الأربعاء، 22 أكتوبر 2025

إليزا ماسيا تُعيَّن نائب المستشار لشؤون أوروبا لتعزيز الثقافة والفنون البصرية والشعرية بين الأطفال بقلم الكاتبة دنيا علي صاحب – بغداد / إيطاليا

 إليزا ماسيا تُعيَّن نائب المستشار لشؤون أوروبا لتعزيز الثقافة والفنون البصرية والشعرية بين الأطفال


دنيا علي صاحب – بغداد / إيطاليا


أعلنت مؤسسة الدوائر الطلابية الكولومبية (Cancillerías Estudiantiles)، الرائدة في مجال الابتكار التعليمي وريادة الأعمال المدرسية في أمريكا اللاتينية، عن تعيين سفيرة الثقافة والسلام إليزا ماسيا في منصب نائب المستشار لشؤون أوروبا، في خطوة تهدف إلى توسيع نطاق التعاون الثقافي والتربوي بين كولومبيا ودول الاتحاد الأوروبي.


يأتي هذا التعيين ضمن المرحلة الرابعة من المشروع الوطني الدولي الذي تقوده المؤسسة من يناير إلى نوفمبر 2024، ويُعد أحد أكثر البرامج التربوية طموحًا في أمريكا اللاتينية، حيث يسعى إلى تمكين المجتمعات التعليمية وخلق جيل من الطلاب المبدعين ورواد الأعمال من خلال الدمج بين الفنون، التعليم، والتكنولوجيا.


وأكدت إليزا ماسيا في بيانها أن دورها الجديد يهدف إلى تحفيز الأطفال والشباب على الانخراط في دراسة الفنون البصرية والشعرية، باعتبارها جسورًا للسلام والإبداع الإنساني، قائلة:


"الفنون والأدب هما اللغة المشتركة التي توحّد الثقافات وتزرع الأمل في النفوس. مهمتنا أن نُعلّم الأجيال أن اللوحة والقصيدة يمكن أن تكونا أداةً للتغيير والسلام."




ويأتي هذا التعاون ضمن توجه المؤسسة الكولومبية نحو تطوير مناهج تعليمية شمولية تربط بين الفكر الريادي والفن الإبداعي، استناداً إلى رؤيتها التي تؤكد أن التعليم يجب أن يكون حاضناً للسلام والتنمية الاجتماعية في آنٍ واحد.


ويُذكر أن مؤسسة Cancillerías Estudiantiles تمتلك تاريخاً يمتد لأكثر من ثلاثين عاماً في دعم التعليم الإبداعي، وقد أسهمت في تأسيس أكثر من 40 ألف شركة طلابية وتحفيز أكثر من مليوني فكرة إنتاجية في المدارس الكولومبية، بالإضافة إلى برامجها الواسعة في نشر ثقافة ريادة الأعمال والتعليم الفني في المجتمعات الريفية والمناطق الضعيفة.


ويُتوقّع أن تسهم إليزا ماسيا من خلال منصبها الجديد في فتح قنوات تعاون بين المدارس والمؤسسات الثقافية الأوروبية والمجتمعات التعليمية في كولومبيا، لتعزيز برامج الفن والشعر والمشاريع التعليمية ذات الطابع الإنساني، بما يتماشى مع رؤية المؤسسة في بناء ثقافة قائمة على السلام والإبداع المشترك.



Eliza Masia Appointed Deputy Chancellor for European Affairs to Promote Visual and Poetic Arts Among Children


By Donia Ali Sahib – Baghdad / Italy


The Colombian Student Circles Foundation (Cancillerías Estudiantiles), a leading institution in educational innovation and school entrepreneurship in Latin America, has announced the appointment of Culture and Peace Ambassador Eliza Masia as Deputy Chancellor for European Affairs. This step aims to expand cultural and educational cooperation between Colombia and the European Union countries.


This appointment comes as part of the fourth phase of the Foundation’s International National Project, running from January to November 2024. It is considered one of the most ambitious educational programs in Latin America, seeking to empower educational communities and nurture a generation of creative students and young entrepreneurs through the integration of arts, education, and technology.


In a statement, Eliza Masia emphasized that her new role aims to encourage children and youth to engage in the study of visual and poetic arts, viewing them as bridges for peace and human creativity. She stated:


"Arts and literature are the universal language that unites cultures and plants hope in the human spirit. Our mission is to teach generations that a painting or a poem can serve as tools for change and peace."


This collaboration aligns with the Colombian Foundation’s direction toward developing comprehensive educational curricula that connect entrepreneurial thinking with creative art, based on its vision that education should simultaneously nurture peace and social development.


It is noteworthy that Cancillerías Estudiantiles has a history spanning more than thirty years in supporting creative education. The Foundation has contributed to establishing over 40,000 student enterprises and has stimulated more than two million productive ideas in Colombian schools, in addition to its extensive programs promoting entrepreneurship culture and arts education in rural and underprivileged communities.


Through her new role, Eliza Masia is expected to open channels of cooperation between European schools and cultural institutions and Colombian educational communities, enhancing art and poetry programs and educational projects with a humanitarian focus, in line with the Foundation’s vision of fostering a culture 

based on peace and shared creativity





.

على هامش المهرجان الدولي للسينما في الصحراء إحداث قسم جديد بعنوان "سينما الملاجئ" متابعة الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 على هامش المهرجان الدولي للسينما في الصحراء

إحداث قسم جديد بعنوان "سينما الملاجئ"


تحت عنوان "على هذه الأرض ما يستحق الحياة"، في استعارة لمختارات من إحدى قصائد الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش،تنتظم ضمن فعاليات الدورة الثانية للمهرجان الدولي للسينما في الصحراء التي ستُقام في قصر غيلان من 29 أكتوبر إلى 2 نوفمبر 2025، فقرة بعنوان "سينما الملاجئ"،وذلك من 30 أكتوبر إلى 1 نوفمبر 2025 بقرية القرعة الصحراوية،بولاية قبلي.

وسيُقام هذا القسم الجديد ضمن برنامج المهرجان،في هذه القرية الصغيرة التي تسكنها 60 عائلة تعيش في ظروف معيشية صعبة،ولا يتوفر فيها أي فضاء للأنشطة الثقافية والترفيهية للأطفال والأسر،ومن هذا المنطلق وفي إطار مقاربة فنية إدماجية ارتأى منظمو المهرجان بعث قسم خاص للتنشيط الثقافي لهذه القرية.

ويتضمن برنامج هذا القسم على مدى ثلاثة أيام عددا من الفعاليات بين عروض سينمائية،وفقرات تنشيطية وورشات للأطفال.وستُفتتح هذه الفقرة من المهرجان صباح الخميس 30 أكتوبر،بعرض تنشيطي للأطفال تليه إقامة ورشتين في "صناعة صناديق السينما الورقية" مع المخرج حمدي الجويني،وفي صناعة الفيلم الوثائقي مع المخرجة المصرية مروى الشرقاوي،أما في مساء اليوم الأول، فسيكون الأهالي على موعد مع عرض الافتتاح "أهازيج الصحراء"،الذي سيتم تقديمه قبل ذلك في افتتاح المهرجان يوم 29 نوفمبر في قصر غيلان.

وستشهد سهرة الافتتاح أيضا عرض ثلاثة أعمال سينمائية وهي، "تلالي" إخراج ميارا بن مبروك، و"فلسطين الأصل والصورة" من إخراج لطفي البحري،وفيلم " Oplas in the desert " .

ومن ضمن الورشات المُبرمجة كذلك، ورشة المسعف الصغير مع المربي شكري الونيلي،وورشة صناعة صناديق السينما الورقية.وسيتم خلال بقية الفعاليات عرض فيلم "البوسطة" من إخراج صالح الصويعي،وعروض أفلام بالشراكة مع جمعية المسعف الصغير،وعرض أفلام رقمية للفنان نور الجلولي على جدران القرية،إلى جانب عرض مسرحي بعنوان "صندوق العجب" للفنان نزار الكشو، وعرض مسرحي بعنوان "تيدينيت" من إنتاج شركة سيباريو.

وستختتم فعاليات هذه الفقرة بعرض موسيقي للأطفال بعنوان "الطفولة تغني" بإمضاء فنان الطفولة سامي دربز مرفقا بعرض كليبات الأغاني.


متابعة محمد المحسن



ألثّوبُ المطرّز رمزٌ ِلهويّتِنا الفلسطينيّ بقلم الشاعرة عزيزة بشير

 ألثّوبُ المطرّز  رمزٌ  ِلهويّتِنا الفلسطينيّة وَموروثِنا الحضاريّ الذي سرقهُ الصّهاينة وألبسوهُ 

كمَوْروثٍ يهوديٍّ لِمضيفاتِ العال الإسرائيليّة فالتقطتهُ الملكيّةُ الأردنيَةُ مشكورةً وألبستهُ لِمُضيفاتها حفاظاً عليه ومساندةً لتراثنا الفلسطينيّ الذي لُبْسُهُ يعتبرُ مقاومةً للاحتلال فتفنّنا به ؛ لِيُشاركَ في مسابقة ملكات الجمال!


ألثّوبُ أصبحَ شارةً لِتُراثِنا

لِقضيّةٍ فيها الوُجودُ …………تَحَيّرا


ألبِنْتُ تلْبَسُهُ وأُمُّهَا مثلُها 

والكُلُّ يَلبَسُهُ ؛لِيَروِي …….ما جَرى:


صهيونُ سارقُ بدْلَتي مع بَلْدَتي

سَرَقَ التُّراثَ ومعْهُ عُمرُنا.. والثّرى


كلٌّ  تفنّنَ  بالتّراثِ  مُعبِّراً 

عَنْ جُرحِ غزّةَ ، عن جنينَ وَما دَرى


أنّ القضيّةَ في اللُّصوصِ ِلِأرْضِنا

افْلسْطينُ أضحَتْ في حِماهُم مَجْزرَة


فَلتْسمَعِ الدُّنيا مُصابَ بِلادِنا

ثوْبٌ يُحدِّثُ عن  بلادِي ….؛ لِيُنشَرَ


ليَقولَ لِلكُلِّ البَسونَي  وَسانِدوا

افْلِسطينَ أرضَ العُرْبِ، حتّى تُنْصَرَ


وتفنّنوا  بِجَمالِهِ كَيْ يُلبِسوا

مَلِكاتِ ؛ كَيْ يغدُو التُّراثُ…. مُؤثِّرا


هيّا الْبَسوهُ وقولُوا للدّنياَ انْصِفي

(غزّا ) ؛لِتُنصَرَ، ضِفّتي……. ؛  لِتُحرّرَ


صَلّوا  لِعَوْدٍ  للسّلامِ  أحِبّتي

لِيَعيشَ كلٌّ في الدّيارِ ……، مُحَرَّرا!


إنّ التُّراثَ لِصحْبِهِ في أرْضِهِ

افْلِسطينُ أرضُنَا ، لا تُباعُ وَتُشْتَرى! 


عزيزة بشير





على هامش الدورة الرابعة لملتقى محجوب العياري للكتاب والآداب من 24 إلى 26 أكتوبر 2025 (الإحتفاء بالكاتبة حياة الرايس ) متابعة الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 على هامش الدورة الرابعة لملتقى محجوب العياري للكتاب والآداب من 24 إلى 26 أكتوبر 2025

(الإحتفاء  بالكاتبة حياة الرايس )


تحتضن المكتبة الجهوية بنابل،الدورة الرابعة لملتقى محجوب العياري  للكتاب والآداب من 24 إلى 26 أكتوبر 2025،وستتناول هذه الدورة موضوع "تسريد الذات في الأدب التونسي الحديث حياة الرايس نموذجا".

هذا الملتقى الذي يحمل اسم الشاعر الراحل محجوب العياري (1961 - 2010)، يحتفي في كل سنة بمسيرة أحد الكتاب التونسيين من خلال مجموعة من المداخلات العلمية حول مساراتهم وكتاباتهم وقد خصصت دورته السابقة للكاتب محمد عيسى المؤدب، في حين خصصت الدورة الثانية للكاتب حسنين بن عمو، أما الدورة التأسيسية فمثلت فرصة لتكريم الشاعر الراحل الذي يحمل الملتقى اسمه.

وينطلق الملتقى يوم الجمعة 24 أكتوبر 2025، بعرض سيرة ذاتية للأديبة حياة الرايس،ثم تنطلق الجلسة العلمية الأولى،التي يرأسها الشاعر لطفي عبد الواحد،وتضم مُداخلات لكل من جليلة طريطر التي ستقدم مداخلة بعنوان، "حياة الرايس مترجمة لذاتها"،ونور الهدى باديس التي ستقدم "قراءة في المجموعة القصصية "ليت هندا"،وتختتم مداخلات الجلسة الافتتاحية مع رحيم بن عامر الذي سيتناول "متاهات السرد وألاعيبه في بواكير التجربة القصصية لحياة الرايس".

وسيؤثث فعاليات اليوم الثاني من الملتقى كل من نزيهة الخليفي التي ستُقدم مُداخلة بعنوان "المدينة الملونة ويقظة الذاكرة في رواية "بغداد وقد انتصف الليل فيها"،ومداخلة لمدير بيت الرواية يونس السلطاني سيتطرق فيها لموضوع "بلاغة سرد الذات في نصوص الأديبة حياة الرايس كتاب "سيدة الأسرار عشتار "أنموذجا".

وستختتم فعاليات الدورة الرابعة من الملتقى يوم الأحد 26 أكتوبر،ويتضمن برنامج الاختتام مداخلة لثريا ستهم حول " النزعة النسوية في أول دراسة علمية للأديبة حياة الرئيس الأمهات العازبات وصمة عار أم اختيار" وهي الدراسة الفائزة بجائزة زبيدة بشير للبحث العلمي باللغة العربية بعنوان سنة 2024، يليها عرض الفيلم الوثائقي الطويل "حدود الله " للمخرج أنيس الأسود (65 دقيقة).


متابعة محمد المحسن



حَرْبُ البَعُوضِ. بقلم الأديب حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)

 حَرْبُ البَعُوضِ.

سَكِـرَتْ بَعُوضَــةُ حَـيِّـنَـا بِــمُبِيـــدِ

ثُـمَّ انْـبَـرَتْ لِـلشَّـتْـمِ والـتَّـهْــدِيـدِ

سَخِرَتْ مِنَ العِلْمِ الحَدِيثِ وفَتْكِهِ

إِنَّ الـمُبِيـدَ، اليَوْمَ، غَـيْـرُ مُفِـيــدِ

مَـدَّتْ لِسَـانًا هَازِئًـا وتَـرَاجَعَتْ

لِلْمَـنْـقَعِ الـمَعْـرُوفِ غَـيْـرِ بَـعِـيـدِ

وتَـجَمَّعَتْ مَـعَ جَحْفَلٍ مُتَـعَاظِـمٍ

وَسَرَتْ بِه مِثْلَ الدُّجَى الـمَمْدُودِ

قَـادَتْ هُـجُـومًا كَاسِـحًا ومُنَـظَّمًا

طَـيَـرَانُــهُ مِنْ أَفْـضَـلِ الـمَـوْجُـودِ

قَـدْ أَشْبَـعَ السُّكَّانَ لَسْـعًـا مُؤْلِـمًا

لَمْ يَـرْعَ حَـقَّ الـشَّيْـخِ والـمَـوْلُودِ

بَلْ لَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ مَنْ ظَلَمَ الوَرَى

أَوْ مَـنْ يُـسَالِـمُ، صَـائِـنٍ لِـعُـهُـودِ.

ضَـــجَّ الـجَـمِـيـعُ تَـــأَلُّــمًا وتَـأَفُّـــفًــا

لَكِــنَّـهُــمْ عَـجَزُوا عَلَى الـتَّـصْـعِـيدِ

فَاسْتَسْلَمُوا لِلْوَضْعِ،حَيْثُ تَرَاجَعُوا

مِنْ خَـلْـفِ كُـلِّ مُـغَـلَّقٍ، مَـوْصُودِ

فَــالـحَـرُّ خَيْـرٌ مِنْ "نَـفَافِيطٍ" لَهَا

هَـرْشٌ وخَـبْشٌ واحْـمِـرَارُ جُـلُودِ.

غَـفَلَ الـمُكَلَّفُ حِيـنَ فَرَّخَ بَيْضُهَا

فَـتَـكَـاثَرَتْ فِـي غَـفْـلَـةٍ وشُـرُودِ.

فَمَـتَى يُكَلَّفُ مَنْ" يُفَـكِّرُ"يَا تُرَى

وإِلَـى مَـتَـى نَـحْـتَـاجُ لِــلـتَّــرْدِيدِ؟

حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)

"خواطر" ديوان الجدّ والهزل



ســــــــؤال بقلم الأديب سعيد الشابي

 ســــــــؤال :

عيون المهى ،...ويا عيون المهى

هلا رأيتنّ على المفرق جيدا؟؟؟

زانه الطـوق جـــــمالا وبهاء...

وعينين نضاختين ، على نهر الفرات

تتدفقان العشـق ، أشعارا وغناء

فذاك ، ريم الصحاري ، ريـــمي

قلن له : ان على نهر دجلة قلبا

بحبه نابضا ، ينتظر لحظات اللقاء

يغمــره الشوق والحنــين اليه

في زمـن عـزّ فيه اللــــقاء

كيف ؟؟؟ ودمشـق تشتعــل نارا

ولا زال الدخان ، في سماء غزة راتعا

وفي مصر ، أنامل الغدر لا زالت تحرك

فتائل الحرب ، وتصب الزيت على النار

والجمر تحت الرماد ، في تونس قابعا

وريح الحقد من حوله نافخة تحاول اذكاءه

فلا ربيعنا العــربي ، غدا ربيعا

ولا الحب ساد ، شعوب وطني الأكبر

ولا الحقد بنار الثورات مات واندثر

سعيد الشابي


وَلِي في الشّعرِ نَبْضةُ عَنْدلِيب بقلم الشاعرة سعیدةباش طبجي☆تونس

 ☆《 وَلِي في الشّعرِ نَبْضةُ عَنْدلِيب》☆


أنَا العَنْقاءُ فِي هَامِ التّلَالِ

تُحَلِّقُ صَبْوَتِي فَوقَ الأَعَالِي


أنَا العَنقَاءُ هَبَّتْ مِن رَمَادٍ

لِتزْرَعَ جَذْوَةً عَبْرَ الجِبالِ


وَقَد رَضَعَتْ ثُدِيَّ المُزْنِ شِعرًا

وشَهْدَ العِشقِ مِنْ ثَغرِ الدَّوالِي


أنا أُنْثَی القَوافِي والأقاصِي

أنا الحَرفُ المُعَمّدُ بالجَمَالِ


تَفتَّقَ خَافِقِي وزَهَا وَرِیدِي

ومَاهَ النَّبضُ بالسِّحرِ الحَلالِ


وعَرَّشَ فِي جَناحِي عطرُ فُلٍّ

ونَضَّدتُ الأزَاهِرَ في السِّلَالِ


وطِرتُ بِها عَلی کتفِ الرَّوابِي

وَعَبرَ المَوجِ ..فوقَ ذُرَی التِّلالِ


لِأَنثُرَ في المَدَی عِطرِي وشِعرِي

وأُدرِکَ بالشَّذا عَرشَ الهِلالِ


کَأنِّي مَا عَرَفتُ صَقیعَ رَمْسٍ

وما خَطرَ الرَّدَی یَوْمًا بِبَالِي


وَمَا حُنِّطْتُ یَومًا فِي رُفوفٍ

مِنَ البَردِ المُدَثّرِ بالزّوالِ


وَمَا احتَرَقَتْ ضُلُوعِي منْ لَظَاهَا

وما عَرَف الطَّوَی ذُلَّ السُّٶالِ


وَفِي جُرفِ المَهَاوِي مَا رَشَفْنَا

أنا والنّبضُ مِنْ عَتْمِ اللّیالِي


وَفِي الأَغلاَلِ یَومًا مَا رَسَفْنَا

بِقَبْوِ العُقمِ فِي خُسْرِ الماؔلِ


             ☆☆☆       


أُنادیکُم عَلَی دَربِ التَّهاوِي

وأغلالُ الأسَی تغْتَالُ حَالِي


ومُرُّ الحُزنِ یَثْوِي فِي شِغَافِي

ویَنْخَرُنِي بِما فَوقَ احتِمالِي


ویَغرِسُ في أخادِیدِي جِراحًا

مِن الکَونِ المُدَجَّجِ بالنّبالِ


أنَا أنْثَی  سُطُوري نازِفَاتٌ

وجُرحِي قُدَّ  مِن حَدِّ النِّصَالِ


بِکَونٍ یَزْدَرِي عِشْقي وشِعرِي

و یَرمِینِي علی رَفِّ الضَّلالِ


ولَکِنِّي عَلَی الأوجاعِ أربُو

وباللّیلِ المُعَتَّمِ لا أُبَالِي


فَفِي الأضلاعِِ یَغْفُو مَرجُ نورٍ

وَلَو عَتَمَتْ بأَفیَائِي اللَّیَالِي


ولي فِي الشّعر نبْضةُ عَندَلیبٍ

تصُوغُ الکونَ لَحنًا مِنْ وِصالِ


فأنسِجُ للمَدَی بُردًا قَشیبًا

وأنثُرُ للصّدَی نَجوَی ابْتِهَالِ


أُذِیبُ الکَونَ في حَرفٍ بدیعٍ

وأصقُل بالهَوَی قلبَ اللَّاؔلِي 


أتُوقُ إلی مَدَائنَ مِنْ عَبیرٍ

سَدَاها الطُّهرُ في بُردِ الجَلالِ


أتُوقُ إلی قوافٍ منْ حَریرٍ

قُطوفٍ دَانِیاتٍ للنَّوالِ


وعِشْقٍ مائِزٍ یَحبُو وَریدِي

بِحَرفٍ ماتِعٍ فوْقَ الخَیالِ


وإحسَاسٍ مِن الشّهْدِ المُصَفَّی

شفیفٍ مُرْهَفٍ مثْلَ الزُّلالِ


یفِیضُ بِنبْضَتِي إشْراقُ عشْقٍ

یُعَمِّدُها بِلا جاهٍ ومالِ


یُذِیبُ جَوارِحِي فِي دنِّ نُورٍ

بلا عَذَلً  ولا  هَرَجِ  الجِدالِ


فنَبْضِي سِنْدِبادٌ للقَوافِي

یَصِیدُ الدُّرَّ مِن جُزُرِ المُحَالِ


وحَرفِي یَمْتَطِي صَهواتِ عِشْقِي

ویَرحَلُ في حُبَیْبَاتِ الجَمالِ


لَعَلِّي ذَاتَ فَجْرٍ من قَصیدٍ

أرَی شِعري عَلی ثَغْرِ الدَّوالِي


عَصیرًا مِن جَنَی شَهْدٍ قَطیفٍ

وبَاقاتٍ تُنضَّدُ فِي السِّلَالِ


فأَمطِرْ یا مِدَادي ..جُدْ بمُزنٍ

لِنَسْقي الرّوحَ منْ سِحر المَقالِ


فَقَد طالَ السُّباتُ ایَا حُرُوفِي

عَلَی رَفِّ التَّکَلُّسِ والهُزالِ.☆


 《سعیدةباش طبجي☆تونس》

            《اوت 2018》


أنا سلوى تونسية وافتخر🇹🇳 بقلم الكاتبة سلوى مناعي

 أنا سلوى تونسية  وافتخر🇹🇳🇹🇳🇹🇳

أنا سلوى مناعي، من أرضٍ تفيضُ ياسمينًا وشمسًا وذكريات،

من تونس التي تعلّمت منها أن أبتسم حتى حين يبكي المطر،

وأن أزرع في قلبي قصيدةً، وفي عقلي حلمًا، وفي أيامي صبرًا لا يُهزم.

أنا امرأةٌ علّمتُ الأجيالَ أن الحرفَ ضوء،

وأنّ في المعرفةِ نجاة،

وفي التعليم رسالةُ حياة،

أحملُ الطبشور كمن يحملُ وردة،

وأخطّ على السبّورةِ فجرًا جديدًا لأطفالٍ يولدون من نور العلم.

أنا أمٌّ... في حضني حكاياتُ العُمر،

وفي صوتي لحنُ الحنان،

أعرفُ كيف أضمُّ العالمَ في ابتسامةِ ابني،

وأصنعُ من التعبِ صلاةً،

ومن السهرِ أملًا لا ينام.

أنا شاعرة،

أكتبُ لأنّ الكلمةَ وطني،

وأتنفّسُ الشعر كما يتنفّسُ القلبُ النبض.

قصائدي مرايا لروحي،

أكتبها لا لأتجمّل بها،

بل لأُعرّي الحقيقة وأصافح الصدق.

أنا المحبوبة بين الأصدقاء،

حين أجلسُ بينهم، تضحكُ الكلماتُ،

وتُزهرُ القلوبُ دفئًا،

أحملُ في صوتي مرحًا طفوليًا،

وفي ضحكتي سلامًا يشبه المطر.

بين أهلي، أنا البهجةُ التي لا تُكسر،

أُنسيهم الهمَّ بكلمة،

وأزرعُ في بيوتهم أنغامَ المودّة.

يقولون عنّي: سلوى، لا تعرفُ الحزنَ طريقًا،

لكنّهم لا يرونَ أنني خبّأتُ خلفَ الابتسامةِ جرحًا جميلًا،

علّمتني الأيامُ أن أوجاعي وقودي،

وأنّ من يحبّ الحياةَ لا ينهزم.

ولا يبالي لمن لا يعرف القيم

أنا سلوى مناعي التونسية،

أفتخرُ بأنوثتي، وبقلمي، وبقلبي الذي لا يشيخ،

أحملُ في روحي تونس كلّها:

الياسمين، والزيتون، والبحر، والأغنية،

وأمضي...

بخطواتٍ من ضوءٍ،

وشعرٍ،

وقيمةٍ،

وقدر.

بقلمي سلوى مناعي



رفاهية جيش بقلم الكاتب يحيى محمد سمونة - حلب.سوريا

 رفاهية جيش


و لما فرغ المهجع من كافة العناصر، رأيتني أسرعت إلى مقطورة المياه شبه المتجمد حملت منها دلوا و أسرعت إلى المهجع و ما لبثت أن أفرغت ذلك الدلو على نفسي دون تسخين و دونما تفكير بمرض أو غير ذلك

[ لم يكن في المهجع لا مشع حراري ولا حتى إناء لتسخين الماء فيه ] 


كم كنت سعيدا إذ فعلت ذلك لأنني أسقطت حملا عن كاهلي و أصبح بإمكاني الآن أن أصلي صلواتي كلها 


و جلست أحدث نفسي عندها و أقول: أليس من المفترض لهذا الجيش العظيم أن يؤمن لعناصره أسباب الاستقرار المعنوي و النفسي، ثم ابتسمت بسخرية و أنا أقول: هيهات لجيش علماني أن يفعل ذلك


و في أثناء جلستي هذه جاء مسؤول المهاجع العريف كوكب [ هكذا كان اسمه ] و وجدني لا أعمل على تنظيف المهجع، وبخني بكلمات قاسية، ثم سألني قائلا: ما بال لحيتك هذه، هل هي عن دين، أم هي مراوغة ؟ فقلت: هي عن دين. فقال إن كانت حقا عن دين فإني سائلك سؤالا في الدين فإن أحسنت الإجابة عفوت عنك، و إلا أمامك عقوبة لا مهرب منها، قلت: و أنا جاهز 


نعم أيها الأحباب قد كنت قبل الالتحاق بخدمة العلم، أحضر مجالس علم و فقه و دين، و كنت أظن نفسي أنني تعلمت الكثير الكثير، لكنني و بصراحة ما سمعت بمثل هذا السؤال الذي سألني إياه العريف كوكب صاحب العينين المكحولتين بكحل أسود


- وكتب: يحيى محمد سمونة - حلب.سوريا 


إشراقة شمس84

نحو تحقيق المزيد من التطور في وعي الإنسان العربي..وتعميق ثقافته وممارسته للديمقراطية.. بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 نحو تحقيق المزيد من التطور في وعي الإنسان العربي..وتعميق ثقافته وممارسته للديمقراطية..

هل يمكن القول إن الدولة العربية وضعت خططا إعلامية واضحة،سواء على المستوى القطري أو القومي؟ أم أن ما نلحظه مجرد توجيه استثماري، أو تخطيط برنامجي قصير الأمد؟

 وفي سؤال مغاير: هل فكر القادة العرب في وضع خطة إعلامية دقيقة،من شأنها الرد على الحملات الغربية،في محاولة لتغيير اتجاهات الرأي العام العالمي المضادة للعرب،ليس تجاه قضايا سياسية معينة،وإنما حيال الصورة العربية إجمالا،ليكون ذلك أساساً لتغيير اتجاهات الغرب حيال القضايا العربية السياسية،في ما بعد؟

هذه التساؤلات"البريئة" يمكن أن تطرح على المستويين،القُطري والعربي،فإلى جانب التخطيط الإعلامي في كل قطر عربي،فإن التخطيط الإعلامي في عالمنا الراهن،الذي تزداد فيه الفجوة الإعلامية بين الدول المتقدمة والنامية،وحيث يختل فيه التوازن في تبادل الأنباء والأفكار في ما بينها،يحتاج إلى أن يرتفع إلى المستوى الإقليمي،حتى يتمكن من الوقوف في مواجهة التسلط الجديد لوسائل الاتصال في الدولة المتقدمة.

في ضوء هذه النقطة،فإن الدعوة إلى تخليص الخطاب الإعلامي العربي من قيود الترهل، والارتقاء به إلى مستوى التحديات،التي يفرضها الراهن الإعلامي الكوني،ليست مقصورة على هذا القطر،أو ذاك،بقدر ما هي دعوة قومية شاملة، فالإعلام القطري،وإن نادى بعضه بشعارات قومية، لا يحقق الوعي القومي،أي أننا على صعيد الأقطار العربية مجتمعة،وعلى صعيد جامعة الدول العربية،نحتاج،اليوم،وأكثر من أي وقت مضى،إلى ثورة إعلامية شاملة،لا تتوقف عند حدود ثورة المواصلات والتكنولوجيا وفن صياغة الخبر،وإنما تتماهى مع هذا كله،جنباً إلى جنب،مع توعية قومية أصيلة في أخطر مرحلةٍ،يجتازها الفكر القومي العربي على مدى تاريخه.والآن أقول هناك شعب عربي كامل مسيج بالأكفان،داخل أسوار عالية،هو الشعب الفلسطيني،يتعرض لحملة دموية مرعبة،تستهدف مسخ هويته وسلخه من جلده. ولأول مرة،هناك شعب مسلم،تعرض-بالأمس- لحملة إبادة جماعية أيضا،عبر قصف جوي مرعب، يختلط فيه اللحم البشري بالتراب،هو الشعب الأفغاني الذي استغاث،بكل ضمير ينبض إيماناً بوحدة هذه الأمة وقدسية هذا الدين. 

ولأول مرة،هناك تراجع وانحسار للفكر القومي نفسه،حتى إنه يتخذ،في أحسن الحالات،موقفا دفاعيا،يصل بالمواطن العادي إلى حافة الإحباط، لذلك،نحن جميعا في منعطف تاريخي حاسم ومحفوف بالمخاطر،حيث يرقى الإعلام إلى درجة قصوى من الأهمية،لا باعتباره جزءا تقليدياً من مهام الدولة،أية دولة،بل باعتباره جيشاً حقيقياً في أشرس المعارك.

نقاط الالتقاء والاتفاق بين الإعلام الأمريكي ونظيره الغربي متشابهة،ولا اختلاف بينهما،إلا من حيث اختيار نقاط الإساءة التي تصب جميعها في خانة التجريح لضمير الأمة العربية..

وإسرائيل تحاربنا بجيش إعلامي يستهدف اقتلاع جذور الهوية القومية العربية من أعماق النفس البشرية،من خلال إرباك خط الدفاع الأول،العقل العربي ثم إنهاكه وتركيعه خارج حدودنا العربية أيضا،والولايات المتحدة،والغرب كله معها،حاربنا بجيش إعلامي يصوغ الأحداث السالفة والآنية، عبر تغطية كاملة،تستند إلى خلفيات تاريخية مغلوطة،وتحليلات سياسية مغرضة،من شأنها تشويه صورة العرب وتمجيد العنصرية الصهيونية، ولعل أبرز مثال لذلك الصورة الأمريكية عن العرب التي تضعنا جميعاً في نمط جامد في أذهان الشعب الأمريكي،تماهياً مع أهداف الصهيونية، وقد تجلى هذا،بوضوح، إثر حرب 1973 حين صور العربي"بالنفطي" الذي يوظف ماله"لابتزاز الغرب"،كما صور العربي الفلسطيني"بالإرهابي" الذي يزعج العالم بسلوكه العنيف..!

نقاط الالتقاء والاتفاق بين الإعلام الأمريكي ونظيره الغربي جد متشابهة،ولا اختلاف بينهما،إلا من حيث اختيار نقاط الإساءة التي تصب جميعها في خانة التجريح لضمير هذه الأمة،ودمغ السلوك العربي بالاهتمام المفرط بالجنس والتخلف، والتعصب والوحشية.أما الإعلام الصهيوني فهو يقوم بمختلف مؤسساته بتلبيس الحق بالباطل وتصوير الضحية جلاداً،والقتيل قاتلاً لتضليل الرأي العام وقلب الحقائق وطمسها،ويؤدي الإعلام الإسرائيلي من خلال الصحافة والإذاعة والدعاية والمؤثرات الدينية دوراً متقناً في تشويه صورة العربي وإظهار"الإسرائيلي"بصورة مثالية.فالدعاية الصهيونية تتميز بإيجابية شديدة عندما يتعلق الأمر بالكيان الصهيوني، فتبرز "إسرائيل" بدور إيجابي بناء،وبالمقابل تؤكد سلبية الموقف العربي، فهي تكرر دائماً أن "إسرائيل" "تريد السلام"، وترغب في "إقامة علاقات طبية" مع جيرانها. 

لقد اكتشفت الحركة الصهيونية أهمية الإعلام وتأثيره على الفلسطينيين أصحاب الأرض الأصليين،عبر توظيف وسائل إعلام باللغة العربية. وأفردت عصابات"الهاغاناه" الذراع العسكرية للحركة الصهيونية قبل قيام الكيان الإسرائيلي وقتاً من البث باللغة العربية عبر إذاعتها،التي كانت تبث منذ أوائل الأربعينيات من القرن الماضي،حيث كانت تنقل رسائل لنشر الذعر في نفوس الفلسطينيين،من أجل إجبارهم على ترك ديارهم،وكانت توظف فنون الحرب النفسية في هذه الرسائل،في حين نجد أن المنظمات الإرهابية اليهودية التي كانت قائمة قبل الكيان مثل "ليحي" و"اتسل" كانت لها إذاعاتها الخاصة،وتبث أيضاً لبعض الوقت باللغة العربية،وكان المذيعون يعددون الجرائم التي قام بها أعضاء المنظمتين ضد العرب من أجل بث الرعب في البقية الباقية من المواطنين الفلسطينيين وإجبارهم على الهرب والفرار،إلى جانب ذلك اعتادت المؤسسات الصهيونية توزيع المنشورات باللغة العربية التي تدعو الفلسطينيين للرحيل فوراً.

ويبدو ـمن المؤسف ـأنه في المعركة الإعلامية المرافقة دائماً للعدوان على غزة أو الجنوب اللبناني،يتم تجنيد المئات من الإعلاميين الصهاينة والأجانب،ومنهم العرب،وهذا ما عكسه التشابه في الخطاب الإعلامي الصهيوني وبعض وسائل الإعلام العربية في التغطية لما جرى في غزة أو الجنوب اللبناني،وبعضها دعمت رؤية إسرائيل بشكل كبير،بل رأينا من يشمت فيما كان يحدث، والأخطر من كل هذا أن كلمة"عدوان" غابت عن معظم وسائل الإعلام ليتم استبدالها بكلمة العنف، في تسويق لمفهوم يوازي بين القاتل والقتيل. إضافة إلى كل ذلك نجد كماً هائلاً من المهاترات التي صدحت من إعلاميين وسياسيين ومدونين من المفترض أنهم عرب ومسلمون،نسوا أو تناسوا أن "إسرائيل" هي في النهاية "عدونا التاريخي" ونسوا جرائمها المفتوحة ضد الفلسطينيين والعرب،وذهبت هذه الأصوات لتبرر العدوان. وبالتالي تظهر كم الأحقاد التي باتت تصدح علناً دونما حاجة لتفسير.

ما جرى ويجري من تصهين بعض الإعلام العربي يفرض علينا تساؤلات جمة عن طبيعة وسائل الإعلام العربي،هذا الإعلام الذي يعيش على جميع الموائد الدسمة.وعليه،فنحن مطالبون،الآن،بوضع خطط مرحلية،وأخرى طويلة المدى،للتصدي للحملة الغربية الموجهة ضدنا،التي لا يمكن تفسيرها إلا كونها صدى للصراع الحضاري والتاريخي بين الشرق والغرب،وهي تهدف، بالأساس،إلى حسر المد الإسلامي المتنامي،علاوة على الرغبة في تكريس التخلف العربي،وكل مظاهر الانكسار والتصدع..وحتى لا يسوء حالنا أكثر مما نحن فيه،بات لزاماً علينا اعتماد تخطيط إعلامي،يتبرأ من الارتجال،ويتلاءم مع التنمية العربية،والإعلام المحلي والإقليمي الرامي إلى تغيير الصورة،ولن يتأتى ما نرومه إلا بالتخلص من التبعية الحضارية التكنولوجية التي تطبع التكوين الإعلامي،والنجاح في إيجاد فكر إعلامي عربي،لا يرتهن لنفوذ الخطاب الغربي،وبالإضافة إلى هذا وذاك،أصبح من الضروري التفكير في إنشاء محطة فضائية عربية تتجه إلى الغرب،وتخاطبه بالأسلوب المقنع والمناسب،وترد،في الوقت نفسه، على الافتراءات،بما من شأنه أن يظهر الحقائق، بإيصال الصوت العربي إلى الأجهزة الإعلامية المباشرة،ولاسيما أن أصواتاً إعلامية عربية عديدة تعالت،في المدة الأخيرة،منادية بتجسيد هذا الطموح. 

ختاما أقول : إن التحديات الكبيرة التي تواجه الإعلام العربي تحديات حضارية،وتكنولوجية ومعلوماتية..ومن هنا،يمكن القول إن قوة المواجهة الإعلامية العربية للمتغيرات المستجدة في العالم تتوقف على عاملين متفاعلين في الوطن العربي: أنماط القدرة الذاتية المتجلية في سلوك قومي موحد،وإنماء التنظيم الإعلامي الذي يعبر عن هذا السلوك.والأهم،كما نرى،تحقيق المزيد من التطور في وعي الإنسان العربي،وتعميق ثقافته وممارسته للديمقراطية لكي يكون قادرا على استيعاب التطور الحضاري والثورة الإعلامية الكبيرة،ومشاركا فعلا في تقدم العصر.


محمد المحسن



مدن الفقد – بقلم الكاتب سَعيد إِبْرَاهِيم زَعْلُوك

 مدن الفقد – 


فقدنا الطفولةَ…

حين تساقطت الطائراتُ الورقيّة

في غيمٍ لم يَعُد يَضحك،

وحين ابتلعَ الزقاقُ ضحكاتِنا

كما يبتلعُ الغيابُ العُمر.


وفقدنا الوطن...

بيتًا صار ظلًّا على الخريطة،

وأذانًا غُرق في الضباب،

وزيتونةً تبحثُ عن يدٍ

تغرسُها من جديد.


وفقدنا الحبَّ...

لم تعد النظرةُ تُزهِّر،

ولا الهمسةُ تشعلُ ليلًا،

صرنا نُطارد مرايا مُتعبة،

وأرواحًا تتزيّن بابتساماتٍ مُستعارة.


حتى نفوسُنا…

تاهتْ في الغربة،

وغدونا غرباء عن وجوهِنا،

نستجدي ملامحَنا

من زجاجٍ لم يَعُد يعرفُنا.


ومع ذلك،

رغم الخراب،

ما زال في العيونِ بريقٌ صغير،

وفي القلوب جذوةٌ لا تموت،

كأننا نولدُ من رمادنا

في كلِّ انكسار.


✍ سَعيد إِبْرَاهِيم زَعْلُوك



هي تجاهر بالحضور بقلم الشاعر جاسم محمد الدوري

 هي تجاهر بالحضور 


                   جاسم محمد الدوري 

ذات حلم

استوقفتني القصيدة

تعاتبني بلهفة واشتياق

قل لي ياهذا

وهي تبغي وصالا

انت الذي تكتبني وهجا

لم هذا الهجر

وهذا الفراق

هي تطوي المسافة عمرا

رغم هذا الجور

تتنهد مرها

من انفاسي حلاوة بالعناق

يشع نورها

لحظة بزوغ الفجر

وقبل صوت الآذان

تتناثر كلمتها

مثل دمعي الرقراق

تعطر من نسيم غيثها

هذا المكان بلوعة المشتاق

هي حين تغني

يعلو صوتها القا

هي تزرع أعمدة من الوجد

وفي حضرة الحروف

يبزغ النهار بالعناق 

ليلها كنهارها

يحلو به التلاق

فكيف لي

أن ارث حلم الشعراء

واوقظ الكلمات من رقادها

وما زال الوجع

يلازم اناملي

وقلمي هذا مبتور

والحلم يطاردني بظله

بين الحين والحين

يحاول ان يقتل امنياتي

ويأخذني في غياهب العصور

كيف لي

ان اختبر الصبر

والساعة تكمم صوتها

وانا ما زلت

أخشى لعنة العشاق

وشعري ما زال فتيا

يكابر صاغرا

ويلعن هذا المصير

والشعراء لم يسقطوا بعد

ما زالوا هنا..... وهناك

يحملون سيوفهم

يقاتلون كل السراق

أخذوا الذكريات

وراحوا ينثرون الفرح

في شوارع يملؤها السرور

فأقلامنا ما زالت

لم ينضب مدادها

حتى في ساعة الضيق

تظل القصائد

رغم هذا الضياع 

تحمل بين حروفها

عنفوان وطن

 يحاول ان يثور

تكابر شامخة

ورغم عاديات المحن

وكل هذا التجني

تضيء بحلها كل السطور

قصيدتي صارت

بحرا من نور

تلملم بقايا حروفها

تجاهر في حبها

كل هذا الحضور


هَمَّ بِالنِّهُوضِ / قصة ق. ج بقلم الأديب محمد علي الهاني

 هَمَّ بِالنِّهُوضِ / قصة ق. ج 


حَمَلُوهُ إِلَى مَثْوَاهُ الأَخِيرِ،


غَيَّبُوهُ فِي حُفْرَتِهِ، 


سَمِعَهُمْ يَتَرَحَّمُونَ عَلَيْه، 


قَالَ: " يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي "...


لَمَّا هَمَّ بِالنِّهُوضِ، 


أَخْرَجَتِ الأَرْضُ أَثْقَالَهَا. 


محمد علي الهاني

توزر، تونس


.صرخة! بقلم الكاتبة دجلة العسكري

 بقلمي......صرخة!


جراح تسيل في خطوط زرقاء

كالموج خرقاء ،،،لاذعة الأصوات

صفراء الألم تبتهج بالبكاء

صوت الفراغ الساخن

ينادي وحدتي الحمقاء

يرتد صداه في أعماقي

ثمرتي الناضجه تفلت من الغصن

أوراق القدر تنفلت من صدري

كلماتي الجاثمه في كتابي

تلعق المّر من هزائمي 

أهذي بين السطور

لانور في الماضي 

النوّة تغرقني 

والبراعم الصغيرة لاتنمو في قلبي

ينطفأ لهيبي 

يتدفق من جديد 

أتحرر من الخوف 

أغتسل بالمطر 

أرقص بجنون

أجنحه ذهبيه 

رداء حريري

ليلة قمرية

أقضم التفاحة

أدخل الجنة ،،،،أُقبل النهر

حلم حواء 

صرخة بلا خطيئة


دجلة العسكري

العراق ٢٠٢٥



صمت الكرامة قصة قصيرة بقلم الكاتبة زهراء كشان

 صمت الكرامة  قصة قصيرة

لم تكن ليلى من النساء اللاتي يرفعن أصواتهن في وجه الإساءة كانت تؤمن أن الاحترام لا يفرض على الآخر  بل يُمنح عن قناعة.

في صباحٍ رماديّ دخلت مكتب رئيسها كما تفعل كل يوم تحمل ملفاتها المرتبة بعناية وابتسامة تعبّر عن إخلاصها الصامت لكنّ شيئًا انكسر ذلك اليوم

كلمات جارحة خرجت من فم كانت تراه رمزًا للهيبة كلمات لم تتخيل أن يلوث بها سمعها رجلٌ طالما احترمته وقدرته لكنه خلف فيها جرحا لا يندمل

وقفت حائرة شاحبة كأن الكلمات  اللاذعة لم تهزمها بل علمتها أن الكرامة صوت لا يصمت ومنحتها جناحا من كبرياء،تخطّت الكلمات كما تتخطّى الملكة شوك الطريق بثبات وشموخ

لم ترد.. لم تصرخ... فقط أطبقت شفتيها وأخفضت عينيها ثم جمعت أوراقها بسمو من يغادر وهو أعلى من الجراح

خرجت بخطوات هادئة لكن في داخلها قامت ثورة صامتة ومنذ ذلك اليوم لم تطأ قدماها ذلك المكتب لم يكن قرارها استسلاما بل كان إعلان كرامة...فهي لم تهزم بل انتصرت بصمت أنيق لا يُفهمه إلا من يملك ضميرًا.

   بقلمي زهراء كشان



الثلاثاء، 21 أكتوبر 2025

.... حرقة الوداع .... بقلم الكاتب مصطفى سريتي

 .... حرقة الوداع ....


أراحل عنا يا هذا دون أخبار تشاع؟

فنحن الباقون على قارعة الإنتظار 

صبرا على جمر الألم بحرقة الوداع

نتهافت شوقا للركوض خلف القطار

نستبق الخطو كنسيم زهرة الربياع 

لعناق الورود المرصعة بجنبات الديار

و نرش العطر دمعا غزيرا بكل البقاع

لنبلل تربة الشتلات بذارا بسماد الغبار

سنزف قصائد شعر الرثاء دون إيقاع

لنعزف لحن الخلود بفناء قصور الكبار

و نراقب مغيب الشمس بسهل القطاع

لتُزف عروسا لمن هاجر ساكنة الجوار

سنختار من جلد عروبتنا ثوبَ شراع

و ربانا يبحر ليلا بزورقنا عباب البحار

يرسو بنا على شط النجاة دون ضياع

نشتم عبير جنان الحليم الودود الغفار

يا راحلا بكتك غيم بسيل تلاها الشعاع

و ازدانت رفوف قبرك بدواوين وأشعار 

نم قرير العين و هادئ البال دون صداع

سنلتقي في الفردوس دون سابق إنذار... 


مصطفى سريتي

 المغرب



الأبعاد بقلم الكاتبة نفيسة التريكي

 الأبعاد


تباعدت شتى الأصقاع

ما بيننا

وقد تلتقي الأرواح

رغم البِعاد

فكَفْكِفِي دموع حُزنك

يا نفوسا شامخة

تورّمت من الأصفاد 


نفيسة التريكي

سوسة التونسية

21/10/2025

رغم البعاد

الفراشة الجميلة بقلم الكاتب صالح مادو

 --

الفراشة الجميلة

أملٌ أراكِ

شيءٌ جميل

أفكِّرُ بكِ

أُصغي إلى أُغنيتكِ

وأنتِ تبتسمين


لكنَّ الأمل... لا يكفي


أحسُّ بالريحِ في الخريف

تُبعِدُ فراشتي الجميلة

أنتظركِ


عُودي

أيتها الفراشةُ الجميلة

بألوانِكِ الزاهية

فالربيعُ اقترب


أُحبُّ أن أراكِ

لتبدأ الحياة...

في هدوءٍ،

ومحبّة.


وسأظلُّ هنا،

أفتحُ كفِّي للريح

لعلَّهُ يحملُ عِطرَكِ


فحينَ تعودين

ستُزهرُ الأرضُ 

ويُولدُ من ابتسامتكِ

ربيعٌ... لا ينتهي


---صالح مادو 

المانيا 21/10/2025


ترجمان لذاتي ***بقلم الشاعر علي مباركي

 ترجمان لذاتي ***بقلم علي مباركي 


       قد أستقل بذاتي       

    في وحدتي برفاتي   

   فما  مضى هو حياتي  

 وماهوآت يكون مماتي 

 سأستقلل اليوم بذاتي 

 أصارع صارخا آهاتي  

 أمتضغ قهرا ذكرياتي 

 ألوكها لوعة في لقمات  

ما أشبعتني الوجبات      

فأمتصها كماء فرات       

وما روت قحطي القطرات

أمشي ممزق الخطوات 

 مسافات بلا مقاسات    

غابت عن ثغري البسمات ... 

     فعوضتها  الزفرات

وحاكت برمشي السهرات     

    فأرقت عيني الومضات 

غربت نفسي القاطرات  

قاطرات من لفح الحسرات

أترحت جسدي فصار رفات


علي مباركي

فرحة بقلم الكاتبة زهيدة ابشر سعيد مهدي

 🖊

زهيدة.  ابشر


فرحة

"""""""""""""


رجع  القلب من كابوس المتاهة


و المتاهة عميقة الظلام


حلزونية. هي تدور


ومن الاعماق تنبع اهة


رجع الي سكة الفرح


والابتسامة


رجع من قاع الظلام


الي قمم  الغمامة


ورجع في يده قوس قزح


و في راحتيه حمائم السلامة


عبق. بحور التغاريد


 وبهجة الوجه وابتسامة


ونام علي ارصفة المونئ 


وعلى الشط زهرة الحياة 

واطلق بخورات فحام الحب والهيامة


الرجوع الحانا 


وجيدة

 طروب المغاني


ورجعت  اليه


رفيقته  الغريدة


احمل رموز السلام


والحانا  فريدة


وقررت  المضي معا


وان اكون في الوجود سعيدة


ودعت ماض تعس


كنت فيه حطام


وطلعت. من هوج


العواصف الي ضفافة


الابتسام


وكأني لم ابكي يوما


او يقابلني ضرام


وكنت  انت  ذاتي


واقريك.  السلام


سلام  داخلي


وسلام دواخلي فحواه سلام


ونعود اذ نحلق


كا الحمام


نرفرف بجناحات الامل


والحب. والاحلام


ونسافر معا


في دنيا العشق  الوئام


ويحل المنى. والغني


والانسجام


"""""""""""""""""""""

زهيدة ابشر سعيد مهدي

فِرَاق بقلم الكاتب سليمان بن تملّيست

 فِرَاق 

*****

تَسْتَعْذِبِينَ تَشَرُّدِي وَشُرُودِي

وَتُؤَجِّجِينَ النَّارَ فِي أُخْدُودِي

فَكَأَنَّ عُمْرًا مَا تَبَرْعَمَ بَيْنَنَا

مُذُ دَكَّ نَهْرُ الصَّدِّ صَدْرَ سُدُودِي


فَانْسَابَ سَيْلُ الهَجْرِ مِنْكَ مُغَالِيًا

وَتَمَلَّكَ الإِعْصَارُ كُلَّ حُدُودِي

أَنَسِيتِ يَوْمًا كُنْتِ فِيهِ فِرَاشَتِي؟

أَنَسِيتِ يَوْمًا كُنْتِ كُلَّ وُجُودِي؟


تَسْتَمْرِئِينَ مَحَبَّتِي وَمَوَدَّتِي

بِالدِّفْءِ كُنْتِ تُعَانِقِينَ وُرُودِي

إِنْ كُنْتِ بِالأَمْسِ القَرِيبِ وَفِيَّةً

فَالْيَوْمَ خُنْتِ وَاسْتَبَحْتِ عُهُودِي


مَا كُنْتِ قَدْ أَبْدَيْتِ كَانَ لِحَاجَةٍ

فَمَتَى انْقَضَتْ أَهْمَلْتِ كُلَّ وَعُودِي؟

فَتَهَاوَتِ الأَحْلَامُ رَغْمَ صَبَابَتِي

وَتَمَلَّكَ السَّهْمُ المُؤَرِّقُ عُودِي


إِنْ كُنْتِ قَدْ أَذْكَيْتِ كُلَّ مُوَاجَعِي

فَتَرَقَّبِي الإِعْيَاءَ بَعْدَ قَصِيدِي

فَأَنَا بِشِعْرِي مَا هَزَمْتُ مُشَاعِرِي

بَلْ كَانَ شِعْرِي مَوْطِنًا لِخُلُودِي


تَمْضِي الرِّيَاحُ بِمَا حَصَدْتُ مِنَ الجَوَى

وَالحُبُّ يَبْقَى مَوْطِنِي المَنْشُودِ


بقلم  سليمان بن تملّيست 

جربة الجمهورية التونسية



مَشَاعرٌ مُشَفّره بقلم/هادي مسلم الهداد/

 ((مَشَاعرٌ مُشَفّره..))

==== *** ====

مَشاعرُ الصّدور

سحائبٌ مُثقَلةٌ مُكابِره

تبحثُ عن أرضها

.. المُدمَّره ! 

ياسَارجَ اللّيلِ الثّقيل

لاقمرٌ يَلوحُ..ولا من

.. أحدٍ لتَخبره

الأُفق أعشى آخره

 وأنتَ آتٍ رَاجلٌ..

  .. لامَقدره ! 

    .....    ...... 

تَاريخنا قَد غُلّقتْ

.. نَواظره

مَحظورةٌ حَواضره

محضُ كلامٍ مُرسلٍ

.. مَفَاخره

فَالتَكتبوا المُحاضره

كي لا تَخونوا الذّاكره

أوفَاسمَعوا المُناظره

 كَانوا.. رعاةً بَرَره

 نَحنُ دُعاةٌ نكره !  

ياصَمتنا .. يامَقبره

ياصَوتنا..يامَسخره

ياجَرحنا المَغدور

والحاضرُ المَغرور

 هذَا الّذي يَدور

 يَندى له الجَبين

 ضَمائرٌ مُخدره ! 

  ......   .......

 في أَزمةٍ مُحيره

الخَوفُ فينَا عالقٌ

لانَقبل المُخَاطرة 

والظّلمُ يُزري... 

والظنُّ يُؤذي...

لو لاحَ شكٌّ ياأميري 

.. مَعذره 

هَاتوا الضّميرَ 

لنَبدَأ المُناظره..! 

..  

بقلم/هادي مسلم الهداد/



Putujem tiho /// Ljubica Šporčić

 Putujem tiho 

Putujem tiho u nepoznato,

tek zadnju postaju znam.

I znam da neću stići u maju,

bit će to jesenji dan.


Putujem tiho u nepoznato,

slika za slikom se niže,

al' sunčanih dana sve je manje,

a vječni mrak sve bliže.


O dođi, dragi, sjedi kraj mene :

bojim se biti sama.

O dođi,dragi, pruži mi ruku,

plaši me ona tama.


Ljubica Šporčić

Hrvatska


هل أنا رقم؟ بقلم الكاتب رشدي الخميري / جندوبة / تونس

 هل أنا رقم؟

هل كان طلبي مجحفا أن أحظى براحة البال وحياة هادئة؟ هل كنت رقما في معادلة تحلّ دون أن ينتبه أحد لقيمتي؟ أم كنت ظلّا مرّا عابرا، أدّى دوره في المشهد ثم غاب؟ أسئلة تهاجمني في ليالي الصّمت، كأنّها سياط تعيدني إلى البدايات، أو تطردني من باحات الهدوء والطّمأنينة.

رأيت الوجوه الّتي كانت تبتسم لي تبتعد في صمت بارد، دون ردّة فعل تجيب عن صدمتي. الأصوات الّتي ملأت أيّامي ذابت كأنّها لم تكن، وكأنّ الفراغ خيّم، وسحب من الحناجر أنفاسها. رأيت نفسي شبحا يمشي بين الذّكريات، لا يراه من أحبّهم، ولا يترك أثرا، ولا يسمع أنينه من شاركوه الضّحك بالأمس القريب، حتّى نسي صوته هو نفسه.

في لحظة، أدركت أنّ النّاس لا يبتعدون فجأة، بل ينسحبون رويدا، خطوة خطوة، كأنّهم يتعمّدون الغياب، أو كأنّه نكاية بي، حتّى يغدو الغياب عادة، والحضور ذكرى. تساءلت: أأنا من تغيّر؟ أم أنّهم تعبوا منّي كما يتعب القلب من الانتظار؟ كنت أظنّ أنّ الودّ حصن لا تهدّه الرّياح، ولا تغيّره الوقائع مهما كانت، لكنّي تعلّمت أنّ الحصون تهدم من الدّاخل، حين يغلق أحدهم بابه بصمت دون وداع.

ورغم الوجع، لم أعد أبحث عن تبرير، فربّما كانت العزلة رحمة مؤجّلة، وربّما كان الانفضاض نعمة تتخفّى في هيئة خسارة. اليوم، أجلس إلى نفسي كصديق قديم، أحادثها بصوت خافت، أتعامل معها بلطف بعد أن أهملتها طويلا، أرمّم شروخها بكلمات رقيقة، وأقول لها: ما زلت هنا.

مع الصّباح، حين تلامس أشعّة الشّمس وجهي، أشعر أنّ في الضّوء عذرا لكلّ ما كان. أقول لنفسي: ربّما لم يخونوا، بل مضوا في طريق لا مكان لي فيه، وربّما أنا من تمسّك بظلّ كان يجب أن أتركه يرحل. تعلّمت أنّ لا ألوم أحدا، فكلّنا نكبر بطريقة مختلفة، ونفقد ما كنّا نظنّه ثابتا لأنّنا نحن أنفسنا تغيّرنا.

أدركت أنّ راحة البال ليست هبة من أحد، بل قرار نأخذه حين نغفر للعالم ولأنفسنا معا. وأنّ الهدوء لا يسكن البيوت، بل القلوب الّتي صالحت جراحها. صرت أبتسم للغائبين كما أبتسم للحاضرين، فكلّهم مرّوا بي وتركوا في روحي أثرا ودرسا. لم أعد أبحث عن الامتلاء بالآخرين، بل عن اكتمال بسيط في ذاتي، كشجرة تنبت في صمت، لا تحتاج تصفيقا كي تزهر، ولا بهرجا كي تثمر.

أعلم الآن أنّني لست رقما في معادلة، ولا ظلّا يزول بانتهاء ضوء، بل إنسان له محاسن كما له عيوب، كتلة من الأحاسيس والمشاعر تتحرّك حسب المقام والمقال، وأنّ هذا الإنسان يمضي بثقة في طريق لا يراه أحد، لكنّه يعرف أنّه طريقه وحده.

رشدي الخميري / جندوبة / تونس


للغاصب يوم بقلم الكاتب منصور العيش

 للغاصب يوم

تلك الدور  كم عايشت  من الأفراح 


و كم تبارى فتية في صرحها المتاح 


فها قد ابتلاها الله بكواسح الأرواح 


فغدونا نكابد من المآسي و الجراح 


هو الصمود فلا هدنة بعد الاجتياح 


و الحقوق تصان بالتصدي و الكفاح 


لا قبول للتقاعس  و خفض الجناح 


كبر مقتا لأناس قد خنعوا بارتياح 


او نعقص و نهادن سليل كل سفاح


فيميد بنا القادم  بيد غاصب ذباح 


أما نحن أمة شيدت أركانها بالرماح 


فلم نوارب أنفسنا بالتباكي و النواح 


أرواحنا سند فلنطلق العنان للجماح 


باب النقاش  مشرعة على كل مباح 


ما زاح عنها إلا متبوئ بعيوب قباح


الصبو إلى السلم من شيم الأقحاح 


       منصور العيش 

       مالقا

          13 - 10 - 25


عَلَّمَنِي بُعدُكِ بقلم الشاعر محمد جعيجع

 عَلَّمَنِي بُعدُكِ:

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

عَلَّمَنِي بُعدُكِ أَنَّ : 

كُلَّ حَيَاتِي بَعدَكِ 

بُهتَانٌ وَ زُورُ  

وَ أَنَّ بُعدَكِ غِيَابٌ 

وَ الغِيَابُ ظُلمٌ وَ جُورُ  

بَعدَ أَن : 

غَابَتِ الشَّمسُ عَنِ الوَرَى 

وَ هِيَ نُورُ  


لَم تَقُل ... 

إِنَّ غِيَابَ النُّورِ دَيجُورُ  


هَا أَنَا لِلأَقدَارِ  أَرضَيتُ قَلبِي 

مُؤمِنًا، دَمعَتِي أَنهَارٌ  وَ بُحُورُ  


بَعدَ أَن كُنتُ بَاكِيًا لِلأحَزَانِ 

هَا أَنَا فِي المَنَى المُغَيِّبِ صَبُورُ  


صَابِرًا .. 

أُكَفكِفُ العَبَرَاتِ وَحدِي 

كِدتُ بِالفَقدِ وَ استِيَائِي أَثُورُ  


فَاسعِفِينِي طُيُوفًا بَعدَ مَغِيبٍ 

وَ املَئِينِي .. 

حَنَانًا لَا يَبُورُ  


سَكَنتِ فِي الثَّرَى انتِهَاءً أَلِيمًا 

رُبَّمَا ... 

تُشعِلُ المَحَبَّةَ قُبُورُ  


لَحظَةٌ بَعدَ لَحظَةٍ بَعدَ أُخرَى 

وَ الجِرَاحَاتُ تَحتَ صَدرِي تَثُورُ  


لَيسَ لِلقَبرِ مِن بَابٍ يُدقُّ 

طَارِقُ الشَّوقِ 

بَعدَ الرَّحِيلِ يَزُورُ  


كُلَّمَا أَبدَيتُ التَّنَاسِي لِفَقدِي 

مَوجُهُ مِن بِحَارِ  الشَّوقِ يَمُورُ  


جَمرُ  الغَضَا 

دَائِمٌ فِي لَهِيبِي 

لَم يَعدِلهُ مِن فُقدَانِكِ شُعُورُ  


مُؤلِمٌ أَن يَكُونَ فَقدُكَ أُمًّا 

بِالمَنَى.. وَ المَنَى بِدُنيَاكِ 

.. ثُبُورُ .. 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

محمد جعيجع من الجزائر  - 12 مارس 2009م


على هامش مهرجان مواسم الإبداع في دورته الثالثة متابعة الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 على هامش مهرجان مواسم الإبداع في دورته الثالثة

أليس المسرح فناً حياً،ضرورياً،وقادراً على مقاومة الزمن،لأنه يخاطب العقل والقلب والحواس معاً..؟!


    (14 عملا مسرحيا في المسابقة الرسمية)


المسرح ليس مجرد قصة تُحكى،بل هو تجربة جمالية حية تخلط بين عناصر متعددة لتخلق عالماً مكثفاً ومؤثراً.يمكننا تحليل هذا الدور من خلال محورين رئيسيين: الإبداع (كيفية الخلق) والجماليات (ناتج هذا الخلق وتأثيره).والمسرح ليس منبراً جمالياً فقط،بل هو منبر فكري.جماليته قد تكمن في قدرته على إثارة الأسئلة الصعبة،وهزّ يقين المتفرج،وعرض التناقضات الاجتماعية بطرق فنية مؤثرة. "الجمال" هنا قد يكون في قوة الفكرة وقدرتها على التحريض والتغيير.كما أنه ( المسرح ) فن تفاعلي بامتياز.فالجمهور ليس متلقياً سلبياً،بل شريكاً في الخلق.طاقتهم، ضحكهم،صمتهم،دموعهم،وتفاعلهم المباشر مع الممثلين على الخشبة تمنح العرض روحه الكاملة. وكل جمهور يخلق تجربة فريدة.    

في هذا السياق،انتظمت صباح اليوم بقاعة الفن الرابع بالعاصمة ندوة صحفية للإعلان عن تفاصيل الدورة الثالثة من المهرجان الوطني للمسرح التونسي  "مواسم الإبداع" التي ستلتئم من 24 أكتوبر إلى 8 نوفمبر 2025 في عديد الفضاءات في تونس العاصمة وولاية توزر. 

وفي إطار ترسيخ لا مركزية الفعل الثقافي، ستنطلق دورة العام الحالي من المهرجان من مدينة توزر في خطوة أولى نحو تأسيس "ملتقى الجنوب للمسرح" بالشراكة مع مركز الفنون الدرامية والركحية بتوزر.

وأكّد مدير المهرجان الوطني للمسرح التونسي معز المرابط، وهو أيضا المدير العام للمسرح الوطني التونسي،أن الدورة الثالثة من المهرجان الذي ينظمه المسرح الوطني بالشراكة مع جمعية عبد الوهاب بن عياد تحت إشراف وزارة الشؤون الثقافية، تقوم أساسا على إبراز أهم الإنتاجات المسرحية التونسية الجديدة من خلال المسابقة الرسمية والجوائز التشجيعية.وأوضح أن هذه الجوائز تهدف إلى تثمين التجارب الجديدة وتشجيع المبادرات الفنية في المشهد المسرحي الوطني.

وكشف المرابط أن دورة هذا العام تحمل إضافات نوعية مقارنة بالدورات السابقة سواء على مستوى التنظيم أو البرنامج أو الامتداد الجغرافي.إذ تتوزّع فعاليات المهرجان على مرحلتين: الأولى بمدينة توزر من 24 إلى 30 أكتوبر 2025،وتشمل العروض المسرحية والملتقيات الفكرية،فيما تُقام المرحلة الثانية في تونس العاصمة من 1 إلى 8 نوفمبر وتتضمن عروض المسابقة الرسمية التي تضاعف عددها هذا العام، لتشمل 14 عرضا مسرحيا.

وأوضح أن أغلب العروض المشاركة في المسابقة هي من إنتاج شركات مسرحية خاصّة،إلى جانب عمل لمركز الفنون الدرامية والركحية بنابل وإنتاجات المسرح الوطني التونسي،وهو ما يعكس تنوّعا وتوازنا في خارطة الإنتاج المسرحي بين القطاعين العام والخاص وفق تعبيره.

وبيّن معز المرابط أن المهرجان ينطلق من توزر، في ما يُشبه إعلان ميلاد دورة جديدة تُعيد المسرح إلى فضائه الطبيعي وسط الجمهور وفي قلب المناطق الداخلية.كما تحتضن توزر هذه السنة لأول مرة الملتقى التأسيسي لمسرح الجنوب بالشراكة مع مركز الفنون الدرامية والركحية بتوزر.

وفي حديثه عن البرنامج الفكري،أكد أنه تم تخصيص محور جديد بعنوان "أغورا المواسم" ليكون فضاءً للنقاش حول أهم قضايا المسرح التونسي وأسئلته الجمالية وإشكاليات الإنتاج والعلاقة بالجمهور وكيفية الارتقاء بالفعل المسرحي.كما تنتظم في هذا السياق ندوة فكرية كبرى بالشراكة مع المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون "بيت الحكمة" حيث سيتم تخصيص عدد خاص من منشوراته حول المسرح التونسي سيصدر أواخر ديسمبر أو مطلع السنة القادمة. وستكون هذه الندوة مناسبة تجمع باحثين ومبدعين ومفكرين من المسرح والعلوم الإنسانية والاجتماعية والفلسفة.

أما عبد الواحد مبروك مدير مركز الفنون الدرامية والركحية بتوزر،شريك المسرح الوطني في تأسيس ملتقى الجنوب للمسرح،فقد أشار إلى أن الدورة التأسيسية من الملتقى بما تتضمنه في برنامجها من عروض (22 عرضا)،ستحاكي الخصوصيات الثقافية لتوزر وستسعى للوصول الى أكبر قدر من الجمهور من خلال تقديم عروض في فضاءات غير تقليدية من مختلف المناطق في ولاية توزر.

وتولى الباحث ومدير المعهد العالي للفن المسرحي عبد الحليم المسعودي تقديم لمحة عن الندوة الفكرية التي ستنتظم خلال ملتقى الجنوب للمسرح،يومي 25 و 26 أكتوبر ،بالشراكة بين المسرح الوطني التونسي و المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون بيت الحكمة،  وستتناول موضوع "المسرح التونسي: أسئلة "الهوية " و" الغيرية" وتمثلات "الذاتية" نحو "مدرسة " مسرحية تونسية؟".

وأشار منصف بن عبد الجليل،مدير مجلة الأكاديمية التونسية لبيت الحكمة،أن فكرة الشراكة مع المسرح الوطني تتنزل في إطار انفتاح المجمع على مختلف المجالات والسعي إلى جعل المجلة قادرة على الوصول إلى مختلف الاختصاصات معلنا أن موضوع العدد القادم من المجلة سيتمحور حول المدرسة المسرحية التونسية.

ويشارك في المسابقة الرسمية لهذه التظاهرة،التي تُقام عروضها في العاصمة تونس من 1 إلى 8 نوفمبر 14 عملا مسرحيا من إنتاج سنة 2025. وفضلا عن العروض المسرحية،يضم برنامج الفعاليات التي تقام في تونس عديد الأنشطة التي ستنتظم بالشراكة مع عدد من المؤسسات الثقافية التونسية.

ومن بين أهم مكونات هذه الدورة ندوة فكرية ستحتضنها مكتبة البشير سلامة بقاعة الفن الرابع يوم 2 نوفمبر،وتحمل عنوان "أغورا المواسم، المسرح التونسي اليوم: منجزات الحاضر وأسئلة الغد"وسيديرها وليد الدغسني ولطفي العربي السنوسي.ويُشارك في هذه الندوة عدد هام من الباحثين والمسرحيين التونسيين للتطرق لأربعة محاور كبرى وهي، "الجمهور المسرحي: التشخيص والبدائل"، والإنتاج المسرحي: النماذج الممكنة"، و"التوزيع والتدويل: من المحلية إلى العالمية"، و"التكوين كشرط للتجديد والاستمرارية".

وسيتم خلال هذا المهرجان تكريم الفنان الراحل الفاضل الجزيري من خلال عرض آخر أعماله المسرحية، "عربون 3"، في اختتام "مواسم الإبداع"،بالإضافة إلى تخصيص ركن لعروض أعمال الفاضل الجزيري،يحمل عنوان "شاشات المواسم"،ويُقام من 3 إلى 7 نوفمبر 2025 بقاعة الفن الرابع،ويضم هذا الركن عرض تسجيلات لأهم الأعمال المسرحية والأشرطة السينمائية لهذا الفنان الذي تُوفي في 11 أوت 2025.

كما سيكون لجمهور المهرجان موعد مع معرض بعنوان "مشهديات،المسرحة في أعمال الفنان التشكيلي عادل مقديش" وسيُقام من 1 نوفمبر 2025 ويتواصل إلى غاية  31  جانفي 2026 بقاعة الفن الرابع.

وتضم قائمة الأعمال المتنافسة ضمن المسابقة الرسمية المسرحيات التالية:

"وراك" (70 دق) للمخرج أوس إبراهيم،من إنتاج شركة أراوس للإنتاج و التوزيع الفني بدعم من وزارة الشؤون الثقافية

"تمثال حجر" (85 دق) من إخراج كريم عاشور وإنتاج شركة جوكر للإنتاج الفني بدعم من وزارة الشؤون الثقافية

" كيما اليوم " لليلى طوبال (90 دق)،من إنتاج المسرح الوطني التونسي بالشراكة مع شركة فن المقاومة

" رار / Rar" (72 دق) لعز الدين بشير، إنتاج عشتارت للانتاج والتوزيع الفني بدعم من وزارة الشؤون الثقافية

" الوحش فيّ" (50 دق) إخراج محمد البركاتي، إنتاج شركة مسرح بيكولو بنزرت

"لعفرتة"(97 دق)، إخراج يوسف مارس، إنتاج شركة مارس لالنتاج بدعم من وزارة الشؤون الثقافية

"9 أو أرمدجون" (64 دق) إخراج معز القديري، إنتاج شركة فنون التوزيع الريو - تونس بدعم من وزارة الشؤون الثقافية

 //"الزنوس" (104 دق)، إخراج صالح حمودة، إنتاج شركة مسار للإنتاج والتوزيع الفني

"الهاربات" (82 دق)، لوفاء الطبوبي، إنتاج مشترك بين  المسرح الوطني التونسي وشركة الأسطورة للإنتاج بدعم من وزارة الشؤون الثقافية

"جاكراندا" (120 دق)، لنزار السعيدي، إنتاج المسرح الوطني التونسي بدعم من وزارة الشؤون الثقافية

" سقوط حر" (74 دق) لنعمان حمدة،انتاج  شركة انتراكت للانتاج والتوزيع الفني

" سوڨرا " (74 دق) لحاتم دربال، انتاج شركة Be Actor Studio

"على وجه الخطأ" (62 دق)،لعبد القادر بن سعيد، إنتاج شركة الفنانين التونسيين المتحدين-فضاء المونديال.

"سيدة كركوان" (180 دق)، إخراج وجدي القايدي وحسام الساحلي،انتاج مركز الفنون الدرامية والركحية بنابل.

من جانبنا نؤكد أن الدور الإبداعي والجمالي للمسرح هو خلق عالم موازٍ مكثف يعيشه الجمهور بشكل جماعي ولحظي.إنه فن يعتمد على التعاون الإبداعي بين جميع الفنانين على الخشبة وخلف الكواليس،وينتهي بإشراك المتفرج كشريك في اكتمال هذه التجربة الجمالية الفريدة.هذا التكامل بين الإبداع والجماليات هو ما يجعل المسرح فناً حياً،ضرورياً،وقادراً على مقاومة الزمن،لأنه يخاطب العقل والقلب والحواس معاً.


متابعة محمد المحسن



المعلم القدوة بقلم الكاتب طه دخل الله عبد الرحمن

 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي جعل من العلم نوراً نهتدي به، والصلاة والسلام على سيدنا محمد المعلم الأول، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد

إن الكلمات لتعجز عن وفاء حقِّ مَنْ نَزَلُوا من قلوبنا منزلةَ الأب الروحي، والناصح الأمين، والصديق الوفي. وإنه ليعزُّ عليَّ أن أُقدِّم هذا المقال المتواضع "المعلم القدوة" دون أن أتقدم بأصدق عبارات الشكر والعرفان بالجميل لأستاذي الفاضل الدكتور بشارة مرجية، الذي كان بحقٍّ النبراس المنير، والعلم الشامخ، الذي استقيتُ من معين علمه الفياض، وتشبثتُ بأخلاقه السامقة. فما كانت هذه السطور لتُكتب لولا فضله أولاً، ثم توجيهاته السديدة، وحكمته التي لا تنضب.

كما أتوجه بالشكر الجزيل لمعلمي الفاضل الأستاذ صبحي سرحان، الذي كان مثالاً للعطاء والتواضع، ففتح لي أبواب الفكر على مصاريعها، وزرع في نفسي ثمار الثقة والإيمان بقدراتي، وكان بحديثه وسلوكه خيرَ قدوةٍ ترسخ في القلب قبل العقل.

لقد كان هذان الأستاذان الجليلان تجسيداً حياً لمعنى "المعلم القدوة"، فلم يقتصر عطاؤهما على نقل المعرفة فحسب، بل غرسا القيم، وصقلا الشخصية، وأسهما في صياغة الوجدان. فهما من بناة الأجيال، وصناع المستقبل، وحملة مشاعل النور في دروب المعرفة.

فإليهما حفظهما الله أهدي هذا الجهد المتواضع، عسى أن يكون جزءاً من وفاءٍ ببعض حقهما عليّ، وشهادةً أقدمها للعالم بأن خلف كل عقل مستنير، وكل نفس زكية، معلمٌ قدوةٌ ترك بصمته في الروح قبل العقل.


المعلم القدوة



في رحاب الحياة مواقفَ تُشبه النورَ الذي ينبعث فجأة في ظلمة الليالي الحالكات، تُغيّر من مسار الوجود، وتُعيد صياغة النفس، وتكشف عن كنوز كانت خافية في أغوار العقل والروح. وإن أعظم هذه المواقف قدراً، وأسماها مكانة، تلك الصداقة الناضجة التي تنشأ بين التلميذ وأستاذه، لا على وتيرة التلمذة والتلقي فحسب، بل على نسق النديّة الفكرية والوئام الروحي. حين تتحول العلاقة من ناقلٍ ومنقول إليه، إلى حوارٍ بين روحين، وتعاونٍ بين عقلين، وارتقاءٍ بمعاني الإنسانية إلى أسمى مراتبها.

لقد منّ الله تعالى عليّ بأن تكون لي هذه الصداقة الوثيقة مع أستاذي الجليل، حامل لواء اللغة العربية، ذلك العالم الرباني الذي أضاء بمعرفته عقلي، وبأخلاقه قلبي، وبحكمته روحي. فلم يكتفِ -أطال الله في عمره- بأن غرَس فيّ حُبَّ اللغة وآدابها، بل تجاوز ذلك إلى أن جعل من نفسه نبراساً أهتدي به، ومثالاً أعلى أحتذيه، ومنارةً تهتدى بها سفينتي في بحور الحياة المتلاطمة. إنه بحقّ المعلّم القدوة، فما أجمله من عنوان، وأعظمه من مقام!  

إنه بحقّ المعلم القدوة، ذلك العنوان الذي تتضاءل دونه العناوين، وتنحني إجلالاً لديه الألقاب. فما أعظمه من مقام، وما أجلّه من شأن! إن المعلم القدوة ليس ذلك الذي يُلقّنك المعلومات فحسب، بل هو الذي تُعلّمك حياته قبل علمه، وأخلاقه قبل منطقه، وصمته قبل نطقه. هو الذي ترى المبادئ التي يتحدث عنها مجسَّدةً في سلوكه، والقيم التي يدعو إليها نابضةً في تعامله، والحكمة التي ينشدها متجسدة في مواقفه. كالشجرة الطيبة التي لا تُعطيك ظلاً وَارفاً فحسب، بل تمنحك ثمراً طيباً شهيا، وعطراً يفوح في كل مكان.

لقد رأيتُ في أستاذي تجسيداً حياً للأصالة والمعاصرة، فهو كالبحر الزاخر بعلم القدماء، لا يُعجزه أن يسبح بفكره في آفاق العصر الرحيبة. يحمل تراث الأمة كما يحمل هموم حاضرها، وينظر إلى المستقبل بعين الواثق من ربه، المؤمن برسالته. في حوارنا الأدبي والثقافي، كان يسمع بروحه قبل أذنيه، ويحاور بعقله قبل لسانه، ويناقش بقلبه قبل حجته. يُناقش لا ليُظهر فضلاً، بل ليستنير معي إلى الحقيقة. ويشكر للصواب إذا أصبت، فكان في ذلك أعظم درسٍ علّمني تواضعَ العلم، وسموَّ الأخلاق، وجمالَ الاعتراف بالحق.

كم أذكر تلك الليالي الثقافية التي كنا نتذاكر فيها الشعر، ونحلّق في البلاغة، ونناقش قضايا النقد الحديث، فكان يفتح لي أبواباً من الفكر لم أكن أعرف لها مفتاحاً. كان يزرع فيّ الثقة، ويشجعني على الاجتهاد، ويوجهني برفق الأب ونبل الحكيم. لقد علمني أن القدوة لا تُعطى بالوعظ، بل تنتقل بالقدْر نفسه من السلوك، كالعطر الذي لا يملك إلا أن ينشر أريجه على مَنْ حوله.

إن المعلم القدوة كالنهر العظيم، يعطي ولا ينتظر العطاء، يفيض بالخير ولا ينضب معينه، يروي الظمآن ويسقي الأرض العطشى، ثم يمضي في طريقه متواضعاً كأنه لم يفعل شيئاً. إنه كالشمس التي تشرق على الجميع، لا تفرق بين غني وفقير، قوي وضعيف.

فاللهم احفظ لي أستاذي، وأدم عليه نعمة العطاء، واجزِه عني خير ما تجزي معلماً نَزَلَ من نفس تلميذه منزلة الأب الروحي، والأخ الكريم، والصديق الوفي. إنه نبعٌ لا ينضب من العطاء، وشمسٌ لا تغيب عن سماء التربية والتعليم، ونورٌ يهدي السائرين في ظلمات الجهل والضلال.

فطوبى لمثل هذا المعلم، الذي إذا رحل عنك بجسده، ظلّ حياً في عقلك، نابضاً في ضميرك، دليلاً لك في ظلمات الحياة، وسراجاً يُضيء لك الطريق. أولئك هم صنّاع الرجال، وبناة الأجيال، وعماد الأمم. أولئك هم المعلمون القدوات، فحقّ لهم علينا أن نُحييهم بقلوبنا قبل ألسنتنا، وأن نَرْفَع لهم قبعات الإجلال والإكبار إنهم بناة الحضارة، وحماة الثقافة، وحراس الأمة. فهم خزائن العلم، ومنارات الهدى، ومصابيح الدجى. بهم تقوم الأمم، وعليهم تُبنى الحضارات، وبهم ترتقي المجتمعات. فهم كما قال الشاعر: قم للمعلم وفّه التبجيلا ** كاد المعلم أن يكون رسولا

 اللهم اجعلنا من الشاكرين، واجعلنا من المتعلمين، وارزقنا أن نكون قدوةً لغيرنا كما كانوا قدوة لنا. إنك سميع مجيب

طه دخل الله عبد الرحمن

البعنه == الجليل

21/10/2025  



ميزان العدل بقلم الكاتب موسى الزول

 ميزان العدل


العتم في زقاق إبراهام

يختصر الكلام

على من شدَّ في خيمة المحتل أوتار

السلام بلا سلام.


الدمع يشهد يا "همام"….

إذا ما حلّ الظلام،

وتسلّلت إليك في المنام 

أفكار وأسرار

(الحلال منها والحرام)؛

أخذت الكأس 

وتَرَنَّحْتَ بالقارورة سكران

أظننت أن  الخمر والنسيان

يقلع المحتل من صخر المكان؟!!!!!


يا “غلام"…

نبع الماء إذا جف منه البيان

يقيم على خطى العابرين الحُجّة والأركان،

وحساب الدم الذي سال

على صكوك الغفران؛

يسجل الآن الانتصار في محاكم الرحمن.


العدالة يا “إمام”

في استعادة “الميزان”:

ليطلب القانون شاهد الحق في الميدان،

ويُكسر القيد

والخِتْم الذي أجاز ابتلاع الأرض،

وباع بوصلة الأمان…


بقلم رصاص ✏️ رصاص

موسى الزول



هكذا تحدث الببغاء. الامضاء... ادريس الجميلي

 هكذا تحدث الببغاء.


أنا لا نية لي في النداء.لا شيء أمامي سوى صدى كلماتي سأرسم جدول عملي و من جاور الديار المهجورة .تربعت على عرش الفضيلة المزورة لأصدر قوانين الذات.نعم هي الحياة مرسومة فوق الكون تطلب سراب الموت لكل الكائنات الحية على الأرض فكان الانتظار يجثو على الذاكرة البليدة .هذا وعد يحتال على الحقيقة لان الكلمات يمكن نسجها دون انتظار.طاف الهوى ليعلن صدق المرتدين .في ذاكرتي طيف يهجو رحلتي الاخيرة داخل قصر حكمته الطغاة و لكنني لم أدر أنني أدري .نظرت لبعض الزواحف القاطلة فكانت تمجد التربة المبللة بندى الدم الاحمر القاتم .لم أفهم قوة الرياح العاتية التي كسرت كل الاغصان اليابسة  و رغم ذلك مازلت أطلب دعوات القدامى  فأحفظ الكلمات المتناثرة هنا و هناك .سأبقى أجتر الأقوال و أكتب مقدمة النواح أو الندم ...مشى نعلي متيما برائحة الصبار و عطور الزان خوفا من وباء اسمه البهتان لهول ما رايت ...وداعا يا وطني و الى لقاء قريب بأمجاد لزموا صمت البادية فالفوا جذور وطني المحبوب.


الامضاء... ادريس الجميلي



ق ق "حدث سعيد" بقلم الكاتبة فاطمة حرفوش _سوريا

 ق ق

"حدث سعيد"

             بقلمي فاطمة حرفوش _سوريا


اكتملت التحضيرات، وتحدد الموعد، ووزّعت الدعوات.

الجميع يترقب الحدث السعيد الذي أعلنت 

 دار السعادة للمسنين عن إقامته دون أن ُِتفصح عن طبيعته .

كثرت التساؤلات، وتسابقت وسائل الإعلام لمعرفة التفاصيل ولكن التكتم الشديد كان سيد الموقف.

كانت هي أكثرهم فضولاً، فقد عادت من الخارج لتستأنف عملها الصحفي، لكنها اصطدمت بجدار الصمت . 

ورغم براعتها الإعلامية في اقتناص الأخبار، هذه المرة لم يسعفها الحظ.


أخيراً جاء اليوم المنتظر، ارتدت فستانها الأنيق الذي يظهر أنوثتها برقي، وتقلّدت قلادتها الذهبية المفضّلة التي تتوسطها صورة امراة أكبر سناً تشبهها ملامحها حد الوجع، تنهدت بعمق ثم تأملتها قليلاً وابتسمت لها، وتزينت بحلي زادت وجهها إشراقاً وبخاتم ذهبي جميل كانت أهدته لها أمها، حملت كاميرتها ودفترها الصغير وحقبيتها وغادرت نحو الدار.


كانت الدار تتلألأ بالأضواء الملوّنة ، كنجوم تشع في سماء الاحتفال، وأكاليل الورد تصطف على جانبي الممرّ.


 الموسيقى تنساب برقة كشلال فرح ، المدعون يتبادلون التحيات والابتسامات والفرح يطفو على الوجوه .


جلست بمكانها المخصص، تنقل بعينيها تفاصيل المشهد بحماس الصحفي والفرح يغمرها

لحظات، وأطلت مديرة الدار، رحبت بالحضور وقالت  :

"يسعدنا أن نكشف لكم عن مفاجأتنا الكبرى .. إنه عرس جماعي لنزلائنا الأحبة"

علا التصفيق الحار، وبدأت الموسيقى بعزف إحتفاليّ مبهج.

 ثم بدأ العرسان والعرائس بالدخول، تتشابك الأذرع وتتعانق النظرات والموسيقى تغمر المكان بهجة.

وفجأة، تجمدت في مكانها، واتسعت عيناها، وانحسبت أنفاسها وارتجف صوتها مختنقاً بين الدهشة والدموع  وهي تهمس: أمي ..!




ليلٌ من صخر ... شعر الأديب يونس عيسىٰ منصور ...

 ✳️ ليلٌ من صخر ... ✳️

إلىٰ زوجتي الحبيبة أم علي رحمها الله 

إنْحَبْ ( محمدُ ) فالأفلاكُ تَنْتَحِبُ !

يافَقْدَ أُمٍّ به الأكوانُ تَضْطَرِبُ !

جاءتْ مَنِيَّتُها برقاً بلا سُحُبٍ

هل بهطلُ الوَدْقُ إن أزْرَتْ بهِ السُّحُبُ ؟

من بعدِ موتِكِ أمستْ خَيْمَتيْ جَرَباً

للهِ من جَرَبٍ أنكىٰ بهِ الجَرَبُ !

نامتْ طيوفُكِ ياأفكارُ في تُرَبٍ

ياليتني الطيفُ والأفكارُ والتُرَبُ

ياجوهرَ العُمرِ يادُرَّاً علىٰ ذَهَبٍ :

لَعَمْرُكِ اليومَ لادُرٌّ ولاذَهَبُ

قد عَرْبَدَتْ جُدُبٌ في جوفِ خاصبتي 

ياليتَ شِعْريْ إذا ماعَرْبَدَتْ جُدُبُ !

 سودٌ معالِمُها نَهْبٌ مَحارِمُها

عُسْرٌ مواسِمُها كلداءُ ترتقبُ

النائباتُ تجوبُ الدارَ عابسةً

اللهُ أكبَرُ ! كم جابتْ بنا النُّوَبُ !؟

اللهُ أكبَرُ ! كم زَفَّتْ لنا لَهَباً

من هَدْهَداتِ ( النوىٰ ) حيثُ النوىٰ لَهَبُ !؟

 شاهدتُ طيفَكِ في ليلِ القبورِ رؤىً

بيضاءَ تَجذِبُ أشعاريْ وتَنجَذِبُ

تَشْدو القريضَ عُكاظاً جَلَّ شاعرُهُ

فَيَسْتَفِزُّ ( زُهَيْراً ) شِعْرُها العَذِبُ

وتَمْنَعُ الصرْفُ عن مجرورِ قافيتي

فالقبرُ في الشِّعْرِ مرفوعٌ ومُنْتَصِبُ

سعيدةٌ أنتِ ياروحاً عَلَتْ شُهُباً

صوبَ السماواتِ حيثُ النجمُ والشُّهُبُ

سعيدةٌ أنتِ والأحزانُ حصَّتُنا

تُزجي العجائبَ حتىٰ اسْتَنْكَرَ العَجَبُ !

أشدوْ علىٰ قبرِكِ النائيْ مُعَلّقَةً

تنثالُ عُرْباً إذا ما ضاعتِ العَرَبُ

مَرْثِيَّتي الباكرُ العصماءُ قد عَرَجَتْ

يحدو بها ( وافرُ ) الأشعارِ و(الخَبَبُ )

تنسابُ نَعْياً وأحزاناً وفاجعةً

فترتقيْ أدباً إنْ حوصِرَ الأدبُ

يافِكْرُ : بعدَكِ أخنىٰ فوقَنا التَّعَبُ

هيهاتَ هيهاتَ ينأىٰ الضَّيْرُ والنَّصَبُ

ياألفَ موتةِ نفسٍ  غادرَتْ عَطَباً

تنعىٰ جَنازتَها الآجالُ والعَطَبُ

قامتْ قيامَتُها موتاً ومُنْقَلَباً

ياطيبَ مُنقَلَبٍ للهِ تَنقَلِبُ

الموتُ مدرسةُ الأحياءِ إنْ نُسِبَتْ

وَرُبَّ مدرسةٍ للموتِ تَنْتَسِبُ

ألْجَمْتَ بالموتِ ياربّاهُ موهبتي

سبحانكَ اللهُ ! ألغازاً لنا تَهِبُ !!!

قد كنتِ فينا تراتيلاً مقدسةً

تَتْلو وتَكتُبُ ماجاءتْ بهِ الكُتُبُ

واليومَ أنْجُمُنا يافِكْرُ قد ذَبُلَتْ

فالليلُ صَخْرٌ وأحلامُ الرؤىٰ خَشَبُ ...

والباقياتُ ضَبابٌ ناثرٌ صَخَباً

فيهِ العثارُ وفيهِ التَّيْهُ والصَّخَبُ

لايطربُ النفسَ إلا عَزْفُ سيدةٍ

ماتتْ بقلبي فماتَ العزْفُ والطربُ ...

✳️✳️✳️✳️✳️✳️✳️✳️✳️✳️

شعر : يونس عيسىٰ منصور ...



صدور كتاب «أحلام عازف الخشب – رحلة جمالية مع نصير شمه وموسيقاه» عن دائرة الشؤون الثقافية العامة في بغداد بقلم الكاتبة دنيا علي صاحب - العراق

 صدور كتاب «أحلام عازف الخشب – رحلة جمالية مع نصير شمه وموسيقاه» عن دائرة الشؤون الثقافية العامة في بغداد


دنيا علي صاحب - العراق 


بغداد – صدرت عن دائرة الشؤون الثقافية العامة في وزارة الثقافة بالجمهورية العراقية طبعة جديدة من كتاب نوعي يحمل عنوان «أحلام عازف الخشب – رحلة جمالية مع نصير شمه وموسيقاه» للكاتب والباحث الراحل حضير ميري، وهو عمل نقدي وجمالي يتوغّل في تجربة الفنان العالمي نصير شمه، لا بوصفه موسيقارًا فحسب، بل كحالة فكرية وجمالية وإنسانية متكاملة.


يقدّم الكتاب قراءة معمقة في عالم «العود»، الآلة التي تحوّلت بين يدي شمه من مجرد أداة موسيقية إلى كائن حيّ ينبض بالروح، ويصبح بوابة لاختبار الذاكرة، وفتح الأفق، والعبور نحو الإنسان الكوني.

من خلال فصوله، يصوغ الكاتب رحلة تأملية تكشف كيف استطاع شمه أن يمنح الخشب صوتًا قادرًا على الكلام، والفرح والاحتجاج، والحلم، وأن يحوّل العزف إلى فعل مقاومة ضد القبح، وإعلان ولاء للجمال.


ويرصد حضير ميري مسار الفنان منذ بداياته الموحلة بالألم والأمل في العراق، مرورًا بتأسيسه بيت العود العربي في أكثر من عاصمة، وصولًا إلى احتفاء العالم به كأحد أبرز الأصوات الموسيقية التي أعادت صياغة هوية العود بصوت شخصي وكوني في آن واحد

يشير الكاتب في قراءته إلى أن تجربة شمه لا تقف عند حدود الأداء، بل تتجاوزها نحو بناء خطاب ثقافي يحمل في جوهره رسالة إنسانية ضد الحرب والعنف، ويدعو إلى الحب والحرية بوصفهما أعلى درجات الفن.


ويضع الكتاب تجربة شمه في سياقها العربي والعالمي، محاولًا فكّ أسرار هذا التواصل الفريد بين موسيقاه والوجدان الجمعي، وكيف استطاع أن يخلق «مدرسة في الحس قبل أن تكون تقنية في العزف»


يمثل الكتاب إضافة نوعية للمكتبة الموسيقية والجمالية العراقية والعربية، فهو لا يكتفي بالرصد التوثيقي، بل ينفتح على أسئلة الهوية، والذاكرة والجمال والدور التاريخي للفنان في محيطه الثقافي والإنساني.

وبذلك، يصبح الكتاب بوابةً للباحثين والنقاد وطلبة الفنون والموسيقى، وكل من يسعى لفهم كيف يمكن للعود أن يتحوّل إلى «سيرة وطن ومحاولة حياة»


ويمنح صدور «أحلام عازف الخشب» في بغداد – مهد الحكاية وأول صوت للعود – بعدًا رمزيًا، كأنه عودة حية إلى اليقين بأن الموسيقى تبقى شاهدًا على قدرة الروح العراقية على النهوض من رحم الألم نحو فضاءات الخيال والإبداع.


يُعدّ هذا الإصدار فرصة ثمينة لكل من يرغب في التعرّف إلى العوالم السرّية لتجربة نصير شمه، والاقتراب من الأسئلة التي شكّلت خلفية رحلته:

ماذا يعني أن تحوّل الحلم إلى موسيقى؟ وكيف يصبح الخشب وطنًا آخر؟


الكتاب متوفر لدى دائرة الشؤون الثقافية العامة في بغداد، ويدعو القرّاء والمُهتمين بالفنون والموسيقى إلى رحلة تأمل عميقة مع واحدة من أهم التجارب الموسيقية العربية المعاصرة.



Publication of the Book “Dreams of the Wooden Oud Player – An Aesthetic Journey with Naseer Shamma and His Music” by the Public Cultural Affairs Directorate in Baghdad


Donia Ali Sahib – Iraq


Baghdad – The Public Cultural Affairs Directorate at the Ministry of Culture of the Republic of Iraq has issued a new edition of a distinguished book entitled “Dreams of the Wooden Oud Player – An Aesthetic Journey with Naseer Shamma and His Music” by the late writer and researcher Hadhir Miri.

This critical and aesthetic work delves deeply into the experience of the world-renowned artist Naseer Shamma, not merely portraying him as a musician, but as a complete intellectual, aesthetic, and human phenomenon.


The book offers a profound reading of the world of the Oud, the instrument that, in Shamma’s hands, transformed from a mere musical tool into a living being pulsating with spirit—becoming a gateway to exploring memory, opening horizons, and journeying toward the universal human.

Through its chapters, the author shapes a meditative journey revealing how Shamma managed to grant wood a voice capable of speaking, rejoicing, protesting, and dreaming—turning music into an act of resistance against ugliness and a declaration of loyalty to beauty.


Hadhir Miri traces the artist’s path from his beginnings, steeped in both pain and hope, in Iraq, through the founding of the Arab Oud House in several capitals, to the world’s recognition of him as one of the most prominent musical voices that redefined the identity of the Oud—endowing it with a sound that is both deeply personal and universally resonant.

The author notes that Shamma’s artistic journey does not stop at performance; rather, it extends to building a cultural discourse whose core carries a human message against war and violence, calling for love and freedom as the highest expressions of art.


The book situates Shamma’s experience within its Arab and global contexts, seeking to unravel the secrets of his unique connection between music and collective emotion, and how he succeeded in creating “a school of sensibility before it became a technique of performance.”


This book represents a distinctive contribution to the Iraqi and Arab musical and aesthetic library. It does not merely serve as documentary observation but opens itself to questions of identity, memory, beauty, and the historical role of the artist within his cultural and human environment.

Thus, the book becomes a gateway for researchers, critics, and students of art and music—and for all who seek to understand how the Oud can transform into “a biography of a nation and an attempt at life.”


Th




فصول بقلم الأديبة رمزية مياس،كركوك، العراق

 فصول

في الربيع اقتحم انفاق العصور

اتوغل في مواسم الفصول

أخبئك في الربيع

مع صبايا الحي العتيق

بين الزنابق والزهور

في مهدك الصغير

في مراجيح العيد 

،،،،

في الصيف

اخبئك في شرفات الاقحوان

في طوق الياسمين

في اكمام السحابة

بين اشجار الخوخ والرمان

،،،،

وفي الخريف

اضمك بين الاوراق والافنان

في قلوب الأطيار

في حنجرة الكروان

،،،،

وفي الشتاء القاتم

اسامرك قرب المواقد

في تفاصيل الأساطير

في مقلتي

بين الدمع والعبرات

في قصيدة صماء

بين حروف العلة والعبارات

اناديك فيرجع الصدى

بين الصمت والصرخات

اطحن حصاد الندم

بأناملي الذابلات

وأختم فصول العمر 

بالأهات والحسرات

مع تحيات وتقدير 

رمزية مياس،كركوك، العراق


نحن والحرب:وقفه في خراب الإنسان بقلم الكاتب:حسين عبدالله جمعه

 نحن والحرب:وقفه في خراب الإنسان

بقلم :حسين عبدالله جمعه 


في الحَربِ، أشياءٌ كثيرة نخسرها، أشياءٌ لا علاقة لها بالحوائط والبيوت والبنايات والسيارات، أشياءٌ غير محصول التبغ والزيتون والرمان…


في الحرب!!!

تخسرُ أشياءً لا تُرى في العين المجردة… أشياءً في القلب والروح…

والذي خسر ويخسر، لا ينتظر التعويض، لأنه مهما عُوِّض عليه، لن تعيد له ما فقده بعد أن يخسر الأمن والأمان والأمل وكل شيء جميل في داخله…


الحرب ليست معركة سلاح… الحرب معركة صمود الروح. ومن يُهزم من الداخل، يُهزم قبل أن يرفع الراية.


في الحرب تظهر النفوس والناس على حقيقتها، واضحة وضوح الشمس، تطفو على السطح الأنانية وحب الذات وحتى الكسب ولو على جراح وآلام الآخرين، حيث استغلال الهاربين من شبح الموت، وتأجيرهم شقة بمبالغ هائله دون مراعاة لحال الانكسار والخوف والرعب والتشرد والإذلال…


في الحرب تفقد الأمن والأمان ودفء وسادتك، وتبحث عن هذه الثقة في بيوت الجيران، يخيل إليك أن الطمأنينة في بيوت الآخرين، في مناطق وطوائف أخرى… كما حصل أثناء الهزة الأرضية في ٦ شباط 2023؛ أعلم أشخاصًا بقوا ينامون في سياراتهم أكثر من عشرة أيام، بعد أن تركوا بيوتهم وقصورهم، إثر هزة استمرت فقط أربعين ثانية… أربعون ثانية تُفقدك الثقة والأمان في بيتك،فأين ستجد الطمأنينة إذا كانت حربا طويله دون إستعداد لها؟


في الحرب يكثر المحللون والمنظرون وبائعو الكلام، يطلون من بروجهم العاجية وبلادهم الآمنة والمزدهرة عبر الفضائيات ومن خلال مواقع التواصل الإجتماعي، يتحدثون عن الحرب والمقاومة والصمود، يحثونك على الصمود دون ملجأ، وبدون حتى كيس رمل، ودون قوت يومك وأموالك المحبوسة والمسروقة في بنوك الظالمين…


كيف تحارب بينما الشعوب مهزومة فكريًا قبل أن تهزم عسكريًا؟

تصمد وتقاتل دون توازن في القوى، خاصة في عصر الذكاء الاصطناعي، حيث يُلاحق كل شخص من خلال رسم الوجه وبصمة الصوت، من خلال رقم هاتفه، ورقم سيارته، ولكل حادث سلاح خاص…وأنت تهيم على وجهك باحثًا عن سقف يأويك…


أيها السادة… كل شيء قد تغيّر، الحرب تغيّرت، التكنولوجيا استفحلت، وصار هناك ما يسمى بالذكاء الاصطناعي، كل شيء تغيّر إلا أنتم… فما زلتم كما كنتم، تنظرون وتصدرون جبهات للصمود والتصدي في أزقة المجاعة والبرد والتيه… كل شيء تغيّر إلا نحن… فنحن ما زلنا طيبين ومساكين… عذرًا لم يكن لدينا الوقت الكافي للاستعداد والتغيير…


هل تعلم أن كل دولة من دولنا لا تملك من مخزون الطحين لأكثر من شهرين؟ هذا إذا لم نتحدث عن حليب الأطفال والأدوية والمستلزمات الطبية…

وحتى الآن هذه الدول،لم تُستعد لا أمنيًا ولا عسكريًا أو حتى إقتصاديا، لا في العدة ولا في العتاد ويأخذون شعوبهم من مهزلة الى مهزله ومن إنكسار إلى آخر، واسلحتهم مقارنه مع العدو صارت خردة أمام كل هذه التكنولوجيا…


في الحرب ستخسر روحك وذاتك، تصير إنسانًا آخر لا يشبهك، بعدما تشاهد على مدار الساعة تساقط العمارات الكبيرة، التي لا يقل عدد شققها عن أربعين شقه، تتهاوى مثل الفراشات والبسكويت ويتهاوى معها أحلام وذكريات، بينما صواريخنا نصلي لها، ونحملها أمانينا وأجمل التحايا والرجاء حتى تصل إلى مقصدها،هذا إن حالفها الحظ …


إذا لم نُحصّن الإنسان، فلن تنفعه القلاع فالخراب يبدأ حين تسقط النفس قبل أن تسقط الجدران.

الحرب حقيرة، أيها السادة، وظالمة، تضرب عرض الحائط كل النبل والأخلاقيات…

في الحرب تتحطم الأحلام والطموحات، نفقد أعزاء وجيران، ينتشر الصمت واللون الرمادي، ورائحة الخوف والقلق والموت…


في هذه الحروب المتلاحقة والمتتالية عبر عمرنا البائس، جيلاً بعد جيل، وهجرة تلو هجرة، وموت يلاحقه موت… نمسي دفاتر للذكريات نقلب بعضنا بعضًا ونصبح قصص الأمس الحزين، نبحث عن ذواتنا فلا نجد إلا شبح الجحيم…!


حتى مجتمعاتنا تتبدل وتتغير، وتصبح لا تشبه نفسها جراء حجم الرعب المتراكم داخلها… هذا ما سيظهر في قادم الأيام، وتصرفات الأجيال الصاعدة… اسألوا الخبراء وأطباء علم النفس والمتخصصين في التغير الاجتماعي بعد كل حرب وحدث…

فهنيئًا لمن سيخرج من هذه الأيام سليماً ومعافى…


الإنسان المقهور…

هو من ينهض رغم الخراب، يبتسم رغم الجراح، يصرخ بصمت داخلي، يحتفظ بوجوده في قلب الظلام…

هو من يرفض أن يصبح مجرد رقم في إحصاءات الضحايا، رغم كل الخسارات، رغم كل الخراب…

هو الإنسان الذي يعرف أن الحرب ليست مجرد دمار خارجي، بل دمار داخلي، ضعف في الاستعداد، وانكسار الروح أمام مجموعات أكبر منه اقتصاديًا وعسكريًا…


وجع مكبوت بلا صراخ…

ورغم ذلك، يبقى حيًّا، يحمل في داخله قوة صامتة، كالغيم الذي يهمس قبل أن تمطر، كالشمس التي تشرق في قلب الخراب…


الوطن لا يسقط حين تُقصف حدوده، بل حين تهتز روحه… والروح اليوم هي ساحة المعركة.


حسين عبدالله جمعه 

سعدنايل لبنان 

 

 .


جُفُونِي تُحِبُّكِ يَا نَهْرَ عِشْقِي بقلم أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه

جُفُونِي تُحِبُّكِ يَا نَهْرَ عِشْقِي

بقلمي أ د الشاعر والناقد والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة

رُجُولَتِي لِأُنُوثَتِكْ=أَعْشَقُ نَارَ فِتْنَتِكْ

جُفُونِي تُحِبُّكِ يَا نَهْرَ عِشْقِي=وَيَهْوَاكِ قَلْبِي عَلَى بَحْرِ صِدْقِ

أَوَدُّ أَضُمُّكِ مَا بَيْنَ قَلْبِي=وَتَبْقَيْنَ فِيهِ عَلَى خَيْرِ فُلْكِ

تَمُرُّ اللَّيَالِي وَأَنْتِ بِبَالِي=تَضُمُّ فُؤَادِي سَرَادِيبُ حَبْكِ

اَلرَّوْعَةُ فِي دَاخِلِ قَلْبِكْ=وَالْإِبْدَاعُ بِرَعْشَةِ قُرْبِكْ

تَمَنَّيْتُ أَلْقَاكِ يَا رَائِعَةْ=أَضُمُّكِ بِالْقُوَّةِ الدَّافِعَةْ

تَتَراقَصُ الْأَفْكَارْ=بِالْحُبِّ وَالْأَزْهَارْ

أَصْدِقَاءٌ مِنْ زَمَانْ=فِي مَدَارَاتِ الزَّمَانْ

وَحَبِيبَانِ بِحَقٍّ=يَلْعَبَانِ يَمْرَحَانْ

رَنِّمِينِي بِحُرُوفِكْ=رَقِّصِينِي بِدُفُوفِكْ

أَنَا فِي الْحُبِّ أَسِيرْ=بِهَوَاكِ أَسْتَجِيرْ

اُذْكُرِينِي يَا حَيَاتِي=إِذْ عَلَى الدَّرْبِ أَسِيرْ

كَمْ أَسْعَدُ بِكُمُ إِخْوَانِي=وَسَكَنْتُمْ رُوحِي وَجَنَانِي

عُذْراً إِذْ قَدْ كُنْتُ نَسِيتْ=مَوْعِدَكُمْ فِي الْوَقْتِ شَقِيتْ

نُورُكُمْ يَطْغَى عَلَيَّا=وَالْمُنَى بَيْنَ يَدَيَّا

مِصْرُ الْحَبِيبَةُ مَوْطِنِي=أَنْعِمْ بِأَحْلَى مَسْكَنِ!!!

أُحِبُّكُمْ مِنْ نَبْعِ قَلْبِي=ضِيَاؤُكُمْ يَهْدِي بِدَرْبِي



أفْدِيكَ ياوَطَنِي بقلم الشاعرة نسرين بـــدر (مصر)

*************الـبـسـيط

إِلَـى الْعُلا فِي سَبِيلِ الْمَجْدِ أَوْطَانِي

أُفْـدِيكَ يَـا وَطَنِي وَالصِّدْقُ عُنْوَانِي


يَـا صُورَةً سَكَنَتْ فِي الْقَلْبِ مَفْخَرَةً

صِـدْقٌ يُـنَادِي الْحِمَى تُفْدِيكَ عَيْنَانِ


تَـبَـدَّلَتْ أَنْـجُـمٌ فِــي الْـكَـوْنِ فَـانِـيَةٌ

وَكَـوْكَـبٌ هَـاهُـنَا فِــي سِـحْرِ أَزْمَـانِ


نَـبْـضِـي لِأَرْضِـــكَ عَــهْـدٌ لَا أخـالِـفُهُ

وَالْـوَعْدُ يَـبْقَى وإِن فَـارَقْتَ تِحنَانِي


إِنْ هَــبَّ خَـصْـمٌ عَـلَـى أَبْـوَابِهِ ذَمَـمٌ

صُـفُـوفُـنَـا دُونَــــهُ غَــابَـاتُ أَفْــنَـانِ


أَمْـضِي وَصَوْتُ نِدَاكَ الْحُرُّ يَسْنُدُنِي

وَالْـجُـرْحُ يَـبْـرَأُ فِــي ظِــلٍّ لـسُّـلْوَانِ


يـامـوطني لا ولــن تُـرهِبْكَ عـاصِفَةٌ

فـالـنَّصرُ يُـولـدُ مــنْ جُـرْحٍ وأحـزانِ


لايُــهــزمُ الــظـلـمُ حــبّـاً أو تُـقَـيِّـدَهُ

أغـــلالُ بَــغْـيٍ ولاجُـــورٍ لـسُـلْـطانِ


وإن دَعـا الدَّهْرُ كُنَّا السَّيفَ في يَدهِ

والـنُـورُ يـسْـطَعُ فــي إقْـبالِ إِنْـسانِ


مَـا زِلْـتُ أَحْمِلُ فِيكَ الْحُبَّ يُثْلجُني

يَـزيدُنِي الـحُبُّ مـجداً بَـيْنَ أَقـرَانِي


خُضْنَا صِعاباً وَمِنْ كَـفَّـيْكَ نِلْتُ هُدًى

يَـفُـوحُ عِـطْـرًا كَـمِـسْكٍ بَـيْنَ رَيْـحَانِ


إِنْ ضَـاقَ وَقْـتِي فَـفِي ذِكْرَاكَ مُتَّسَـعٌ

لـتَـنْـجَـلِـي غَـيـمـةٌ يَــوْمـاً لأَكْــوانِـي


سـأَنْـسُـجْ الْـمَـجْـدَ أَلْـوَانًـا وَمَـلْـحَمَـةً

وَأَرْسُـــمُ الْـحُـلْـمَ أَمْــوَاجًـا لـشُّـطْآنِ


وَالـسِّـلْـمُ غَـايَـتُـنَا، لَـكِـنْ إِذَا قَـرَعُـوا

طُـبُـولُـهُـمْ حَـسْـبُـنَا حَـــقٌّ لـمِــيـزَانِ


مَـا أَوْسَعَ الْكَـوْنَ لَكِنْ بَيْنَ مَـفْخَـرَتي

عَــرْشٌ لِـحُبِّـكَ لا يُـقصيهِ عِـصْـياني


مَــنْ مَــسَّ حُـرِّيَّـتِي ثـارَتْ كـرامَـتُنا

نَارًا تَـرُدُّ عَـلَى الْـبَاغِـي على الْجَـانِي


الشاعرة نسرين بـــدر (مصر)



أميرة رومانسية خيلاء بقلم الكاتب غازي ممدوح الرقوقي

 ........ أميرة رومانسية خيلاء ........

ترتدين ثوب الجمال وكل مافيك سناء

أراك ربة الحسن ناعمة الجفنين نجلاء

تسبي العقول شادية تترنم بأجمل الألحان

مكتملة الأوصاف تتباهين كأميرة رومانسيةخيلاء 

الغرام بوجهك ينمو وعلى ضفاف الشغاف

تتبخترين بشموخ وزهو غرك قدك المياس

منذ ولادتك متكبرة قلبك يرعش بالهوى

كالنرجس ترقصين بدلال وجدك غجرية سمراء 

كل النساء في يدها شفاء ترفل بكبرياء 

لكنك أنت سيدة النساء بحسن السمت والأخلاق 

تتميزين بالقيم والإحساس ولدت نور وضياء 

كالجوهر المكنون تلمعين وتمشين على استحياء

وأنا بنور محياك وأنسامك أتوه وبدفء هواك 

فمثلك النساء لم تلد أنثى تشفي بنظراتها الأوجاع

تصب العشق من نبعها فتزهر كل أرض جرداء

وتضخ الحب في الروح وتغوص حتى الأعماق

فازرعي عشقك في صدري لتنبت سنابل الجوى

وتتفتح براعم الشوق بالحنين وقطرات الندى

فأنت ملكت فؤادي وسكنت ربوعي والنهى

حبك بقلبي سيبقى مخلدا طول المدى


بقلمي غازي ممدوح الرقوقي

سورية