الأحد، 28 فبراير 2021

قراءة في نص الشاعر الدكتور فارس الخفاجي تساؤلات بقلم الأديب حميد شغيدل الشمري

 قراءة في نص الشاعر الدكتور فارس الخفاجي تساؤلات

.......
اسم النص..تساؤلات
نوع النظم ..عمودي من البحر البسيط
ثيمة النص ..غزلي .وجداني
اسلوب النص السهل الممتنع
عدد الابيات اربعة عشر بيتا
......
في ظل جائحة كورونا اللعين وتحت سياط الحظر لابد من ان نجد متنفسا يفتح شرايين اللهفة وينسينا آلام التوحد فكل يبدع فيما وهبه الله لينسى ويُنسي المتلقي معاناته لاسيما في عراقنا عراق المعاناة من هنا كان لابد لي ان اتجول بين العشرات من القصائد علني اجد نصا فيه تلك الامال ويشفي بعض ما في الصدور.
اجد ان الاغلب الاعم من القصائد هي عبارة عن لوحات فنية متشابهة في المعنى ومختلفة بالالوان.
وانا بين هذا وذاك وقع بصري على نص جميل عبارة عن تساؤلات عاشق وفعلا اسماه تساؤلات هو نص الشاعر( د فارس الخفاجي)..
ان السبب في التساؤل يرجع الى ما اختزنه العقل البشري ولكني ارى ان الشاعر واي شاعر تنطوي تساؤلاته على مقدار عاطفته التي تحركه فالشاعر لديه العاطفة المتوهجة ولا يستخدم عقله الا بالشيء المحدد في الحفاظ على رزانة شخصيته من هنا كانت القصيدة التي بين أيدينا معبرة تعبيرا عن طبيعة المسار الجمالي للشاعر مع الحفاظ على اتزانه من خلال اتزان القصيدة.القصيدة من القصائد السهلة الممتنعه لم يدخل التعقيد في مفرداتها وعندما تدخل في طياتها ترتسم امامك لوحات فنية وتشعر انك قراتها من قبل وتتحدث عنك وهنا يكمن الجمال الشعري.
لقد خلدت مثل هذه القصائد شعراء كثر لكون البساطة في النص توصله الى عقل المتلقي بيسر وتحاكي عواطفه ..ان هذا الاسلوب الشعري ليس سهلا بل هو من الاساليب الصعبة التي لايمكن ان يبحر فيها اي شاعر انه اسلوب جميل وهذا ما لمسته باسلوب الشاعر الدكتور فارس الخفاجي ليس في قصيدته التي بين يدينا بل مجمل نتاجاته.
استوقفني البيت الثاني كثيرا حيث يقول:-
(وسارَ بي لبِقاعٍ كُنتُ أجهَلُها
لا الأرضُ أرضي ولا المَيدانُ مَيداني)
الصورة واضحة للمتلقي الرحلة الغريبة الى عالم مجهول يثير الشجن والخوف ولكني اعتقد ان عجز البيت هو تضمين لم يضع الشاعر عليه الاقواس لانه تصرف في قافيته رغم ذلك انه استطاع ان يجعل من صدر البيت مدخلا جميلا مبهرا وكانه قد قيد بيسر الى عالم الخوف من المجهول وهذا ما يجعل الشاعر العاشق كثير الانتقال والقلق وكما قلنا لا يستطيع الموازنة بين عاطفته وعقله لانه يرى الامور ليس كما يراها الاخرون.تمعن معي عن الانتقالات الجميلة والصور الرائعة وسلاسة المعنى
(وصارَ صوتُكَ عِندَ الصُبحِ أُغنيتي
وصارَ هَمسُكَ عندَ الليلِ إدماني
وصارَ عِشقُكَ عنواناً ألوذُ بِهِ
لا يَملكُ الناسُ عُنواناً كَعُنواني
الوَردُ منكَ على غُصني يُزَّينُهُ
لو غادَرَ الوَردُ ما نفعي بأغصاني ؟
كيفَ السبيلُ لقلبي حينَ تَهجُرُهُ ؟
وأنتَ نَبضٌ تَهادى وَسطَ شِرياني)
هذه الانتقالات الجميلة الخالية من التكلف والتي يشعر بها اي عاشق زادت من جمال النص بحيث انها تدفع القارئ الى اكمال قراءة القصيدة لان عامل الجذب موجود بقوة في النص ولا سيما جاءت على اجمل بحر شعري عالي الموسيقى البحر البسيط.
وبعد ان رسم لنا الصورة الواضحة عما يريد واتضحت المعالم عاد الى العتبة الرئيسية وهي التساؤلات ليسير في ختم القصيدة من عتبتها..
(هلْ يُنصِفُ الحُبُّ خِلاً في صبابتِهِ ؟
وهَلْ يَعودُ الهَنا من بَعدِ هِجرانِ ؟
وهلْ تَعودُ لتِلكَ الروحِ بَهجَتُها ؟
من بَعدِ ما نابَها من طولِ حِرمانِ
كيفَ السبيلُ لقلبي حينَ تَهجُرُهُ ؟
وأنتَ نَبضٌ تَهادى وَسطَ شِرياني
الذنبُ ذنبُكَ إنْ حاقَ السَقامُ بنا
يا مَنْ تَعَّمَدَ بعدَ الوَصلِ نسياني
تَركتَني لرِياحِ البَحرِ تَعصِفُ بي
سَفينَةً أَبحَرَتْ من غَيرِ رُبّانِ)
القصيدة بمجملها كانت عبارة عن محاورة عشقية جميلة تذكرنا بعشق سنين الشباب والتساؤلات جاءت على وتر حزين اغلبها في نهايةالنص وامتاز النص بحسن النظم ولطافة المفردة ومغازلة المشاعر.
اختم واقول نحن بحاجة الى مثل هذه النصوص ليعيد لنا ذكرياتنا الشبابية وصفاء المشاعر والابتعاد عن الاسى والقلق .
تحيةدكتور فارس مع الاعتذارللاختصار
النص
......
تساؤلات
شيئاً فشيئاً أتى مَنْ كنتُ أرقَبُهُ
لِيَزرعَ الحبَّ في روحي و وجداني
......................
وسارَ بي لبِقاعٍ كُنتُ أجهَلُها
لا الأرضُ أرضي ولا المَيدانُ مَيداني
...................
أما اكتَفَيتَ بعَزلي دونَما سببٍ
عن كُلِّ أهلي و أصحابي و خِلاني ؟
...................
وصارَ صوتُكَ عِندَ الصُبحِ أُغنيتي
وصارَ هَمسُكَ عندَ الليلِ إدماني
.................
وصارَ عِشقُكَ عنواناً ألوذُ بِهِ
لا يَملكُ الناسُ عُنواناً كَعُنواني
....................
الوَردُ منكَ على غُصني يُزَّينُهُ
لو غادَرَ الوَردُ ما نفعي بأغصاني ؟
....................
كيفَ السبيلُ لقلبي حينَ تَهجُرُهُ ؟
وأنتَ نَبضٌ تَهادى وَسطَ شِرياني
...................
الذنبُ ذنبُكَ إنْ حاقَ السَقامُ بنا
يا مَنْ تَعَّمَدَ بعدَ الوَصلِ نسياني
...................
تَركتَني لرِياحِ البَحرِ تَعصِفُ بي
سَفينَةً أَبحَرَتْ من غَيرِ رُبّانِ
...................
لمْ أبكِ يوماً على كَربٍ بُليتُ بِهِ
لكنَّ هَجرَكَ يا مَحبوبُ أبكاني
.................
لا تندُبِ الدَهرَ إنْ صاحَتْ صَوائحُهُ
لأنهُ قَدرَ ما أضناكَ أضناني
..................
يا سِرَّ هذا الجَوى مَهلاً فَرِحلَتُنا
طَويلةٌ و طَريقُ الشوكِ أَدماني
.................
هلْ يُنصِفُ الحُبُّ خِلاً في صبابتِهِ ؟
وهَلْ يَعودُ الهَنا من بَعدِ هِجرانِ ؟
..................
وهلْ تَعودُ لتِلكَ الروحِ بَهجَتُها ؟
من بَعدِ ما نابَها من طولِ حِرمانِ
..................
شعر د. فارس الخفاجي
بابل
Peut être une image de ‎‎حميد شغيدل الشمري‎‎

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق