الجمعة، 24 أكتوبر 2025

نم يا عربي… نم بقلم الكاتب حسين حطاب

 نم يا عربي… نم


نم يا عربي… نم

فالسفن تاهت في بحار الوجع القديم

تمخر الموج بلا ربان

ولا شراع

ولا أمل يلوح في المدى الحزين.

نم يا ابن الرمال

فالريح ما عادت تناديك من صحراء الثراء

ولا من شواطئ الترف.

أضاعوا المرافئ

باعوا الموانئ في مزاد الخوف

واشتروا صمت التاريخ بالذهب الرديء.

يا أمة الأمجاد

يا حروف الفتوحات التي تلاشت في دخان القصور

هل نام خالد في رمسه؟

هل أطفأوا نار صلاح الدين؟

هل صار الزيتون وقودا للخذلان؟

أحب عروبتي

لكنهم خنقوا العروبة في المهد

ربطوا فم القصيدة بخيط التطبيع

وقالوا: "اصمت فالنوم عبادة في زمن الخنوع!

لسنا قطيعا يساق للمراعي

ولا جسورا تعبر فوقها الأطماع

نحن من حمل التاريخ على كتفيه

نحن من سقى الأرض بدماء أبنائه

فكيف تباع الأرض كأنها قطعة خزف على طاولة الملوك؟

كفى استهتارا بالشعوب

كفى رقصا على جراح الأوطان

فالسماء لا تمطر حرية

والأرض لا تزهر بدموع الصامتين.

الوطن العربي ممزق الخرائط

مغلق الحدود

كل باب عليه تأشيرة وجع

وكل قلب عليه ختم خوف.

يا نوم العرب

نم ما شئت

لكن الحلم قادم كالعاصفة

سيوقظ الوجدان من رماده

وسيعيد النخلة إلى ظلها

والقدس إلى نبضها.

نم يا عربي نم

ربما في حلمك ترى وجه أم تبكي

أو خيلا عادت من معركة بلا راية

وربما تصحو مفزوعا

فتعانق وسادتك

علها تؤنس ما تبقى منك

وما تبقى منا.

حسين حطاب





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق