✳️ ليلٌ من صخر ... ✳️
إلىٰ زوجتي الحبيبة أم علي رحمها الله
إنْحَبْ ( محمدُ ) فالأفلاكُ تَنْتَحِبُ !
يافَقْدَ أُمٍّ به الأكوانُ تَضْطَرِبُ !
جاءتْ مَنِيَّتُها برقاً بلا سُحُبٍ
هل بهطلُ الوَدْقُ إن أزْرَتْ بهِ السُّحُبُ ؟
من بعدِ موتِكِ أمستْ خَيْمَتيْ جَرَباً
للهِ من جَرَبٍ أنكىٰ بهِ الجَرَبُ !
نامتْ طيوفُكِ ياأفكارُ في تُرَبٍ
ياليتني الطيفُ والأفكارُ والتُرَبُ
ياجوهرَ العُمرِ يادُرَّاً علىٰ ذَهَبٍ :
لَعَمْرُكِ اليومَ لادُرٌّ ولاذَهَبُ
قد عَرْبَدَتْ جُدُبٌ في جوفِ خاصبتي
ياليتَ شِعْريْ إذا ماعَرْبَدَتْ جُدُبُ !
سودٌ معالِمُها نَهْبٌ مَحارِمُها
عُسْرٌ مواسِمُها كلداءُ ترتقبُ
النائباتُ تجوبُ الدارَ عابسةً
اللهُ أكبَرُ ! كم جابتْ بنا النُّوَبُ !؟
اللهُ أكبَرُ ! كم زَفَّتْ لنا لَهَباً
من هَدْهَداتِ ( النوىٰ ) حيثُ النوىٰ لَهَبُ !؟
شاهدتُ طيفَكِ في ليلِ القبورِ رؤىً
بيضاءَ تَجذِبُ أشعاريْ وتَنجَذِبُ
تَشْدو القريضَ عُكاظاً جَلَّ شاعرُهُ
فَيَسْتَفِزُّ ( زُهَيْراً ) شِعْرُها العَذِبُ
وتَمْنَعُ الصرْفُ عن مجرورِ قافيتي
فالقبرُ في الشِّعْرِ مرفوعٌ ومُنْتَصِبُ
سعيدةٌ أنتِ ياروحاً عَلَتْ شُهُباً
صوبَ السماواتِ حيثُ النجمُ والشُّهُبُ
سعيدةٌ أنتِ والأحزانُ حصَّتُنا
تُزجي العجائبَ حتىٰ اسْتَنْكَرَ العَجَبُ !
أشدوْ علىٰ قبرِكِ النائيْ مُعَلّقَةً
تنثالُ عُرْباً إذا ما ضاعتِ العَرَبُ
مَرْثِيَّتي الباكرُ العصماءُ قد عَرَجَتْ
يحدو بها ( وافرُ ) الأشعارِ و(الخَبَبُ )
تنسابُ نَعْياً وأحزاناً وفاجعةً
فترتقيْ أدباً إنْ حوصِرَ الأدبُ
يافِكْرُ : بعدَكِ أخنىٰ فوقَنا التَّعَبُ
هيهاتَ هيهاتَ ينأىٰ الضَّيْرُ والنَّصَبُ
ياألفَ موتةِ نفسٍ غادرَتْ عَطَباً
تنعىٰ جَنازتَها الآجالُ والعَطَبُ
قامتْ قيامَتُها موتاً ومُنْقَلَباً
ياطيبَ مُنقَلَبٍ للهِ تَنقَلِبُ
الموتُ مدرسةُ الأحياءِ إنْ نُسِبَتْ
وَرُبَّ مدرسةٍ للموتِ تَنْتَسِبُ
ألْجَمْتَ بالموتِ ياربّاهُ موهبتي
سبحانكَ اللهُ ! ألغازاً لنا تَهِبُ !!!
قد كنتِ فينا تراتيلاً مقدسةً
تَتْلو وتَكتُبُ ماجاءتْ بهِ الكُتُبُ
واليومَ أنْجُمُنا يافِكْرُ قد ذَبُلَتْ
فالليلُ صَخْرٌ وأحلامُ الرؤىٰ خَشَبُ ...
والباقياتُ ضَبابٌ ناثرٌ صَخَباً
فيهِ العثارُ وفيهِ التَّيْهُ والصَّخَبُ
لايطربُ النفسَ إلا عَزْفُ سيدةٍ
ماتتْ بقلبي فماتَ العزْفُ والطربُ ...
✳️✳️✳️✳️✳️✳️✳️✳️✳️✳️
شعر : يونس عيسىٰ منصور ...

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق