الاثنين، 10 نوفمبر 2025

برغم القهر بقلم الشاعر محروس فرحات مصر

 ............برغم القهر.............

برغم القهر مازالت لنا همم

وأشياء لنا بالفرح  تهدينا


وبين جدارنا تنبت رياحين 

لها عبق وعطرا منها تعطينا


إذا غابت مشاربنا فذا دفء

يضم القلب بالريحان يطوينا


وتغدو فينا أحلام وما غربت

شموس الود إن غبنا تلاقينا


ومهما طالت الأيام والألم

سيأتي جميعها دوما يداوينا


فلا الجرح الذي بات على دربي

يدوم  بفعله  عبثا سيبكينا


فإنا قد خلقنا  بين أضلعنا

من الصبر جمالا كم سيكفينا


ولن نجزع إذا زادت مصاعبنا

وكل الصعب كم جاء يدانينا


فما لان لنا عزم وقد صار

كمثل الصخر ما تاهت خطاوينا


وإن شدت وما صار بها نور

وجدت الدرب قد هم فيأوينا


سلام ما هنا كانت  مكابحنا

فكم عثر نجونا منه يدمينا


وكم درب مشينا فيه لا نعبأ

بما صار وسرنا العز  يعلونا 


ثريات من النفس لها نور

وروح الود من ظلم تدارينا


ألسنا من تحملنا  متاعبنا

وما كان هنا من شخص يأوينا


وما مدت لنا يد بها العون

كأنا كنا في ثوب الشياطينا


ترى البعض وقد عبس فلا ود

ويأتي المر في كأس ليسقينا


وما قالوا لنا خيرا لنذكره

وكم مالوا إلى الظلم فيشقينا


وإن كان لهم فضل هنا هيا

وقولوا ماذا قدمتم فأشجونا


ومنهم من إذا  مر  على خبث 

وجدت الدرب موضوع به الطينا 


ولا كانوا لنا عونا على القهر

وهم قهر   يزيد إن  تلاقينا 


فلا طاب لهم سر إذا مروا

فمنهم من بحور القول يرمينا


ومنهم من إذا مر على الخير

يضيع منا لا يبقى فيغنينا


تصير الدنيا مثل الليل لا شمس

ولا دفء ولا أمن سرى فينا


عرفناهم فما كانوا لنا كسب

ولا كانوا لنا ردئا فيحمينا


ونتعب إن رأيناهم لهم سمت

غلول  إن رأيناه سيضنينا


حوارات لهم كانت بها الكذب

فإن قالوا وجدنا الجور تضمينا 


فما وضح لهم رأي وإن قالوا

سمعنا الإفك والبطلان يدمينا


أليسوا من بأقوال لنا سفكت

دماء كنا  نحفظها  تزكينا 


أليسوا بفعلهم قتلوا لنا حلما

وبين الموتى قد زادوه تكفينا


وفوق رفاتنا وقفوا بلا ندم

وحين قمنا ما كانوا بنادينا 


وبعض كلامهم صار كما النار

تحرق بعضنا الباقي وتلقينا


على درب به الشوك فما صلح

به الخطو ولا طابت ليالينا


دموع كم   ذرفناها وما كفت

ودمع العين  كم هم ليكوينا


طلبنا العدل ما جاء لنا أبدا 

وكم ضاقت بنا الأيام تطوينا 


وما هدأت لنا نفس وإن هدأت

وجدت عيونهم دارت لترمينا


بسوء فعالهم سرنا بلا هدف

وسوء الفعل  للإظلام يهدينا


سألت الله في صمت وفي جهر

لنا جبرا  وفي العلات تطمينا


محروس فرحات مصر


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق