السبت، 27 فبراير 2021

سلسلة : " حديث النفس " بقلم إدريس جوهري

 سلسلة : " حديث النفس "

سماء صافية نجوم لامعة تتلألأ
في الفضاء الفسيح اللامتناهي
كأن القمر يبتسم لعشاق الحياة ..
و ضوضاء ضجيج الجيران لا يتوقف
منتصف الليل و هم لازالوا سهرانين
خرجت مع صديقتي لزيارة معرضي
الخاص حيث أعرض فيه آخر إبداعاتي
جميع رسوماتي الفنية و تبقى دائما ..
أكثر واحدة تشد انتباهي تستوقفني
و أستمد منها إلهامي تشاركني
نتشارك بيننا خواطرنا فضفضاتنا ..
الخريفية الباردة الربيعية الوردية
" إنها " لوحة تشكيلية تجريدية
تعبيرية كلاسيكية عصرية ممزوجة
بألوان قرمزية ليلكية أرجوانية ..
سميتها .. سفينة أحلام البؤساء
إنها ساحرة أختلي بها في وحدتي
كلما ضاقت الدنيا حولي أو اختنقت
فلا أستطيع البوح لأحد آوي إليها ..
أتحدث معها أبقى مدة من الوقت
حتى أفرغ ما في جعبتي و أرتاح
أحسبها كتاب حياتي مترجم بين
الألوان و الأشكال و الخطوط ..
العمودية الأفقية دققت النظر فيها
كأني أفتح أولى صفحات كتاب
سحري مليء بالعجائب و الغرائب
ها " هي " تجذبني إلى أعماقها ..
كالتنويم المغناطيسي تسارعت
دقات قلبي حبيبات العرق تتساقط
من جسمي شهيق زفير بطيء عميق
حتى وجدت نفسي داخلها ككل
مرة ... " أنا " شاهد في الزمكان ..
على ما يجري حولي من أحداث
بحر أزرق هادئ ساكن شمس دافئة
لكن المسافرين منزعجين جدا يبدو
أن القبطان غادر السفينة واستقل ..
قاربا آخر يجول العالم مع القراصنة
للبحث عن الكنز المفقود المنشود
و السباق للحصول على فاكهة ..
الخلود أسطورة تداولها الأجداد
منذ القدم بين القراصنة للبقاء
الأبدي على عروش الأرض ..
لكنهم دخلوا في بحار التنين
المنطقة السوداء المحرمة
من كل الخرائط فأيقظوا
الأشباح و كل سكانها
من ملوك الجان و حوريات ..
و الأرواح الميتة العالقة
المسجونة منذ أزل بين برزخين
من ثلج و نار إنه " البحر المسجور "
لقد فقدوا الرؤية دخلوا في عالم
الخيالات مشاهدات وهمية تحت
تأثير مزامير و غناء عرائس البحر
صاروا يتخاصمون يتنازعون ..
يقاتلون بعضهم في الحقيقة
و في عالمهم الوهمي ما زالوا
يسافرون لتحقيق الأمل المنشود
تحت راية و كلمة قائدهم ..
مجموعون موحدون على قلب
رجل واحد غير أنهم واقعيا
قد خربوا السفينة و اقتسموها
إلى نصفين صعد فريق للأعلى
على السطح يعيش حياته ..
في النور عند الهواء الطلق
دون اشتراك مع الباقين الذين
فضلوا المكوث في الأسفل
بين الجردان في الظلام ..
و الهدوء بعيدين عن ضوضاء
الأمواج و خطورة العواصف
لكنهم صاروا يختفون من مواقعهم
الأصلية و يستبدلون بصورهم
المنسوخة إنها مرايا ثلاثية الأبعاد
تبتلعهم و تقذفهم في مواقع أخرى
فأصبحوا يتخبطون خبط عشواء ..
فوضى عارمة اختلط السراب الوهمي
مع الحقيقة المجردة و مع ما وراء
الطبيعة و الحواس و الغيبيات
تحول بيولوجي للكائنات البشرية ..
أصبحت الأجسام جسدا واحدا
كالتنين السلافي بثلاثة رؤوس
عقول أو أرواح كل واحدة تقول
تصرخ نفسي .. نفسي .. ولا غير ..
أنانية نرجسية ملؤها الخوف و رغبة
رهيبة .. للنجاة فمن جهة التخلص
التحرر من قيود أثقلت كاهلها سلاسل ..
السفينة عالقة هي الأخرى حولها
و القارب بنفسه غارق في دوامة
مثلث برمودا تجذبه العوالم ..
السفلية للعدمية للخطايا
السبع المميتة المهلكة
و من جهة أخرى تحرك أقطاب
المغناطيسية الذين يسلبون كل القوى
الطاقة الحركة الكونية الحياتية منه
نزاعات مشاحنات لها مفعول مدمر ..
إنه صراع الكائن الحي سر الوجود
ها " هو " يحاول التخلص النجاة
من العلائق التي أوشكت قوة ..
أخرى للتدخل و تسلبه ما تبقى
فتسيطر على ذلك الوجه الأخير
" الثالث " .. في مركز الآلام ..
و شدة التداخلات " اللاشعورية "
في لمح البصر انزوى في داخله
اختلى بكينونته ما تبقى من طاقة
فيه يناجي روح " الجدة " الراقدة
في أعلى الهرم تطهره تخلصه ..
من وحوش صنعتها جنوده التي
تحرسه و تزعم السهر على حمايته
و توفير كل سبل الراحة و السكون
و السعادة فها هي تحولت لأعتى ..
قوى العدى الظلامية المدمرة
إنما أنا الملام .. و لازلت أربي ظبيا
منذ الصغر حتى أصبح وحشا
مفترسا لئيما يأكل من لحمي ..
و ينخر عظمي على مهل ..
رعشة كهربائية أيقظتني من غفوتي
قشعريرة تجتاحني تتسرب بين
عروقي أعضائي تلملمت كل حجارة
الأهرام تمشي بانضباط و انتظام
تسارعت يركب بعضها بعضا ..
يساعد كبيرها صغيرها
أخرى تزحف رويدا رويدا
على مهل كلها جروح تتحرك
بشق الأنفس حتى اجتمعت ..
شكلت يدا كبيرة ضخمة قوية
غاضبة ثائرة إعصار لولبي حلزوني
عاصفة من الدرجة الخامسة ..
تدمر كل شيء من قيود و سلاسل
شياطين و أرواح الأشباح ..
و خيوط الجاذبية و العدمية العمياء
الظلماء الخرساء ..لكن في طياتها الرحمة ..
الجمال .. بين ثناياها تحمل الحب .. السلام والرضا ..
و دفئ الأمومة .. ثم تلاشت كلها و تحولت إلى بوصلة
متناغمة في قلبي تنبض ب " ا .. ل .. ت .. س .. ا .. م .. ح "
@ بقلمي/ إدريس جوهري . " روان بفرنسا "
27/02/21
Photo By / Mario Haberl # 𝐒𝐀𝐕𝐄 𝐌𝐄 ..!!
Peut être une image en noir et blanc de 2 personnes

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق