شيئاً من الممكن تسكعَ كما الحلم
في باحة المستحيل .....
سهيلاً في كاسات الليل مرشداً غزالاً شارداً لمواطن الحنين
أنا والريحُ توءمان....
لا شيء يسبقني إلا غيابُك
أعلق نبضي أراجيحَ لعلك تستريح قليلاً من فرط الغياب
أيها العنيدُ البهي ....
البعيد الغريب
القريب الحالم المستنفرُ خطوتَه ....
لو أنك استنشقتَ رعشة الروح وأنا أطعم تفاصيل وجهك للربابةِ
لجئت إليّ كما الشهب وأحرقت شفتيّ بالقبلاتِ
لكن شيئاً في الغياب شدّك جهة السهو
أعذرُكَ ويصهل قلبك فأسمعك
وأشد وجهك في المنام مرتين
مرةً كي تستيقظ قبلي فتجسَّ صوتك في حنجرتي
وأسمعك وأنت تهمس لقلبك : يا كائناتِ الأرض هذا نشيد العشق
ومرةً كي أستيقظ قبلك
قبل المآذن ....
قبل الدعاء ....
قبل فوضى السماء ....
فأقول للرب دع هذا الخالقَ على قيد الحياة
فلا نبيَّ فوق الأرض يطعم العشبة غيرُه
ولا ساحرَ كقلبه يجيد غزل صدره هودجاً للنورس
أيها القريب البعيد كسماء على مرمى دعاء
ها قد أينعت تلك الدروب وصمدت...ثم لانت واعتذرت
ثم عادت فأحرقت جرحاً في القصيدة واشتعلت
كل شيء هنا قد كبر
شجرُ القسطل
أيائلُ التلة
ظل البحيرة
جراء الذئب
الطائر الأرجواني
صدَفٌ منسي على الشاطئ وظبيُ الغزال
كل شيء هنا قد كبر
إلا خطوتُك حين انتعلتَ شرقَ المسافة رأيتُ وجهكَ هلالاً
تركض كخرافاتِ الجداتِ من وسادة الى وسادة
تركض كحبات المطر فوق الرخام
تركض كقطاراتك الخشبية
كلُعَبك المخفية في الشريان
قد رأيتَ مدناً كثيرةً
ولعَباً لطفولة قصيرةٍ
وتلة من رخام
وكم بكيتَ !!
وكم حنّت لك مواسمُ المطر البعيدة
فاختلط الماء بالماء !!
برزخ ٌ أنا للجرح بينهما والعين في الغبار قد أبصرتْ بلادك
يا أنت كم يؤلمك الحنين الجاثم على كراسي المحطات !
شربتَ خطاك مستعجلاً
خلفك منارةُ مرفأٍ قديمٍ ورائحة مركبٍ أكل البحّار ملح مجدافيه لئلا تتوسلَ اليدُ وجهَ البحر
يا بحر ذاك البحر
أنت لا يغرك بخور الخُطا
لا صوت القطا
لا شيء كما الضوء يسحب فراشةً الى حتفها...
إذن ........ لا تمت .....
قد أوحت لك الروح :
إنك الوارث الوحيد لما تبقى من عبق الصندل في الحكايا....
و إن يتيم الحبر : طفل لم ير وجه أمه في اللبن فاستعار من الوسادة شيئاً يعجل بشيخوخة الأطفال
لا..... لا تمت ......
فمن سيعلّمني
كيف أرتدي القمر فستاناً لسهرتنا
أميل قليلاً جهة السحاب
أشرب الألحان من فم الماء
نسكر معاً كما النجمات في باحة الليل
نقطف الضوء فانوس ضحكتنا
نتماهى ساعة الشفق بكل ما استطعنا من عشق يوقظ أعمدةَ الرخام
حين تمد بساطها تلك الأبدية المدهشة : تختٌ على السحاب وخيال يجوب المنتهى
لا تمت ...
أنا قد قدستك
أنت دِينٌ قديم إن غاب نبيه فاحت نقوش الروح من خدود الصخر ولانت كعجينة صلصال بين أصابع طفل يرتب عيدا على مقاس خطوته
إلى أن نلتقي
يا وليد النور...
قم عجل برقصتنا وعد إليّ
فرحا سابقا لأوانه ....
شوقاً متبادلاً
صهيل قمر في الشتات
ابتسامة هوية نكاية في الغياب
يعجنك الصدى
يثقبك الحنين...
تعزفك الخطا المتسارعة شامة
على شباك بيت قديم أطالت الرطوبة لون جداره إلى أن يشرب شهقة الطفل من عينيك ويبكي كما بكيت
لا......
لا وقت لك الآن لتكشف سر اختفاء لعبك في الشريان
قد كبر كل شيء بداخلك :
عريشةُ الياسمين
شجرُ التين وتر الكمان وحبل الغسيل
صديقٌ قديم كان يهوى الوشاية
كلما حطت فراشة على نبضك أطفأ مصابيح الشوارع
قد كبرت
طاولتك المستديرة بشرشف أبيضَ وقد اتسعت لك ولظلك...وقطة تتذوق طعامك من يدك
فتنظر جهة الفقد
لا أحد يطعمك سوى هذا الفقدُ المريب
كل شيء قد كبر
إلا الوقتُ مازال يسبق الرؤى
حتى تلك الخرافات التي كنت تخالها ولِدت بلا لسان ...قد نطقت من صرتها وكبرت..
و أصبحت أهازيجَ .

ها قد أوحت لكَ الروح
فانفض جرحكَ من جرحك
واعبر بقصيدتك سالماً في مجرى نهدين مستنفرين
وأطعمْ لك الحجلَ
و افتح لك ستائر الخجل
هناك قد كبر الطفل
وغنّت له الغزالة
هنا
على جسدٍ كالمرايا
لا دمه يشبه دمك
تراه كظلك منذ الولادة يتبعك
جاءت به سفن العشق فنمتَ أيضاً على نهدين مستنفرين لتذوق لأول مرةٍ طعم النبيذ البشري ....
لولا الكثيرُ من الحياء لتعرّت لك كل الأضلع
ها قد استيقظت قبلك
فلا تنتظر هناك...وانظر هنا
ها قد اكتشفت لعبَكَ في الشريان
ها قد قدستكَ
يا نشيد العشق
عجّلْ برقصتنا ...

فوزي آل عمار



هناك تعليق واحد:

  1. لا أكوان لفظ تصف مسارح ابداع ٱل عمّار ...حتّى وإن كانت أبجديّة جديدة بعد الياء ..
    دمت مبدعا يا فارس الكلمات ..

    ردحذف