السبت، 18 أكتوبر 2025

أوراق زائفة وأقلام مستعارة بقلم الكاتب مصطفى سريتي

 أوراق زائفة وأقلام مستعارة

أنا غير راض عنك

 أيتها الأوراق الزائفة..

و لست مكترث بك

 أيتها الأقلام المستعارة

أنت التي تصفين القبح بالجمال. 

و تمسحين معالم الحسن 

ببقايا أوراق الخريف الساقطة

على ركح الأنا...

و جبروت الغطرسة الزائدة...

سأحدف كل اغاني المدح

في حضرة الحرباء 

ذات الألوان المختلطة...

و ألبس سواد الحداد 

على كل الأقلام السليطة المتمردة...

و أرشقها بكافور التحنيط. 

سأغرسها بثابوت الأدب

لتعانق أثواب ورق البردي 

في محافل الفن والثقافة البائدة...

 أنا لا أرضى لك

 أيها القلم السليط

 ان تحمل بجوفك رصاصا...

و فوق رأسك ممحاة

تزيل وقع خطواتك المتذبذبة...

ولا أرضى لك

 ان تأكل بمدادك أشواك الصبار

المتناثرة فوق منصات 

المهرجانات و المعارض الرائدة....

ولا أرضى لك 

أيتها الإصدارات المتراكمة

ان تمسح أوراق

 فصول حكاياتك المتناثرة

على أدراج الخزانات المهترئة،

بلور النوافذ التي غطتها الأتربة...

أنا لست هناك

أزهو راقصا بخجل

في شطحات التوقيعات 

ضمن قراءة النقد المتعثرة...

أنا لست هناك شاهدا

على إبادة عقول رائدة

و إحراق شموع مضيئة نيرة...

أنا لا أرضى 

ليراعي ان يكون منكم 

و إن كنت غير راض عنكم 

فأنا لست واحدا منكم...

أنا ذلك القلم المكسور...

أنا ذلك الورق المنثور...

أنا ذلك الفصل المبتور...

أنا ذلك الجرح المستور...

أنا قلم الرصاص الأسود 

الذي لن يمحى  له أثر...

أنا القلم الجريء :

الذي يمشي رافعا هامته

 دون حراس أو خفر

أنا القلم الذي...

كسر الحصار والحجر

أنا القلم الذي أبكى

النبات و الشجر

أنا القلم الذي 

صحى النوم في عقول البشر....


مصطفى سريتي 

المغرب



تَقاسِيمُ العُمْرِ بقلم الكاتب سُلَيْمان بِن تَمَلِّيست

 تَقاسِيمُ العُمْرِ

*****

أوَّلُ البَدءِ

مَخاضٌ وَولادَة

وَزَغاريدٌ

سَرَّجتُ كُلَّ الخُيولْ

ثُمَّ مَاذَا ؟

اسْمٌ

مُسَمّى

وَعَلامَةٌ

فِي سِجِلّاتِ العُدُولْ

ثُمَّ مَاذَا ؟

نَبْتَةٌ فِي مَهَبِّ الرِّيحِ

فِي جَدْبِ الحُقولْ

ثُمَّ مَاذَا ؟

نَخْلَةٌ

تَتَسَامَقُ

فِي مَواعِيدِ الفُصُولْ

ثُمَّ مَاذَا ؟

آخِرُ العُمْرِ

وَأَنَّاتُ الأَفُولْ

*****

بقلم سُلَيْمان بِن تَمَلِّيست

جرْبَة، الجُمهورِيّة التونِسِيّة



جلستُ بين الزهور بقلم الكاتب صالح مادو

 جلستُ بين الزهور

أنظر إلى النهر،

ينساب بهدوءٍ

كأنه يحكي قصة المساء.


فراشةٌ صغيرة

ترفرف فوقي،

أتبعها بنظري

وأتمتم لنفسي:


لقد مرَّ بي الزمن،

وأنتِ... لا تزالين صغيرة.


رأيتها —

بخفةٍ ترفرف بجناحيها،

وكأنها تهمس لي:


الدنيا جميلة،

وحلوة،

حين نتوقف لحظة...

ونحلم.


— صالح مادو


تكاثرت الصدود بقلم عمران عبدالله الزيادي

 تكاثرت الصدود


تكــــاثرت الصـــدودُ

وقولك بأنك لا تعودُ


وقـــولك بأنـك  رمز

الـــوفاء به ســــديدُ 


أما أقـــــسمت يوما

بأنـــــك لا تـــــــريدُ 


أما أقـــسمت يــوما

بأنــــك لا تحـــــــيدُ 


أما أمضـــــيت دهرًا

تقاســمـنا العـــــهودُ


أما أمضــيت عمــرًا

تبــــادلنا الــــــورودُ


أما أمضـيت عمـــرًا 

لهذا القــــلب عـــيدُ 


لـهذا القـلـــب تبنـي

تــــلمـلـــــمـنا مـزيدُ 


تلمــلــمنـا شــــتـاتاً

وتـــجمعـنا وفـــــودُ  


تلمـلــــمـنا حـــــيارا 

وتمـــــلؤنا  سعـــودُ 


علينا  كـم تـبـاطـأت 

رســــائلك شهـــــودُ 


عمران عبدالله الزيادي

أيها الرقيب بقلم الكاتب المنصوري عبد اللطيف

 ****أيها الرقيب****

ايها الرقيب

هذا قلمي

وهذه اوراقي

وتلك كلماتي

هذه أسلحتي

َالتي ترعبك

ايها الرقيب

لن أهاب مقصك

لن ومليار لن

استسلم لنزواتك

ستظل كلماتي

مواقفي

متمردة عن مقصك

عصية عن نزواتك

فاضحة لجبروتك

لأوامر سيدك

ايها الرقيب

كلماتي رصاصات

حروفها

نقطها

متفجرات تنسف

َمقصك

تدمي  معصم

سيدك

تقض مضحع

مولاك

تهد صروح

جبروت

حاكمك

ايها الرقيب

اما آن الأوان

لتتكسر مقصك

لتهجر سجنك

لتنتفض

ضد مستغلك

ايها الرقيب

سأظل صوت الحق 

الذي يعري

سوء ة زعيمك

ظلمه

تسلطه

قهره لرعيته

ايها الرقيب

سأظل صوتا

للمستضعفين

لسان صدق

للكادحين

المنصوري عبد اللطيف

ابن جرير 17/10/2025

المغرب



مفارقات فلسفيه من الحب الأديب أيمن أصل تورك

 مفارقات فلسفيه 

من الحب

الحبُّ كلمةٌ تُنسَجُ من مذكّراتِ الأيام،

من وقفةِ الليل،

ومن خيوطِ المطر،

من دقّاتِ القلب،

ومن هفوةٍ لا يُهيمُ فيها غيرُ الحب.

أهوَ عندَ اللقاء؟

أم عندَ الوداع؟

حين تتلامسُ الشفاهُ،

ويحترقُ الجوف،

ويسكرُ العقلُ في هوّةٍ لا تعرفُ التوقّف؟

لوعةُ الحب،

هل تسكنُ اللقاءَ أم البعاد؟

إنها لوعةُ الصادقين،

حين يغيبُ الحبيبُ في المدى،

ويظلُّ القلبُ عالقًا بين الرجاء والذكرى.

الحبُّ مخمرةُ العشّاق،

وسِرُّ نجواهم في ظلالِ الحنين،

ملاذُ الأرواحِ الضائعة،

وبذرةُ الوجودِ في ماضي الإنسانِ وحاضره ومستقبله.

هو بدايةُ الحياة،

ونهايتُها.

هو بدايةُ الحب،

في عالمِ العشقِ الأبدي.


الأديب والشاعر. Ayman Asıltürk 

16/10/2025.  أيمن أصل تورك

الكاهن في صدره بقلم الكاتبة الروائية ھدى حجاجي احمد

 الكاهن في صدره

الكاتبة الروائية ھدى حجاجي احمد 


لم يكن الليل يومها أثقل… كان ساكنًا إلا قلبه.


جلس في الركن ذاته من المقهى، يرقب الباب الذي ظلّ عامًا لا يُفتح إلا في خياله. عامٌ من الوعود المؤجّلة، من الانتظار الذي تحوّل إلى طقس، إلى عادة لا يجرؤ على كسرها.

كان الفجر يراوده كل صباح، يعده بأنها ستجيء، بأنّ هذا الضوء الخافت سيحمل ظلّها أخيرًا. لكنه دومًا ما يخونه، يستحيل كأن الليل منه وِكا.

كيف آن لعينيها اغتيال عامٍ من المواعيد؟ كيف لم يُشقّ قلبها أن الفجر قد وشكا؟


لم يكن الغياب ما شقّه، بل حبٌ لا يفهمه. شيء غامض كان يهجم على قلبه كلما فكّر بها، لا يشبه الشوق، ولا حتى العشق. بل انصراعٌ لا يرحم. بل شقّ قلبه حبٌّ لا يدري من أين جاء، ولا كيف استقرّ فيه. كان إذا انصرع له، في كأسه سفكًا… كأنها تشربه هو، لا العكس.


كان يشعر أن الكأس التي يرفعها في غيابها لا تحمل نبيذًا، بل أسراره ودماءه. شيء يستميل منه ما بقي، ويضخّه في الغياب، ثم يبكيه. ثم استمال دماءً منه جارية، وضمّخ الكأس من أسرارها وبكى.


حين كانت تحضر — إن حضرت — يتغير الهواء. الريح تصفع وجهه، والعالم يتأهّب. وما انفكّ يصفع وجه الريح إن حضرت. لكن حين تغيب، يهمد كل شيء، وتملّ المدى نسكًا. يصبح الصمت طقسًا، والحنين عبادة.


عجز أن يفهم. هل هذا الذي يسكنه، يرتقي هُدى؟ أم أن كاهنه في صدره بركا؟ شيء خرافي يتحكم به، لا يُقاس، لا يُفهَم، فقط يُطاع.


لم يجد جوابًا. فقط كان يعود. كل فجرٍ كاذب، إلى الطاولة، وإلى الانتظار.


خَاطِرَةٌ الأديب... حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)

 خَاطِرَةٌ ... حمدان حمّودة  الوصيّف... (تونس) 

المَالُ أَضْحَى كُلَّ شَيْءٍ، لَمْ تَرَيْ؟

هَا "لِلْفُلوسِ" ضَـحِـيَّةٌ، أَمْـثَالِي

أَحْلامُنَا طَارَتْ هَـبَاءً في الـهَوَا

والعَائِقُ الرَّسْمِي: وُجُودُ الـمَالِ

مَاذَا سَأفْعَلُ بالغَـرَامِ وأجْيُبِي

مَثْـقُوبَةٌ، والثَّـوْبُ طِمْرٌ بَالِ؟



*...بلا نار...* بقلم الكاتب حمدان بن الصغير

 *...بلا نار...*

وَ تَغَارْ

في محطّات إنتظارك الأَقْدَارْ

حين تأتي و زمن التِّرْحَالْ

كأنّي عدوٌّ  لها

و كأنّك مِنَ الأَهْوَالْ

يا سَيِّدًا

ضاق به صدري 

و ضاع ريحا

يَتْبَعُهَا الغُبَارْ

و يبكي الحصى 

يداعب نعلي

بثقلي يئنّ 

و هذا الطّريق 

يراوغ في المدى سرّي

غريب بأرض الجُوعْ 

يحرّك بِالخَوَى قِدْرِي

بلا نار...بلا طعم

يفوح إشتهاء الغدر

               حمدان بن الصغير 

               الميدة نابل تونس


"أحلام الحنين" بقلم الكاتبة أحلام العفيف تونس

 "أحلام الحنين"


يا من أضعتُ في عينيه صوابي

أتعبني دربي من وجع الغياب

ومن وعود لم تفي بها 

وغادرتني الأحلام صارت سرابا

أيا رجلا تسكُنُ الرّيح حين يمرّ

ترنّ خطاه بمسمعي 

كنغم بين قرار وجواب 

أتيتُ إليك كمطر ضائع 

أبحث عن أرض تضمّ سحابي 

فخذني إليك بلا سؤال أو عتاب 

ودعني أذوب بدفء الاقتراب 

أنا لست آمرأة تجيد الرّحيل 

ولم يكن النّسيان يوما من آدابي 

أنا التي إن مسّها الحنين إليك 

أوقدت نار الشّوق كشهاب 

أحبّك عنادا ،كأنّي أخاف النّجاة 

 وأهوى حروف قصائدي 

حين تنساب في وصفك انسياب 

إنّي وجدت فيك آتّجاهي 

ورأيت فيك راحتي والعذاب 

فإن كان في عشقك موتي،فليكن

فعلى ذراعك مولدي 

وفي عينيك مسكني ومآبي 

وإن غبت ستبقى في قصائدي 

وفي عطرك العالق  بثيابي 


بقلمي أحلام العفيف تونس




في علم الغيب غدي *** بقلم الشاعر علي مباركي

 في علم الغيب غدي *** بقلم علي مباركي 


يا خوف نفسي من غد 

                     يأتي بما لا يحتمل

فيه المنى والمرتجى 

               فيه الشذى يرويه طل 

فيه الحيا وضاءة 

                       نورا تدانته المقل 

والروح يعلوها الرضى 

                  والقلب يسلو بالأمل 

صحو هواه إن أطل 

                   فيه السلام والمثل 

فيه العناء قد يفل 

               فيه النواهي قد تحل 

فيه الأمان والجلل 

                 يراق في فيه الخلل 

فيه الصفا فيه الهنا 

              والجرح طاب و اندمل 

فيه الدواء والشفا 

                  من كل سقم أو علل 

يا رب انت بالعلا 

                     غفار لمن قد أضل 

عن سيئاتي ما سعى 

                       قلبي لها ولن يزل

قد طاف بغي مدى 

                     والدهر كفيل الملل 

  علي مباركي 

17 أكتوب

الظروف تُشكل الإنسان بقلم الكاتب/ محمد حسان بسيس

 الظروف تُشكل الإنسان

هل هناك من هو قوي على الإطلاق؟

هل هناك من هو ضعيف على الإطلاق؟

هل هناك من هو كريم على الإطلاق؟

هل هناك من هو بخيل على الإطلاق؟

لو أردنا الإجابة عن هذه الأسئلة علينا التريث قليلا حتى نكون منصفين، فيجب أولا قبل الحكم أن ننظر للبيئة التي نشأ فيها هذا الشخص، فالشخصية مهما كانت هي نتاج ما نشأت فيه، فلو توافر للإنسان الظروف التي تجعل منه شجاعا، كأن يعيش وسط فرسان محاربين، وأسرة تتسم بالشجاعة مع ما توفره من معطيات فسيكون شجاعا، قادرا على اتخاذ القرار، بينما لو نفس الشخص الشجاع كان هدفا للقهر والظلم لتحول إلى جبان ويخاف من أقل شيء، وقد رأينا أمثلة كثيرة لمن تعرض للقهر والظلم والتخويف، وكذلك لو كان صاحب أخلاق ومهذبا، فسيتحول تحت ظروف القهر والعسف إلى سفيه لا يدري ما يقول، بينما نجد على النقيض، لو هناك من يتصف بصفات وعيوب سلبية ووفرنا له البيئة الصالحة والمناخ المناسب لجعلناه يُخرج افضل ما فيه وتتحول تلك الصفات السلبية إلى ميزات تدفع صاحبها للطموح وتحقيق الذات، وذلك لما توافر لتلك الشخصية، لذلك نجد الحرص الكبير لنشر الفساد والرذيلة، حتى لا نجد إلا الشخصيات السلبية التي لا تسمن ولا تغني من جوع، بل وخلق البيئة القاهرة لهم، ليظلوا في أحادية طريق الضعف والهوان، وهناك الكثير من أساليب القهر الغير مباشرة، وإن استدعى الأمر تم استخدام المباشرة، فلا نظلم من نراه سيئا ونتهمه هو فقط بالمسئولية بل لا بد من إضافة عنصر البيئة حتى نكون منصفين، وكذلك من نصفه بالشخصية المميزة، فيجب أن نشرك معه البيئة التي ساعدته على ذلك، فكثير من النوابغ والمفكرين ومشاريع علماء ضاعت تحت أقدام ما عاشوا فيه من بيئة وقهر، فإذا أردنا انتشالهم من هذا يجب إصلاح البيئة أولا ، فلا نحكم عليهم قبل أن نوفر لهم أسباب الصلاح، فيجب على الأقل توفير مسلمات النجاح قبل الحكم، وإلا نكون من المطففين لهم. فالإنسان ثمرة البيئة التي ينشأ فيها.

بقلمي/ محمد حسان بسيس



عندما يلتقي الإبداع بالإبداع في سوق واقف بالدوحة بقلم الأديبة زينب بوتوتة الجزائر

 عندما يلتقي الإبداع بالإبداع في سوق واقف بالدوحة


الفنان أسامة بن سعدي يرسم بالألوان المائية البهية والفنان إسماعيل بوصبع  يرسم بالفحم وليس بقلم الرصاص وكأنه الوشم على ذاكرة الأشخاص لوحات جميلة تحمل بين طياتها خطوط الوجوه العابرة وبداخلها اشراقة حياة  .

وجوه تتنفس على الورق وكأنها حقيقية وريشة بهية تستنشق الألوان والتحدي بين الدروب في أوطان بعيدة تحن على الغرباء وتعطيهم مساحة للتأمل والتخيل لكي تنطلق موهبهم كانطلاقة نسر جارح في شموخ وتجلي وعلى صفحات المجد مستقبلا إذا وجدوا الأرضية الخصبة للتعريف بلوحاتهم ورسمهم الجميل الذي يثلج الصدر ويبهج النفس ويخطف العيون من ابداع فنانين جزائريين في الدوحة أسامة بن سعدي من مواليد برج بوعريريج  في الشرق الجزائري وإسماعيل بوصبع  من مواليد العاصمة الجزائر مبدعين التقيت بهما وأنا أتجول في سوق واقف في الدوحة والذي كان قريبا جدا من الفندق الذي أقمت  فيه لاحظت لوحاتهم  بالصدفة في البداية لم أكن أعرف من أي بلد هما وبدأت أنظر إلى اللوحات الواحدة تلو الأخرى وكأنني طفلة تفتش عن شيء مفقود منذ زمن طويل  انغمست في اللوحات واختفى عن سمعي ضجيج المارة الهادىء في عشية هوائها ساخن وبنايتها قديمة مرممة بشكلها القديم وشيء من الحسرة على وضع الفنان التشكيلي وعلى وضع الثقافة بصفة عامة حيث أصبحنا نعيش في عالم مادي وقح لا يعترف بالإبداع وأصبح فيه الفنان كالغريب يحارب من أجل وجوده وكانه في معركة أزلية تأملت وتحدثت معهما  ولكن تلك الإبداعات بقيت في ذهني و لأن الفن له الدور الهام والفعال في المجتمع وهو المرآة الصافية التي تعكس القيم الثقافية والعواطف والأيديولوجيات وبما أن الفن يمكنه أن يثير طيفا من المشاعر ويصنع الفارق في زمن اللهث وراء اللقمة ووراء الثروة الزائلة تتعالى الأصوات الفاشلة وتعطى لهم المنابر بينما الأصوات الناجحة المبدعة تحاول وتحاول ثم تختفي في صمت رهيب وياله من صمت مميت ويالها من معانات في طريقه الشاق عندما يتمسك المبدع بما لديه من ابداع في ألم وحيرة بخليط من الإصرار  ويحمل حلمه الكبير بين ثنايا ضلوعه وفكره ويثبته في النهاية منتصرا .


الأديبة زينب بوتوتة  الجزائر



وجع (قلب اضناه الانتظار والجنين) بقلم الكاتب محمود البقلوطي تونس

 وجع

(قلب اضناه الانتظار والجنين)


وجع سكن القلب والوتين

ألا تسمع الانين

أيها الحاضر الغائب منذ سنين؟

لقد  طال الانتظار

وإشتد بي الشوق والحنين

قل لي بربك

 متى سيحصل اللقاء

لتطفئ ناري المشتعلة

بزخات حب تنثرها لتلل

شغاف القلب ولحاف الروح

فيزهراوينتشيا ويتخلصا

من الاوجاع والاه َالانبن


محمود البقلوطي تونس



سفر تحت الريح العاتية بقلم الكاتبة عائشة ساكري – تونس

 سفر تحت الريح العاتية

بقلمي: عائشة ساكري – تونس

17 أكتوبر  2025


الرّياحُ عاتية،

والشراع بالٍ،

وسفينتي تغوص 

في عتمة الأفق البعيد.

سوف أبحر وحيدة

في بحر الاغتراب،

أحمل بقايا حلم تكسّر 

على ضفاف الإنتظار.


كم كنت أشكو وأنادي

بأعلى صوتي،

لكن بُحّة تخنقني،

تغرق كلماتي في لجج الصمت،

فأزداد للبحر اشتياقًا،

كأنني أطلب منه صدرًا يحتويني،

أو موجة تعيدني إلى نفسي.


أمدُّ يدي للريحِ فلا تمسك سوى الفراغ،

وأرسم وجه الوطن على صفحة الماء،

ثم أمحو ملامحه بدمعة حائرة.


يا بحر، خذ وجعي إليك،

علّ المدّ يرد إلي 

ما سلبته الأعوام من سكينة.



الجمعة، 17 أكتوبر 2025

الحسناء..... والبجعة بقلم/د.معمر محمد

 .............................

("الحسناء..... والبجعة")

وإذا بالحسناء.... ترخو الجدائل 

من الخرطوم إلى بابل للحريات تغازل

في عزومة شوق ...

على الرمل تنسج الحب ... دستورا ومنازل

ما لوحم الأوطان إلا (بلقيس)... تنازل

وتزهو ...

يا أبو دجانة هيت السيف الشريف خمائل

وهيت السلام 

من جزع الصبر إلى (القدس) تزف المحافل

أنا بعض من حسناء...!

والبجعة الغيداء كل الكل مقاما تنضال

وما انتصف القمر وحما

إلا من جدائلي الحبلى يرتاد عشق وطني قوافل

وما هجد الدمع المصفود 

على وتد الشدائد 

إلا وضرعي المقدس يعود في ثوب المناضل

وإذ إغتبط الريح 

هلما يا ذات .... السلاسل 

والفجر موعدي

من ثغري أرسل البشائر ... رسائل 

ومن خصري المنحول أبعث الهدايا دلائل

امرأة (بجعة)

من جبلة التاريخ الأول وعز القبائل 

الشمس بكفي 

والقمر من حولي

من ناصية أضلعي تقابل

يا هذا القرين 

والنيل ملهى مباهجي ومزامل 

يا أنقى امرأة ترتاد مصاف الأوطان وسائل

أهواك شرفا 

يا فخر شرف المدائن ... لا تجامل 

بإسم سر الأسماء من مفاتن البجاع عواسل

وبذي مناعم الكراسي 

ترفض التيه الكاذب وللحق الشفيف تواصل 

أنا يا امرأة (وطن)

أعترف من خديك سيأتي الفجر البعيد صهائل 

وعلى بريق الضفائر الشاردة 

سيصحو (معتصماه)

وبين يدي أحمل صغير الخلاص ... وبجعتي تشاغل

بقلمي/د.معمر محمد 

السودان 

16/10/2025



رقصةُ الموتِ بقلم الأديبة سامية خليفة لبنان

 رقصةُ الموتِ


تمرُّ الأيّامُ رتيبةً

كأنَّما الحزنُ اتفقَ

مع الزَّمنِ

شجرةُ اللِّقاءِ الظَّليلةِ

تيبَّستْ 

والآهُ التي 

لم أفهمْ كنهَها

خرجتْ غريبةً


من بينِ شفتيِ السَّراب 

يشتدُّ الظمأُ 

السَّرابُ ليسَ وحدَه  

ينطقُ بالآهِ

ذاكَ الغروبُ وهوَ يلملمُ 

شتاتَ ألوانهِ الحزينةِ

هو أيضًا يقولُ آهٍ


كمْ من غروبٍ في الوداعِ يتألَّمُ!

آهٍ واحدة من فم الدُّخانِ

رأيتُها وهي تتصاعدُ

تتراقصُ غرِّيدَةً


ليتكِ يا لمعة الفرْحةِ

تصيرين انعكاسًا 

لآهاتي الأليمةِ

ليتكِ تبدِّدينَها

برقصةِ الدُّخانِ


الدخانُ يحتجُّ

ينتفضُ

وهو يتلوّى

أنا الآهُ فيَّ تتألَّمُ

بعدما احترقتْ بلظى النّارِ

حتّى صرتُ السَّوادَ 

يتصاعدُ في رقصةِ الموتِ

في خيوطِ بائسَة


سامية خليفة لبنان



قلبي بقلم الشاعرة منيرة الحاج يوسف /جربة

 قلبي

منيرة الحاج يوسف /جربة 

أشعرُ بوَجعٍ خَفِيٍّ 

رُبّمَا هنا ...بَل هُنا..أَوْ لعَلَّهُ هناكَ

هوَ هُنا فِي قلْبي الذي أتعَبهُ كلُّ شيءٍ

يَضِيعُ الضَّوءُ...يَضيقُ المدى

 ويتَّسعُ السَّوَادُ.. 

ألتَقِطُ نجمَةً سَقَطتْ علَى خَدّي  

أتَأمَّلُ لمَعانهَا المُنعكِسَ فِي عَينِي 

أتنَفَّس رائحَةَ الطُّرُقِ المنْسِيّةِ 

ضَبابُ الذّكْرياتِ يُخَيِّم عَلى سَماءٍ تَائهةٍ 

أتَرشَّفُكَ لَحظَةً ...لحْظةً 

وأنا أتَذوَّقُ مَرارَ الانتظارِ 

لمْ يبقَ سِوى وَشِل الشَّوقِ 

في فِنجان قَلبٍ مَكسورٍ

أتلمَّسُ برْدَ الصَّمتِ 

على شَفَتيكَ 

يسْكُبُ الَّليْلُ خمرَ الحُلْمِ 

يَسْحَبنِي الجنُونُ مِنْ شِعْري 

فأصعدُ الى ربْوةِ المَعنَى

حَاملة حَجَر سِيزيف  

يكْتُبنِي التَّأويلُ 

خَارجَ نَصِّكِ 

وفِي منتصفِ الحِكايةِ 

يَجِفُّ الحِبرُ

وأغْرقُ في بحْرِ الضَّياعِ 

لا يسْعفنِي صَمتِي

فيعزِفُ قَلبي 

أنغَامَ أوْجاعهِ

وتَرقُصُ عَقَارِبُ سَاعَتِكَ

مُنْتشِيَةً بِحَفْلةِ الغِيَابِ

حَتَّى يَخْتنِقَ القَمَرُ

وتَنتَحِرَ لغةُ العِتَابِ


تمهلي قليلا..ولا تتركي الغيم يبكي بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 تقديم :

ما فتئت القصيدة العربية الراهنة تتململ بكل اختزاناتها وسحرها وقلقها للخروج إلى برية الإتساع..حيث الشكل يمسك لذّة الحلم..وحيث الحلم يفور في مسارب المعنى..

وأنا:أنا اليوم أقيم طقوسي الشعرية على تفاصيل الأشياء،حالما أو كاشفا أو قائما وسط حرائقي وحرائق الآخرين،أفتّش عن أشياء أخرى بلون الجمر أو لون النساء أو لون الحرية..إلا أنّ قصيدة الحلم تظلّ عصيّة..وأنا أظلّ مأخوذا ومقموعا بالنّص يلمّ جسده وأحزانه ويسافر غاويا وسط إيقاعات يتداعى فيها كل شيء..-ويظلّ خطابي الشعري المتواضع-يلتمس بصدق وثبات وجدية الخروج إلى الجمال والحلم والإتساع.. كما تظلّ قراءة-المتلقي- لهذا الأثر الإبداعي أو ذاك أكثر وعيا وعمقا وشمولا..

(محمد المحسن)

                               تمهلي قليلا..ولا تتركي الغيم يبكي

            

"تعرف أنّك عاشق..عندما تبدأ في التصرّف ضد مصالحك الشخصية.(برنارد شو) "


الإهداء:إلى تلك التي مازالت تتجوّل في خراب يسكنني..ووحدها تراه..


..إنّ قلبي بيت لكِ

ولكنك تغمضين عينيك عنّي

     وتنسين اختلاط الورود

وشهقة كل هذي الحروف

على تلّة في الجنوب

كيف تعبرين كل هذا الجمال

ويعْلق الحزن بي..

كيف تشيحين بوجهك عنّي..

وتصغر هذي البلاد بعيني

وتصهل الرّيح بقلبي..

          وقرب بقايا الركام

أصغي لأجراس صمتك

أحاور رياحا تعبث بتاريخ وجدي

كأنّي السراب..

كأنّي تعبت

كأنّ ثلج الدروب قد نال منّي..

     كم أحبّ إرتباك الفصول..

كم أحبّ سماء الخريف

متخمة بالغيوم..

كم أحبّ خيول السنين 

وهي تركض صوب الأقاصي

   ولا شيء يربك هذا العبور..

وخلف خطاك بقايا صدى مؤلم

هنا أحتفي بالرذاذ

هاهنا أداعب غصن زيتونة 

جرفته السيول

ولم يبق لي غير عطرك

لم يبق لي غير حضن عتيق 

على شكل ذكرى

وبي شهوة لإحتضان الغيوم بصمت

أحاورها

أسائل فيها سر هذا الرذاذ

وليس لي غير حلم

 نما دافئا

قبيل انبلاج الصباح

وبعض قصائد عن سيرة العاشقين.. 

      وشهقتهم قبل مجيء الغروب

أنا لا أريد الرحيل

لا أريد القطار المعدّ لرحلتنا

لا أريد أن يهجع البحر 

على كفتي

    أو أن يسرج أفلاكه للرحيل

فقط ما تبقى سوى عزف غيم

تعاويذ ضد الفراق

ونجمة صبح تضيء هذي الطريق..

تمهلي..

  ولا تتركي الغيم يبكي

تمهلي ودعي منك شيئا

يرتّب موعدا لفجر يجيء

علّ تجيء الفصول بما وعدته الرؤى

لكن..

ترى ما سأقول..؟!

إذا جاءني الماء والملح..

بأشرعة مزقتها السيول

أو.. مرّت غيومك جذلى..

     تداعب نرجس القلب

وتطرّز وهْمَ المسافة..

 وشاحا للذي سوف يأتي

ربّما أظل أداعب صوتي

أحاور روحي..

أرتّب حزني

كزهرة لوز أهملتها الحقول..

         كغيمة في الأقاصي..

     أربكتها الفصول..


محمد المحسن



كبرياء الجراح بقلم الشاعرة فاطمة بنعمار / تونس

 كبرياء الجراح


أما ادَّعيتَ بأنّكَ صدرُ حنــاني؟ فلمــا غبتَ حينَ تكالبتْ أزمــانِي؟

كنتَ تقولُ: "أهفو لوصالِكِ صادِقًا" وتتمنّى قُربي... ثمَّ تهجُرُ مــكاني


زرعتَ وعودَكَ مثلَ وردٍ في فــؤادي لكنّها ذبلتْ على وجنتي هــواني

ظننتَ قلبي أرضَ ضعفٍ واندِثارٍ لكنّهُ صلْبٌ كصخرٍ في العــنانِ


أنا لستُ وترًا يعزفُ اللحنَ حيثُ شئتَ ولا غيمًا يُمطرُك حينَ تدعــاني

أنا نهرُ كبرياءٍ… مرَّ فيهِ حنينُنا فتركتُهُ يجري… ودمعي في جَفــاني


فامضِ، ودعْ لي كبريائي حارســًا على جراحي كي تطيبَ الزمــانُ

واذكرْ بأنِّي كنتُ حلمَكَ ذاتَ فجرٍ لكنّهُ غابَ… كما غابتْ أمانــي


فاطمة بنعمار / تونس



دار الثقافة بوحجر تفتتح موسمها الثقافي٢٠٢٥-٢٠٢٦ ورشات فنية ، معارض و حملات توعوية "ن " تغطية الكاتب: جلال باباي

 دار الثقافة بوحجر تفتتح موسمها الثقافي٢٠٢٥-٢٠٢٦ 

ورشات فنية  ، معارض و حملات توعوية "ن "


     تحت إشراف المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بالمنستير تنظم دار الثقافة بو حجر برنامج افتتاح الموسم الثقافي 2025/2026 وذلك أيام 17 , 18 و 19كتوبر  2025 وجاءت فقراته غنية بالأنشطة الفنية التي:تراوح بين الإمتاع و المؤانسة ليحمل في طياته جملة من الورشات الفنية ، مراوحات موسيقية ، و تنشيط إذاعي ثم إقامة  ندوات فكرية .

حيث نقرأ يوم الجمعة 17 أكتوبر 2025 كرنفال استعراضي بمشاركة فوج الكشافة التونسية ببوحجر والمكتب المحلي للمصائف و الجولات بوحجر و التعاون مع الفرقة النحاسيٌة بوحجر و روضة الشحارير وفي حدود الخامسة مساء ينتظم عرض طربيٌات للموسيقى بقيادة الأستاذ :  محمد بن هنية بدار الثقافة بوحجر. 

أما صبيحة يوم السبت 19 أكتوبر فتشهد إقامة لقاء تحسيسي حول مخاطر الإدمان بالشراكة مع المدرسة الإعدادية بوحجر و المستشفى المحلي ببوحجر و مركز الإدماج و الدفاع الإجتماعي بقصر هلال وتقدم ضمن هذه الحملة جملة من المداخلات التوعوية بإمضاء وتأطير كل من : الأخصائية النفسية ليلى عبد الجواد ثم كل من الأخصائية الإجتماعية سندس عمامو و زميلتها يسرى بن تركية لتختتم الدكتورة: فهيمة حسين الحلقة التحسيسية.يليها العرض التنشيطي للأطفال Gaston.

هذا وتحتضن دار الثقافة بوحجر صباح يوم الأحد 19 أكتوبر  انطلاق أشغال الورشات الفنية في اختصاصات الفنون التشكيلية بتاطير الأستاذة. أماني خليفة و الثقافة الرقمية تأطير الأستاذة: فريدة الدبوسي إضافة إلى النحت و القولبة تأطير الأستاذ:  حمدي مزيو و المسرح تنشيط رضا عابدي وتتخلل فعاليات اليوم الثالث ورشات و عرض مسرحي للأطفال من تأثيث مركز الإدماج و الدفاع الإجتماعي بقصر هلال. 

كما يسعى القائمون على حفل افتتاح الموسم الثقافي بدار الثقافة بوحجر إلى إنجاز عمل فني في النقش على محامل من الجبس للفنان : ابراهيم الدقي.حتى تتوسع رقعة الإستفادة على أكبر عدد من الروٌاد.


                        ▪︎ الكاتب: جلال باباي



الطوفان بقلم الشاعر محمد علقم

 الطوفان

.............

ليخجــل ســاســـة العــرب

وذوي النيــاشيـن والـرتــبْ

أو كــل مــن يحمــل فكــرا

يدعـي أنه مـن بيـن النخبْ

وليصمـت أدعيـاء الســلام

قــولهــــم بهتـــان وكـــذبْ

نحـن شعب لايُذل ولا يهان

أرضنـــا... عمّهـــا الغضـــبْ

لا نكـلّ ولا نمـلّ ثــائــريـن

كي نستــردّ مــا أُغتصـــبْ

حقنـــا لا بــــدّ أنْ بعـــــود

عنوة بالسيــوف والحــرَبْ

انتظرنـا وقد طال الإنتظار

عـــودة حـقّ قــد أغتصــبْ

قــد صبــرنـا سنيـن طـوال

ظنـوا الشعــب مــلّ وتعـبْ

أشبـالنـا في الوغـى رجـال

خـيرمن في الشهادة رغـبْ

شعبنــا شعــب التضحيـات

لا فــرق. بيـن بنـت وشــبْ

زمجـري... يا أرض الـوطـن

اشعليهـــا. نيـــران ولهــــبْ

أرواحنافدا أقصانا الحـبيب

لاتبـذل الروح إلا لمن نحبْ

عـن مسـرى الحبـيـب نذود

بالسلاح بالسكين لابالخطبْ

تبا للقادة أضاعـوا فلسطيـن

فلتسقط القيادة ويحيا الشعبْ

محمد علقم/17/10/2023


يوم الهجرة بقلم الكاتب دخان لحسن

 الذكرى الـ 64 لمجازر 17 أكتوبر 1961 

                يوم الهجرة


   اليوم يقف الشعب الجزائري بكل خشوع واعتزاز بالإنتماء الوطني إحياء وتخليدا للذكرى الرابعة والستين لمجازر 17 أكتوبر 1961 التي تعدُّ من أبشع الجرائم الاستعمارية من جهة وتعتبر من جهة أسمى صوّر التضحية الوطنية لجاليتنا في المهجر، صبيحة هذا اليوم يقف الوطن دقيقة صمت رسّمتها سلطات البلاد ترحّمًا على أرواح شهداء تلك المظاهرات السلمية التي عبّر فيها الجزائريون بفرنسا عن رفضهم للاستعمار وعن تمسكهم بهويتهم الوطنية، وبحريتهم واستقلالهم، فواجههم الاحتلال الفرنسي تحت اشراف محافظ شرطة باريس موريس بابون، وشارل دوغول رئيسا للجمهورية، واجهوهم بالقمع والعنف والرمي بهم أحياء في نهر السان ليلا ونهارا حتى تلوّن ماءه باحمر الدماء، واعتلته جثث الشهداء التي فاق عددهم 200 شهيد ناهيك عن الجرحى والموقوفين

   نقرأ من خلال هذه الذكرى والوقفة فاتحة الكتاب والدعاء  ترحّمًا على أرواح الشهداء الأبرار ممزوجة بالوفاء والعزة كصفحة من الصفحات الأليمة المحفورة في الذاكرة الوطنية، والواجب علينا صونها وتوريثها للأجيال الصاعدة، عرفانًا للشهداء الذين كتبوا بدمائهم الزكية ملحمة الحرية والكرامة والاستقلال في رسالة من القيّم كالوفاء والولاء والمحبة للوطن وللهوية العربية الاسلامية.

  نضال وكفاح مازال نهر السان شاهدا عليها كمسرح للجريمة، ومازالت جرائد ذلك الثلاثاء الأسود شاهدة على ذلك الحقد وتلك الإبادة، التي لم يسلم منها حتى الاطفال الذين رافقوا آباءهم في المظاهرة السلمية، ومازالت فرنسا تعاند وترفض الاعتراف او الاعتذار والتعويض.

   على الجزائر ان تستعمل أسلحتها الدبلوماسية والاقتصادية كي تفتكّ حقوق ضحايا جريمة 17 اكتوبر 1961 التي لا تسقط لا بالتقادم ولا بالنكران، وستبقى هذه الذكرى محطةً خالدةً في ثورتنا وفي سجل كفاحنا الوطني، ورمزًا لبطولة وصمود أجدادنا لن ننساهم ولا تموت بتعاقب الأجيال، بل تبقى جذوتها تتقد ولو تحت الرّماد.


المجد والخلود لشهدائنا الأبرار

           تحيا ألجزا

بقلمي: دخان لحسن. 17.10.2025



المحكمة العليا بقلم الكاتب: عمر أحمد العلوش

 ( المحكمة العليا )

إنّ القانون والأخلاق والعدالة  قيم مترابطة مع قيم الحق والخير والجمال ، لتكون محور حياتنا الوجدانية .

القانون ليس شعارات تُرفع ، ولا نصوصاً تُعدّ في بطون الكتب ، ولا مُرافعات جوفاء في بهو محكمة عرجاء ، بل هو  وجدان حي ، ينبض في ضميرالإنسان ، ومن ينتهك هذا القانون، ويستخف به ، يكون قد اعتدى على العدالة ذاتها ، وعلى الفطرة السليمة التي جعلتنا قادرين على التمييز بين الحق والباطل  والخير والشر والجمال القبح .


هناك بالمحكمة العليا ستصدر الأحكام المبرمة.حيث لااستئناف، ولن يكون هناك عذر.الظلم هناك لا يُمحى بالتقادم بل يتراكم في وجدان المظلومين حتى يصبح قضية وجودية عليا . في صورة محكمة أعلى من محاكم الأرض ، هناك لن تشفع الحيل ولا الثغرات، لأن الحكم سيكون على جوهر الأفعالك لا على ظاهرها.


إن الحكم بالجحيم من قبل تلك المحكمة العليا هو تشريعياً في نظام الوجود بل هو الضمانة الأخيرة لجدّية القانون الإلهي والركيزة التي تمنح العدالة الجزائية طابعها الجمالي .وهنا يأتي الجحيم ليؤكد أن القانون الكوني ليس مجرد خطاب ، بل منظومة ملزمة تُسنَد بقوة الردع العام. وجوده إعلان صارم أن أفعال الإنسان ليست بلا عواقب وأن كل خروج على القانون الإلهي الأخلاقي سيواجه جزاءً يتناسب مع خطورته .


الجحيم ليس مشهد للعذاب بل الركن الردعي والجزاء النهائي في منظومة العدالة. بدونه تنقلب الحرية إلى عبث  ويتحوّل القانون إلى نص بلا أثر. وجوده يحفظ التوازن الأخلاقي  ويؤكد أن العالم لم يُترك لهيمنة الطغيان بل يخضع لميزان عدالة لا يُساوم عليها .


الجحيم بهذا المعنى ليس لعنة  بل إعلاناً عن سيادة القانون الكوني ووجه آخر للعدل المحكمة العليا التي تضمن أن لا يُترك ظلم بلا عقوبة  ولا تُطوى خيانة بلا حساب.


فكرة الجحيم أواسي بها نفسي  لم تكن شهوة انتقام بل حاجة فطرية لأن أصدق أن العدل لا يغيب وأن دموع المقهورين لن تذوب بالوجوه. أجده عزاءً. كلما أظلمت الدنيا من حولي وكلما طغى القويّ وظُلم الضعيف . لابد من وجود نارٍ تحرق الطغيان وتطهّر العالم من عفنه.


إن هناك ناراً تنتظر من لوّثوا حياتنا . لم تكن شماتةً بقدر ما كانت استعادةً لشيء من التوازن. لأن القلب الممزّق يطمئن بأن الكون لم يُترك كلقمة في فم الطغيان.


إن الإنسان أيّاً كان يحمل في داخله شعوراً خفياً بالإنصاف يثور حين يرى ظلماً ويأنس حين يُرد الحق إلى صاحبه. غير أن هذا الشعور يتكسّر في دنيا يملؤها الطغيان حيث يسود الأقوياء ويُسحق الضعفاء. عندها لا يجد المظلوم عزاءً إلا في فكرة الجحيم ، أن هناك ميزاناً أعلى من كلّ موازين البشر وأن كل خيانة أو طغيان أو غدر إن أفلت من يد العدل الأرضي، فلن يفلت من يد العدل الإلهي .


كنتُ أظن أن كراهية الجحيم ضربٌ من النقاء لكنني أدركت أن وجوده يذكرني بكرامتي الإنسانية أنني مسؤول عن أفعالي وأن العدالة ليست وهماً بل نظاماً معقولاً لا بد أن يجد مكانه في الوجود ولو على هيئة نارٍ حارقة .


الجحيم ليس شراً في ذاته بل هو تمثيل للعقل حين يطالبنا بالوفاء لمبدأ الواجب. هو الترجمة القصوى لمقولة (عامل الإنسان دائماً كغاية، لا كوسيلة). فمن خان ومن ظلم و من طغى قد جعل غيره وسيلة لرغباته فاستحق أن يواجه صورة أخرى للعدالة عدالة لا تحابي ولا تُشترى.


أطلب الجنة لكنني أعترف بشوقي للجحيم أن أنظر فيه إلى من خان وغدر وظن أنه بمنأى عن الحساب. عندها سأبتسم لا ابتسامة الشماتة بل ابتسامة من أدرك أن الوجود لم يكن عبثياً وأن النار التي التهمت الطغاة هي ذاتها التي جعلت حياتي محتملة وأعطت لمعاناتي معنى.


كم من ليلةٍ طويلة سلّيتُ نفسي بفكرة أن الغادر سيقع يوماً في قاعكِ وأن من خانني سيذوق ما يستحقه وأن وجعي لم يكن عبثاً. أنتِ يا أيتها الجحيم جعلتِ الحياة محتملةً لأنكِ وعدٌ بأن العدالة ليست محض وهم أو ترف فكري بل قدرٌ آجل.قادم لا محالة ، حق اليقين .


✍️ بقلمي: عمر أحمد العلوش



لماذا تطلُّ بقلم الكاتبة زهيدة أبشر سعيد مهدي الخرطوم السودان

 لماذا تطلُّ

لماذا تطلٌّ وانا ابتعدُ

 وانتَ تتواترُ كالظلِّ

لماذا مواقيتُ طيفِك

مع الشتاءِ وانتَ

تعلمُ  بأني لا

اريدكَ تظلُّ

تستبيحُ احلامي

ترهقني في خجلٍ

ليس نكراناً مني

او تناسياً لكن

القلبَ  ملَّ

تأتي كالبرقِ

تحرقُ دموعي

المقلَ

كلما ابعدُ منك

 يزدادُ عددُ خطاكَ

وكلما ارحلُ تسرعُ

خطايَ اليكَ في

وجل

ساعدني كي اتخطّى

 ذكراك وهل تنساك

 نفسي

لقد تقادمناونفذ 

صبري وكل

ما أستجدي الذكريات

والأحلامَ والضبابيةَ

فيها بلا امل

انخِ طيفَك عني ولا

ترتد ودعني وارتحلْ


زهيدة أبشر سعيد مهدي الخرطوم السودان


• جرح كهولتي عميق • شعر: جلال باباي ( تونس)

 • جرح كهولتي عميق


• شعر: جلال باباي ( تونس)


جرح كهولتي عميق 

جمر ذاكرة يشتعل

على تلة قلبي الرقيق

غيٌبني هذا الريح

 لفظ أنفاسها 

تلك يسراي ذبيحة

وتحت خطاي حريق

-------● ---------- ●-------------●------

جرح كهولتي عميق 

خمد عشق قلبي

غادرتني اناشيد الطفولة

غربت شمس  الرفيق

-------------● ------------● -------------

جرح كهولتي عميق 

قريبا...

أكتبه موٌال يقظتي 

بحبر  احتراق

و صمت قد طال

على سرير عزلتي

و تعب  الطريق

------------● ------------● --------------

 جرح كهولتي عميق

رويدا..رويدا 

تساقط اوراق العمر..

تقادمت مواعيد عشقي

تهالكت خطاي 

خلت بساتين  قصائدي 

من الورد و الحب العتيق.


         ■ خريف 2025



الخميس، 16 أكتوبر 2025

آخر الصعاليك يخلع قومه بقلم الأديب عبدالله القاسمي

 آخر الصعاليك يخلع قومه


أنا المخلوع .. خلعتني عيناك و اشراقة الضوء فيهما ..

خلعتني تفاصيل الحبّ التي لم أكتبها

آنا المخلوع ... خلعني الحذاء و الثواني التي لم أرتدها

خلعتني المواخير القديمة التي لم أنزلها و الحانات التي لم أثمل بها

خلعتني المسافات القصيّة منك و التفاصيل التي كتبتني

خلعني البرق

والحلم

والحروف و الوجع ...

خلعتني البحار و الشموس الزرقاء و الأقمار الفضية في جفنيك

خلعتني عيناك ،و المحيطات البعيدة فيهما

خلعتني أشجار التفّاح و اللوز و الشتاءات الباردة في تخوم الحضارات

خلعتني اللغات و الصمت و الغياب

خلعتني بسمتك التي تحلق كفراشة في أحلامي

خلعتني الأماني الوحشية و اللذيذة

خلعتني أحلامي اليتيمة التي أنام بجوارها طوال الليل

خلعتني الأرض التي ثقلت بأحيائها وأمواتها

خلعتني الأشياء كلّها

.......

(أقيموا بني أمي صدور مطيكم فإني لقوم سواكم لأميل )

قد حمّت الحاجات و ليل مظلم ... لم أعد أطيق الفراغ المسكون بكم .

سأمشي إلى ضفة النهر وحدي ، وأضع كرسياً فوق المجّرة .لأرى دوحتكم تنحني

وراء الجراح، مع هبوط المساء، في المكان الصحيح للكلمات.

واصرخ بالقصيدة كما يليق بشاعر مثلي " هيت لك "

ستقول : (لكَ الويلاتُ هلْ أنتَ تارِكٌ ضَبُوءًا برَجْلٍ تَارَةً وبِمِنْسَرِ)

لن أنسى نفسي، نظرت في المرايا الصغيرة ولمحتك ، سأضع الورد على صدري حيث تسكنين ، نحو الأسفل، والأعلى، في تخوم المجرّة .

(ذَرِيني أُطَوِّفْ فِي بلادِ " الحرف " لعلَّي أُخلِّيك أَو أُغْنِيك عَن سوءِ محضرِ)

أنا أخر الصعاليك في جبتي عروة، و الشنفرى يقيم قدّاسه في كوريات الدّم

أني خلعت الماء ، وما في الأرض و الجوّ منأى للشاعر عن الأذى ، هجرتني الألوان و الأضواء ،و مع مرور السنين هجرتها، ربّما

ولي دونكم اهلون ... وجع لذيذ و جرح تبعثر في المجرّة ، وشهوة عقيمة لنساء يغزلن الصوف من دمي،

يأكلن التُّفّاح قبل نضوجه

ويرمين الأساور في الأنهر

النساء اللواتي هجرنني وتركن مساحات جديدة للوجع

تركن لي الأرض فأخصبتها. وأعطيتهن الحقول ،

أعطيتهن العشب، وأخذت من البحار ملحها،

أعطيتهن البراري فزيّنها بالأنغام و بلّلن عيونهنّ

النّساء اللواتي عشقتهن قصفنني بعواصف زرقاء.

نزعن دمي واغتسلن في لغتي وصرن جميلات جميعهن.

الشمس جالسة هناك .

والقمر على يديَّ .

لم تكلّمْني واحدة عن الحُب . عندما كنت أغني ، لم أقل لها إني أحبك . كنت أعرف أنّي عروة الصعاليك و وريث الشنفرى والمشرّد دائما،

ولي دونكم اهلون .. وجع لذيذ وشهوة مخنوقة

نظرت إلى صوتي، خاطبتني الحروف الموجعة

الأشجار في حدائقي حزينة بلا سبب.

حبيبتي حكاية ليل صيفي،

سأصير كما المرايا ، لأعود إليها، عندما تكون وحيدة مثلي .

ثوبها العاري يمدّ كُلَّ نهر بالفيضان وكلّ الغابات بالحرائق.

كم تمنيت لو تخلع ثوبها . وتركض نحو صدري تخنقه بعُريها المُصمَّم في اللهب

من يعرفني اليوم فلن يعرفني غدا .

كنت مزدحما بالحروفِ ، والمعاني الداميه

كنت أحلم بثوب من النور مطرّزا بالحجارة الكريمة و الذهب

وبأحصنة وردية بين التلال الحجريه

كنت احلم قبل ان ينصبوا مشنقتي عاليةً

صرت أتسكَّعُ تحت نورِ المصابيح الخلفية وحيدا

اجوب الشوارع كالعاهرِات

اعدوا لي جريمةً واسعه

حيث في كلِّ خطوةٍ رصاصة وشجرةٌ صفراء و تهمة ،

من ليس معي هو ضدّي .. ومن كان معي هو ضدّي

أنا وحيد سأظلّ أُردّد وحدتي. هي نبوءتي و كلّ نبيّ يكرّر.

(ولي ، دونكم،أهلـونَ سِيْـدٌ عَمَلَّـسٌ وأرقـطُ زُهْـلُـولٍ وَعَـرفـاءُ أجْـيـلُ)

@عبدالله القاسمي

**************************************

قصيدة «آخر الصعاليك يخلع قومه» لعبدالله القاسمي تُعدّ من النصوص الشعرية الفارقة في التجربة الشعرية العربية المعاصرة، إذ تُعيد صياغة مفهوم الصعلوك الحديث بوصفه كائناً وجودياً منفياً عن الجماعة، مخلوعاً من ذاته ومن العالم، ومُستلباً بين الحلم والحرف والوجع.


🔶 العنوان ودلالاته


"آخر الصعاليك يخلع قومه» عنوانٌ يعلن الثورة من لحظته الأولى.

كلمة «آخر» توحي بالنهاية، باليُتم، بالانقراض الرمزي لجيلٍ من الخارجين عن السرب.

أما «يخلع قومه» فتتجاوز التمرد القبلي إلى خلع الوجود الجمعي برمّته، إذ يغدو الفعل الشعري هنا فعل خلع كوني لا اجتماعي فحسب.

الخلع هو انفصال، تطهير، وإعادة ميلاد. وكأن الشاعر يعلن انشقاقه الأنطولوجي عن الجماعة واللغة والموروث، ليؤسس ذاته في فراغ الوجع.


🔶 البنية الدلالية: "الخلع" كمفهوم وجودي


يتكرر فعل «خلعتني» كتعويذة شعرية تؤسس إيقاع القصيدة، وتُحوّلها إلى مناجاة انكسارية بين الذات والعالم.

الخلع هنا ليس حدثاً مادياً، بل طقس تفريغ للذات من كلّ انتماء:

خلعتني عيناك…

خلعتني المواخير القديمة…

خلعتني البحار والشموس…

خلعتني الأرض التي ثقلت بأحيائها وأمواتها…

بهذا التكرار، يتحول الشاعر إلى مخلوع كوني، تتخلى عنه الكائنات واللغة والزمان والمكان.

إنه أشبه بآدم المطرود من جنّته، لكنّ جنّته هنا الأنثى واللغة والحلم.


🔶 الأنا الشعرية بين العروة والشنفرى

يُعلن القاسمي انتماءه الرمزي إلى سلالة الصعاليك القدامى:

"أنا آخر الصعاليك في جبتي عروة، والشنفرى يقيم قدّاسه في كوريات الدم."

هنا، القدّاس — ذلك الطقس المسيحي — يُستعار ليُقدَّم كطقس دموي، يوحّد المقدّس بالمدنّس، والقديم بالحديث، والوثني بالروحي.

الشاعر يعيد صياغة الصعلوك بوصفه نبيّاً منبوذاً، يحيا خارج الزمن والقبيلة، ويقيم طقوسه على تخوم المجرّة.

إنه "نبيّ ما بعد الحداثة" الذي يستبدل الصحراء بالكون، و"الغزو" بالكتابة، و"القبيلة" بالمجاز.

🔶 الأنثى: المخلِّعة والمخلوع منها

الأنثى في القصيدة ليست حبيبة جسدية فحسب، بل رمز كوني للخلق والفناء.

هي التي "خلعته"، لكنها أيضاً تسكنه في أسفل صدره وأعلى المجرّة — أي في جغرافيته الداخلية.

"خلعتني عيناك، و المحيطات البعيدة فيهما..."

"سأضع الورد على صدري حيث تسكنين، نحو الأسفل والأعلى..."

إنها الأنثى – الكلمة، الأنثى – الكينونة، الأنثى – الأصل.

تخلعه لتخلقه من جديد، وتُفقِده ليجده، في دورة إيروسية وجودية تذكّرنا بـأفلوطين ونيتشه والحلاج في آنٍ واحد.


🔶 البعد الصوفي والفلسفي

القصيدة تتحرك من التجربة الإنسانية إلى أفق ميتافيزيقي.

الخلع هنا يقارب مفهوم الفناء الصوفي، حيث تتلاشى الذات في الآخر، ثم تُبعث من رمادها.

الذات الشعرية تقول:

"خلعتني اللغات و الصمت و الغياب"

"أني خلعت الماء، وما في الأرض والجوّ منأى للشاعر عن الأذى"

إنه يخلع اللغة كما يخلع جسده، ليبقى صوتاً نقياً عارياً من الوسائط، مثل نبيٍّ في صحراء اللغة.

🔶 التناصّ: بين التراث والحداثة

القاسمي يمارس تناصّاً واعياً مع التراث العربي:

(أقيموا بني أمي صدور مطيكم...) – من شعر دريد بن الصمة.

(ولي دونكم أهلون...) – من شعر الشنفرى.

(هيت لك) – من قصة يوسف القرآنية.

لكنّ هذه التناصّات لا تأتي كاقتباسات، بل كإعادة شحن رمزي للنصّ القديم في سياقٍ جديد، يجعل الشاعر المعاصر وريثاً وناقداً لتراثه في الوقت نفسه.


🔶 اللغة والإيقاع

اللغة هنا كثيفة متفجرة، تعتمد على التكرار الإيقاعي والتراكم الصوري والتركيب الانزياحي.

تتحول الجملة الشعرية إلى موجة متصاعدة من الانفصال والتوحّد، ويمتزج فيها السرد بالشطح، والعاطفة بالميتافيزيقا.

الإيقاع الحرّ يعكس تمزق الذات ورفضها للوزن القَبْلي والحدود النحوية، مما يرسّخ مبدأ الفوضى الخلّاقة في القصيدة الحديثة.


🔶 الخاتمة: المخلوع كرمز للوجود الإنساني

ينتهي النص بحالة تعرٍ وجودي كامل:

"كنت أحلم بثوب من النور...

قبل أن ينصبوا مشنقتي عاليةً..."

هنا تتجلّى المأساة النبوئية للشاعر، الذي يدرك أن نبوءته لا تُكافأ إلا بالموت، وأن صعلوك اليوم هو نبيّ الحرية المحكوم بالإعدام.

القصيدة إذن ليست مجرد بوح ذاتي، بل بيان وجودي لشاعر يخلع قومه ليلتحق بالمطلق.

هي إعلان عن نهاية الإنسان القبلي وبداية الإنسان الكوني.


منقول عن برنامج الذكاء الاصطناعي chatgpt



فثمّـــة رجل بقلم الأديب سعيد الشابي

 فثمّـــة رجل

بحثت عنـــــك

شرقا ، وغـربا

فــــوق الأرض

وفـــي السماء

فوق البحار ، وفي عمقها

عنــد الأودية والأنـــهار

فوق الجبال ، وفي سفحها

كل مــــكان ...

بحثت فـيه عنـك ، ولم أجد

غير آثـار قــــدميك ....

تحمـــلها الرياح ....وأنا

لاهثا ، أجري وراءها..أرصدها

فــــلا الريح وضعـــتها...ولا

يــــدي مسكــــت بــــها

وقـــالت لي الريح ، لمّا

عنــــــك ســــألتها

حبيبة قلبك ـ يا ولدي ـ

ســـــراب ....

بين الأرض ، وبين الســــماء

كلــــما ، جريت وراءه

زاد شــــــقاؤك

سيان ، أنت والوطن ، حبيبتي

كــــلاكما ســــراب

وراءه ، أجـــري لاهــــثا

بالله عليكما...ان مررتما

بوادي الأسى ، ورأيتما

من الصخور ، دمعا منهــــمرا

أو دما على هاماتها نازفا

تـــــوقّفا ...انزلا ، تثبتا

فثــــمّة رجل بــــــــــــلا

وطــــن ، ولا حبيبـــــــبة

خــــذاه اذن ، عــــــسى

أن ينفعكما ...أو

تتخـــــــــذاه ، مواطنا 

تغرّب ، بكما متيّــــــما


سعيد الشابي


مرآة الروح د. سؤدد يوسف الحميري

 مرآة الروح

د. سؤدد يوسف الحميري


روحي

ياروحي انا

هذا نداء للروح


فكل ما ترآه مني

هو انعكاس لك

فانا مرآة روحك

وانت مرآة روحي 


انا الظاهر

وانت باطني

وانت الظاهر

وانا باطنك 

وطريقنا إلى الباطن هو الظاهر 


انا أواجه الحياة بوجهي

وانت تتخفى وراء اقنعتك

فمتى ستسقط اقنعتك لتعيش الحياة؟


انا الوجه الظاهر

وانت الوجه المتخفي بقناع

وفي مسرح الحياة

تتراقص الاقنعة

بين مخلص ومتلاعب 


انا المتصالحة مع نفسي

وانت ما زلت تصارع

فمتى ستنتصر على ذاتك في معترك الحياة؟


انا القلب النابض

وانت العقل الحاذق 

فلماذا الصراع؟

ما دام العقل يحوي القلب ومشاعره

وما أجمل أن يعمل العقل والقلب كجناحي روح متكاملين


انا  الروح

وانت الجسد

وهيهات للجسد ان يتخلى عن روحه


انا الحب

وانت الأمان

فما أجمل أن يجتمعا

واحتواء القلب هو أول درجات الأمان 


انا الطفلة البرئية

وانت الاب الحنون

العطوف عليها بحبه وحنينه 

وحب الاب أعظم نعمة في الحياة 


انا ألانثى الرقيقة 

وانت العاشق المجنون

المنشد فيها أجمل قصائد الحب والغزل


انا الابتسامة الخجلة

وانت الضحكة وموسيقاها

فما اروع حين تجتمع الابتسامة والضحكة


انا البصيرة

وانت البصر

آه يا لغة العيون 

يا لغة تاهت بها الكلمات 

والصمت في الحب كلام


انا الملهمة

وانت الشاعر

سطرنا أجمل القصائد

والشعر لا يكتب بالحروف

بل يعزف على إيقاع نبضات القلب


فانا انت

ام انت انا

روحا انقسمت في جسدين

استقريت مني حد اللحم من الجلد

فاستقريت في داخلي

وانت انا

روحا ذابت في ذات من تحب

لتكون مصدر الحب



موّال لهذا السفر بقلم الشاعر الهادي العثماني

 موّال لهذا السفر

-------------------

ها أنا وحدي،

أنام على رصيف الأزمنَــهْ

واللّيل يا دربَ اغترابي

يُلجِم بالحزن كلّ الأحصنَهْ

غُرَفُ الزجاج تكسّرتْ

والشوق يكبر بالأماني

يشتـهـي أن نحضنَــهْ

ينأى الرحيل وتنأى فيه دروبُنا

لا بيتَ يفتح بابه كي أسكنَـهْ

تذوي الورود على المدى

ويموت بالآلام طيف الأُمنيَـهْ

ينهال صوتي رافعا مـوّالَــهُ

والشوق لحنٌ والمواجع أُغنيَه  

     الهادي العثماني

           تونس



لستُ قديسة بقلم الشاعرة مارينا أراكيليان أرابيان

 لستُ قديسة


لستُ قديسة حَرف ..

ولا راهبة للعشقِ ..

ولستُ ملعونة بِلعنةِ الهوى ..

ولا أعرفُ معنى الغرور والكبر ..

بسيطةٌ أنا … عفوية نقية كالوليدِ في المهدِ ..

لا أنطقُ سِوىْ الصِدق ..

وأحلاميّ ضاعت ْ سُدَّى ..

في زمنٍ لا يعرفُ سِوى الكذب ..

أقنعةٌ فيه تتهاوى ..

ووجوهٌ ترتدي ألف وجه ..

وأكاذيبٌ تتوارى ..

وأناسٌ لا تعرفُ سِوى الغش ..

ولا أعرف هل هو عيني أنا ؟

أم ولِدتُ في زمن ِالمسخ ؟

لكنني لن أتغير ..

ولنْ يعرف َ قلبي طريق الكُره ..

سأظلُ أنا كما أنا ..

مهما صرخَ الصمت ..

لن يُدنِّسني ذلك الزيف ..

وسأبقى على العهدِ ما حييت ..


بقلمي

مارينا أراكيليان أرابيان

Marina Arakelian Arabian



إرضاء القطيع بقلم الكاتب محمد مجيد حسين

 إرضاء القطيع 

المُقايضة مؤلمة 

فاندثار اللذة 

في اللاوعي 

جمودٌ جمود..

وصعود الصدى 

بلا صوت 

إجحافٌ واستسلام 

وطلب استعجال 

لتثبيت سطوة الخريف

محمد مجيد حسين



زمن رعاة البقر مسرحية بائسة، أبطالها رعاة البقر والجمهور بقلم الكاتبة هادية آمنة .تونس

 زمن رعاة البقر

مسرحية بائسة، أبطالها رعاة البقر  والجمهور

 المتفرج هو نحن.


كلهم يعرفون جذور المشكلة، لكن يصرّون على التمويه . فلسطين، أرض الصمود والحق المسلوب منذ عقود،  تعرّضت و تتعرض لأبشع أشكال العدوان، ويغيب الحق في كل مكان، لتصبح المأساة قضية عالمية 


في قطاع غزة، تتجلى هذه المأساة بشكل حاد: أكثر من 67,000 شهيد فلسطيني، بينهم آلاف الأطفال والنساء، وأكثر من 169,000 جريح، ناهيك عن الدمار الهائل في البنية التحتية والمرافق الصحية، وكل هذا بينما العالم يكتفي بالمشاهدة وكأنها أرقام على تقرير ممل.


وهنا يمكننا أن نتذكر ما عاشته تونس والجزائر تحت الاستعمار الفرنسي، حيث تغوّل المستعمر على الشعوب الضعيفة واستباح حقوقها وثرواتها، وفرض إرادته بالقوة، مثلما يحدث اليوم في فلسطين. التاريخ يعيد نفسه، لكن الآن في أبعاد أكثر شمولية، حيث تغوّل القوى العظمى أصبح ظاهرة عالمية، لا تقتصر على دولة واحدة أو شعب واحد.


كتلة الشر هذه ال ص ه ي و ن ي ة مدلّلة عند رعاة البقر العالميين، الذين يقودون القطيع بعنجهية لم يشهد لها التاريخ مثيلاً،. أما القلة الشريفة، الزعماء الذين ما زالوا يملكون ضميرًا وشعوبا مؤمنة بالحق، فالويل لهم من المكائد ،  لأنهم يحاولون أن يكونوا مختلفين في عالم يقدّس الطاعة والخضوع، عالم فيه الظلم صار قاعدة، والعدل مجرد ذكرى بعيدة.

 ليعلم الجميع أن ما يحدث اليوم لم يأت من فراغ، بل هو تكرار للتاريخ الذي وثقه العلامة التونسي ابن خلدون في كتابه العظيم: "العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر". فقد تحدث  عن تغوّل الفئة الأقوى على الأضعف، وحذّر من أن الظلم مؤذن بخراب العمران. اليوم، أصبح الخراب عالميًا

هادية آمنة .تونس



الأربعاء، 15 أكتوبر 2025

**يا تونس الجلاء** بقلم الشاعرة عائشة ساكري

 **يا تونس الجلاء**

يا أرض الأحرار والكرام

يا تونس، يا زهرة في كل عام

في عيد الجلاء يرتفع النداء

ويعلو فيكِ صوت الحرية والفداء


يا وطنًا قاوم وثار

في كل زاوية قصة وانتصار

هنا دماء الأبطال تروي الحقول

وهنا الشهداء خطّوا لنا أمل الوصول


يا تونس، يا فخر السماء

بكِ نحتفل، بكِ نرفع رايات الإباء

في عيد الجلاء نردد الألحان

ونشدو باسمكِ في كل مكان


أصدقائي، إليكم أهدي هذا النشيد

ليظل في قلوبكم دائمًا كالعيد

لننسج معًا أحلامًا بالسلام

ولنبني غدًا مشرقًا بتمام


فكل يومٍ في تونسنا جلاء

وكل أرضٍ حررت تعلن العطاء

يا تونس، يا درة البلدان

فيكِ نجد الحب والأمان


  الشاعرة عائشة ساكري تونس. 15_10_2024



• السجان " إنسان " بقلم د/هاني الجبالي

 • السجان " إنسان "

السجان ذاك الإنسان .. 

الذي يعيش بداخلنا

عندما تتوارى

مشاعرنا و إحساسنا

خلف الأفئدة الغارقة

في بحر الشوق ..

للحظة حب أو حنين

أو مجرد رؤية

بنظرة واحدة

السجان .. ذاك الإنسان ..

الذي يحدد إقامتنا

بداخلنا .. و يقف ستار

تختفي وراءه نقاب

رغباتنا و شهواتنا المكبوتة

السجان .. ذاك الإنسان ..الذي 

يأكل أبناءه من الأحلام

و الآمال .. ويقتل بنات الأفكار

الجالسة كـ امرأة ثكلى

فقدت أبناءها

السجان ..

ذاك الإنسان الذي اعتقل حريتنا

من أجل عادات و تقاليد مزيفة

من أجل شعارات فلسفية كاذبة

السجان .. ذاك الإنسان ..

الذي علمنا الكذب

علمنا الخوف ..

وصنع لنا منهما ألف قناع

تلائم حياتنا

السجان .. ذاك الإنسان .. 

الذي جعلنا نرى في أنفسنا

بما يراه الآخرون

وليس كما نريد نحن

السجان .. ذاك الإنسان ..

الذي صنع من أفكارنا

نسيج مغلف بعقائد باطلة

هاربة من شرع السماء

السجان .. ذاك الإنسان ..

الذي يشبه الوطن

أباح الدماء و أهدر براءة

الطفولة الملائكية

المتجولة على الأرصفة و الطرقات

السجان .. ذاك الإنسان ..

الذي يرسم الماضي

بملامح البؤس و الشقاء ..

وعجزت ريشته

عن رسم المستقبل .. 

الحائر في أرضنا العربية الجرداء

السجان .. ذاك الإنسان .. 

الثائر الذي يثور بداخل نفسه فقط

فيقتل آدميته .. 

و يعتقل آخر حبة كرامة

في أرشيف وجدانه

السجان .. ذاك الإنسان ..

الذي نسى ذكر ربه

فـ لبث .. في بطن

المعاصي و الذنوب

إلى أجل غير مسمى

السجان .. ذاك الإنسان ..

الذي يشبه الواقع

يغتال أحلامنا

و يعتقل عواطفنا

بأغلال و قيود من

الفكر الهمجي

و الإيمان الواهن

بخيوط من الإتكال

السجان .. ذاك الإنسان ..

هو أنا .. و أنت .. هو نحن

هو وطن وأرض و حياة

هو امرأة ..

أم و زوجة و أخت و ابنة

هو الرجل الراقد تحت جلودنا

هو الإنسان

ذاك الذي يعيش بداخلنا

نعم .. إنه السجان


د/هاني الجبالي



هي تجاهر بالحضور بقلم الكاتب جاسم محمد الدوري

 هي تجاهر بالحضور 


                   جاسم محمد الدوري 

ذات حلم

استوقفتني القصيدة

تعاتبني بلهفة واشتياق

قل لي ياهذا

وهي تبغي وصالا

انت الذي تكتبني وهجا

لم هذا الهجر

وهذا الفراق

هي تطوي المسافة عمرا

رغم هذا الجور

تتنهد مرها

من انفاسي حلاوة بالعناق

يشع نورها

لحظة بزوغ الفجر

وقبل صوت الآذان

تتناثر كلمتها

مثل دمعي الرقراق

تعطر من نسيم غيثها

هذا المكان بلوعة المشتاق

هي حين تغني

يعلو صوتها القا

هي تزرع أعمدة من الوجد

وفي حضرة الحروف

يبزغ النهار بالعناق 

ليلها كنهارها

يحلو به التلاق

فكيف لي

أن ارث حلم الشعراء

واوقظ الكلمات من رقادها

وما زال الوجع

يلازم اناملي

وقلمي هذا مبتور

والحلم يطاردني بظله

بين الحين والحين

يحاول ان يقتل امنياتي

ويأخذني في غياهب العصور

كيف لي

ان اختبر الصبر

والساعة تكمم صوتها

وانا ما زلت

أخشى لعنة العشاق

وشعري ما زال فتيا

يكابر صاغرا

ويلعن هذا المصير

والشعراء لم يسقطوا بعد

ما زالوا هنا..... وهناك

يحملون سيوفهم

يقاتلون كل السراق

أخذوا الذكريات

وراحوا ينثرون الفرح

في شوارع يملؤها السرور

فأقلامنا ما زالت

لم ينضب مدادها

حتى في ساعة الضيق

تظل القصائد

رغم هذا الضياع 

تحمل بين حروفها

عنفوان وطن

 يحاول ان يثور

تكابر شامخة

ورغم عاديات المحن

وكل هذا التجني

تضيء بحلها كل السطور

قصيدتي صارت

بحرا من نور

تلملم بقايا حروفها

تجاهر في حبها

كل هذا الحضور



على ضوء القمر بقلم الكاتب زهير جبر

 على ضوء القمر 

✒️ زهير جبر


تشعرُ السواحلُ بالوحشةِ

حين لا تُراقصُ أمواجُ البحرِ أشرعةَ السفنِ.


وحين تغيبُ الشمسُ خلفَ كومةٍ من رمادٍ،

ينتهي يومُنا على لفحةٍ من غربةٍ،

وسوطٍ من حنينٍ.


كلُّ شيءٍ هنا

يُذكّرني بها...

حتى نسماتُ الهواء

تأتي بضحكتِها.


أرسمُ على ضوءِ القمرِ لوحةً

فيها خطوطٌ حمراءُ

مثلُ خدِّها المستعرِ خجلًا،

حين تهبطُ أناملي الباردةُ

على باقةٍ من وردٍ.


ويمضي الليلُ ساكنًا...

وحين ينتابني الفتور،

يتسلّلُ إليَّ شيءٌ من الفضول،

وشيءٌ من الضياع،

كطائرِ السنونو أبحثُ عن هدوءٍ.


مهاجرٌ أنا بينَ ضفّةٍ وأخرى،

بينَ مرافئِ الحنينِ

وقواربِ النجاةِ.


وفي المرافئِ البعيدةِ

ألمحُ ظلَّها يلوّحُ لي كحلمٍ دافئ،

ضفيرةٌ شقراءُ

تلفّني في ليلتي

مثلَ رمالِ بحرٍ

تُعيدُ ترتيبَها الأمواجُ.

فأتيهُ من جديد...



"أنا و 'روح' الغجرية في المولد" بقلم الكاتب طارق غريب

 "أنا و 'روح' الغجرية في المولد"

كان الليل في القاهرة يتهيأ للدهشة.

الهواء ملبّد بروائح البخور والسكر والحناء ،

 وأصوات المزامير ، 

تتسلّق السلالم الحجرية القديمة كأفاعٍ مضيئة.

ظهر طارق من عتمة الزقاق ، بثيابه البسيطة ، 

يحمل في عينيه سؤالًا لم يجد له اسمًا بعد.

كان يمشي ببطءٍ كمن يدخل إلى قلبه ، 

لا إلى شارعٍ مأهول.

المولد يمتد أمامه كمشهدٍ من الحلم ، 

ألوان تتراقص على أجسادٍ متعبة ، 

نساءٌ يبعنَ الأسرار في أكياسٍ من الكراميل ، 

أطفالٌ يركضون بخفة أرواحٍ لم تتلوث بعد ،

 ورجالٌ ينامون على أرصفة الحكايات.

همس لنفسه :

 "هنا لا أحد يخاف الحقيقة ، الجميع يرقص فوقها."

وقف عند بوابة المولد ،

 حيث شيخٌ أعمى يقرأ الفاتحة بصوتٍ رخيمٍ يشبه المطر.

اقترب منه طارق وقال :

يا عمّي ، لمن تُهدي الدعاء؟

ابتسم الشيخ وقال :

لمن ضاع ولم يعرف أنه ضائع بعد.

ثم مدّ له مسبحةً من عظامٍ بيضاء وقال :

ستحتاجها إذا قررت أن ترى النور بعينك الثالثة.

طارق لم يفهم ، لكنه أخذ المسبحة ومضى.

من بين الخيام ظهر الغجر ،

 كأنهم لحنٌ انبعث من رحم الأرض.

رجالٌ يضعون السلاسل حول معاصمهم لا كقيود ، 

بل كأوسمة.

ونساءٌ بعينين كأنهما شمسٌ ترفض الغروب.

وملابس ملونة تضاهي ازياء بيوت الأزياء العالمية .

اقتربت منه 'روح' امرأةٌ غجرية ، 

تضع حول عنقها عشرات الخرزات الملوّنة ، 

وقالت له :

 أنت لست من هنا ، يا رجل المدينة.

قال طارق مبتسمًا :

 ولا أنتمي إلى هناك أيضًا.

قالت : إذن أنت منا.

 الغجر لا يسكنون الأرض ، بل يسكنهم الرحيل.

سار معها إلى خيمتهم ، حيث رائحة القهوة المرة ، 

وعودٌ يئنّ في زاوية الخيمة كأنه يبوح بسرّ الكون.

جلس بينهم ، وأحسّ أنه وسط قومٍ ، 

يضحكون من وجعهم ، ويتعبدون بالرقص لا بالصمت.

قال شيخ الغجر  :

 نحن لا نخاف الجوع ، ولا نخاف الخسارة ، 

لأننا لم نمتلك شيئًا قط.

 وكيف تعيشون إذن؟

 بالحب يا طارق. 

الحب هو العملة الوحيدة التي لا تفقد قيمتها ،

 حتى في السوق السوداء للأرواح.

طارق كتب هذه الجملة في دفترٍ صغير كان يحمله دائمًا ، وقال في سره :

 "ربما جئت لأتعلم كيف أحبّ دون أن أملك."

" الليلة الكبيرة "

اشتعلت المزامير ، وارتفعت أصوات الطبول ،

 وأُضيئت السماء بفوانيس كأنها نجوم بشرية.

وسط هذا الجنون الجميل ، 

كان الذاكرون يدورون في حلقاتٍ من النور ،

 والرقص يمتزج بالبكاء ، والضحك بالدموع.

طارق وقف وسطهم كمن يبحث عن حدوده.

أغمض عينيه، وبدأ يدور ،  يدور ،

 حتى صار الكون نفسه هو من يدور حوله.

في تلك اللحظة ، سمع صوتًا خافتًا يأتيه من عمق الموسيقى :

 " يا طارق ، المولد مرآتك ،  والغجر ظلك ،  

لا تبحث عن الله بعيدًا عن الناس ، 

ستجده في العيون التي ترقص حولك."

فتح عينيه فرأى كل شيء يذوب في نورٍ أبيضٍ كثيف ، كأن الحقيقة قررت أن تكشف نفسها لمرةٍ واحدة.

سقط على الأرض مبتسمًا ، 

يضحك كطفلٍ وجد لعبته القديمة بعد ضياعٍ طويل.

في آخر الليل ، جلس طارق إلى جوار شيخ الغجر ، 

رجلٍ بوجهٍ كالصحراء وابتسامةٍ كالنهر.

قال طارق :

 يا شيخ، هل نحن أحرار؟

ضحك الشيخ وقال :

 الحرية ليست في أن تفعل ما تشاء ،

 بل في أن لا تُكره قلبك على الكذب.

 وكيف يعرف القلب أنه يكذب؟

 عندما يفرح بأشياءٍ لا يحبها ،

 أو يحزن على أشياءٍ لم يفقدها.

صمت طارق طويلًا ، ثم قال :

 أظنني فهمت ،  كنتُ أعيش نصفَ حياةٍ ، 

لأنني كنتُ أقول نصفَ الحقيقة.

 ومن الليلة، يا طارق ، ستبدأ الحياة كاملة ، 

 لأنك أخيرًا التقيت بنفسك.

قادته الغجرية  'روح' إلى خيمةٍ تُسمى "خيمة المرايا".

قالت له :

 من يدخلها لا يرى وجهه ، بل يرى أرواحه.

دخل طارق ، فرأى عشرات الصور له :

طفلٌ يركض في الأزقة يحمل كرةً من قماش.

شابٌ يرتدي بدلة التخرج بعينين تائهتين.

رجلٌ يكتب قصيدةً عن الحرية ، 

 ثم يمزقها خوفًا من الحقيقة.

وآخرُ يجلسُ وحده أمام النيل يبكي ولا يعرف السبب.

مدّ يده إلى المرآة ، فإذا بها تنكسر ، 

وتنفتح من داخلها نافذةٌ ، 

تطلّ على سماءٍ غير التي يعرفها.

من تلك السماء خرج صوتٌ يقول له :

 "يا طارق ، لا تبحث عن وجهك ، اصنعه."

خرج من الخيمة وهو مختلف.

لم يعد يريد أن يفهم الحياة ، بل أن يعيشها كما هي ، 

 بعنفها ، بعذوبتها ، بارتباكها المقدّس ، بعذاباتها.

اقترب طارق من العازف الغجري ، 

 الذي كان يُغني منذ البداية ،

 وقال له :

 ما اسم هذا اللحن؟

قال العازف :

لا اسم له ، نسميه ما نشعر به.

ثم ناوله العود وقال :

جرّب أن تعزف أنت.

طارق لمس الأوتار بخجلٍ ، 

فخرج صوتٌ غريب ،

 فيه شيء من الألم وشيء من الرجاء.

قال العازف مبتسمًا :

 هذه موسيقاك، يا طارق ، إنها تشبهك : 

جرحٌ نقيّ ، ونورٌ متعب.

بدأ الفجر يتسلل.

الغجر يطوون خيامهم ،

 والمولد يطفئ أنواره واحدةً تلو الأخرى.

طارق وقف في منتصف الساحة الفارغة ، 

كمن يودّع حلمًا عاشه أكثر مما يليق بحلم.

مدّ يده إلى جيبه ، فوجد المسبحة القديمة.

فيها خرزةٌ واحدةٌ مكسورة ، 

لكن الضوء يتسرّب منها ، 

كما يتسرّب الغفران من قلبٍ تعب.

رفع رأسه إلى السماء وقال :

"يا رب 

لم أخرج من هذا المولد إلا وقد وجدت مولدي الحقيقي."

ثم سار في اتجاه النيل ، 

كأنه ذاهبٌ ليغتسل من العتمة ، 

بينما خلفه بقايا الغجر تلوّح بالألوان وتغني له:

 "من عرف الطريق إلى نفسه ، لا يضلّ أبدًا."

بعد أيام ، 

شوهد طارق في مقهى صغيرٍ على أطراف القاهرة ،

 يعزف لحنًا جديدًا على العود.

سأله أحد المارة :

 من أين تعلمتَ العزف؟

ابتسم وقال :

 من المولد ، ومن الغجر ، ومن قلبي حين توقّف عن الخوف.

ثم أضاف بصوتٍ يشبه الحنين :

"كلنا مولدٌ واحد ، وغجرٌ نازحون من نغمةٍ إلى نغمة ،

 نبحث عن الله في العيون ، وعن أنفسنا في الرقص."

وأغلق عينيه ، فصار اللحن هو الذي يتنفس.

تمت

طارق غريب



حين تكلمت القلوب بقلم ... محمد الامين الجزائري....

 حين تكلمت القلوب:


الكنز الذي خرجنا نلتمسه في رحلتنا لم يكن ذهبًا نكنزه، ولا لؤلؤًا ننضده في أعناقنا، بل كان فهمًا عميقًا ترسّخ في القلوب، ونورًا انكشف للعيون بعد طول عَمى. لقد فهمنا الناس، وعرفنا الحياة على وجهها الحق، لا كما ترويه الألسن، ولا كما تزيفه الوجوه المصطنعة.


علمتنا الطريق أن العشم في الخلق مذلة، وأن من ركن إلى غير الله خاب رجاؤه، وتقطّعت به السبل، فرب العباد هو وحده من لا يخيب فيه الظن، ولا يُغلق له باب، ولا يُرَدُّ له سائل.


وأدركنا أن الأرواح الطيبة أعظم من الأجساد المنمقة، وأن الحنية جوهرة لا تُشترى، والأصل الطيب لا يُخفى، وإن تسترت عليه مظاهر الفقر أو بساطة الهيئة. فما أكثر من حملوا الوجاهة ظاهرًا، وقلوبهم خواءٌ من الرحمة، وما أقلّ من بسطوا أيديهم بالعطاء وهم لا يملكون إلا قليلًا، فكانوا في عيوننا ملوكًا.


فهمنا أيضًا أن الابتسامة ليست دائمًا مرآة للنية، فقد يضحك في وجهك من في قلبه غِلّ، ويصافحك من يضمر لك خنجرًا، أما القلوب الخبيثة، فإن لم تبصرها العين، فإن الفِراسة تكشفها، وإن طال خداعها، فسرعان ما يفضحها الموقف الصادق.


ولم تعد لنا طاقة على مجاراة القساة، ولا رغبة في الرضا بالمجالس التي تقتل فينا الروح، فقد صرنا نعلم أن التعامل مع الجفاء يطفئ نور القلب، وأن في البُعد عنهم راحة، وفي السلام الداخلي عزاء لا يُشترى.


فما أصدق تلك اللحظة التي وعينا فيها أن السلام الحقيقي ليس في المكان، بل في من نُرافقه، وأن القلوب الصافية كنوز، إن ظفرت بها، فلا تُفرط فيها..


... محمد الامين الجزائري....


** قصيدة "المالِكَة" بين هيمنة الرمز وسؤال المصير. قراءة نقدية في بنية القمع وتمثلات السلطة.. في قصيدة الشاعر: (مصطفى الحاج حسين) بقلم: الكاتب (ضياء الدّين قنديل) .

 ** قصيدة "المالِكَة"

بين هيمنة الرمز وسؤال المصير.

قراءة نقدية في بنية القمع وتمثلات السلطة..

 

    في قصيدة الشاعر:

(مصطفى الحاج حسين). 


بقلم:(ضياء الدّين قنديل) 


تأتي قصيدة "المالِكَة" للشاعر (مصطفى الحاج حسين) كصرخة مضمخة بالدم والوعي، مشحونة بطبقات رمزية كثيفة، تستحضر الواقع من خلال الخيال، وتعالج الهيمنة عبر المجاز الشعري. النص يندرج ضمن أدب المقاومة، بلغة حداثية تنأى عن الخطابية المباشرة لتتوسل بالسرد الشاعري وتكثيف الصورة.


بنية التكرار والرمز: "يدٌ" كمعادل سلطوي. 

القصيدة تنبني على ثيمة محورية متكررة: "يدٌ"، تتحول من كونها أداة بشرية إلى رمز شامل للقوة المطلقة، والسيطرة التي تمتد من الجسد إلى الأرض، ومن الخاص إلى العام. التكرار البنائي لكلمة "يدٌ" يعكس حالة الإحاطة، حيث تصبح اليد سُلطةً كونية تمارس القهر والتوجيه والنهب والمراقبة.


جدلية السلطة والجسد: من السرير إلى المدينة*  

ينتقل الشاعر ببراعة من الخاص إلى العام، من "اليد التي تقاسم السرير" إلى "اليد التي تسوق المدينة إلى الهلاك". هذا التدرج يكشف البنية الجبرية للهيمنة، حيث يتماهى الحميمي مع السياسي، وتصبح العلاقات الفردية مسرحًا للقوة المطلقة.


البنية النفسية: الخضوع المقنّع بالخوف.


النص مشبع بخوف داخلي، صامت أحيانًا وصارخ في العمق. إذ يتجلّى في ارتجاف الذات أمام اليد المالكة،والخنوع القسري إزاء قوة لا تُقاوَم. تساؤلات الشاعر في النهاية: "فهل تدوم؟!" ليست فقط صرخة، بل محاولة لرسم أفقٍ للتحرر، رغم التهديد، ورغم أن اليد "لا تشبع".


الصورة الشعرية والانزياح الدلالي.  

تغيب الألفاظ العاطفية التقليدية لتحل محلّها صور مجازية حادة، كـ "تدلق البحر وتذرو الشواطئ" و"تثمر الجوع". هذه الانزياحات تكشف عن لغة شعرية متمردة، لا تتورع عن خرق السياقات المألوفة، لتُحدث صدمة لغوية ومعنوية في آن.


المكان والزمان: حلب 1985م.  

إنّ توقيع النص بـ"حلب – 1985" يمنحه خلفية تاريخية واقعية تفتح المجال لتأويل سياسي مباشر. إذ يربط القارئ بين بنية النص المجازية، وبين سياق سياسي مضطرب. ما يجعل القصيدة وثيقة أدبية وشهادة زمن، لا تكتفي بالبكاء على الألم، بل تنبّه إلى آليات إنتاجه.

  

"المالكة" ليست فقط قصيدة احتجاج، بل نصّ بصريّ، سياسيّ، وجوديّ، يعرّي البنية السلطوية ويواجهها بالمجاز والسؤال. قصيدة تنتمي لقصائد "ما بعد الانكسار"، حيث تتجاور الفجيعة مع الحلم، والخضوع مع الرغبة في التحرر، لتؤكد أن الشعر، حين يكتب بصدق، يتحول إلى شكل من أشكال المقاومة الهادئة.*


   ضياء الدين قنديل.


** (( المالِكَة ))..


 أحاسيس: مصطفى الحاج حسين. 


يَدٌ..  

تُرَبِّتُ بالسِّكّينِ  

حولَ امتِدادي تَلتَفُّ  

تَجُزُّ دَمي  

يَدٌ..  

نَاصِعَةُ القَتلِ  

أكبَرُ مِن مِساحَتي  

ومِن أصحابِها أطوَلُ  


هي لا تُصافِحُ..  

تَنسِفُ  

لا تَكتُبُ..  

تَخمِشُ  

لا تُبصِرُ..  

تَدلُقُ البَحرَ وتَذرُو الشَّواطِئَ  

عَلَى الشَّوارِعِ تُخَيِّمُ  

تُنَظِّمُ صَمتَ الزِّحامِ  

الأَغَانِي.. دُجِّنَت لامتِداحِها 


يَدٌ..  

فِي جَيبِنا  

فِي القَلبِ  

بالرِّيحِ  

تَلفَعُ عُرْيَنا  

تَسُوقُ المَدِينَةَ نَحوَ الهَلاكِ  

تُسَلِّطُ عَلَيْنا ظِلَّنا  

وتُغَلِّفُنا بالوُعُودِ  


لا تَشبَعُ  

وإذا نَنهَضُ.. تَبطِشُ بصَحوِنا  

فمَن يَجرُؤُ عَلَى عَضِّها  

وقد قاسَمَتْنا السَّرِيرَ؟  


يَدٌ..  

تُثمِرُ الجُوعَ  

فَهَل تَدُومُ؟  


وقد سَلَبَتِ الهَوَاءَ  

ومَلَكَتْ بَيادِرَنا  

واحْتَكَرَتِ الغُيُومَ  

ولكِنَّنا.. إذ نَقُومُ  

هل تَدُومُ؟!؟!*


   مصطفى الحاج حسين. 

       حلب - 1985م



بين المدى و المدى بقلم الكاتبة حياة المخينيني

 بين المدى و المدى


بين المدى و المدى 

استفاق حلمي هنا

على أرض أجدادي 

في قلبي  بلا استئذان 

ناداني بين غفوة و غفوة 

قائلا بشوق جارف 

و خجل متردد 

افردي جناحيك يا أنت 

مزقي ترسانة القيود 

 حلقي بين المدى و المدى 

أرسمي حلما شهيا معتقا 

كابد شدة المخاض

 و ما فتر 

جاهد و ما انكسر 

يرنو إلى دنيا   أخر 

تعشق الحرف الحر 

و قصيدة عذراء ما خطها بشرررر

عيد الجلاء /تونس الخضراء/2025/10/15

حياة المخينيني



عيد الجلاء أتى يا وطني 2025 بقلم طاهر مشي

 عيد الجلاء أتى يا وطني 2025

ااااااااااااااااا ااااااااااااااااا 

أتى يومُكِ المجيدُ يا وطنِي

فيكِ تَجَلّى الفجرُ في الشُّهُبِ


نهضنا بسيفِ العدلِ منتصرينَ

ودُكّت قلاعُ البغيِ والسّلبِ


سقينا ثراكَ دمَ الأوفياءِ

فأنبتَّ فجراً نقيَّ المغتبِ


كفاحُ الرجالِ سقى أرضنا

وأوقدَ فيها شعاعَ اللهبِ


سلامٌ على من قضوا فداءً

وكانوا رجالَ الرشدِ والسببِ


وها أنت في عيدكِ الباسمِ

تغني لحنَ المجدِ والطربِ


فيا تونس الحُبَّ يا قبلةً

لأحرارِ هذا الزمان الصعبِ


رفعنا اللواء على قمّةٍ

تنادي بأملٍ يزيحُ الكربِ


عهدنا بألا يضيع الذي

بنوهُ بدمعِ الوفاءِ المُتعبِ


فدم الشهيد لهيب الندى

يربي على العهدِ قلب الصبي


ويصرخ فينا إذا خفنا:

"أتموا المسير بلا مهربِ!"


أيا نسلَ من حرّروا موطني

سلوا المجد عن عزهم والغضبِ


هم رسموا بالدماء الطاهرات

طريقَ الكرامة وسط العطبِ


فكونوا لهم سادةً أوفياء

وصونوا العهود بكل الأدبِ


ولا تركنوا للنعيم الخدوع

ففي النوم يسلب تاج الذهبِ


تعلم بأن الفدى مشعلٌ

يضيء المدى إن غفا المغتربِ


فإن الجلاء جهاد السنين

وحلم الشعوب ونبض الكتبِ


وإن البلاد تنادي بنا

فيا من نحب أجيبوا النسبِ!

ااااااااااااااااا 

طاهر مشي