الجمعة، 17 أكتوبر 2025

رقصةُ الموتِ بقلم الأديبة سامية خليفة لبنان

 رقصةُ الموتِ


تمرُّ الأيّامُ رتيبةً

كأنَّما الحزنُ اتفقَ

مع الزَّمنِ

شجرةُ اللِّقاءِ الظَّليلةِ

تيبَّستْ 

والآهُ التي 

لم أفهمْ كنهَها

خرجتْ غريبةً


من بينِ شفتيِ السَّراب 

يشتدُّ الظمأُ 

السَّرابُ ليسَ وحدَه  

ينطقُ بالآهِ

ذاكَ الغروبُ وهوَ يلملمُ 

شتاتَ ألوانهِ الحزينةِ

هو أيضًا يقولُ آهٍ


كمْ من غروبٍ في الوداعِ يتألَّمُ!

آهٍ واحدة من فم الدُّخانِ

رأيتُها وهي تتصاعدُ

تتراقصُ غرِّيدَةً


ليتكِ يا لمعة الفرْحةِ

تصيرين انعكاسًا 

لآهاتي الأليمةِ

ليتكِ تبدِّدينَها

برقصةِ الدُّخانِ


الدخانُ يحتجُّ

ينتفضُ

وهو يتلوّى

أنا الآهُ فيَّ تتألَّمُ

بعدما احترقتْ بلظى النّارِ

حتّى صرتُ السَّوادَ 

يتصاعدُ في رقصةِ الموتِ

في خيوطِ بائسَة


سامية خليفة لبنان



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق