رفاهية جيش
و لما فرغ المهجع من كافة العناصر، رأيتني أسرعت إلى مقطورة المياه شبه المتجمد حملت منها دلوا و أسرعت إلى المهجع و ما لبثت أن أفرغت ذلك الدلو على نفسي دون تسخين و دونما تفكير بمرض أو غير ذلك
[ لم يكن في المهجع لا مشع حراري ولا حتى إناء لتسخين الماء فيه ]
كم كنت سعيدا إذ فعلت ذلك لأنني أسقطت حملا عن كاهلي و أصبح بإمكاني الآن أن أصلي صلواتي كلها
و جلست أحدث نفسي عندها و أقول: أليس من المفترض لهذا الجيش العظيم أن يؤمن لعناصره أسباب الاستقرار المعنوي و النفسي، ثم ابتسمت بسخرية و أنا أقول: هيهات لجيش علماني أن يفعل ذلك
و في أثناء جلستي هذه جاء مسؤول المهاجع العريف كوكب [ هكذا كان اسمه ] و وجدني لا أعمل على تنظيف المهجع، وبخني بكلمات قاسية، ثم سألني قائلا: ما بال لحيتك هذه، هل هي عن دين، أم هي مراوغة ؟ فقلت: هي عن دين. فقال إن كانت حقا عن دين فإني سائلك سؤالا في الدين فإن أحسنت الإجابة عفوت عنك، و إلا أمامك عقوبة لا مهرب منها، قلت: و أنا جاهز
نعم أيها الأحباب قد كنت قبل الالتحاق بخدمة العلم، أحضر مجالس علم و فقه و دين، و كنت أظن نفسي أنني تعلمت الكثير الكثير، لكنني و بصراحة ما سمعت بمثل هذا السؤال الذي سألني إياه العريف كوكب صاحب العينين المكحولتين بكحل أسود
- وكتب: يحيى محمد سمونة - حلب.سوريا
إشراقة شمس84
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق