الخميس، 16 أكتوبر 2025

زمن رعاة البقر مسرحية بائسة، أبطالها رعاة البقر والجمهور بقلم الكاتبة هادية آمنة .تونس

 زمن رعاة البقر

مسرحية بائسة، أبطالها رعاة البقر  والجمهور

 المتفرج هو نحن.


كلهم يعرفون جذور المشكلة، لكن يصرّون على التمويه . فلسطين، أرض الصمود والحق المسلوب منذ عقود،  تعرّضت و تتعرض لأبشع أشكال العدوان، ويغيب الحق في كل مكان، لتصبح المأساة قضية عالمية 


في قطاع غزة، تتجلى هذه المأساة بشكل حاد: أكثر من 67,000 شهيد فلسطيني، بينهم آلاف الأطفال والنساء، وأكثر من 169,000 جريح، ناهيك عن الدمار الهائل في البنية التحتية والمرافق الصحية، وكل هذا بينما العالم يكتفي بالمشاهدة وكأنها أرقام على تقرير ممل.


وهنا يمكننا أن نتذكر ما عاشته تونس والجزائر تحت الاستعمار الفرنسي، حيث تغوّل المستعمر على الشعوب الضعيفة واستباح حقوقها وثرواتها، وفرض إرادته بالقوة، مثلما يحدث اليوم في فلسطين. التاريخ يعيد نفسه، لكن الآن في أبعاد أكثر شمولية، حيث تغوّل القوى العظمى أصبح ظاهرة عالمية، لا تقتصر على دولة واحدة أو شعب واحد.


كتلة الشر هذه ال ص ه ي و ن ي ة مدلّلة عند رعاة البقر العالميين، الذين يقودون القطيع بعنجهية لم يشهد لها التاريخ مثيلاً،. أما القلة الشريفة، الزعماء الذين ما زالوا يملكون ضميرًا وشعوبا مؤمنة بالحق، فالويل لهم من المكائد ،  لأنهم يحاولون أن يكونوا مختلفين في عالم يقدّس الطاعة والخضوع، عالم فيه الظلم صار قاعدة، والعدل مجرد ذكرى بعيدة.

 ليعلم الجميع أن ما يحدث اليوم لم يأت من فراغ، بل هو تكرار للتاريخ الذي وثقه العلامة التونسي ابن خلدون في كتابه العظيم: "العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر". فقد تحدث  عن تغوّل الفئة الأقوى على الأضعف، وحذّر من أن الظلم مؤذن بخراب العمران. اليوم، أصبح الخراب عالميًا

هادية آمنة .تونس



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق