☆《في رهاب العَجْز 》☆
أنا هُنا فِي رهابِ العجزِ والوَجلِ
واللّيلُ يمْضُغُني والشّعرُ ينْشزُ لي
أتُوقُ أقْوَى على عُقمٍ بقافيتي
تِيهٍ بِبَوْصَلتي..عَتْمٍ بمُعْتَقَلي
أرُومُ نفْحًا من الأشعار يَمْهُرُني
بيْتا ظليلًا بفَيْء النّور والأملِ
لكنّني لا أرى في النّبْض بارقةً
إلاّ فُلولًا من الأوْجاع والعِللِ
☆☆☆
قد كنْتُ أحْسَبُ أنّ الشّعرَ يحْمِلُني
إلى أقاصٍ بِهَامِ النّجْدِ والجبلِ
وها أنا في الثّرَى ولْهَى مُقيّدةٌ
محْجُورةُ الصّوتِ والألْحان والجُمَلِ
مكْلومةٌ و يراعي ريشةٌ ثُلِمَتْ
مغْلولةٌ وجناحي قُدَّ منْ قُبُلِ
مغمُورةٌ دَرْبُ أشعاري.. مُحنّطةٌ
أحلامُها في الثّرى..مَوْصُودةٌ سُبُلي
مُباحةٌ...و مَراتِيجي مُحَطّمةٌ
قدْ فُلَّ عزْمي وأرْسَى في هُوَى الخَلَلِ
☆☆☆
غاضَتْ يَنابيعُ حُلْمي ..مَنْ يُفجِّرُها.؟
ويَسْكَبُ النّورَ و الأنْداءَ في قُلَلي؟
ماذا أقولُ لأوطانٍ بِلَا وطنٍ
بِيعَتْ بلا ثمنٍ... في سَاحة الخَطَلِ..
ماذا أقولُ لأطفالٍ بلا سَنَدٍ
ضاعتْ براءتُهم في لُجَّةِ الزّللِ
ماذا أقولُ وماذا لا أقولُ أنا؟
قد أُلْجِمَ الحرفُ بالأوجاعِ والخَجلِ..
وضاقتْ الأرضُ بالأوْصابِ ما رَحبَتْ
وصُودِرتْ نخْوةُ الصّنديدٍ والبطلِ
واسْتَفْحلَتْ موْجةُ الأوْجاع تجْرِفُني
تُلْقِي بعُمْري على شَطٍّ من الشّللِ
فمنْ يرُمُّ جروحٌا سالَ نازفُها
نهرًا من القيْحِ و الأعْتامِ في المُقَلِ؟
☆☆☆
هذي حُروفي عِجافٌ...مُحبَطٌ قلمي
والشّعرُ مُخْتبِطٌ في حَمْأة الوَجَلِ
أهزُّ جذْعَ نخيلِ الشّعر...يَهْزأ بي
يلْقي عَلىَّ مُلاءاتٍ من الوَحَلِ
عُرْجونُ قافيتي عارٍ بلا رُطَبٍ
والعذقُ في نخْلتي عَارٍ من الحُلَلِ
یَمُجُّني الحبرُ والقرطاسُ في قَرفٍ
وفي الیَراعِ صَديدُ العُقْمِ والفَشلِ
والأرضُ تصْرُخ ولْهَى لا تطولُ مدًى
على رَصيفِ الأذّى والذُّلِّ لم تَزَلِ
والکونُ قبْوٌ وهذا الأفقُ مِجْمرةٌ
و البيْتُ رَمْسٌ بعصْرِ الدّاء و العِللِ
☆☆☆
ما حِيلتي؟ ليْسَ لي إلّا قميصُ أسًى
يلفُّني بدِثارِ السُّقْم والمَللِ
وليْسَ لي غيْر ذكْرى مِن جميلِ هوًى
رَمَتْ بشَوْقي إلى تغْريبةِ الطّللِ
أدْمنتُ حرْفي ولكنْ خَانَني وَجَعي
وامْتصّ أخْيلتِي جوْرا على عَجلِ
لم يُبْق لي أحْرُفا أو بعضَ قافيةٍ
حتّى أشاركَ في أهْزوجةِ الأملِ
سأكْتفِي بشُجُوني أنْسَ قافيتِي
وأرْفضُ العيْشَ في دَوّامة الجَدَلِ
وأتْركُ الشّوقَ والأوجاعَ تُبْحِرُ بي
(أنا الغريقُ فمَا خوْفي مِن البَلَلِ؟)*
《سعيدة باش طبجي☆تونس》
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق