الثلاثاء، 11 نوفمبر 2025

قراءة أولية في قصيدة : «مــَن..يطهّرني من دنس الركض؟» لمحمد المحسن بقلم (خالد الصلعي-ناقد من المغرب الشقيق)

 محمد المحسن

إنّ الكلامَ على الكلام صعب (التوحيدي)

و..هذا..ما قيل عني..بل عن قصيدتي الموسومة ب" من يطهرني..من دنس الركض"

                  (شعرية التشظي)


*قراءة أولية في قصيدة :

«مــَن..يطهّرني من دنس الركض؟»

لمحمد المحسن

كنتُ كما كان جدّي نبضا..يخاف السقوط

بفوهة المستحيل

ويخشى سهاما تصيب من الخلف..من ألف خلف

تخدش الرّوح

تطيح بأضلعنا... في منعطف للثنايا

وترسلنا إلى الموت في موعد غامض..

وكان أبي مثل جدّي تماما..أصفى من قمرين معا

يحبّ الرحيل..إلى أيّ شيء

يحبّ بلادا ويرحل عنها

لكنّي أراه يكفكف دمعا

كلّما رأى برعما غضّا يتهاوى

أو كوكبا مستفيضا..يتشظى

ثم يستحيل في هدأة الفجر

شظايا..منثورة في الفضاء

..ههنا الآن وحدي على مقعد لست فيه

أهذي لأسمع نفسي

أتحسّس درب اليمام على سطح قلبي

أستعيد ولادة عمري

أدافع عن زهرة لوز

تضوّع عطرها بين الثنايا

هي قصيدة تشبه تجربة حياتي ،ومهما كانت الأسباب التي دفعت صديقي الناقد والقاص التونسي "صلاح مورو " ،لتقديمها لي،فإني أجد وراء هذه الصدفة الفنية الرائعة أسبابا غامضة،ربما كان هناك شيئ لايعلمه أحدنا عن وصول هذه القصيدة الي،وانا من المؤمنين بالخوارق والغوامض وما وراء الطبيعة،خاصة وأنا لم أكن أعرف قبلا الصديق محمد المحسن الشاعر التوننسي الكبير،وحين أطلق وصف الكبير فأنا لا أطلقه جزافا،بل ان صراحتي في النقد وعزوفي عن نقد الكثير مما يعرض علي تسبب لي في جفاء كثير من الأصدقاء،وهذا شأنهم طبعا،لايمكن أبدا بناء صداقة ما على أسس زائفة .

فحين تجتمع في القصيدة شروط أربعة تصبح قصيدة قابلة لأن تسكن مملكة الشعر،وحين يختل شرط واحد يمنع عليها ولوج مملكة الروح/الشعر،و أظن أن قصيدة محمد المحسن جمعت بين حواشيها تلك الشروط وأوفتها حقها وزيادة .

فقد كان التركيب سلسا والصياغة انسيابية والخيال وثابا وخصبا،والموسيقى تستقي من موضوعها ألحانها ومقاماتها،فكانت قصيدة مفتوحة نوافذها على مساحات جمالية باذخة ، عمدت الى تناول موضوعها بفنية عالية،ليس أدل عليها أن الشاعر استطاع أن يجمع بين ثلاثة أجيال في تعبير مقتضب ومكثف،ليمنح قصيدته احدى شروط الحداثة الشعرية بإعتبارها تضعيفا للمعنى وتكثيفا للرؤية،في كلمات قليلة،يقول الشاعر:

كنتُ كما كان جدّي نبضا..يخاف السقوط

بفوهة المستحيل

هكذا يجمع الشاعر بينه وبين جده في موضوعة الخوف من السقوط،وهي موضوعة تتعلق بنوع من الرهاب الاجتماعي والسياسي،التي باتت المجتمعات العربية مسكونة به الى درجة الامتثال لكل رموز الخوف في العالم العربي بدءا من الحاكم الجائر،وليس انتهاء بالمشي في الشارع،لكن الشاعر يقرن خوفه بفوهة المستحيل،وحين نفكر أو نتأمل في علاقة الإسناد التي تجمع بين الفوهة والمستحيل نجد أن الشاعر استطاع بحدسه الفني أن يختزل المستحيل رغم طبيعته اللاتوقعية والمنفتحة بفوهة،وهي ذات شكل معلوم ومحدد،كأنه تصوير دقيق لحالة الشعب العربي المنفتح على كل احتمالات التوهج والابداع والازدهار،لكنه مرهون في فوهة الأنظمة الديكتاتورية العربية،فالفوهة سواء كانت فوهة مدفع أو فوهة بركان فهي لا ترسل غير الدمار والخراب،وهذا قدر من ارتهن لفوهة الأنظمة العربية التي لاتزال شظايا بارودها تمزق أجساد الأبرياء،وحمم براكينها تشوي الجلد البشري .

هكذا تحمل الذات الشاعرة عبئا فوق عبء،عبء الذات،وعبء المجتمع،خاصة والشاعر يقف عند فترة جده وهي فترة يمكن قراءة وجودها بلحظات النضال ضد المستعمر ونيل الاستقلال ، حيث ابتدأت طقوس توزيع الغنائم وسد الطرق والتسلط على الشعوب العربية،وهو ما عبر عنه الشاعر بلغة شعرية تروم انزياحها الفني كشكل تعبيري راقي اذ يقول:

ويخشى سهاما تصيب من الخلف..من ألف خلف

تخدش الرّوح

تطيح بأضلعنا... في منعطف للثنايا

وترسلنا إلى الموت في موعد غامض..

ليس الجد وحده من يخشى سهام الغدر،هذا الغدر الذي تعددت مصادره وأصبح شبيها بعادة تبناها العربي كقاعدة لمختلف تعاملاته ومعاملاته مع أخيه،وقديما قال الشاعر العربي،"وظلم ذوي القربى أشد مضاضة من وقع الحسام المهند".فالسهام لم تكتف بالجسد،بل وصلت الى عمق الروح،وكم كان تعبير الشاعر رائعا وهو يكني حالة التوجس والقلق التي تنتابنا في انتظار الضربة القاضية التي تقضي علينا تماما في وطن كنا نتوق ونحلم أن يمنحنا الأمن والطمأنينة بالموعد الغامض ،بيد أنه أصبح كغابة مأهولة بالكواسر والوحوش المتعطشة للدم العربي . فعبارة موعد غامض تحمل شاعريتها في انفتاحها على حياة تطبعها انتظارية عدمية لموت عبثي قد يصيبنا في أي لحظة.

لنصل بتخلص شعري رائع الى الجيل الثاني من السحق العربي،جيل الآباء الذي كابد تجربته غربة،سواء كانت الغربة داخلية اوخارجية،قسرية أو طوعية،فرغم صفاء البسطاء وطهرهم  الا أن هذا الصفاء والطهر يكاد يكون السبب الرئيس لبؤسهم ومأساتهم،وهو ما عبر عنه بجلاء أحد الحكماء الغربيين،مما فرض على الأب رحلة الاغتراب والرحيل الأبدي،وإن كان رحيلا الى العدم الذي عبر عنه الشاعر باقتدار ب"الى أي شيء" كناية عن مدى فداحة الهرب من العبث والخواء الذي ملأ مساحات الوطن العربي من الماء الى الماء.

هكذا يصبح الشعر مع محمد المحسن شعر رسالة الانسان العربي،دون أن يغفل الأبعاد الفنية،فالفن هو توليف الانساني بالفني في صورة متكاملة،كأن الشاعر يمتثل لمقولة تولستوي:"لا يجب أن تكتب إلا في اللحظة التي تشعر فيها أنك عندما تغطس ريشتك في المحبرة تترك طرفا من لحمك داخلها"،ولا يكتب الا حين تملي عليه الكتابة الشعرية رؤيتها وقد امتلأت بلغة تتأسس على الجمالي وعلى الفني دون أن تنسى رسالتها الانسانية السامية .

"لا يجب أن تكتب إلا في اللحظة التي تشعر فيها أنك عندما تغطس ريشتك في المحبرة تترك طرفا من لحمك داخلها" تولستوي ،وهو ما يصنعه محمد المحسن،فالقصيدة ترفل بنسغ الشعرية ذات الأبعاد المختلفة،اذ تحتفظ بجمالية الشعر وهي تؤدي رسالتها الاجتماعية والسياسية،وتحتفظ بسلاسة التعبير رغم اغراقها الرمزي والاحالي الى متون المعيش واليومي والتاريخي،أن تكتب الشعر،يعني أن تذوب في الكون،أن تصبح أنت كل شيئ،وهذا ما يعجز عنه أغلب الكتاب والشعراء الا قلة قليلة .

ان بنية المقطع الأول من القصيدة تبرز لنا أن الشعر حين يكتب بعشق فانه يمنحك من عنده كل مفاتيحه،فالشاعر لم يغفل بنية واحدة من بنيات القصيدة الحداثية،كالموسيقى مثلا،فتجاور الحروف في:

كنت كما كان جدي نبضا..يخاف السقوط

بفوهة المستحيل

فقراءة بسيطة للمقطع تجعلنا نلاحظ تجاور حروف الكاف ثلاث مرات والنون أيضا،وحرف الفاء مرتين والسين ايضا مرتين،مما يعطي للشذرية أو للسطر،حسب الإختيار النقدي ، موسيقاه الداخلية النابضة بالحيوية،لتأخذ الموسيقى حظها الجمالي ووظيفتها الدلالية،التي ترسخ المعنى في وجدان القارئ .

وبذلك يكون الشاعر قد اعتمد بذكاء فني على كل المكونات التي تمنح القصيدة بعدها المتكامل، حيث يجعل القارئ يعلن بافتخار أن الشعر العربي ما زال بخير .

واذا كانت هيمنة التيمة النواة،تجبر الشاعر على العودة الى سردية تجربة الأجيال الثلاثة،فانه يعود اليها وقد حمل معه كل أدوات الفن الشعري الذي أصبح يتقاطع فيه الشعر مع النثر ليمتح شعريته من كل ممكنات اللغة والكتابة والإحساس الدقيق بنوعية وجنس الكلمة واللفظة،وليس استدعاء الجد والأب في تعاطيهما مع تجربتهما استدعاء اعتباطيا،بقدر ما هو نمط من تكثيف الواحد في المتعدد واعطاء تنوع الوحدة ووحدة التنوع تجسيدها الفني والجمالي في قصيدة لا تؤمن الا بفسحة الجمالية التي تتجاوز التقييد والحد :

وكان أبي مثل جدّي تماما..أصفى من قمرين معا

يحبّ الرحيل..إلى أيّ شيء

يحبّ بلادا ويرحل عنها

لكنّي أراه يكفكف دمعا

كلّما رأى برعما غضّا يتهاوى

أو كوكبا مستفيضا..يتشظى

ثم يستحيل في هدأة الفجر

شظايا..منثورة في الفضاء

لم يعد القمر مثال الاكتمال والجمال في عرف شاعرنا،وان كان يعني بهما ما بقي من ثلاثية الأجيال،أنا النصية وجدها،فالأب الذي قد يختزل الابن والجد،أصفى من قمرين،لأن منطق التطور العقلاني والانساني الطموح يفترض دائما التجاوز والارتقاء،ثم لا ننسى أنه واسطة العقد هذه المكانة التي طالما تغنى بها التراث العربي،انه الجسر الذي يربط بين جيل،فهو أمل الجيل الأول ونموذج الجيل الثالث،لذا كان همه الرحيل وان نحو المستحيل،وهو رغم حبه للبلاد الا أنه يهجرها،لكن الفراغ الذي يتركه الشاعر تاركا للقارئ مهمة ملئه،هو لماذا يهجر الانسان بلادا يحبها ؟ ألم يقل الشاعر العربي بيته الشهير ؟

"بلادي وان جارت علي عزيزة..وأهلي وان ضنوا علي كرام"

لكن شاعرنا عمل بحكمة الشنفرى حين أنشد :

"وفي الارض منأى للكريم عن الأذى..وفيها لمن خاف القلى متعزل.."

فمن تدمع عيناه لذبول برعم،وكم كانت الصورة معبرة حين أسند التهاوي للبرعم،فالبرعم هو النبتة الأولى للزهرة،وهو لم يلحق بعد مرحلة التهاوي،لكن التفاتة الشاعر لخصيصة الشاعر الذي يعتبر نفسه دائما كائنا برعميا لم يتفتح بعد في انتظار قصيدة لن تأتي تعلن تفتحه وشاعريته،كانت التفاتة غنية بالاشارات الاستعارية،خاصة وأن مقابلة البرعم بالكوكب المتفيض وهو يتشظى تعطينا رؤية بل لوحة غاية في الجمالية،سواء نظرنا اليها من زاوية تمثل الشاعر لذاته،أو من زاوية آلة الأنظمة العربية التي لا تفرق بين صغير وكبير،بين مكتمل ومن في طور التكوين.ليعيدنا الشاعر بلغته الانزياحية العالية الى الى صورة" أي شيئ"،حين يستحيل الى شظايا منثورة في الفضاء،هذه هي رحلة الشاعر،رحلة التشظي في متاهة الفضاء المفتوح المتمدد .

لا يلتزم الشاعر بأي قيد عروضي أو

شكلي ،فشاعرية الانفتاح على الشعرية التي ترفل بها اللغة العربية هي بوصلته الى تحقيق موسيقى شعره،وهي عملية تتطلب دربة وعشقا للغة العربية وشعرها،فلو قطعنا السطر الأول مثلا نجده يتفكك الى التفعيلات التالية :

مفاعلتن / فاعلاتن / فعولن/مستفعل/فعلن /فعلن

وهي تفعيلات قد تتواجد في أكثر من بحر،بعد ادخال الزحافات والعلل،إلا تفعيلة الوافر، مفاعلتن،التي يختص به فقط بحر الوافر،فان باقي التفعيلات يمكن أن تتضمن في أكثر من بحر، مما يجعل البحور الشعرية مفتوحة على بعض ويوفر للقصيدة العربية موسيقى خارجة سياق الشكل المتحجر والنمطي.

نخلص من كل هذا أن الشعرية قد تتوفر بالإنصات الى الذات،والإنصات الى الذات مقام الواصلين الى الكون عبر التأمل الوجداني،وقد أخذتهم اللغة في كونها الممتلئ بأسرار الكون والحياة .

ولنا عودة الى القصيدة ككل .


(خالد الصلعي-ناقد من المغرب الشقيق)


*تنويه: المقاربة أعلاه خصني بها صديق/ناقد مغربي ( خالد الصلعي)،وهي تتعلّق بقصيدتي المعنونة ب:" من يطهرني..من دنس الركض" التي تفضلت مؤسسة الوجدان الثقافية التي يرأسها الشاعر التونسي القدير د-طاهر مشي بنشرها.علما أن القصيدة المرفقة بمقاربة الناقد المغربي العزيز نشرت بصحف مغربية،وعربية.



هوى يعتريني .. بقلم الشاعرة رفا رفيقة الأشعل

 هوى يعتريني ..


هوًى يعتريني منهُ كمْ كنتُ أتّقِي

ويغرقني في يمّهِ المترقرقِ


ألا هَلْ درى مَنْ أيقظَ القلبَ للهوى

بأنّ اصطباري منذُ غابَ مطلّقِي


وأنّ هواهُ النّارُ تصهرُ مهجتي

وتأتي على الأضلاعِ دونَ ترفّقِ


وعندَ الوداعِ القلبُ طالَ خفوقهُ

ودمعي همى كالعارض المتدفّقِ


سهرتُ أناجي البدر والقلب يشتكِي

وأسهرني من باتَ غيرَ مؤرّقِ


وجيشٌ من الأشواقِ كالبحرِ زاخرٌ

يهاجمُ صبري فيلقٌ إثرَ فيلقِ


بطبعٍ وأخلاقٍ على الخيرِ تنطوي 

ونور جبينٍ دونه كلّ مُشْرقِ


أعدتَ الصّبَا للعمرِ بعدَ ذبولهِ

فأورقَ من أغصانهِ كلّ مورقِ


وما من شرابٍ قدْ روتني كؤوسهُ

ودنّ الهوى منهُ أعبُّ وأستقِي


فكانَ بطعمِ (الموتِ في كأسِ لذّةٍ)

يتعتعنِي ( كالبابليّ المعتَّقِ )


وطال اتّقائي للهوى وشقائهِ

إلى أنْ جلبتَ اليومَ ما كنتُ  أتّقي 


أيا حبّ ما أبقيتَ منّي بقيّةً

سوى مهجةٌ حيرى وقلبٌ معلّقِ


وتثني صروف الدَهر عنّا يدُ الهوى

وأرواحنا بالحبِّ تصفو وترتقي


             رفا رفيقة الأشعل


في رهاب العَجْز بقلم الشاعرة سعيدة باش طبجي☆تونس

 ☆《في رهاب العَجْز 》☆


أنا هُنا فِي رهابِ العجزِ والوَجلِ

واللّيلُ يمْضُغُني والشّعرُ ينْشزُ لي 

أتُوقُ أقْوَى على عُقمٍ بقافيتي

تِيهٍ بِبَوْصَلتي..عَتْمٍ بمُعْتَقَلي

أرُومُ  نفْحًا من الأشعار يَمْهُرُني

بيْتا ظليلًا بفَيْء النّور والأملِ

لكنّني لا أرى في النّبْض بارقةً

إلاّ فُلولًا من الأوْجاع والعِللِ


             ☆☆☆

قد كنْتُ أحْسَبُ أنّ الشّعرَ يحْمِلُني

إلى أقاصٍ بِهَامِ النّجْدِ والجبلِ

وها أنا في الثّرَى ولْهَى مُقيّدةٌ

محْجُورةُ الصّوتِ والألْحان والجُمَلِ 

مكْلومةٌ و يراعي ريشةٌ ثُلِمَتْ 

مغْلولةٌ وجناحي قُدَّ منْ قُبُلِ

مغمُورةٌ دَرْبُ أشعاري.. مُحنّطةٌ

أحلامُها في الثّرى..مَوْصُودةٌ سُبُلي

مُباحةٌ...و مَراتِيجي مُحَطّمةٌ

قدْ فُلَّ عزْمي وأرْسَى في هُوَى الخَلَلِ


                ☆☆☆

غاضَتْ يَنابيعُ حُلْمي ..مَنْ يُفجِّرُها.؟

ويَسْكَبُ النّورَ و الأنْداءَ في قُلَلي؟

ماذا أقولُ لأوطانٍ بِلَا وطنٍ

بِيعَتْ بلا ثمنٍ... في سَاحة الخَطَلِ..

ماذا أقولُ لأطفالٍ بلا سَنَدٍ

ضاعتْ براءتُهم في لُجَّةِ الزّللِ

ماذا أقولُ وماذا لا أقولُ أنا؟

قد أُلْجِمَ الحرفُ بالأوجاعِ والخَجلِ..

وضاقتْ الأرضُ بالأوْصابِ ما رَحبَتْ

وصُودِرتْ نخْوةُ الصّنديدٍ والبطلِ

واسْتَفْحلَتْ موْجةُ الأوْجاع تجْرِفُني

تُلْقِي بعُمْري على شَطٍّ من  الشّللِ

فمنْ يرُمُّ جروحٌا  سالَ نازفُها  

نهرًا من القيْحِ و الأعْتامِ في المُقَلِ؟


                 ☆☆☆

هذي حُروفي عِجافٌ...مُحبَطٌ قلمي

والشّعرُ  مُخْتبِطٌ في حَمْأة الوَجَلِ

أهزُّ جذْعَ نخيلِ الشّعر...يَهْزأ بي

يلْقي عَلىَّ  مُلاءاتٍ من الوَحَلِ

عُرْجونُ قافيتي  عارٍ  بلا رُطَبٍ

والعذقُ في نخْلتي عَارٍ من الحُلَلِ

یَمُجُّني الحبرُ والقرطاسُ في قَرفٍ

وفي الیَراعِ صَديدُ العُقْمِ والفَشلِ

والأرضُ تصْرُخ ولْهَى لا تطولُ مدًى

على رَصيفِ  الأذّى والذُّلِّ لم تَزَلِ

والکونُ قبْوٌ وهذا الأفقُ مِجْمرةٌ

و البيْتُ رَمْسٌ بعصْرِ الدّاء و العِللِ


                  ☆☆☆

ما حِيلتي؟ ليْسَ لي إلّا قميصُ أسًى

يلفُّني  بدِثارِ السُّقْم والمَللِ

وليْسَ لي غيْر ذكْرى مِن جميلِ هوًى

رَمَتْ بشَوْقي إلى تغْريبةِ الطّللِ


أدْمنتُ حرْفي ولكنْ خَانَني وَجَعي

وامْتصّ أخْيلتِي جوْرا على عَجلِ

لم يُبْق لي أحْرُفا أو بعضَ قافيةٍ

حتّى أشاركَ في أهْزوجةِ الأملِ


سأكْتفِي بشُجُوني أنْسَ قافيتِي

وأرْفضُ العيْشَ في دَوّامة الجَدَلِ

وأتْركُ الشّوقَ والأوجاعَ تُبْحِرُ بي

(أنا الغريقُ فمَا خوْفي مِن البَلَلِ؟)*


    《سعيدة باش طبجي☆تونس》


مضَارُّ الحوارِ معَ الأحمقِ ..(الحلقة الأولىٰ) كتبها الشاعر الناقد/ سامي ناصف

 مضَارُّ الحوارِ معَ الأحمقِ

     ..(الحلقة الأولىٰ)


إِنَّ الحِوَارَ مَعَ الأَحْمَقِ مَضْيَعَةٌ لِلعَقْلِ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ مَضْيَعَةً لِلوقتِ؛ فَهُوَ لَا يُصْغِي إِلَى حُجَّةٍ وَلَا يَعْقِلُ بُرْهَانًا، بَلْ يُنَازِعُ لِيَظْهَرَ، وَيُخَالِفُ لِيُعْرَفَ، وَيَغْضَبُ إِذَا أُفْحِمَ كَمَنْ فَاتَهُ مَوْكِبُ الجَهْلِ. 

تُكَلِّمُهُ فَيَرْفُضُ الفِكْرَ، وَتُسَاجِلُهُ فَيُسِيءُ الفَهْمَ، فَيَجْعَلُ مِنَ الحِكْمَةِ سُخْرِيَّةً وَمِنَ البَلَادَةِ مَجْدًا. 

وَلِذَلِكَ كَانَ صَمْتُ العَاقِلِ أَمَامَ الأَحْمَقِ فِعْلَ حِكْمَةٍ، لَا عَجْزًا، وَإِعْرَاضُهُ عَنْ الجِدَالِ سَمْوًا، لَا خَوْفًا؛ فَمَا أَشَدَّ أَنْ تُلْقِي جَوْهَرَ الكَلِمِ فِي بِئْرٍ مِنَ الغَفْلَةِ لَا قَاعَ لَهَا.

ومنْ أخطرِ ما يُبْتلىٰ به العاقلُ أنْ يُحاورَ أحمقًا، إذْ إنَّ الحُمْقَ يحجبُ صاحبَه عن فهمِ الحجةِ واستيعابِ المنطقِ، فيتحولُ النقاشُ معه إلىٰ جدلٍ عقيمٍ لا طائلَ من ورائِه.

(الأحمقُ) لا يسعىٰ إلىٰ الحقيقةِ، بلْ إلىٰ الغلبةِ، ولا يقصدُ الفهمَ، بلْ الإقناعَ بما في رأسِهِ من جهلٍ، فيقلبُ المَعاني، ويُسيءُ التأويلَ

 فالحوارُ معه يبدِّدُ الطمأنِينة، ويزرعُ الضغائنَ، ويجعلُ العاقلُ في موضعٍ لا يليقُ به.

السكوت أمَامَهم أولىٰ.....................!

وقاكم اللهُ من حوارِ الحمقىٰ.

كتبهاالشاعر الناقد/ سامي ناصف



الاثنين، 10 نوفمبر 2025

رِثَاءُ ضِرْسِي. بقلم الأديب حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)

 رِثَاءُ ضِرْسِي.

رَفِيـقَ الثَّـغْـرِ مُـنْـذُ بَـدَا شَـبَـابِي      

وشَـاهِــدَ فَـرْحَـةِ الـدُّنْـيَـا بِـبَـابِي

وعَـالِـمَ مَـا أُذِيــعَ عَـلَـى لِــسَـانِي       

وصَـوْلَةَ خَاطِـرِي وشَـجَا عَذَابِي

تُــغَـادِرُنِي وقَـدْ بَـرَقَـتْ بِـرَأْسِـي       

سَوَاطِعُ لِلْمَشِيبِ عَلَى الشَّبَابِ.

تَـرَكْتَ فَـــمًـا أَظَـلَّـكَ أَرْبَــعِــيـنَـا        

وزِدْتَ ثَلَاثَةً فَـوْقَ الـحِـسَابِ.

أَتَـتْـرُكُـنِـي بِـــأَرْضٍ كُـنْتُ فِـيـهَـا       

غَرِيبَ الـدَّارِ مُنْعَـدِمَ الصِّحَـابِ

وتُـدْفَـنُ فِـي تُـرابٍ لَسْتَ مِـنْـهُ      

وتَـذْكُــرُ فِـيــهِ أَيَّـامَ الـعَــــذَابِ؟

أَضِـرْسَ العَـقْـلِ، أَيْنَ حِجَاكَ لَمَّا        

تَـرَكْتَ فَـمِـي بِـدَارِ الاِغْـتِـرَابِ؟

أَضَـرَّكَ أَنَّـــنِـــي أُلْـجِـــمْـتُ حَــتَّـى       

تَـخَفَّى القَوْلُ مِـنِّـي عَـنْ نِـخَــابِـي؟

وأَنِّـي لَــسْتُ نَـاطِقَ قَــوْلِ حَـقٍّ؟       

لَـقَدْ لُبِـسَ الظَّـلَامُ عَلَى الصَّـوَابِ

لَـقَـدْ ظُـلِـمَ الـكَـلَامُ وصَــارَ مِثْلِي        

سَلِـيبَ الـضِّـرْسِ مُـتَّـهَـمًـا بِـنَـابِ

ومَــنْ يَــقُـلِ الـحَـقِـيـقَةَ فِي زَمَانِي         

سَيُـرْمَى بِــالـجَـهَـالَـةِ والـسِّـبَــابِ

ويُــــتَّـــهَـــمُ الـــغَـــدَاةَ بِـكُـلِّ سُــوءٍ          

ولِــلـْـقَـانُـــونِ فِـــيـــهِ أَلْـفُ بَـــابِ.

فَـحَـسْبِي غُـرْبَتِي والشِّعْـرُ أُنْسِي        

وحَـسْبِـي أَنَّنِي أَشْـكُوكَ مَـا بِـي.

حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)

"خواطر" ديوان الجدّ والهزل"



قراءة لقصيدة – بين رُكامين نبتت وردة – للأستاذ الدكتور محمد سليط 9/11/2025 بقلم الكاتب طه دخل الله عبد الرحمن

 قراءة لقصيدة – بين رُكامين نبتت وردة – للأستاذ الدكتور محمد سليط 9/11/2025

القصيدة:

هناك

بين رُكامين نبتت وردة

تزهو من جديد

شقائق النعمان

لآخر بذرة

أمرأة تلد توأم

في الخيمة المجاورة

مات توأم

الأبطال يولدون مرتين

حمزة وهمسة

يصعدون في المساء

للسماء

عند الصباح يعاودون الكرة

لا تحاول

فجرُهم آت يملئ الكون

مجرة تلو مجرة

لا تقترب أبتعد

أرضهم أرتوت بدِمائهم

هم كانوا في صبحنا

في أحلامنا أقلامنا

ولدوا من دمائهم

نحن ولدنا وخوفنا

أما أنا غداً

سأعيدُ القصيدة كلها

لأُمِها

أُمُّنا الأرض تلفُظ الوجع

غيمةً دمعةً

لكنها لا تركن للغياب

ذاكرةُ المَكان في أَضلُعها

تسكُبُ الرّبيعَ حُريةً

مِن جذرِ شجرة الزيتون

التي ما مَالت للحق

نَحنُ جِئنا الآن نطردُ الخوف

مِن قُلوبِنا نُعلنُ ميلاد الأَبطال

فينا لنسير في الطريق

حيثُ الشمسُ لا تغيب.

بقلمي محمد سليط الأردن  

*******************

القراءة:

أيَّتها القصيدةُ التي تفوقُ جمالَ الوردةِ وعطرَها، وتعلو على صخبِ الركامِ وصمتَه!

إنَّها لوحةٌ شعريةٌ تختزلُ مأساةَ الأمَّةِ وأمَلَها، تصوغُ من الألمِ أغنيةً، ومن الدَّمِ زهرةً، ومن الموتِ حياةً. تبدأُ القصيدةُ بمفارقةٍ وجوديةٍ تبهرُ الألبابَ: "بَيْنَ رُكامينِ نَبَتَّتْ وَرْدَةٌ"، فَالرَّكامُ يرمزُ للدَّمارِ والخرابِ، والوَرْدَةُ ترمزُ للحياةِ والجمالِ، في تضادٍّ فنيٍّ يخلقُ صدمةً جماليةً للمتلقي.

وتتجلى براعةُ الشاعرِ في الانتقالِ من الصورةِ الحسيةِ إلى المعنى المجردِ في قوله: "أمْرَأَةٌ تَلِدُ تَوأَمًا فِي الخَيْمَةِ المُجَاوِرَةِ.. مَاتَ تَوأَم"، فالحياةُ والموتُ يتعانقانِ في مشهدٍ دراميٍّ واحد، ليصلَ إلى الحكمةِ العميقة: "الأَبْطَالُ يُولَدُونَ مَرَّتَيْن". وهنا تبلغُ البلاغةُ ذروتَها بتحويلِ الموتِ من نهايةٍ إلى بداية.

ويحفلُ النصُّ بمحسناتٍ بديعيةٍ متنوعةٍ، منها الطباقُ بين "يَصْعَدُونَ فِي المَسَاء" و"عِنْدَ الصَّبَاحِ يُعَاوِدُونَ الكَرَّةَ"، ومنها الجناسُ بين "حَمْزَةَ وَهَمْسَةَ" حيثُ يجمعُ بين القوةِ والخفاء.

وتظهرُ بلاغةُ النداءِ في قوله: "لا تَحَاوَل" و"لا تَقْتَرِبْ أَبْتَعِدْ"، مما يخلقُ حواراً درامياً مع القارئ، ويكشفُ عن حرمةِ المكانِ الذي "أُرْتُوْتْ بِدِمَائِهِم".

ويصلُ التضادُّ إلى ذروتِه البليغةِ في المقارنةِ بين "هُمْ وُلِدُوا مِنْ دِمَائِهِم" و"نَحْنُ وُلِدْنَا وَخَوْفَنَا"، فالدَّمُ رمزُ التضحيةِ مقابلَ الخوفِ رمزُ العجز.

وتتجلى روعةُ الاستعارةِ في "أُمُّنَا الأَرْضُ تَلْفَظُ الوَجَعَ غَيْمَةً دَمْعَةً"، حيثُ تحوّلُ الأرضَ إلى كائنٍ حيٍّ يشعرُ ويبكي، لكنها "لا تَرْكَنُ لِلغِيَاب" في صورةٍ مجازيةٍ ترمزُ لرفضِ الذلِّ والهزيمة.

وتُعْتَبَرُ "شَجَرَةُ الزَّيْتُونِ الَّتِي مَا مَالَتْ لِلْحَقِّ" رمزاً مركزياً في القصيدة، تجسّدُ الثباتَ والاستقامة، وتوحي بالصمودِ والأصالة.

وينتهي النصُّ بلوحةٍ ضوئيةٍ مفعمةٍ بالأمل: "حَيْثُ الشَّمْسُ لا تَغِيبُ"، فالشمسُ هنا تستعارُ للحريةِ والخلود، في خاتمةٍ موحيةٍ تتركُ أثراً عميقاً في نفسِ القارئ.

لقد استطاعَ الشاعرُ أن ينسجَ من خيوطِ المعاناةِ لوحةً شعريةً تخلدُ الصمود، مستخدماً ترسانةً من الأساليبِ البلاغيةِ والصورِ البيانيةِ التي جعلتْ من القصيدةِ نشيداً للبطولةِ وتحيةً للحرية.

فهنيئاً لشاعرٍ نسجَ من الألمِ أملاً، ومن الظلامِ فجراً، ومن الرمادِ وردة!

طه دخل الله عبد الرحمن

البعنه == الجليل

9/11/2025  



كش ، سقط الملك بقلم الكاتبة هادية آمنة تونس

 كش ، سقط الملك  


 تجرّعت الغابات رطوبة الليل، تسللت رياح باردة من قمم الجبال ثقُل عليها بخارها فتكاثفت ناشرة غلالة رماديّة من سميك الضباب غطى أشجار السنديان والفلين والتوت البريّ. لمعت قطرات الندى مع أول خيوط الفجر المتساقطة على مرتفعات " عين دراهم ". شبعت أحشاء التربة فانسابت المياه غزيرة إلى السفوح. كان التراب رطبا تحت حوافر الخيول العربيّة الأصيلة المشدودة العضلات التي ركبها الأعاجم ببزاة الصيد الأنيقة. تصاعدت عطور إكليل الجبل والزعتر منعشة للنشّاشة اللذين هرولوا بأقدامهم الحافية بين الغصون المتساقطة والأعشاب الشائكة صاخبين بأصواتهم قارعين بالعصي على الصخور والأواني هدفهم إفزاع الخنازير وإخراجها من جحورها.


تقدّمت الكلاب في خطوات خفيفة وسريعة، بعضهم يمسح بأنفه المرتعش أثر رائحة الخنازير النفّاذة. يتوقفون فجأة، تشتدّ آذانهم الواحدة تلو الأخرى، حينها يتمركز الآخرون في مواقع مفروضة لزاوية تضييق على الطريدة. يتوضّح المسار فتبدأ الكلاب في نبح منخفض متقطّع.


في التسارع الأخير، تتحكّم التضاريس. توقف الخنزير البريّ الضخم للحظة مثبتًا قوائمه، محاولًا المواجهة، ثمّ هرول هاربًا ملتفا بين الصخور وشجيرات العرعر


ما تهافتت كل الكلاب على الملاحقة؛ نظام حكيم ماكر: البعض يُلاحق، والبعض الآخر يلتقط أنفاسه، مختبرًا سرعة الخنزير وقيس المسافات الفاصلة بينه وبينهم.


في المنحدرات الحادة أجبرت الكلاب على إيجاد مراكز للثبات. شعُر الخنزير بأنه مُطوّق، فارتفع شخيره واشتدت رائحته المدفوعة بغزير العرق. رفع رأسه للترهيب، ارتدت الكلاب وتناثرت بين الصخور مطلقة عواءً غليظًا، نداء ارتطم بجذوع الزان، وهبط إلى السفوح حيث رُبطت الجياد.


الأرض لم تعد آمنة. يتقدم الصيادون بحذر شديد عبر الممرات التي يعرفونها، يصعدون بين الصخور العالية، أيديهم ثابتة على جذوع الأشجار لموازنة أجسامهم. يسيرون في خط مقوّس، حذرين، وبنادقهم مرفوعة في وضع إطلاق.


رغم الصخب كان المقيم العام الفرنسي هادئا لقد تولّدت في ذهنه فكرة خطيرة، فكرة لا يعرفها إلا هو، سيستعجل تنفيذها بعد انتهاء رحلة الصيد.


تأمّل الصيّادين الأوروبيين وهم يوزّعون خطواتهم بثقة خلف النشّاشة الفاتحين لهم الطريق المنسلّين بخفّة بين الصخور والأشجار،


" مهما تظاهروا بالحماسة فهم مجبرون على توظيف مهاراتهم يشاركون دائمًا في اقتناص ما يُطلب منهم اقتناصه"...


استشعر المقيم العام، وكأن مشهد الصيد ليس مجرد رياضة. ها قد انعقدت في ذهنه مقارنة لئيمة: في اندفاع الكلاب، رأى صورةً للمناورة حين تُحسن الانقضاض، وفي محاصرة الخنزير ما يشبه وضع ملكٍ يتأرجح عرشه تحت وطأة الضغوط.


كل خطوة يقطعها “النشّاشة”، وكل صفير يطلقه الصيّادون الفرنسيون لتضييق الحلقة، كان درسًا رمزيًا لطريقة يمكن بها قيادة الأمور في القصر الحسيني: الفرنسيون في موقع القيادة، التونسيون الضعفاء في موقع التابع، والملك في موقع الفريسة..

هادية آمنة تونس



قُـــزَحُ المعــــاني بقلم الشاعر / فتــــحي لــــطرش ــ

 قُـــزَحُ المعــــاني 

----------------


وَغرستُ في عُمْق الحُروفِ بِدايتي

وَبصمتُ في كَبِد السَّماء حِكايتي


وَنظرتُ في الأُفُقِ البَعيد مُسالما

وَنثرتُ في الشِّعرِ الفَصيحِ فَراستي


وَغرقت في لجّ البحور مُجازفا

شَطُّ الصبابَة مَرْفئي وَسلامــــتي


وَجعلتُ مِنْ وَجعِ الغرام شَريعتي

وَحكمتُ في هَمْس الكلام بآيــــتي


فَرميتُ أغطية الظلام بِسحرها

شَمس الشموس نُجَيْمَتي وهِدايتي


وَسكبتُ مِنْ قُزَحِ المعاني خِبرتي

فَتَولَّدَتْ في النبض روحُ رِوايتي


وَسَكرتُ في وَلهِ العيون مُفاخرا

ورضيتُ إِذْ خَتَمَ الغَرامُ نِهايتــــي


-----------------------------

بقلمــــي / فتــــحي لــــطرش ــ



أنتِ.. و ذاكرتي.. و ليل الشتاء بقلم الأديبة لطيفة الشامخي _ تونس

 أنتِ.. و ذاكرتي.. و ليل الشتاء


يجيء الشتاء و ليله المفتون بكِ...

ليله المفتون بكِ، يدفع الزمن الرّاكد

صوب استفاقة بعض الظلال...

تتملّى تفاصيلٓكِ الهاربة من الضوء

تهرول نحو ذاكرتي الغائمة...

كم يتقن وجهُكِ التخفّي

كم يتقن خدعة الظلال الصينية!

تتّسع أمامي بؤرة الضوء...

يتمدّد بعينيّ الظلام

و كل الحقائق تترجٌل..

تتقهقر في قفزة واحدة إلى الخلف..

نحو زمن مشروخ..

لأول شتاء..

و الليل يرفع مطرية دكناء

يتحوّل كل شيء إلى زجاج

ذكرياتنا.. أشياؤنا

شظايا بلور مكسور

هٓدمٌ هذه الروح

جلاّدها الليل و الشتاء

ميتة أنا..

و ليس بالتابوت

غير بقية ماء الغسول

و شرشف لتعرّقات السماء

طويل هذا الليل.. عميق هذا الحزن

و تردّدات أنفاسكِ

على ذبذبات النبض

تغزوني..

لكِ وحدكِ.. تستقيمُ الذاكرة

تقتات على بعض الحلم

و قصيدة ترفل في زمن الأمنيات. 


لطيفة الشامخي _ تونس

من ديواني " كلمات تولد من ضلع حواء "



قطار العمر*. بقلم الكاتب المنصوري عبد اللطيف

 ***قطار العمر***

مهلا ياصاح                                                                                  

  فقطار العمر ماض 

وسنوات الصبا 

إلى زوال 

وبوادر نهايتنا

شعيرات بيضاء

 تقتحم هالة سوداء 

على ناصية رؤوسنا

و حياتنا مجرد

أيام تنطوى 

أحلام تمسى

و واقعا نحياه 

وغدا يصبح أمسا 

وامس يصبح ماض

أين ذكريات الطفولة ؟ 

رفقاء الدراسة 

سنوات اللهو والمرح 

اين الفتوة؟

اين الشباب؟

كل إلى زوال 

فتغذو الحياة

مجرد شريط ذكريات 

 نتذكر 

نضحك أو نبكى 

ويمضى  كل شيء 

بعد انقضاء الرحلة 

كل شىء فى هذه الدنيا 

 إلى زوال

 كل جمع

 إلى شتات 

كل حي سيموت 

كل شىء هالك

 إلا وجهه

سبحانه

المنصوري عبد اللطيف

ابن جرير 10/11/2025

المغرب



نهاية الحكاية بقلم الكاتب سَعيد إِبْرَاهِيم زَعْلُوك

 نهاية الحكاية


جلست الحكاية على أطراف الليل،

تئنُّ تحت ثقل الكلمات الضائعة،

تغلق أبوابها برفق، كما يغلق الليل نافذة على المدينة،

وتهمس للغياب بما لم يُقال بعد.


الأحلام التي لم تولد بعد،

تنتظر ضوء الصباح،

والذكريات، حتى المرّة منها،

تتحول إلى نجوم صغيرة تهدي الليل،

ورائحة الغياب تمتزج بهمس الريح،

كأن الزمن نفسه يراقب خطواتنا الصامتة.


القلب يهمس باسمك،

ويبقي على ما بقي لنا من ضوء،

لعل الصمت يصبح لغةً تفهمها الروح،

والرحيل يتحول بداية،

وفي كل ظلٍ، نرى بصيص الأمل يلمع.


كل نهاية، مهما بدت حزينة،

هي دعوة لنكتب بأيدينا

ما لم يُكتب بعد،

بشغف، بحب، وبإصرار على ألا يزول النور،

ونمضي، حاملين معنا ضوء الحكاية،

ونؤمن أن الليل مهما طال،

هو مجرد مدخلٍ لفجرٍ جديد.


✍ سَعيد إِبْرَاهِيم زَعْلُوك



القوة الجوفاء بقلم الكاتب عبد الفتاح حموده

 القوة الجوفاء

لا أحد يقول لي إن أي امرأة يمكنها الاستغناء عن الرجل والعيش بمفردها. لا ننكر أن المرأة تستطيع إدارة الحياة الزوجية وتتحمل كل الأعباء بعد وفاة زوجها، بخلاف الرجل الذي ما يلبث أن يبحث عن زوجة أخرى إذا انفصل عن زوجته لوفاتها، أو في حالة الطلاق، أو حتى في حال الخلاف القائم بينهما.

ولكن يبقى أن المرأة تحتاج إلى وجود الرجل ليشاركها الحياة جنبًا إلى جنب، وتجد منه الاحتواء بكل أنواعه لتسعد بحياتها معه.

نحن نشعر أن المرأة قوية في تحمل الحياة بعد الانفصال عن زوجها لأي سبب، ولكن إذا انفردت بنفسها فإنها تشعر في قرارة نفسها بأنها كانت تتمنى ألا تكون كل الأعباء على عاتقها وحدها.

فالمرأة إذا تحدثت عن نفسها، تتحدث بمرارة لأنها تقوم بدور الأب والأم معًا بعد الانفصال عن زوجها.

وربما تحتاج المرأة إلى الرجل في أمر قد نراه بسيطًا، لكنها تراه مصدرًا للأمان والاحتواء. فهناك امرأة كانت تتمنى أن يعود إليها زوجها، ويضع يده في يدها، ويسير إلى جوارها على شاطئ البحر لتشعر أنها مثل غيرها من النساء، لها رجل في حياتها.

وهناك امرأة كان زوجها يعرض عنها عند المنام، وكانت تتمنى فقط أن يضمها إليه، لا أكثر.

والمرأة تخاف من الوحدة، ومن أن تتعرض لأي موقف تحتاج فيه إلى رجل، فماذا تفعل لو مرض ابنها في جوف الليل؟

حتى أولادها ينصرفون عنها عند زواجهم، وتبقى هي فريسة للوحدة والعزلة.

ووجود الرجل في البيت، حتى لو كان بعيدًا عنها ويعيشان معًا في طلاقٍ صامت، هو عنصر أمانٍ لها في وجوده.

وأمثلة كثيرة وردت في جانب مشاكل المرأة، حتى في الطرفة، فقد قيل لامرأة عجوز جدًا:

أيهما تفضلين، الزبادي أم الزواج؟

فأجابت: "ليت أسناني تقوى على تناول الزبادي!"

اعتقادي التام أن المرأة تضعف، أو تشعر بالضعف، إذا انفردت بنفسها في غياب الرجل عن حياتها، وأنا ممن يشفق على أي امرأة تعيش بمفردها، فكم من امرأة تتمنى الزواج من أي رجل، ولكن هناك موانع تقيدها وتحكم الإغلاق عليها، كالخجل، أو وجود أولادها، أو خشية أن يطالبها طليقها بالأولاد في حال زواجها، أو أن يطلب الشقة التي تركها لها لتعيش فيها وتربي الأبناء.

ربما يرى البعض غير ذلك إذا وجد الزوجة جامدة قوية، ولكني أراها أبعد من ذلك.

ولها الله في كل الأحوال.

مجرد خاطرة

عبد الفتاح حموده


على مهلك بقلم عبدالمنعم عدلى

 على مهلك

على مهلك عليا شويه

كنت مستنى

من زمن العاشقين

وإنهارده زمن مقلوب

واخد على

الغش والخداع

والكل ماشى

عكس الطريق

على مهلك عليا شويه يادنيا

أمانة عليك 

إن كان لسه عندك أمانة

تجيبى حبيبى معاك وإنت جايه

د.القلب فيه نار

بين الضلوع لظى

والقلب على أحر الجمر

من الفراق

منذ زمن

كاد الشعر يبيض والظهر ينحنى

ومابقى من الوقت قبل السكرات إلا رؤية الحبيب الأولى

فلزلت على إنتظار الميعاد

وأنا الذى تعب الصبر من طول صبرى

وغدا نرحل تحت التراب

وسوف أنتظر نظرة ثم الوداع لاأكثر

بقلمى عبدالمنعم عدلى


برغم القهر بقلم الشاعر محروس فرحات مصر

 ............برغم القهر.............

برغم القهر مازالت لنا همم

وأشياء لنا بالفرح  تهدينا


وبين جدارنا تنبت رياحين 

لها عبق وعطرا منها تعطينا


إذا غابت مشاربنا فذا دفء

يضم القلب بالريحان يطوينا


وتغدو فينا أحلام وما غربت

شموس الود إن غبنا تلاقينا


ومهما طالت الأيام والألم

سيأتي جميعها دوما يداوينا


فلا الجرح الذي بات على دربي

يدوم  بفعله  عبثا سيبكينا


فإنا قد خلقنا  بين أضلعنا

من الصبر جمالا كم سيكفينا


ولن نجزع إذا زادت مصاعبنا

وكل الصعب كم جاء يدانينا


فما لان لنا عزم وقد صار

كمثل الصخر ما تاهت خطاوينا


وإن شدت وما صار بها نور

وجدت الدرب قد هم فيأوينا


سلام ما هنا كانت  مكابحنا

فكم عثر نجونا منه يدمينا


وكم درب مشينا فيه لا نعبأ

بما صار وسرنا العز  يعلونا 


ثريات من النفس لها نور

وروح الود من ظلم تدارينا


ألسنا من تحملنا  متاعبنا

وما كان هنا من شخص يأوينا


وما مدت لنا يد بها العون

كأنا كنا في ثوب الشياطينا


ترى البعض وقد عبس فلا ود

ويأتي المر في كأس ليسقينا


وما قالوا لنا خيرا لنذكره

وكم مالوا إلى الظلم فيشقينا


وإن كان لهم فضل هنا هيا

وقولوا ماذا قدمتم فأشجونا


ومنهم من إذا  مر  على خبث 

وجدت الدرب موضوع به الطينا 


ولا كانوا لنا عونا على القهر

وهم قهر   يزيد إن  تلاقينا 


فلا طاب لهم سر إذا مروا

فمنهم من بحور القول يرمينا


ومنهم من إذا مر على الخير

يضيع منا لا يبقى فيغنينا


تصير الدنيا مثل الليل لا شمس

ولا دفء ولا أمن سرى فينا


عرفناهم فما كانوا لنا كسب

ولا كانوا لنا ردئا فيحمينا


ونتعب إن رأيناهم لهم سمت

غلول  إن رأيناه سيضنينا


حوارات لهم كانت بها الكذب

فإن قالوا وجدنا الجور تضمينا 


فما وضح لهم رأي وإن قالوا

سمعنا الإفك والبطلان يدمينا


أليسوا من بأقوال لنا سفكت

دماء كنا  نحفظها  تزكينا 


أليسوا بفعلهم قتلوا لنا حلما

وبين الموتى قد زادوه تكفينا


وفوق رفاتنا وقفوا بلا ندم

وحين قمنا ما كانوا بنادينا 


وبعض كلامهم صار كما النار

تحرق بعضنا الباقي وتلقينا


على درب به الشوك فما صلح

به الخطو ولا طابت ليالينا


دموع كم   ذرفناها وما كفت

ودمع العين  كم هم ليكوينا


طلبنا العدل ما جاء لنا أبدا 

وكم ضاقت بنا الأيام تطوينا 


وما هدأت لنا نفس وإن هدأت

وجدت عيونهم دارت لترمينا


بسوء فعالهم سرنا بلا هدف

وسوء الفعل  للإظلام يهدينا


سألت الله في صمت وفي جهر

لنا جبرا  وفي العلات تطمينا


محروس فرحات مصر


في حضرة الغياب بقلم الكاتبة زينة الهمامي تونس

 *** في حضرة الغياب***


تسربت إلي في غفلة مني

كأنك سر قديم سكن ملامحي

سرى في عروقي متدفقا 

كما يسري الوهم في الحلم

أنت جزء مني

حتى الفوضى التي تسكنني

 تحمل بصمتك المميزة

الصمت بين أنفاسي يهمس باسمك

أحاول أن أكون أنا

 لكنني أتعثر بك في كل زاوية مني

أجدك في مرآتي في عطري وفي حرفي

في نغمة ضائعة تعيد إلي ملامحك

أدرك أنني غارقة فيك

وأن هذا الحب جموح لا يروض

لكن كيف أهرب من قدري

وقد صار الجنون قاموسي

وذكراك طقوسي المقدسة

ظلك يرافقني حتى في الضوء

فأذوب ولا يبقى مني سوى الظل

فلا تسألني من أكون بعدك

فأنا لم أعد أعرفني

ولا أعرف متى ألتقي بي

كل ما أعلمه أني أغيب بغيابك

وأني لا أكتمل إلا بك


بقلمي: زينة الهمامي  تونس



فَهَلْ أَنَا صَبُّكِ الشَّارِي أَسَاهُ ؟!!! بقلم أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه

 فَهَلْ أَنَا صَبُّكِ الشَّارِي أَسَاهُ ؟!!!

بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة

عَلَى مَجْدِ الْعُرُوبَةِ نَاحَ دَمْعِي=وَفِي قَلْبِ الْكَوَارِثِ أَنَّ شَمْعِي

ظَلَلْتُ أَصِيحُ مِنْ قَلْبٍ كَلِيمٍ=يُدَحْرِجُ حُزْنَهُ أَثْنَاءَ قَمْعِي

                                          ***

فَهَلْ أَنَا صَبُّكِ الشَّارِي أَسَاهُ=يُدَنْدِنُ قَهْرَهُ تَفْرِيقُ جَمْعِي؟!!!

أُوَجِّهُ ضَرْبَتِي لِبَنِيَّ قَسْراً؟!!!=وَأَخْذُلُهُمْ بِرَأْيِ الْعَمِّ لَمْعِي؟!!!

                                              ***

مَنِ الْجَانِي؟!!!إِذَا فَضْفَضْتُ بَوْحِي=بِوَادِي اللَّيْلِ يَا تَغْيِيبَ شَرْعِي!!!

أَغِيثُونِي..أَحِبَّائِي أَغِيثُوا=مُحِبًّا تَبْتَلِيهِ وُحُوشُ بَلْعِ

فَمَا ذَنْبِي وَحُبِّي قَدْ رَمَانِي=بِقَلْبِكِ وَاصْطَفَاكِ كَخَيْرِ دِرْعِ؟!!!

بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة





الغرق اللذيذ بقلم الكاتب محمد مجيد حسين

 الغرق اللذيذ 

العودُ السّابعُ

من علبةِ الكبريتِ أخترقَ حصونها 

بثّ بعضًا من الذُّعر

في صمتها 

لا مناص 

من الغرقِ..

ولا ألوان للعتمة..

محمد مجيد حسين



" صلاح بن سالم بن محمد الغافري " ... شاعر عُماني فصيح يجمع بين العلم و الفن ... بقلم الكاتب : فايل بن سريد المطاعني ...

 " صلاح بن سالم بن محمد الغافري " ...

شاعر عُماني فصيح يجمع بين العلم و الفن ... 


بقلم : فايل بن سريد المطاعني ... 


صلاح الغافري، شاعر عماني أصيل، وُلد في 18 أكتوبر 1979 بولاية الرستاق، ووجد في الكلمة موطناً وفي الإيقاع هويةً، وفي القصيدة حياة ممتدة. منذ صغره، انغمس في قراءة الشعر العربي الكلاسيكي وكتب التراث، متأثرًا بالمعلقات ونتاج كبار الشعراء العرب في العصرين الجاهلي وما بعد الإسلام. شغفه المبكر بعلم العروض وبحور الشعر العربي رسّخ لديه حسًّا وزنيًا واضحًا وميولًا نحو الأسلوب العمودي الرصين، فبدأ كتابة الشعر في أواخر التسعينيات حين كان في العشرين من عمره تقريبًا.


إلى جانب عشقه للأدب، اتجه الغافري إلى الدراسة العلمية، حيث حصل على بكالوريوس الهندسة الكيميائية من جامعة شيفيلد في إنجلترا عام 2002، ثم تابع دراسته العليا ونال درجة الماجستير في هندسة البترول من جامعة هيروت وات في إدنبرة بأسكتلندا عام 2003. هذا المزج بين العلم والفن أضفى على لغته الشعرية عمقًا ودقة وتناغمًا فريدًا.


خلال فترة وجوده في المملكة المتحدة، ألقى الغافري عددًا من قصائده في أمسيات ثقافية بمدينة إدنبرة ومدينة ليدز، في محافل جمعت طلابًا ومهتمين بالشعر العربي، وكانت تلك المرحلة من أبرز محطات إبرازه كأديب قادر على الأداء الشعري المتقن.


مع بداية عام 2022، شرع الغافري في مرحلة جديدة من تجربته الفنية عبر تسجيل قصائده وبثها صوتيًا وإنشاديًا على منصاته الرقمية، ليصل اليوم رصيده إلى أكثر من 70 عملًا منشورًا على يوتيوب وإنستغرام، تتنوع بين الإلقاء الفردي والأعمال الإنشادية المشتركة. ومن أبرز أعماله:

«إمام المرسلين»، «استنهاض أمة»، «إربأ بنفسك»، «موطن الأمجاد»، «يا جنود الله هبّوا»، «من يفتدي»، و«الشهيد». هذه الأعمال تتسم باللحن الشعري القوي والإيقاع الهادئ واللغة الوجدانية.


كما تعاون الغافري مع عدد من المنشدين العمانيين البارزين، مثل عبدالهادي العبري، عبدالله الرحبي، منذر النعيمي، عبدالله السباعي، سالم الرحبي، ويحيى الرحبي، بالإضافة إلى مواهب إنشادية ناشئة مثل ناصر الحسيني والخليل الجرداني، ما عزز من تنوع تجربته الفنية وغناها الإبداعي.


ورغم عدم امتلاكه حتى اليوم ديوانًا شعريًا مطبوعًا، إلا أن الغافري يعمل على جمع وتنقيح نصوصه بهدف إصدار ديوان ورقي قريبًا، ليكون تتويجًا لمسار بدأه بين المكتبة التراثية والمنصات الرقمية.


وأبرز ما يميّز تجربة الغافري أنه لا ينطلق من مجرد الرغبة في القول، بل من قناعة بالدور العاطفي والوجداني للشعر في تشكيل الروح والوعي والذاكرة، ليظل اسمه علامة بارزة في المشهد الشعري العماني الحديث ...



"تراتيلُ الغياب" بقلم الكاتب زيان معيلبي (أبو أيوب الزياني)الجزائر

 "تراتيلُ الغياب"


تَعَالَتْ رِيَاحُ الذِّكْرِ فِي أُفُقِ الْمُنَى

تُفَتِّشُ عَنْ وَجْهٍ تَبَدَّدَ نَائِيَا


تَخَالُ لَهَا أَنَّ المَسَاءَ مُجَاوِبٌ

فَتَرْسُمُ مِنْ صَدَاهُ طَيْفًا خَافِيَا


سَكَنْتُ لِحُزْنِي، وَالطُّرُوقُ مُوَارَبٌ

وَيَسْكُنُنِي صَوْتُ الرَّحِيلِ نِدَائِيَا


تَهَاوَتْ نُجُومُ الحُلْمِ حَوْلَ مَسَامِعِي

فَأَوْقَظَتِ الصَّخْرَ الْقَدِيمَ شَكَايَا


أُرَاجِعُ مِرْآةَ الزَّمَانِ، فَيَنْعَكِسُ

عَلَيَّ سُؤَالٌ: مَنْ أَنَا؟ وَأَيَايَا؟


أَيَا طَيْرَ وَجْدٍ، كَيْفَ غَادَرْتَ عُشَّهُ

وَتَرَكْتَ فِي رِيشِ الحَنِينِ بَقَايَا؟


تَفَرَّقَ نَبْضِي فِي الدُّرُوبِ كَأَنَّهُ

يَجُوسُ وِعَاءَ الوَقْتِ يَسْتَجْدِيَايَا


أُحَدِّثُ صُبْحِي عَنْ مَسَاءِ غِيَابِهِ

فَيَصْمُتُ، كَالْغَيْمِ الثَّقِيلِ بُكَايَا


فَإِنْ عَادَتِ الأَيَّامُ يَوْمًا نَاعِمًا

سَأَحْمِلُ فِي كَفِّي وُعُودَ المَسَايَا


وَأَكْتُبُ فِي لَيْلِي: سَأَبْقَى، وَإِنَّنِي

إِذَا مَا مَضَى كُلٌّ، بَقِيتُ هُنَايَا


وَيَبْقَى عَلَى أَبْوَابِ صَمْتِي نَافِذٌ

يُرَتِّلُ فِيهِ الحُلْمُ بُعْدَ اللِّقَايَا


فَإِنْ مَاتَ فِي صَدْرِي الحَنِينُ تَوَهُّجًا

سَيُوقِظُهُ فِي القَبْرِ نَبْضُ دُعَايَا


وَيَا دَارَ مَنْ أَهْوَى، إِذَا مَرَّ زَائِرٌ

فَقُولِي لَهُ: كَانَ الهَوَى هُنَايَا.


زيان معيلبي (أبو أيوب الزياني)الجزائر



الى المحتل بقلم الشاعر محمد علقم

 الى المحتل

.................

عـدوُ الضيـاء صـديــقُ الظـــلامْ

عشقــتَ الفنـاء كـرهــتَ السـلامْ

هـدمــتَ البنـاء أقمــتَ الحطــامْ

منعـتَ. الدواء أوجــدتَ السقــامْ

قسمــتَ أجـزاء أشعلتَ الخصـامْ

أنـتَ عدوي وسـأبقى لك معـاديا

....................................

سكنــتَ القصــور سكنّـا الخيـامْ

وعشـتَ. السـرور. ونلـتَ المـرامْ

فكنــتَ الحقيــر ونـحن الكـــرامْ

ووزعت.. الشـرور. فعلتّ الحرامْ

قتلـتَ.. الصغيــر يــا ابــن اللئـامْ

ستبقـى.. عـدوي.. لأرضي غـازيا

..................................

عــدوُ. الحيــاة طــريــد البـشــرْ

سليـلَ... الطغــاة صنيــع العصـرْ

وليــد.. البغــاة عـذّبـت مـن أُسرْ

قبيــح الصفـات وجـــودك خطر

فنحـن الحمــاة. وأنــــت التّـتــرْ

ونحـــن الأبـــاة. وأنـت المحتقر

سـأبقى.. أنـاضل لأرضي حـاميا

.................................

أردت.. السيـادة رفضنـا الهـوان

فنحــن المقـاومـة وانـت جبـان

هـزمنـا.. الغــزاة في كـل مكـان

سنهـزم.. جنـودك. بإذن الرحمن

وتـرحـل. ذليلا فـالدهـر يومـان

فنحـن. الأبـاة لـن نبيع الأوطان

سنقاوم سنقاوم والله لنا راعيا

محمد علقم/10/11/2015


قالوا وقال الرسول صلى الله عليه وسلم بقلم الكاتب عبدالرحيم العسال

 قالوا وقال الرسول

صلى الله عليه وسلم

=============

قالوا وقد قال الرسول

مهما فعلت فذي الأصول

قالوا فلسطين انتهت

وحديث قدسي للأفول

قالوا الأماكن جهزت

لرحيل أهلي من طلول

وترامب يحمل معولا

سيعيد ترتيب الدخول

سيحيل غزة جنة

دقت لترحيل طبول

وأقول :قال المصطفى

والله قال وذا الرسول

يوما سيأتي جمعنا

وبأرض أقصانا نجول

يوما سنبلغ أرضنا

مهما تبدلت الحلول

ما بعد ربي قائل

أو قائل بعد الرسول 

كيدوا كما شئتم لنا

كونوا كرخ أو كغول

ألأرض تبقي أرضنا 

مهما تقولوا بل أقول

قالوا هم ما قد رأوا

ويقول ربي والرسول


(عبدالرحيم العسال مصر سوهاج أخميم)


مدينةُ الحُبِّ فيضٌ مِن الوئامْ بقلم الكاتب/ محمود برهم

 مدينةُ  الحُبِّ فيضٌ مِن الوئامْ 


مازلْتُ

أقفُ  خلفَ

روايتِكَ التِي

اختبأَتْ

بينَ  شقوقِ

الهواءْ  ... 


كُنْتُ في

سرابِ حُبِّكَ

واضحاً رغمَ

غيابِ الرًّؤيةُ

تحتَ  سقفِ

السَّماءْ ... 


كُنْتُ سجينةَ

مرآةِ  نفسِي

لمْ  أرَ

فيها سِوى

نَظرَةِ الغيرةِ 

وَ الإِزدراءْ ... 


وجدْتُ نفسِي 

في مهبِّ

شوقِي لكَ

تائهةً  تقتاتُ 

على قساوةِ

أشواكِ  الصحراءْ ... 


سئمْتُ  النَّومَ 

على مخدَّةٍ

ريشُها ناعمٌ

وَ لِحافُها بالٍ 

وَ حديثٍ منمَّقٍ 

كلُّهُ هُراءٍ

في هُراءٍ ... 


كنْتُ أتقمَّصُ

دورَ القوَّةِ

وَ داخلِي سقيمٌ

وَ مشاعرِي 

لا تستسيغُ مِنكَ

حلوَ  مذاقِ

الدَّواءْ ... 


غَفِلْتَ عن حبِّي

حتَّى بتُّ

أستجدِي حُبِّكَ

متجاهلةً الشّموخَ

وَ الكبرياءْ ... 


أينَ  ذاكَ

العشقُ  الذي

نَمَتْ  قصائدُ

الغزلِ  بداخلِهِ

أمْ  كانَتْ

كلماتٍ مجرَّدةَ

المعانِي سابحةً

في العراءْ ... 


لُطفُكَ بحالِي

يا مَن كانَتِ

الرُّوحُ  تعشقُكَ

دونَ  عناءْ ... 


رسالتِي لكَ

واضحةٌ عذبةٌ 

صافيةٌ  كالماءْ ... 


اِرحلْ  كما

أتيتَ  عنِّي

وَ اكتبْ  كلَّ 

كلماتِ  الحبِّ

الهاربةِ  منكَ

في قصيدةٍ

عِنوانُها 

هجرٌ  وَ غدرٌ 

رثاءٌ   وَ رياءٌ . 


بقلم/ محمود برهم



الهروب من الواقع بقلم الكاتب صالح مادو

 الهروب من الواقع

عبر الفيس أتصلُ

كلما رغبتُ الهروب

من واقعي

أفتح نافذتي

نحو الحلم

صرت  عاشقاً

للكلمة

ومسافرا 

ابحث عن الحب

اكتب كلماتي

اتلذذ بها

اكتب احزانا عن مدينتي

و احلامًا حلوة

تضىءلياليَّ

ألتقي مع الشاب والشيخ

الفتاة والمرأة

أحب الكلام الجميل

تقاعدي جعلني

ابحث عن حياة جدبدة

ألغي  بها الفراغ

 الذي اعيشه

اتجول هنا وهناك

أبحث عن أحلامي 

ما بين الحقيقة  والخيال

.... 

صالح مادو 

المانيا


شربت من البحر المالح بقلم الكاتب جلول قيايدة

شربت من البحر المالح 

شربت من البحر المالح/ ولقيت ماه فيه ادوايا

نوصيك يا الخو لا تفرح/وتقول قوم ذوك معايا

نشروك في اخبار البارح/وامشاو جرة العزايا

 ماني من الشيخوخة نمدح...ماني 

من اصحاب الاية 

ولا تقول عني رييح/صحة ومال والذريا

اختار فالركوب القارح/واختار فالافراح ثنيا

دنيا ايامها تتراوح/بين الفراح بين ابليا

قلبي على الجمر يتكوح...وانت ماك داري بيا

والعقل في هواها سارح...مبلي وفيه كم  بلية

ما اقدر ت في هواها نسمح...ولا تسير كيف اهوايا

جلول قيايدة

الباشق بقلم الشاعر محمد اخليفه بن عمار

 الباشق

أُحَلقُ كالطَّيْرُ أحْمِلُ أشْجَانِي

أحْكِي للأدِيم قِصًَةَ أحْزَانِي


أرسمُ الحُلمَ فِي البَعِيدِ نديًّا

أعانقُ الأفقَ الفَسِيحَِ أمَانِي


مُجْتُ في الفَضَا مُتَهَادِيًا

كَالبَاشِق أعْلُو بِحِسَ وَجْدَانِي 


أنثرُ الشَّوْقَ بِمضَارِب الحَبِيبْ

وأصْدَحُ بالسُّفُوحِ أجْمَلَ ألحَانِي


تقيّدنِي فِي المَدَى إلاَّ أشْواقِي

والإشْتِيَاق سَرَى مَسْرَى شِرْيَانِي


يا طُيورَ الحِمَى سَلامٌ عَلَيْكُم

بَلِّغُوا الحَبِيبَ دَسَّ وَجْدَانِي


رَفْرِفِي بالفَضَا كَنَبْضَ الفؤاد

بلغوها إن الهَجْرَ هَدَّ أرْكَانِي


أخْبِرُوها تَدُلَّنِي أنْسَى هَواهَا

وأشْفِى غَلِيلَي من هَجْرٍ أدْمَانِي


أنا الحُرُ سَمَتْ بي النفسٌ عَالِيًا 

وَنَزف حُرِّيَتِي أسْقِيهِ بِشِرْيَانِي


أفْرِشُ للحَبِيب القَلْب وُرُودًا

وأنْشدُ بالشّعْر غَرامًا أشْدَانِي


أبْتَغِي بالأعَالِي قُرْبَ الحَبِيبْ

وأحْنُ لوَكْرُ الخل أعَزْ أوْطَانِي

محمد اخليفه بن عمار



الطيب و الحياة الجزء الرابع عشر بقلم الكاتب رمضان عبد الباري عبد الكريم

 الطيب و الحياة 

الجزء الرابع عشر 

*****************

    عندما وجدت ماجي مقاومة شديدة ، فتحت عيناها ومازال فمها علي فم حسان، والتقت الأعين ولكن ماجي مازالت في وضعها وحسان يقاوم ويحاول أن يدفعها بكل ما أوتي من قوة ، ولكن ماجي تقاوم بشده .


   واستجمع حسان كل قوته ونجح في إبعاد ماجي ، ولكن ماجي قامت بصفع حسان بيدها اليمني علي خده الايسر، وهنا قام حسان مره واحدة وأصبح في مواجهة ماجي ، و صفع ماجي بيده اليمني علي خدها الأيسر وقد أخذته نخوة الفلاح المصري ، ولم يدع لأي شيء إعتبار وقت أن فعل هذا .


   أخذت ماجي الصفعة القوية من حسان  ولم تصدق أنه صفعها نكرة من عامة الناس، ووقف كل من حسان وماجي كانهم فارسين في ساحة القتال، وكل واحد منهما ضاعطا  علي أسنانه  ويفرك  أصابع يديه الاثنين متأهببن لاي أحد منهما يهجم علي الآخر ،وفي هذه الأثناء بدأ  الاثنان بكتشفان معالم الآخر .

ماجي : وجدت شابا نحيفا بعض الشيء في طولها أو يشب عنها قليلا قمحوي اللون ينظر إليها بحدة الصقر ، قالت فى نفسها  ما هذا النكرة الذي صفعني ويقف أمامي ولا يبالي بما  أفعله به ، ولكنه رغم نحافته فإن لدية معصمين قويين ، ويدا مثل يد الزنوج القويه ، ولديه  شفاه ترفض من يلمسها بقوه ، ولكن لن أتركه وسوف  أصفعه صفعة  أخري لأننا الآن أصبحنا متعادلين، وكرامتي كا انثي لا تسمح بذلك.

    حسان : عندما نظر إلي ماجي وجد نفسه أنه أمام امرأة 

في الخمسين من عمرها ولكنها مازالت تحتفظ بأنوثتها الطاغيه ، بنيتها الجسديه قويه جدا ، إنها تعادلني في الطول أو أقل مني بقليل ، تردي فستان  أزرق اللون وقصير فوق الركبه بقليل و بحمالة

 واحده ، كتفيها عاريين وذو  بياض ناصع وساعدبها قوتين  أثر ممارستها  التدريب اليومي بالنادى الصحى بهم  العضلات ، و السيقان منناسقتان وقويتان.


وأثناء مراقبة كل منهما الآخر ، اسرعت ماجي بخفة الحركة ورفعت يدها من أجل صفع حسان مره اخري ، ولكن حسان  كان يقظا لردة فعل ماجي ، فلما همت ماجي بصفع حسان فوجئت بحسان يمسك يدها ويمنعها من تلك الصفعة ، ولكنها لم تيأس يدها اليمني في قبضة احكام حسان، فإذا هي ترفع اليسري ولكن حسان كان أسرع منها فأمسك يدها اليسري بأحكام أيضا .


    وبكل قوة أحكم حسان قبضة يداه علي أيدى ماجي وجعلهما خلف ظهرها وأصبحت تتحرك بصعوبه ، حسان ظل يمسك يدي ماجي بهذه القوة آلتي لا يدري من أتت إليه وجعل يداها خلف  ظهرها و أصبحا ملتصقين ، وشعر حسان رطوبة جسد ماجى  ، و صدرها الذي بعلو ثم يهبط لأنها تأخذ نفسها بشده ، وشم أيضا عطرها النفاذ الذي أتى  إليها من باريس، وكلما همت أن تتخلص من حسان ، أحكم عليها حسان بقبضة يده ونظرا في أعين بعضهما مرة أخري .


    و هذا الوضع الصعب التي أصبحت فيه ماجى جعلها تفكر في حيله  بمكر الأنثي لكي تتخلص من قبضة حسان، أوحت إليه أنها قد سلمت بالأمر الواقع وتوقفت عن المقاومة،  و إقتربت بوجهها أكثر  إلى حسان من أجل أن يقبلها ، وعندما رأي حسان ذلك تركها وبعد عنها ،   وهنا أدركت ماجي أنها  هزمت مرتين من حسان ، الأولي عندما رد إليها صفعتها والثانيه عندما كسر كبريائها ولم يقبلها وضغطت علي أسنانها بكل قوه من الغيظ و انصرفت إلي مكتبها  في حالة عصبيه لا يرثي لها  ودت في  ذلك الوقت لو تخلصت من حسان  و قتلته .

    دخلت ماجي متوجهة الي مكتبها وهي فى  حالة مزاجيه سيئه وعصبية جدا وعندما رأتها سكرتيرتها  وكاتمة أسرارها نازلي

تبعتها الي مكتبها فوجدت ماجي تكسر كل شيء أمامها ، حاولت نازلي أن تهدء من انفعالها .


      وبعد أن ترك  حسان ماجي واقفة مذهوله ، إتصل بمكتب

الأمن يريد  الذهاب الي الحمام ، فأخبره الأستاذ مصطفى بأنه سوف ياتي إليه بعد ثلث الساعة ،

   و ٕبدأت نازلي تكلم ماجي من أجل أن تهدأ عصبيتها ....

نازلي :  ماذا حدث يا ماجي ؟

ماجي ,: لا شيء يا نازلي ، فقط أريد كاسا من البلاك ليبول .

نازلي : حقا  سوف تشربين الخمر  الآن ونحن ما زلنا  في الصباح .

ماجي : افعلي ما أمرك به .

نازلي :  لا  أحضر شيئا حتي تخبرينى ماذا حدث .

ماجي :  هذا النكره  الموجود بالخارج السيكيورتى  ( المختص بالأمن ).

نازلي :  ماذا حدث من السيكيورتى .

ماجي : لقد صفعني علي وجهي بيده الغليظه .

نازلي : لماذا صفعك يا ماجي ؟

ماجي :  لقد حسبته شخصا آخر فقبلته ، وعندما رأيته  غير الشخص الذي أعرفه ، اندهشت ولم أتمالك نفسي من المفاجآة فقمت و صفعته بيدي.

نازلي : إذا اصبحتم  متساويين .

ماجي :  لا ليس هذا فقط ، يا نازلي ولكني هممت أن أصفعه

للمرة الثانيه فأمسك بدي اليمني ، ثم هممت أن أصفعه بيدي اليسري فامسكها أيضا ،  وشل حركتي تماما،  قلت أتركه يقبلني حتي أتخلص من هذا القيد المتين 

وبالفعل أغمضت عيني ومددت له  فمي تركني و مضي .                 

 نازلي :  هل تحبى أن نبلغ الشرطه ؟

ماجي : لا أنا سوف أعرف أجعله أن يأتي الي ويقبل حذائي .

نازلي : إذا عليك الاسترخاء الآن سوف أرسل لك عصير ليمون. 

ماجي : أنتى تعرفين لن أهدأ حتي أخرج طاقة الغضب من جسدي ، بالطبع تعرفى كيف يتم ذلك .

نازلي طبعا ياماجي ..

 ذهبت نازلي على و أحضرت  سوط  جلد  اسود اللون ، وجاءت مرتديه قطعتين من الجلد الأسود ، ثم وقفت ماجى وجهها للحائط ويديها  مرفوعتان للأعلى وبدأت نازلي  بضرب  ماجي بالسوط الأسود على ظهرها ، وكلما تتذكر ماجي الموقف تشيط غضبا وتطلب من نازلي أن تضربها بكل قوة ، و صوت الموسيقى عاليا من أجل لا أحد يسمع صوتها وصراخها من الألم .

   ومن هنا اتضحت شخصيه ماجي  أنها شخصيه ساديه  تحب التملك والسيطرة علي الأخريين و مازوخبه تحب ان تخضع  للآخرين شخصيتها مضطربه جدا ساديه ومازوخبه في نفس الوقت  تحب ان تملك الأخريين وتجعلهم يخضعون إلى أوامرها وأيضا تحب أن تكون عبده ذليله للاخريبن.

 وبعد انتهاء ماجي ونازلي

أخذت ماجي دش ماء بارد واردت ملابس أخري ووضعت مكياجها وكان شيئا لم يحدث .

   حضر مصطفي رئيس الورديه إلي حمام السباحة من أجل ان يذهب حسان الي الحمام ، وكانت ماجي موجوده في مكتب إستقبال العملاء الذين يأتون الي حمام السباحة والنادي الصحي .

مصطفي : صباح الخير مدام ماجي  .

ماجي : صباخ الخير  مصطفى .

مصطفى : ما هى  الأخبار هل يوجد  مشاكل عندك؟

ماجي. :  لا يا بيبي كله تمام ، أين زكي ختخوت مصطفي ؟

مصطفي : في أجازه لمدة أسبوع لان  أمه وأخوه ماتوا أول أمس تحت أنقاض البيت من أثر الزلزال .

ماجي : صخيخ  مصطفي .

مصطفى : صحيح ماجي   لكن لماذا تسألين علي زكى حتحوت  ؟

ماجي : أبدا يا مصطفى نحن  اصخاب أنا وختخوت .

مصطفى : حقيقى ، صداقه فقط !

ماجي : صداقة وغير الصداقه  مصطفى ، أنت تعرف  من زمان وأنا بخب الشباب  من هذا العمر الذي يبدأ من العشرين عاما ، واخب أن أكون أول واخده تذوق عسل هذا الشباب، أنا مثل النحله أنتقل  بين الزهور البكريه لأقطف عسلها. 

مصطفي : آه أعرف هذا جيدا ماجي من أيام فندق شيراتون المطار الي فندق سميراميس ثم الي فندق  شيراتون الجزيره، أنتي أصبحت مهمتك تدمير الشباب المصري، وبهذه الكلمات ضغط مصطفي علي وتر حساس عند ماجي ، قد أيقظ في داخلها تجربة مؤلمة حين أتت الي مصر وهي شابة  حيث كانت علي علاقه بشاب مصري  باسم الحب ولكنه تركها وهرب، ومن هنا أقسمت ماجي أن تنتقم من كل شاب مصري في هذا السن .

ماجي :  مصطفى خاسب علي كلامك ولا تتكلم كلام كله هراء. 

مصطفي : خلاص يا مدام ماجي أعتذر عن ذلك .

ماجي : مصطفي ما هذه الشخصية العجيبة التي اتيت بها اليوم .

مصطفى: ماذا تقصدين  مدام ماجي؟

ماجي : هذا النكره  السيكيورتى  الذي في الداخل .

مصطفى: تقصدين حسان .

ماجي : إذا اسمه خسان قالت هذا في سرها ، ثم قالت بلا.

مصطفي:  ماذا فعل حسان .

ماجي :  لم يفعل شيئا ، ولا يجرؤ أن يفعل معي شيئا .

مصطفي : هل حاولتي معه وهو لم يطاوعك .

ماجي : أنت تعرف ياروخي ، أنه لا يوجد شيء إسمه صعب علي ماجي ، اذا لم يأتي الي بإرادته ، نجبره أن ياتى الينا بالقوه .

مصطفي : مدام ماجي أحذرك  ، يجب أن تبعدي عن حسان.

ماجي : لماذا ابتعد عنه ؟

مصطفي: لانه هو الذي سوف يجعلك أن ترجعى عن هذا الأمر. 

  وهنا ماجي قامت بالضحك بصوت عال ومرتفع ، هذا 

النكره خسان، أنه مجنون , وانت ايضا مصطفي مجنون أخذتها هستيريا من الضحك بصوتها العالي ...


 والي الجزء التالي  باذن الله


القاهرة 

9/11/2025

رمضان عبد الباري عبد الكريم 

شاعر وكاتب روائي



وفي الاِسراء تِبْيانُ لها بقلم الكاتب عبدالسلام اضريف

 وفي الاِسراء تِبْيانُ لها 


من اغتَصَبَ تلكم الأرض واغتالها 

لم تك قبل أرضا خلاءً سهل زوالها 

بل أرضا بنعيمها


و ظلالها

حورِها وروضاتِها 

فيها تناغمت ارواحها بمبادئ عقيدتها  


مَاٌذن واَجراس تشهد على الحانها

تلبي نداء خالقها 

تتواصل دوما مع رب سمائها


عَمٌَرها منذ القديم رحال هم فلسطينيوها 

فاِن سَاَلتَ مَن شَقٌَ مزارعها  

كَفَر ارضها 


زرع اوصالها 

غرس زيتونها وتينها

ستجيب بصمت مَاٌذنها


الله اكبر ،الله أكبر، الله أكبر

وتردد اجراس كنائسها 

نواقيص صلواتها ايام اٌحادها


اسالوا حجَرَها 

هِضابها 

وُديانها 

 

شواطئها  

طيورها ونوارسها

ستجيبك دلالة انها أْخذت باليمينِ كتابَها

 

عَشِقت الفلسطيني وعَشِقها

ارتبطت به واٌنسها

هو مصيرها 


أنفاسها التي بين جنباتها

هو شمسها 

ونور قمرها


وستقاوم معه الى نهايتها 

ابدا لن تتخلى عمن هو جزء من رَحِمها 

عقد مقدس يربط بينهما 


قواعد العِشق  تَحُفهما

حضنته في عزها

وعند محاولة تدميرها  


وما زالت تحضنه في اَحشايها 

ولم تتمرد قط عليه وهو بجوار قلبها 

يُضاجِعُ كبِدها 


يُلاعب كل أعضائها 

تُدفِئة اِبان برودتها  

ولم تتخلى عنه حتى لو تم اغتيالِها


مهما بلغت قساوة أعدائه واعداؤها 

التي تجاوزت الاَطنان من متفجراتها   

من مِاٌت الالوف من قنابلها


يريدون بذلك تدميرها 

وزعزعة عشق صوفِيٍ دَائرته قوية مَعَالِمُهَا

نَكالا له ولها 


حتى يتخلى عنها ويَهجٌرها 

يتجاهلها ويعتزلها    

وفي محاولة خلق فتنة تُصْرِمْ النار في حِبالُها


فالخِزْيَ والعار للغبيٌّ الساعى لانقطاعِ وصالِها

وسيذوقون حتما  وَبالَها

سترشُقُهُمْ  لَعناتُ نِبالُها


ثم يَنْقَلِبُ السُّمُّ النقيعُ على ساقيها 

من يريد انفصالهما، حتى يزهو برؤية مَدَامِعِهَا

فليعلم أن الدار عامرة بمن فيها 


والأرض أقسمت بالعصر كاحد صلواتها 

بان لا تبيع من تَوَحٌَد معها 

 مَن اشترى كِبرياءها   


مَن قَبٌَلَ تُربتها

مَن ضَمٌَ ما في اَحشاءِها 

من اخلص في علاقته لها 


فلن تتنازل ابدا عن مِحراب نسكها 

فالفلسطيني مَعبَدها 

قِبلتُها 


تَرنيمَةُ روحها 

لحنها الاَبدي والخالد نَهرُها 

اسالوا صفحات التاريخ وحضارتها  


واسالوا ضمير  مغتصبيها   

مَن دَنٌَسوا  عُذريتها

وكل غاشِم ،ساهم في احتِلالها 

 

ويعيش في ثنايا زينتها 

وخَيراتها 

فان هذه الارض  وعلى الرٌُغم من أبتلائها


ستبقى مكانا الكل يكتب عنها 

الجميع  يحلم بها  

فالنار لكل من يخطط لكيفية ادارتها 

  

او يطالب بحقه فيها 

علما ان لها عاشقها وقَيسُها   

فهي ليلاهُ فلا ، ولن يطلبْ سواها


فهو الذي وُلد فيها 

وترعرع في احضانها 

ورأى النور بفضل عينيها 


شرِب ماءها 

عانق سنابل قمحها 

قطف شقائق نعمانها 


تَغنى بألوان طبيعتها 

تَذَوق عصير زيتونها 

أرادوا أن يُنزِلوه  مِن خشبة مسرحها

  

من صفحات تاريخها 

علما انه مَن اَلٌَف واَخرج ضُحاها 

فوجوده مُتجَدر في أعماق كينونتها 


يحاولون صَيدَ حقيقتها 

قَنصَ تصورات ماضيها  

رؤية ،ورؤيا مستقبلها 


فالعالم الاٌن يمكنه قراءة فلسطين و تاريخها 

بداَ يعرف أكذوبة مَن احتلها 

ودعاية من ساندوا في اغتصابها


ومن ساهم في خلق كيانها

وطَردِ سكانها  

الرأي العام الدولي ومن مكان اٌخر خارجها 


بداَ بالتمرد استنكارا ونُصرَة لِغَزٌِييها 

فسبحان لمكانة اقصاها 

فبعد كل عسر هناك اَمَل في يسراها  


الله غالب 

عبدالسلام اضريف



ساعة أخرى للنهار بقلم: الروائية ھدى حجاجي

 ساعة أخرى للنهار

بقلم: الروائية ھدى حجاجي

مصر


أمهلني ساعة،

ساعة واحدة فقط،

قبل أن يطوي الليل أجنحته

ويغلق على الضوء فمه الملطخ بالغيوم.


أمهلني ساعة،

لأكتب اسمك

على صفحة لم تلوثها الظلال،

لأرسم وجهي

كما كنت أراه في عينيك

قبل أن يتكسر الزجاج.


أمهلني ساعة،

لأعيد ترتيب أنفاسي،

كي لا تختنق في جراب الوقت،

كي لا يتحول قلبي

إلى حجرٍ يسبح في مجرى الصمت.


أمهلني ساعة،

أكسر فيها مرآة الحنين،

وأجمع شظاياها

لأزرع منها قمرًا في كفيك،

قبل أن يطفئ الليل كل المصابيح

ويعلق على الباب لافتة النهاية.


لكن…

أنت كنت تعرف،

وأنا كنت أعرف،

أن الساعة التي نرجوها

لن تأتي،

لأن الوقت أعمى،

والنهار فقير،

والليل…

تاجر لا يخسر أبدًا.



وصية إمرأة جنوبية: لا تكن طيرا أضاع بلا سبـــب..عشبةَ البحر بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 وصية إمرأة جنوبية:

                              

لا تكن طيرا أضاع بلا سبـــب..عشبةَ البحر


"إلى روح أمي تلك المرأة الجنوبية التي على جبينها وشم..يخيف كل الخفافيش التي تداهمني في الدياجير..لروحها الطاهرة..ألف سلام.."


يا إلاهي..!!

تموت التي وهبت قمحها للغيم

وأطعمت من حليب اللوز

         صبايا مرّ على نضجهــن

نصف قرن ونيــــف

هكذا هي أمّي..

كلّما انهمر الغيم..وجْدا

وتشظّت مرايا المســاء

خبّأت ودائعها..في كفّة الرّيح

وشدّت على وجع

            بحجم السمــــــاء

ثم قالت..

"لا تخف يا محمد"..

لك مقعد على بساط المـــــدى

ووتَد تلتفّ من حوله كل الثنايـــا

لك مفاتيح الفصول..وقلب جميل

وأمّ تقيّة..

تؤجج..إذا حاصرك السّيل

جمر العشايـــــــــا

لك إشراق البراري

وخيطان من مطر

وشوق يضيء في شعاب الهدى

لك نرجس الرّوح يتفتّح عشقــــا

بين شقوق المرايــا

                            فلا توغل في الدّمع

ولا تحمل مشكاة الحزن على عاتق الليل

ستبصر وجهي..خلف تخوم الصدى

  يضيء في غلس الظلــــــــــــــمة

            ولا تصغ لعويل الصّمــــت

فلا شيء أشدّ بهاءً من الموت

    ولا تكن طيرا أضاع بلا سبـــب

عشبةَ البحر

وحلّق في فجاج الكون

         علّ تجود الفصــــــــول

بما وعدته الـــــــرؤى

            درْ على هدأة البحر

ولا تترك بقايا دموع على الجفن

ولي أنّني خائفة

لحظتان..

ودمعـة

عينايَ لا تبصران

           إلى أين تمضي الرّوح

في مثل هذا الصّمت العظيم ؟

إنّي أرى من بعيد..

طائرا يقتات من مهجة الليل

   يمتشق غيمة للهـــــــــدى

ويمضي بي..

إلى لجّة الغيم

حيث سديم الصّمت

       واختلاج الحنايــــــــا..


محمد المحسن



الأحد، 9 نوفمبر 2025

خيّل اليهم بقلم الأديب سعيد الشابي

 خيّل اليهم

حين اقتحم النور مقلتيّ

رأيت المسيح واقفا ...

يرنو اليّ

قلت :

أما قتـــلوك ؟

أما صلــــبوك ؟

رد ، مبتسما اليّ

خــــيّل اليهم

لـــــــكنني

بقــت حيّا

كذلك ترسم الصّـــور

على شاشة الشبكية

والــــويل ...

للذي بقلــبه مرض

يُعـــمي البصـــيرة

فيبقي الصورة عنده

مقلوبة الرســــم

كما هـــــــــي

كعين الحاسد

لا ترى الحقيقة الحية

انما ...

كما أرادتها

أن تـــكون سلبية 

في ظـــلامها الطاغي

لا العقل يستطيع تعديلا

لأبعادها المنطقية

وتبقى عين الحسد عمياء

أبعدها الله ...

عنّا وعنكم - أصدقائي -

في كنف المحبّة

وســـــــلامة الطوية

سعيد الشابي


احتفال بلدية فوشانة بالعيد الوطني للشجرة

 🛑عودة بالصور على احتفال بلدية فوشانة بالعيد الوطني للشجرة 

♦️تحت اشراف السيد : عماد المعاوي  المكلف بتسيير بلدية فوشانة ⬅️إلتأم صباح اليوم بالحديقة الكائنة بتقسيم الانس بفوشانة 

الاحتفال بالعيد الوطني للشجرة 

بحضور :

✔️السيد معتمد فوشانة 

✔️فوج من الكشافة التونسية .

✔️فوج الامل لجمعية الكشاف التونسي بفوشانة 

✔️ فريق انتج

✔️اعضاء المجلس المحلي فوشانة .

✔️السادة العمد .

✔️السيد مدير دار الشباب فوشانة 

✅فريق من الحرس الوطني امن تحية العلم المفدى 

✔️بعض المواطنيين 

✍🏻تحت شعار :

🇹🇳" تونسنا نرويها ...وغاباتنا نميها "

©️متابعة ومواكبة زميلنا الصحفي : العيد بن محمد

اذاعة الجمهورية : صوت وصورة وطن 



معرض الفنان التشكيلي: الرسام سامي بن عامر بعنوان : الأرض الروحية

 قصر خير الدين بالمدينة العتيقة بتونس 

           الطابق الأرضي      

معرض الفنان التشكيلي: الرسام سامي بن عامر 

              بعنوان : الأرض الروحية ✍🏻

           مواكبة ومتابعة وصور زميلنا:الصحفي العيد بن محمد ©️

إذاعة الجمهوريةRadio République :صوت وصورة وطن 🇹🇳



تستور عروس الشمال الغربي من29أكتوبر إلى03نوفمبر 2025

 مهرجان الرمان بتستور 

     .صور لبعض المعروضات الحرفية لليوم الأول من المهرجان 

تستور عروس الشمال الغربي من29أكتوبر إلى03نوفمبر 2025

 تستور جمعت كل ولايات ومدن الجمهورية تقريباً ، في معروضات 

من المنتوج الغذائي كالبسيسة والفواكه و الغلال مثل التمر والصناعات التقليدية مثل الفخار والمنسوجات السعفية كالقفاف وحقائب اليد وبعض أدوات الزينة ، بالإضافة إلى بعض الزهور والورود الصناعية وبعض الملابس ، تستور تكرم وفادة تمور جمنة من ولاية قبلي وفخار نابل و القلعة الكبرى وبسيسة ولايات الساحل وبعض أواني الأكل المصنوعة من خشب الزيتون من القلعة الكبرى بالإضافة إلى مقروض القيروان الشهير والشهي ، تستور أرض للقاء ، مدينة تستور مكان للحب جمعت بين الشمال والجنوب والشرق والغرب والوسط في مكان واحد وبلافتة ترحيبية مكتوب عليها " معرض الفنون والحرف" يرحب بضيوفه الكرام " في الدورة 9 لمهرجان 

الرمان 

          مواكبة ومتابعة وصور زميلنا الصحفي: العيد بن محمد ©️

إذاعة الجمهوريةRadio République صوت وصورة وطن 🇹🇳



هذا النص كتب عن السجن والسجانين والظلم الذي تعرض له السوريون على يد المخلوع البائد بقلم د. رنيم خالد رجب

 هذا النص كتب عن السجن والسجانين والظلم الذي تعرض له السوريون  على يد المخلوع البائد

بقلم د. رنيم خالد رجب

تئن الأفئدة المقيدة بأغلال الإستبداد 

تسحقنا جدران الزنزانة بين فكيها بلا هوادة 

لاأعرف أي جرم اقترفناه ؟؟  

وحش كاسر سحق إنسانيتنا 

وهو يتقهقه 

صفع أحلامنا البريئة 

جردها من ثيابها عبث فيها 

رياح الشؤوم باغدتنا

 أفكار في دهاليز رأسنا تدور 

ليالي باردة أمضيناها 

مع الغربان اللعينة 

رائحة الدماء هنا و هناك 

الدود ضيفنا المعتاد 

الجوع ينهش بنا  دون رحمة 

مع وحدتنا المنهكة نرمق الصبر 

 وآثار التعذيب شاهدة علينا 

نضمد جراح أيامنا 

بلهفة المشتاق لحريته 

بلهفة المشتاق 

لأطفاله الذين لايعرف عنهم شيئا 

الوقت أثقل كاهلنا

  نرتجي القوة والصبر من الله 

ونحن على يقين من الرماد سيبذغ النور

لينتهي يومنا كل يوم ونحن نردد

 بسم الله الرحمن الرحيم وبشر الصابرين

صدق الله العظيم

د. رنيم خالد رجب

يا صاحبي بقلم الكاتب وليد سترالرحمان

 يا صاحبي

.........................


قد عدتُ حيث جلستُ

قبلَ اليومِ الذي

جمعَ الشروطَ لغايتي

والغايةُ —

نظمُ القصيدِ مقاطعٍ

تروي، وعن

حالاتِ فحلٍ شاعرٍ

في ساحةٍ

فيها السكينةُ والجمالُ كلُّهُ


مطرٌ يغازلُ مهجتي

يهمي كأنَّ الأرضَ حبيبتي

تصغي إليَّ، وها هنا

بالمكتبةِ

بيضاءُ تلمحُ سحرَها وكأنَّها

إيحاءُ بحرٍ كاملٍ


بالأمسِ قد صلّيتُ، كان تضرّعي

يمضي إلى ربِّ السماءِ بلهفتي

فنطقتُ بالحرفِ الجميلِ بضاعتي

ربِّي أنا

عبدٌ ضعيفٌ مُدني

بسكونِ نفسٍ راضيةٍ

و اغمرْ بفضلكَ والدي


و تهاطلَ المطرُ الحنونُ برفقِهِ

فسكبتُ في صمتِ المساءِ تأمُّلي

و المكتبةُ

بيضاءُ ترسلُ نورَها

بالعلمِ تهمسُ في أنا

و نسيمٌ فيهِ رحمةٌ

قد داعبَ مقلتي

و فؤادُ فحلٍ مُثقَلٍ

بالحبِّ يسمو بميزتي


قد صافحَ الأفقُ الجميلُ سكونَهُ

و تساقطَ الضوءُ اللطيفُ بصفحتي

فجلستُ أُصغي للمدى

لنجومِهِ

و لصوتِ قلبي في ارتقاءِ طبيعتي

يا ساحةَ

شهدتْ حروفي في انحناءِ قصيدتي


و إذا بصوتِ الريحِ يحملُ نغمةً

فيها حنينٌ صامتٌ

قد أجبرَ الذاكرةَ

عادتْ طفولةُ حالِمٍ

أحيتْ بصيرةَ مهجتي

وطبيعتي


و مضيتُ خلفَ الحلمِ أسكبُ نظرتي

و تهامسَ الليلُ الوديعُ برِقَّةِ

ما غابَ عنّي سحرُهُ

ما بينَ ضوءٍ خافتٍ

و العلمِ في...

نظمتُ شعرًا خالِدًا


يا صاحبي

...................................

بقلم وليد سترالرحمان




قراءة في شعر ( نيالاو حسن آيول ) شاعرة الجنوب السوداني بقلم الكاتب/ السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - مصر ٠

 قراءة في شعر ( نيالاو حسن آيول ) شاعرة الجنوب السوداني

بقلم / السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - مصر ٠


" لا بدَّ لي أن أعبرَ

بينَ كلابِ المدينةِ

ومُوسيقى الصباح

تحت الرَّصاص

لكي أكتبَ على ساقِ شَجَرةِ المانجو

هذه القصيدةَ كذكرياتٍ تُمارسُ الحِيَلَ على يومٍ ماطر،

الطقسُ مُجَرَّدُ اِبتسامةٍ مُلتَوية

يمارسُ الانزلاقَ من خلال ثُقب السماءِ المضطرب

يَنِزُّ غرائبيةً غامضةٍ،

كغناءِ مشعوذٍ في أحلك أيام يناير الباردة ! " ٠

( من قصيدة : تميمة لشجرة المانجو ) 

--------

في البداية عندما نغوص في نصوص الشعر السوداني من زوايا البنية و المعنى في ثنائية التكوين نشعر بجمالياته من خلال التذوق الفني المركب داخل العمق و التراث و التاريخ حيث الجذور المتينة التي أثمرت القصيدة الجنوبية كي تتلاقى مع صيرورة النيلين في تدفق بلا حدود هكذا ٠

و منذ مطالعتنا لعالم الهادي آدم وصلا بهذه الشاعرة " نيالاو حسن آيول " نتوقف هنا ملياً حول رحلة الشعر بين الحنين و الحزن و الحلم مع سلامة المشاعر في أتون الصراع المتقلب و المتجدد معا ً ٠

و شاعرتنا ليست بمعزل عن ( مأساة الفاشر ) ترصد يومياته في سرد يعكس ملامح الرؤى من زوايا الحيرة و الدهشة في تناغم و شجن كحكايات التاريخ الشاهد على الحدث في إنصاف ٠٠

أليست هي القائلة في رائعتها بحسها الحزين و الشوق من منافي الغربة في أحدث قصائدها التي تحمل عنوان ( ياجنوب ) في نداءات بمثابة نوبات استغاثة :

"يا أرض حفيف الأجنحة التي في عبر أنهار كوش"

يا قوة عاطفة خط الاستواء!

لأنني أنتمي إلى الناجين من الماضي؛

ولن ينطوي في طي النسيان أبدا؛

أنتمي الى جيل ورث دخان الرصاص بين الرئتين؛

وعين الجوع المتوهجة،

والأرواح المهمشة الحطام ؛

والعظام الطويلة الباردة!

سأظل أبحث فيك عن الشمس المذهلة!


يا جنوب

يا كلمة مختومة في زنوجة أرواحنا.

يا أعشاب نيلنا الأبيض.

وقوارب الصيد السوداء .

ياصوت الغابات العميقة

يا قمة "الأماتونغ"

يا نجمة زنجية

في أجنحة السماء،

وملايين السنين من حكايات الجدة الخرافية!


يا جنوب

الجرح الحاد في حدود سحرك

يؤلم قلبي!

وهذا البارود يشرخ رائحة بساتين الأناناس،

ويجرح أشجار المهوقني

ويؤلم قلبي!

لأنني أنثر بذور رحمي

فوق الريح ،فوق زهور الأشجار

فوق الغابات، فوق المخاوف،

على مدار شمسك الحارقة

وتمتلئ بها الشقوق في أمواج النيل

يحملها الهواء الدافئ من الأرض

أغنية سرقتها لأشجار

لتنبت أطفالا كطائر الفينق

ويموتون ويرجعون من جديد،

الحرب تؤذي عيني

متي تنتصر فيك الحياة يا أرض الطيور الزرقاء ! ٠ 


* نبذة عن الشاعرة :

-------------------------

نيالاو حسن آيول شاعرة من  جمهورية جنوب السودان ٠

و نيالاو حسن ايول من مواليد مدينة ملكال بولاية أعالي النيل .. - لها مجموعة شعرية  بعنوان ” قرابين نيكانق” ٠

ومجموعة أخرى تحت الطبع. 

تخصصت في علم النفس، تقيم وتعمل في أمريكا الشمالية.


* مختارات من شعرها : 

===============

نجدها في هذا النص تحت عنوان (  أقبل نوفمبر ) الذي له دلالة الزمن و الحدث تنطلق من هذا الشهر شاعرتنا (نيالاو حسن آيول ) لترسم لنا لوحتها كالعصفور الجريح لكنها تشدود قائلة :  

أقبل نوفمبر...سلام يا نوفمبر

..يا صمت الأرض حين تنصت للخريف ويا سكون القلب حين يعبر البرد عتبة الحلم

هذة أنا

وتلك الكتب

وفنجان الشاي

وغيوم نوفمبر

والفراغ الجميل بين التعب واستراحة الروح من ماضيها القريب

نراقب الغيم خلال النافذة يمر ببطء،

ونبتسم!

كأننا نغفر للعالم كل شيء

في فنجان قهوة

كل رشفة تعيد وجهكَ إلى النافذة،

كظل يمر ثم يختفي

...

نوفمبر لا يشبه غيره

ولا يحدث تماما

بل يتدلى بين الخريف والشتاء

كفكرة نائمة في رأس المواسم والفصول.


***

و تنتقبل بنا الشاعرة الجنوبية نيالاو أيول ، في قصيدة أخرى بعنوان ( هذياني القديم ! ) ذات مقاطع متشابهة تختصر لنا معادلة الحياة في حالة غير مستقرة الوجدان بين تصادم و قلق ٠٠


1.

في سُرّةِ الشُكوك

المَكان الأكثر عَتَمَة من قلبِ الإنسان  

 أشتري صكوك اليقين ؛

الأحلام وكل ما هو أزرق بلون السماء 


2.


كل أحزاني إيماءت بسبب الإيمان المنهك.

أجلس فوق شجرة الحياة

كعصفور دمرت الرياح عشه


 3

 في مصيدة القدر أتظاهر بأنني أذوب في هويتي الجديدة 

 لا شيء أمامي سوى زهور مفرش الطاولة الباهتة

 يدي على إزميل المصائر

 وكل ما هو منسوج من خدعة الحياة


4

أرفع الكأس

التقط الوطن من الطاولة

أرشفه ببطء، 

اقول في سري: لا تحرق في داخلي شهية الإنتماء

 للوطنِ الذي فرقنا  على الهامش

وفي المنفي تعادلنا في بؤسِ الغياب

 

5.

نخبك أيها الصمت المتجمد في شفتي

نخبك يا ملح الفراق!


تخرج أنتَ من فجوة غيابك، 

من رغوة الكأس

تدخل بين فتحات القصائد

وأدخل أنا في الإقتران الشرس مع الجحيم !٠


***

و نختم لها بتلك القصيدة التأملية الفلسفية في نزعة جمالية تصور فيها مدى التغيرات تحت عنوان ( بَنَات الجنوب ) اللائي يشكلن العمق المجتمعي و صدى الواقع في رمزية تشرق بين الواقع و الخيال في لغة متماسكة حيث تقول فيها :

دَّوَّارَة رِياح الآلِهة الدافئة حين تمر بمدار شَمَس الإستواء 

 وترتجَّ ككلمة الرّوح في الإيقاع الشعري !

إهتزاز المَطَر الناعَمَ  الحميم  لحفيف حدائق المانجو والأناناس.

صَّلاة الأبَنوس الخَاشِع للَّوْنُ الشَاهِق!

 لسَواد اللَّيْل حين يشتعل به اللَّهيب!


بَنَاتُ الجَنوب

نسغ الحياة العميق في يد "نيكانق"

قبلهن فكن ماء" السوباط" الهادئة

زهور "الموز" اليانع

 ليل خط الاستواء الدافئ..

 و "النجوم في ليل بشرتهن لآلئ"


بَنَاتُ الجَنوب

أُبَّهة أوراق شجيرة "الباباي" الأبدي .

ألفة "النيل" لملامسة الزرافات والغزالات وطير "البقر"  

أَسْرَار الفِطْرَة الأُولَى !

 السماء تتمتم بسَحَرَهن.

 وتلعن كل من حاول العبث بطَلاسِم الجَمَال البَدَائِيٌّ النقئ!

______

الصورة سيوبر موديل  اجاك دينق، جنوب السودان

الإله (نيكانق) وهو الإله الروحي لقبيلة الشلك ومؤسس مملكة  "الشلو" و ترتبط طقوس تتويج خلفائه بنهرالنيل! ٠


و بعد هذه القراءة السريعة في عالم الشاعرة الجنوبية بنت السودان التي جسدت المكون البشري في حالة صراع  ووجود و حلم برغم الأوجاع، و ذلك من خلال رحلتها مع الشعر دائما ٠



كان اسمه جعفر بقلم الكاتب جعفر الحسن.. العراق

كان اسمه جعفر
اغضب 
احطم كل المرايا 
امزق ما كُتب في الدفتر 
أعلن استنكاري 
أعد طاولتي ثانية 
احتسي شرابي المسكر 
أجوب الليل نجمة 
وإن حل الصباح 
عن ضوء الشمس 
اختفي واتفنر 
أعود للليل ثانية 
فاليوم ليطول 
وإن طال لا يعمر 
ارسم خارطة وجداني 
هنا وُلدت 
وهنا عشت 
وهنا زرعت شجرة الحب 
وهنا مرآة ظهري 
فيها ألف طعنة خنجر 
كأني بلد محتل 
احتل كل ذرة فيه 
وحولي الآلام جيش ومعسكر 
حتى الهم بات يسألني غاضباً 
قد أتعبتني 
متى تنفى عن دائرتي 
أو تموت وتقبر 
قلت له 
وما ذنبي 
فأنا ليوم ولادتي لا أتذكر 
وأيام الصبا والشباب 
تافهة 
وأيام رجولتي هباء 
والآن حل الشيب بي 
ولما حل بحياتي قد أنكَرْ
انتهيت وما اكتفيت 
وأسدل الستار على المعبر 
كل حياتي اسم 
يكتب يومًا ما 
باللون الأخضر 
كان اسمه جعفر

جعفر الحسن.. العراق

قال السودان بقلم الكاتب عبدالرحيم العسال

 قال السودان

=======

قال السودان للورى

فلتنظروا ماذا جرى

هل عدلكم هذا الذي

ملأت قواعده الذرى؟

الناس تقتل جهرة

والعهد منقوض العرى

لا وزن أبدا عندنا

للخلق يا كل الورى

الحقد طاف بثلة

أعماهم حلم الثرا

عاثوا فسادا أفزعوا

نبتا وخلقا وثرى

ماذا دهاهم قومنا

ماذا دهاهم يا ترى؟ 

كفوا القتال وسلموا

فالسلم أرفق ما نرى

عودوا لرشد أبصروا

راحت بلادكم ورا

سفك الدماء محرم

يا قوم ما هذا الهرا

يا رب ألف بينهم

وأرزقهم عينا ترى

وأحقن دماء أحبتي

أنت السميع وها ترى


(عبدالرحيم العسال - مصر - سوهاج - اخميم)


-- تغريدات قلب -- بقلم الكاتبة/ناديةغلام

 -- تغريدات قلب --   

حين تغرد عصافير قلوبنا 

تُسافر الأنفاس في أروقة الذاكرة.

أنا هنا أنتظر عودة روحي المهاجرة

أنصت إلى أمواج قلبي المبعثرة

أحاول أن أقرأ رسائله المشفرة

أعلم أن أشياء كثيرة قد مضت

لكن دروب التمني لم تنتهي..

كأنها معزوفة حياتي الخالدة

أسمع نغمات أغاني فيروز

تلك التي نسجت مخيلتي

فتتداخل ألحان دليدا و نزف الفؤاد

ليوقظني من أضغاث الأوهام..

أنا لست تائهة لكني أبحث عن عنوان

مفاتيح رموزه لازالت ضائعة..

و حرفي محتاج إلى صمام أمان

ليكُف عن الحيرة و التوهان.

أنا لم يعد يهمني كيف سيكون اللقاء

و لا كيف سأجد العنوان

فالأمر كله بيد الرحمن

فقط أريد أن أعانق روحي

و مدينة السلام ،، 

من_همس_حرفي 

بقلمي/ناديةغلام