الجمعة، 17 أكتوبر 2025

يوم الهجرة بقلم الكاتب دخان لحسن

 الذكرى الـ 64 لمجازر 17 أكتوبر 1961 

                يوم الهجرة


   اليوم يقف الشعب الجزائري بكل خشوع واعتزاز بالإنتماء الوطني إحياء وتخليدا للذكرى الرابعة والستين لمجازر 17 أكتوبر 1961 التي تعدُّ من أبشع الجرائم الاستعمارية من جهة وتعتبر من جهة أسمى صوّر التضحية الوطنية لجاليتنا في المهجر، صبيحة هذا اليوم يقف الوطن دقيقة صمت رسّمتها سلطات البلاد ترحّمًا على أرواح شهداء تلك المظاهرات السلمية التي عبّر فيها الجزائريون بفرنسا عن رفضهم للاستعمار وعن تمسكهم بهويتهم الوطنية، وبحريتهم واستقلالهم، فواجههم الاحتلال الفرنسي تحت اشراف محافظ شرطة باريس موريس بابون، وشارل دوغول رئيسا للجمهورية، واجهوهم بالقمع والعنف والرمي بهم أحياء في نهر السان ليلا ونهارا حتى تلوّن ماءه باحمر الدماء، واعتلته جثث الشهداء التي فاق عددهم 200 شهيد ناهيك عن الجرحى والموقوفين

   نقرأ من خلال هذه الذكرى والوقفة فاتحة الكتاب والدعاء  ترحّمًا على أرواح الشهداء الأبرار ممزوجة بالوفاء والعزة كصفحة من الصفحات الأليمة المحفورة في الذاكرة الوطنية، والواجب علينا صونها وتوريثها للأجيال الصاعدة، عرفانًا للشهداء الذين كتبوا بدمائهم الزكية ملحمة الحرية والكرامة والاستقلال في رسالة من القيّم كالوفاء والولاء والمحبة للوطن وللهوية العربية الاسلامية.

  نضال وكفاح مازال نهر السان شاهدا عليها كمسرح للجريمة، ومازالت جرائد ذلك الثلاثاء الأسود شاهدة على ذلك الحقد وتلك الإبادة، التي لم يسلم منها حتى الاطفال الذين رافقوا آباءهم في المظاهرة السلمية، ومازالت فرنسا تعاند وترفض الاعتراف او الاعتذار والتعويض.

   على الجزائر ان تستعمل أسلحتها الدبلوماسية والاقتصادية كي تفتكّ حقوق ضحايا جريمة 17 اكتوبر 1961 التي لا تسقط لا بالتقادم ولا بالنكران، وستبقى هذه الذكرى محطةً خالدةً في ثورتنا وفي سجل كفاحنا الوطني، ورمزًا لبطولة وصمود أجدادنا لن ننساهم ولا تموت بتعاقب الأجيال، بل تبقى جذوتها تتقد ولو تحت الرّماد.


المجد والخلود لشهدائنا الأبرار

           تحيا ألجزا

بقلمي: دخان لحسن. 17.10.2025



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق