الاثنين، 10 نوفمبر 2025

القوة الجوفاء بقلم الكاتب عبد الفتاح حموده

 القوة الجوفاء

لا أحد يقول لي إن أي امرأة يمكنها الاستغناء عن الرجل والعيش بمفردها. لا ننكر أن المرأة تستطيع إدارة الحياة الزوجية وتتحمل كل الأعباء بعد وفاة زوجها، بخلاف الرجل الذي ما يلبث أن يبحث عن زوجة أخرى إذا انفصل عن زوجته لوفاتها، أو في حالة الطلاق، أو حتى في حال الخلاف القائم بينهما.

ولكن يبقى أن المرأة تحتاج إلى وجود الرجل ليشاركها الحياة جنبًا إلى جنب، وتجد منه الاحتواء بكل أنواعه لتسعد بحياتها معه.

نحن نشعر أن المرأة قوية في تحمل الحياة بعد الانفصال عن زوجها لأي سبب، ولكن إذا انفردت بنفسها فإنها تشعر في قرارة نفسها بأنها كانت تتمنى ألا تكون كل الأعباء على عاتقها وحدها.

فالمرأة إذا تحدثت عن نفسها، تتحدث بمرارة لأنها تقوم بدور الأب والأم معًا بعد الانفصال عن زوجها.

وربما تحتاج المرأة إلى الرجل في أمر قد نراه بسيطًا، لكنها تراه مصدرًا للأمان والاحتواء. فهناك امرأة كانت تتمنى أن يعود إليها زوجها، ويضع يده في يدها، ويسير إلى جوارها على شاطئ البحر لتشعر أنها مثل غيرها من النساء، لها رجل في حياتها.

وهناك امرأة كان زوجها يعرض عنها عند المنام، وكانت تتمنى فقط أن يضمها إليه، لا أكثر.

والمرأة تخاف من الوحدة، ومن أن تتعرض لأي موقف تحتاج فيه إلى رجل، فماذا تفعل لو مرض ابنها في جوف الليل؟

حتى أولادها ينصرفون عنها عند زواجهم، وتبقى هي فريسة للوحدة والعزلة.

ووجود الرجل في البيت، حتى لو كان بعيدًا عنها ويعيشان معًا في طلاقٍ صامت، هو عنصر أمانٍ لها في وجوده.

وأمثلة كثيرة وردت في جانب مشاكل المرأة، حتى في الطرفة، فقد قيل لامرأة عجوز جدًا:

أيهما تفضلين، الزبادي أم الزواج؟

فأجابت: "ليت أسناني تقوى على تناول الزبادي!"

اعتقادي التام أن المرأة تضعف، أو تشعر بالضعف، إذا انفردت بنفسها في غياب الرجل عن حياتها، وأنا ممن يشفق على أي امرأة تعيش بمفردها، فكم من امرأة تتمنى الزواج من أي رجل، ولكن هناك موانع تقيدها وتحكم الإغلاق عليها، كالخجل، أو وجود أولادها، أو خشية أن يطالبها طليقها بالأولاد في حال زواجها، أو أن يطلب الشقة التي تركها لها لتعيش فيها وتربي الأبناء.

ربما يرى البعض غير ذلك إذا وجد الزوجة جامدة قوية، ولكني أراها أبعد من ذلك.

ولها الله في كل الأحوال.

مجرد خاطرة

عبد الفتاح حموده


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق