السبت، 18 أكتوبر 2025

الظروف تُشكل الإنسان بقلم الكاتب/ محمد حسان بسيس

 الظروف تُشكل الإنسان

هل هناك من هو قوي على الإطلاق؟

هل هناك من هو ضعيف على الإطلاق؟

هل هناك من هو كريم على الإطلاق؟

هل هناك من هو بخيل على الإطلاق؟

لو أردنا الإجابة عن هذه الأسئلة علينا التريث قليلا حتى نكون منصفين، فيجب أولا قبل الحكم أن ننظر للبيئة التي نشأ فيها هذا الشخص، فالشخصية مهما كانت هي نتاج ما نشأت فيه، فلو توافر للإنسان الظروف التي تجعل منه شجاعا، كأن يعيش وسط فرسان محاربين، وأسرة تتسم بالشجاعة مع ما توفره من معطيات فسيكون شجاعا، قادرا على اتخاذ القرار، بينما لو نفس الشخص الشجاع كان هدفا للقهر والظلم لتحول إلى جبان ويخاف من أقل شيء، وقد رأينا أمثلة كثيرة لمن تعرض للقهر والظلم والتخويف، وكذلك لو كان صاحب أخلاق ومهذبا، فسيتحول تحت ظروف القهر والعسف إلى سفيه لا يدري ما يقول، بينما نجد على النقيض، لو هناك من يتصف بصفات وعيوب سلبية ووفرنا له البيئة الصالحة والمناخ المناسب لجعلناه يُخرج افضل ما فيه وتتحول تلك الصفات السلبية إلى ميزات تدفع صاحبها للطموح وتحقيق الذات، وذلك لما توافر لتلك الشخصية، لذلك نجد الحرص الكبير لنشر الفساد والرذيلة، حتى لا نجد إلا الشخصيات السلبية التي لا تسمن ولا تغني من جوع، بل وخلق البيئة القاهرة لهم، ليظلوا في أحادية طريق الضعف والهوان، وهناك الكثير من أساليب القهر الغير مباشرة، وإن استدعى الأمر تم استخدام المباشرة، فلا نظلم من نراه سيئا ونتهمه هو فقط بالمسئولية بل لا بد من إضافة عنصر البيئة حتى نكون منصفين، وكذلك من نصفه بالشخصية المميزة، فيجب أن نشرك معه البيئة التي ساعدته على ذلك، فكثير من النوابغ والمفكرين ومشاريع علماء ضاعت تحت أقدام ما عاشوا فيه من بيئة وقهر، فإذا أردنا انتشالهم من هذا يجب إصلاح البيئة أولا ، فلا نحكم عليهم قبل أن نوفر لهم أسباب الصلاح، فيجب على الأقل توفير مسلمات النجاح قبل الحكم، وإلا نكون من المطففين لهم. فالإنسان ثمرة البيئة التي ينشأ فيها.

بقلمي/ محمد حسان بسيس



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق