.... حرقة الوداع ....
أراحل عنا يا هذا دون أخبار تشاع؟
فنحن الباقون على قارعة الإنتظار
صبرا على جمر الألم بحرقة الوداع
نتهافت شوقا للركوض خلف القطار
نستبق الخطو كنسيم زهرة الربياع
لعناق الورود المرصعة بجنبات الديار
و نرش العطر دمعا غزيرا بكل البقاع
لنبلل تربة الشتلات بذارا بسماد الغبار
سنزف قصائد شعر الرثاء دون إيقاع
لنعزف لحن الخلود بفناء قصور الكبار
و نراقب مغيب الشمس بسهل القطاع
لتُزف عروسا لمن هاجر ساكنة الجوار
سنختار من جلد عروبتنا ثوبَ شراع
و ربانا يبحر ليلا بزورقنا عباب البحار
يرسو بنا على شط النجاة دون ضياع
نشتم عبير جنان الحليم الودود الغفار
يا راحلا بكتك غيم بسيل تلاها الشعاع
و ازدانت رفوف قبرك بدواوين وأشعار
نم قرير العين و هادئ البال دون صداع
سنلتقي في الفردوس دون سابق إنذار...
مصطفى سريتي
المغرب

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق