الثلاثاء، 11 نوفمبر 2025

مضَارُّ الحوارِ معَ الأحمقِ ..(الحلقة الأولىٰ) كتبها الشاعر الناقد/ سامي ناصف

 مضَارُّ الحوارِ معَ الأحمقِ

     ..(الحلقة الأولىٰ)


إِنَّ الحِوَارَ مَعَ الأَحْمَقِ مَضْيَعَةٌ لِلعَقْلِ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ مَضْيَعَةً لِلوقتِ؛ فَهُوَ لَا يُصْغِي إِلَى حُجَّةٍ وَلَا يَعْقِلُ بُرْهَانًا، بَلْ يُنَازِعُ لِيَظْهَرَ، وَيُخَالِفُ لِيُعْرَفَ، وَيَغْضَبُ إِذَا أُفْحِمَ كَمَنْ فَاتَهُ مَوْكِبُ الجَهْلِ. 

تُكَلِّمُهُ فَيَرْفُضُ الفِكْرَ، وَتُسَاجِلُهُ فَيُسِيءُ الفَهْمَ، فَيَجْعَلُ مِنَ الحِكْمَةِ سُخْرِيَّةً وَمِنَ البَلَادَةِ مَجْدًا. 

وَلِذَلِكَ كَانَ صَمْتُ العَاقِلِ أَمَامَ الأَحْمَقِ فِعْلَ حِكْمَةٍ، لَا عَجْزًا، وَإِعْرَاضُهُ عَنْ الجِدَالِ سَمْوًا، لَا خَوْفًا؛ فَمَا أَشَدَّ أَنْ تُلْقِي جَوْهَرَ الكَلِمِ فِي بِئْرٍ مِنَ الغَفْلَةِ لَا قَاعَ لَهَا.

ومنْ أخطرِ ما يُبْتلىٰ به العاقلُ أنْ يُحاورَ أحمقًا، إذْ إنَّ الحُمْقَ يحجبُ صاحبَه عن فهمِ الحجةِ واستيعابِ المنطقِ، فيتحولُ النقاشُ معه إلىٰ جدلٍ عقيمٍ لا طائلَ من ورائِه.

(الأحمقُ) لا يسعىٰ إلىٰ الحقيقةِ، بلْ إلىٰ الغلبةِ، ولا يقصدُ الفهمَ، بلْ الإقناعَ بما في رأسِهِ من جهلٍ، فيقلبُ المَعاني، ويُسيءُ التأويلَ

 فالحوارُ معه يبدِّدُ الطمأنِينة، ويزرعُ الضغائنَ، ويجعلُ العاقلُ في موضعٍ لا يليقُ به.

السكوت أمَامَهم أولىٰ.....................!

وقاكم اللهُ من حوارِ الحمقىٰ.

كتبهاالشاعر الناقد/ سامي ناصف



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق