صمت الكرامة قصة قصيرة
لم تكن ليلى من النساء اللاتي يرفعن أصواتهن في وجه الإساءة كانت تؤمن أن الاحترام لا يفرض على الآخر بل يُمنح عن قناعة.
في صباحٍ رماديّ دخلت مكتب رئيسها كما تفعل كل يوم تحمل ملفاتها المرتبة بعناية وابتسامة تعبّر عن إخلاصها الصامت لكنّ شيئًا انكسر ذلك اليوم
كلمات جارحة خرجت من فم كانت تراه رمزًا للهيبة كلمات لم تتخيل أن يلوث بها سمعها رجلٌ طالما احترمته وقدرته لكنه خلف فيها جرحا لا يندمل
وقفت حائرة شاحبة كأن الكلمات اللاذعة لم تهزمها بل علمتها أن الكرامة صوت لا يصمت ومنحتها جناحا من كبرياء،تخطّت الكلمات كما تتخطّى الملكة شوك الطريق بثبات وشموخ
لم ترد.. لم تصرخ... فقط أطبقت شفتيها وأخفضت عينيها ثم جمعت أوراقها بسمو من يغادر وهو أعلى من الجراح
خرجت بخطوات هادئة لكن في داخلها قامت ثورة صامتة ومنذ ذلك اليوم لم تطأ قدماها ذلك المكتب لم يكن قرارها استسلاما بل كان إعلان كرامة...فهي لم تهزم بل انتصرت بصمت أنيق لا يُفهمه إلا من يملك ضميرًا.
بقلمي زهراء كشان

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق