الجمعة، 17 أكتوبر 2025

تمهلي قليلا..ولا تتركي الغيم يبكي بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 تقديم :

ما فتئت القصيدة العربية الراهنة تتململ بكل اختزاناتها وسحرها وقلقها للخروج إلى برية الإتساع..حيث الشكل يمسك لذّة الحلم..وحيث الحلم يفور في مسارب المعنى..

وأنا:أنا اليوم أقيم طقوسي الشعرية على تفاصيل الأشياء،حالما أو كاشفا أو قائما وسط حرائقي وحرائق الآخرين،أفتّش عن أشياء أخرى بلون الجمر أو لون النساء أو لون الحرية..إلا أنّ قصيدة الحلم تظلّ عصيّة..وأنا أظلّ مأخوذا ومقموعا بالنّص يلمّ جسده وأحزانه ويسافر غاويا وسط إيقاعات يتداعى فيها كل شيء..-ويظلّ خطابي الشعري المتواضع-يلتمس بصدق وثبات وجدية الخروج إلى الجمال والحلم والإتساع.. كما تظلّ قراءة-المتلقي- لهذا الأثر الإبداعي أو ذاك أكثر وعيا وعمقا وشمولا..

(محمد المحسن)

                               تمهلي قليلا..ولا تتركي الغيم يبكي

            

"تعرف أنّك عاشق..عندما تبدأ في التصرّف ضد مصالحك الشخصية.(برنارد شو) "


الإهداء:إلى تلك التي مازالت تتجوّل في خراب يسكنني..ووحدها تراه..


..إنّ قلبي بيت لكِ

ولكنك تغمضين عينيك عنّي

     وتنسين اختلاط الورود

وشهقة كل هذي الحروف

على تلّة في الجنوب

كيف تعبرين كل هذا الجمال

ويعْلق الحزن بي..

كيف تشيحين بوجهك عنّي..

وتصغر هذي البلاد بعيني

وتصهل الرّيح بقلبي..

          وقرب بقايا الركام

أصغي لأجراس صمتك

أحاور رياحا تعبث بتاريخ وجدي

كأنّي السراب..

كأنّي تعبت

كأنّ ثلج الدروب قد نال منّي..

     كم أحبّ إرتباك الفصول..

كم أحبّ سماء الخريف

متخمة بالغيوم..

كم أحبّ خيول السنين 

وهي تركض صوب الأقاصي

   ولا شيء يربك هذا العبور..

وخلف خطاك بقايا صدى مؤلم

هنا أحتفي بالرذاذ

هاهنا أداعب غصن زيتونة 

جرفته السيول

ولم يبق لي غير عطرك

لم يبق لي غير حضن عتيق 

على شكل ذكرى

وبي شهوة لإحتضان الغيوم بصمت

أحاورها

أسائل فيها سر هذا الرذاذ

وليس لي غير حلم

 نما دافئا

قبيل انبلاج الصباح

وبعض قصائد عن سيرة العاشقين.. 

      وشهقتهم قبل مجيء الغروب

أنا لا أريد الرحيل

لا أريد القطار المعدّ لرحلتنا

لا أريد أن يهجع البحر 

على كفتي

    أو أن يسرج أفلاكه للرحيل

فقط ما تبقى سوى عزف غيم

تعاويذ ضد الفراق

ونجمة صبح تضيء هذي الطريق..

تمهلي..

  ولا تتركي الغيم يبكي

تمهلي ودعي منك شيئا

يرتّب موعدا لفجر يجيء

علّ تجيء الفصول بما وعدته الرؤى

لكن..

ترى ما سأقول..؟!

إذا جاءني الماء والملح..

بأشرعة مزقتها السيول

أو.. مرّت غيومك جذلى..

     تداعب نرجس القلب

وتطرّز وهْمَ المسافة..

 وشاحا للذي سوف يأتي

ربّما أظل أداعب صوتي

أحاور روحي..

أرتّب حزني

كزهرة لوز أهملتها الحقول..

         كغيمة في الأقاصي..

     أربكتها الفصول..


محمد المحسن



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق