السبت، 27 فبراير 2021

فوانيس بقلم الشاعرة منى الماجري

 فوانيس

خمسة فوانيس تمشين في الغمام ،ترعرعت بين الرمش و الرمش،
منذ جهد ،منذ أعوام ..
قبس من تحت الرماد منتصب
يمشي في الأرض جامحا ،يوزع اللمعة في الطرق ،وبين قامات الجبال
قبس ،هو قبس ،أترى عندما يحظى حي منسي للفقراء بفانوس ضوء ،
أترى عندما يتحول ذلك إلى عيد مقدس يرقص في معبده أطفال الفقراء ؟
تلك هي الفوانيس الخمس التي تهب عند الفجر ،ثم تمضي تنثر من ضوئها ،تحول الظلمة إلى شعاع ..
فوانيس لا تستعجل الأجر ،كفاها من ذلك أن ترى في عيون الأطفال حلما بعيدا ،بأن يصبح لهم بيت وطريق ولعبة في وطن ،لا يشترى ،في وطن لا يباع ..
فوانيس لا تستعجل المدح يكفيها
من ذلك أن تصون بلادها القمح،
وأن تعمد الصبايا شعورهن من دمع الزيتون الذي يبكي نسبه..
فوانيس بلا أجر
تحترق صباحا ،وعند المساء تعجل
شوقا إلى أفواه عطشى لحليب الأثداء ..
خمس فوانيس رشقها صبي شقي
من صبيان وطني الأشقياء..
برمية حصى طائشة أطفأها
وفي بلادنا ،لا نجيد سوى الطيش
والقهر ،والدمع والدم ،والقمع
وقتل الأبرياء ..
وفي بلادي يتيه كل معنى للحياة
يتيه كل لون للضياء ..
وفي بلادي يموت المعلم مغدورا
وكذا يموت جنودنا الأبرياء..
منى الماجري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق