الأحد، 17 أكتوبر 2021

قراءة بعنوان: المجازُ، والإيجازُ والمخاتلةُ في قصيدة سبحان من نظمَكْ...! للدكتور وليد جاسم الزبيدي بقلم الناقدة سهيلة بن حسين حرم حماد

 قراءة بعنوان: المجازُ، والإيجازُ والمخاتلةُ

في قصيدة سبحان من نظمَكْ...! للدكتور وليد جاسم الزبيدي Waleed Jassim Alzubaidy
القصيدة في بحر البسيط :
سبحانَ مَنْ نَظَمَكْ..!
وليد جاسم الزبيدي / العراق
ما همّني سقمي بل خلتُهُ سقمكْ..
لو زلّ بي قدمي أمشي بها قدمَكْ..
ما كلُ نائحةٍ قصّتْ جدائلها
هل كان من دمها يجري وليس دمكْ..
وافيتني قدرا يلهو بأنجمنا
غيّبتني وطراً خيّرتني عدمَكْ..
صيّرتَ قافيةً مرسى لغربتنا
والبحرُ صومعةٌ أوهمتَ منْ رسمَكْ..
للحبّ أزمنةٌ غنّتْ على وترٍ
ذوّبْتَها قُبَلاً كي تستحيلَ فمَكْ..
كوّنتَ من مهجٍ أحلامَنا طَلَلاً
أوقفتَ ذاكرةً والدمعُ قد وسمَكْ..
يكفيني ما ملكتْ روحي وما نظمتْ
حبّاً لطلعتكم سبحانَ منْ نظمَكْ..
========
===========
العتبات:
العنوان: سبحانَ مَنْ نَظَمَكْ..!
العنوانُ جاءَ في صيغةٍ انفعاليةٍ، تُقرُّ بعظمةِ النّاظمِ، لأجزاءِ الكافِ، لآخَرٍ قد تكونُ أنثَى مخاطَبةً، مستتِرةً، لا نعلمُ إن كانتْ وطنًا، أو ذاتًا أو شيئًا مشخصَنًا، المهمُّ أنّ الكافَ، آيةٌ من آياتِ الجمالِ المُذهلِ، والخارقِ، لهُ وجودٌ فيزيائِيٌّ، ليس وهمًا، ولا خيالًا ولَا حُلمًا، يبدُو أنّ له وجودٌ وكيانٌ في الوجدِ والوِجدانِ وقد تكون توأمَ روحٍ.
الاستهلالُ:
"ما همّنِي سقَمِي بل خلتُهُ سقمكْ..
لو زلّ بي قدمي أمشي بها قدمَكْ.".
الاستهلالُ، جاءَ في لغةٍ شاعريّةٍ شِعريّةٍ، حاملةٍ لرموزٍ، ولدلالاتٍ مجاورةٍ للّغةِ الصّوفيّةِ، من حيثُ التّداخلُ، كقولهِ "سقمِي خلتُه سقمَك" وأيضًا من خلالِ "قدمِي أمشي بهَا قدمَك"
وهذا اللّبسُ، يُعتبرُ من إحدَى الخصائصِ، التي يقومُ عليهَا الرّمزُ الصّوفِي، من خلالِ المراوغةِ بين الحَجْبِ تارةً والكشفِ تارةً أخرَى، والتّلاعبِ بالمفرداتِ، واستعمالِ التّراكِيبِ المكنيّةِ لرسمِ الصُّورِ ليتَشكّلَ الرّمزُ من خلالِ الدِّلالةِ.
القفلةُ:
"يكفيني ما ملكتْ روحِي وما نظمتْ
حبّاً لطلعتِكُم سبحانَ منْ نظمَكْ.."
يعودُ الشّاعرُ إلى التَّسبيحِ ثانيةً، في قولهِ سبحانَ من نظمَكَ... ليتشابكَ ويلتقي مع العُنوانِ، لتكتملَ الحلقةُ لتتشكَّلَ في ذهنِ المتلقِّي دائرةً كأنّهَا (الدّورانُ للدّراويشِ)، في وقفةِ تأمّلٍ، تدفعهُم للطّيرانِ، عبرَ الدّورانِ حولَ أنفسِهِم للترفُّعِ عن العالمِ الحسِّي، والارتقاءِ إلى العالمِ العُلوِي، حيثُ الحقيقةُ والمعرفةُ والنورُ والضياءَُ والوميضُ ، يدورُ كما يدورُ الدّراويشُ، في رقصةِ بشارةٍ نورانيّةٍ، حولهَا وحولَ ذاتهِ للإندماجِ بهَا روحيًا، للفوزِ بما استطاعَ أن يقتنِصَه في غفلةٍ من الزّمنِ، بعيدًا عن الرائينَ من دونِ أن يتفطّنَ إليهِ أحدٌ، خوفًا عليهَا من الدّنسِ والقيلِ والقالِ، لينعَمَ براحةٍ سرمديّةٍ، تكفيهِ بالقليلِ، الذي استطاعَ رصدِهُ، و تجميعِهُ، وإعادةَ تشكيلهِ، وتدويرِهِ، عبر النّظمِ والرّسمِ بريشةِ الحرفِ ليتغذّى بهِ في عِفّةٍ، ليترفّعَ ليرفعهَا ويُرفِّعَها لتفرُّدِها، عنِ الدّنسِ ويسمُو بهَا وبنفسِه، عن عالَمِ الوحَلِ والعَلقِ، ليبوِّئَهَا، ويُتوِّجَها قدّيسةَ قصائدهِ، في عالمِهِ التّخييلي، لتكونَ عزاءهُ الجميلَ وسَلواهُ في وِحدته ، ومُلهِمةً ملهبةً،لأشعارِه، وإن لم يمتلكْها كما اقتضى العُرفُ والشّرعُ ،حتى لا يلوِّثها بيدهِ وبحرفهِ، فتنطفِئُ وينطفئُ، متحدّيًا الغِوايَة، كما تحدّى جبران خليل جبران "الغوايةَ بعد استكمالِ نُضجِهِ" ص318 في "النّزعة الرّوحيّة في أدبِ جبرانَ ونُعيمة"للدكتورةِ ريموند قبعين دار الفكر اللّبناني.
من خلال البيتِ الآتِي
"ما كلُّ نائحةٍ قصّتْ جدائلهَا
هل كان من دمِها يجري وليس دمكْ.."
.رصدنَا التّخفِّي، والتّستُّرَ، وعدَمِ التّصريحِ بإسمها أو ببعضٍ منهُ ، أوالتّعريفِ بها، حِرصًا منه أن تكونَ القصيدةُ، قصيدةً كونيّةً، من ناحيةٍ، وربما التزامًا بالغموضِ الصّوفِي، وهكذا نكون قد أتينا على الخاصّيّةِ الثّانيّةِ للشّعرِ الصّوفِي وهي خاصّيةُ الغموضِ .
أمّا عن" لغزِ الحرفِ" الذي اشتهرَ بهِ شُعراءُ الصُّوفيّةِ كابن الفارضِ المتغزّلِ ب(الصّقر ) الذِّي وردَ ذِكرُهُ في الفصلِ الثّالثِ بعنوانِ "القراءةُ الجماليّةُ " ص 146 "الشّعرُ الصُّوفِي في ضوءِ القراءاتِ النّقديّةِ الحديثةِ الصّادرِ عن جامعةِ وهرانَ " للدكتور بولعشتار مرسلي :
"ما إسم طير إذًا انطلقت بحرف
منه مبدأه كان ماضي فعله
وإذا ما قلبته فهو فعلي طربا إن أخذت لغزي بحلة ".
لغزٌ ليسَ من السّهلِ التّوصّلُ لحلّهِ، إلّا لمنْ تبحَّرَ في اللّغةِ الصّوفيةِ، وأيضًا قدْ يلزمُه كثيرٌ من الذّكاءِ والفِطنةِ. كذلكَ هنَا نرى الشّاعرَ الدكتور وليد الزبيدي، قد استبدلَ الحرفَ بقافيةٍ، وممّا زادَ في غموضِ البيتِ، تقنيةُ الحذفِ، التي استعملهٌا كذلك الإيهامُ في لفظِ الفعلِ "أوهمتَ" كمَا استبدَلَ الحرفَ (قافيةٍ) :
"صيّرتَ قافيةً مرسى لغربتنا
والبحرُ صومعةٌ أوهمتَ منْ رسمَكْ.."
كما نلاحظُ، اجتمعَ البحرُ والصّومعةُ والوهمُ الذي يحيلُنَا على التّخييلِ.
انبنَى نصُّ الخاطرةِ على المجازِ، والإيجازِ والمخاتلةِ، والمراوغةِ، بين التّصريحِ، قصد عدمِ التّجريحِ، محدثًا إيقاعًا منسجمًا، متناغمًا، مع المعنَى الدَّاخلي والخارجِي، بين المُضمَرِ والمُحبَّرِ، والمُصرّحِ به ، يقارعُ بسيفِ الحرفِ، مع وجدانهِ ومشاعرِهِ. تتقاذفهُ أمواجُ الرَّغبةِ في المحافظةِ، عليهَا وإبقائهَا بَتُولَ قصائدهِ، وسطَ تنضيدٍ لغويٍ صوفيٍ بامتيازٍ، تَضمّنَ جدلأ وجدالا وسطَ جدليةٍ من الأفعالِ والتفاعلِ والألغازِ والتّلميحاتِ في مدٍّ وجزرٍ بين المعنَى والمعنَى، والمعنَى والمبنَى، والمعنَى والصّورِ المتجاورةِ، والمتضاربةِ، بين الصّخبِ والتأمّلِ والتّلميحِ والتّراجعِ عن ذلكَ وبينَ التّمادِي في المُكابرةِ والتّعالِي، مُثبتًا نُضجَه وحكمتَهُ، وتعاليهِ، ببراعِ التّعبيرِ، والإيجازِ ، والمخاتلةِ، الزئبقية، والمراوغة، عبر اللّغة للبرهنةِ بأنّ للحرفِ لذّةٌ، و للقافيةِ مُتعةٌ في المُراوغةِ، تَرفَعُ من فِتنةِ إيقاعِ النّصِّ الشّعرِي، وتسمُو بشاعريّتِه وتزيدُهُ رونقًا دلالًا وخيلاءَ" .
أمّا الأبياتِ التّاليةِ، فهيَ عالمٌ من الصّورِ، وموزاييكٍ متضاربٍ من المشاعرِ الواقعةِ بين ضفتيْ الذّكرى والتّذكّر، ورفضِ واقعٍ، واستبدَالهُ بآخَرٍ، في ذهنِه بين العِلمِ والحُلْمِ والظنِّ والوهمِ، سيلٌ من الدّمُوعِ وفيضٌ منَ المشاعرِ و الأحاسيسِ الملتهبةِ التي وأوقدَت (شيطانَ الشّعرِ) لديه -على رأي الأديبة التّونسية، حياة الرّايس، في روايتِها "بغداد وقد انتصف اللّيل فيها" - في فصلِ شياطينُ أيّامِ الجامعةِ " نحن شعراءُ.....ننتظرُ شيطانَ شِعرنَا "-
فأنتج أبياتًا في عالمٍ من الصّورِ والمشاهدِ المتحرّكةِ حيث جابَ بنَا أزمنةً تَحدَّتْ الواقعَ، أوقفَتْ الظِلَّ والدّمعَ، فاستحالَ لؤلؤا، جمّدَه في مخيّلتِه وأشعارِهِ، يكفيهِ ما دامَ حيًّا، لتُلهب أشعارَهُ، بمشاعرٍ وقّادةٍ. بذكرهِ في "طلعتكم" يفاجئُنا المتكلِّمُ بإقحامِ ضميرِ المخاطَبِ الجمعِ، في القفلةِ، هل هو تعظيمٌ وتفخيمٌ وتقديرٌ؟ أم و أنسنةٌ للأشياءِ، في ذاكرةٍ لها علاقةٌ بالهي الأنثى حبيبتِه؟ أم هي أمٌّ؟ وطنٌ بقيتْ ذكراهُ وغابتْ معالمُه؟ أم هو تسبيحٌ بملاكِ إنسانٍ ما، سكنَه و تملّكَه، فعظّمَهُ ورفّعَهُ؟ تكريمًا، ووفاءً لعشرتِهما ... تنقصُنَا عينُ الشّاعرِ ومهجتهِ، لنَفيِ، أو لتاكيدِ ما ذهبنَا إليهِ ، بأيِّ شيءٍ فكّرَ قبلَ خطّهِ أبياتِهِ هاته...
على كلٍّ، فالشّاعرُ والأديبُ غيرُ مُلزمٍ بالكتابةِ عن نفسِه، وعن مشاعرِهِ، فهو مرآةُ الواقعِ، ناقلٌ لنبضِ الشّارعِ ومحيطهِ، فالكتابةُ هي حالةٌ عابرةٌ تكونُ عادةً ناتجةً، عن تفاعلاتٍ كيميائيّةٍ فيزيولوجيّةٍ فكريّةٍ، واختلاجاتٍ لمشاعرٍ ناجمةٍ عن خبرٍ، أو أخبارٍ، أو قراءاتٍ آنيةٍ، قدْ تُحرّكُ وِجدانَهُ، ومخزونَه الفكريَ، وزادَهُ اللّغويَ الذي يكونُ قد تخمّر َبالشّكلِ الذِي يكونُ صالحًا لانتاجِ مادَّةٍ شعريّةٍ، أو سرديّةٍ نثريَّةٍ مُسكرةٍ، منشيّةٍ للقارئ، على حسَبِ المتوفِرِ ،يكونُ عادَة من وحيِ الإيحاءِ من موقفٍ عابرٍ أو قصّةٍ عاشَها، أو عايشَهَا، أو تكون من نسجِ خيالهِ، طعَّمها بخبرتِه بريشةِ الحَرفِ، وجَمّلهَا ببلاغِ التَّصويرِ عند الوصفِ، وإبداعِ البديعِ والمجازِ، فيبثُّ فيهَا من روحهِ إلَى درجةٍ تكفِي لتصديقهِ، وهذا طبعًا مطلوبٌ في الأدبِ، في السّردِ كمَا في الشّعرِ، فأجملُ الشّعرِ هوَ ذاكَ المبالغُ فيهِ، من دونِ إفراطٍ ولا تفريطٍ، .وهنَا الشّاعرُ، ارتقَي بنَا إلَى عالَمَ البرزخِ، مُكتفِيًا بالعيشِ على أطلالِ أحلامٍ سابقةٍ، انفصلَ بهَا عنِ الحاضرِ، واختارَ الإخلاصَ لماضٍي أردَاه حاضرَهُ، باستحضارها لتخلِّد في عالمِه الذي أحدثَه في مخيلتِه، مُلغيًا عالَمَهُ وواقِعَهُ في حاضِرهِ، لغيابِ طلعتِها، وإطلالتِها في قادِمِ أيّامِهِ، مكتفيًا إكتِفاءَ صوفيٍّ بالتّوحّدِّ، في ذاتِ الهِيَ، بالرّغمِ منْ أنّهُ يظنُّ أنّها غيَّبتهُ من واقِعِها ليتوحّدَ بهَا كتوحّدِ الشّهيدِ الحَلّاجِ زعيمِ المتصوّفَةِ....
"وافيتني قدرا يلهو بأنجمنا
غيّبتني وطراً خيّرتني عدمَكْ..
للحبّ أزمنةٌ غنّتْ على وترٍ
ذوّبْتَها قُبَلاً كي تستحيلَ فمَكْ..
كوّنتَ من مهجٍ أحلامَنا طَلَلاً
أوقفتَ ذاكرةً والدّمعُ قد وسمك
سهيلة بن حسين حرم حماد
الزهراء تونس : 22/10/2020
Peut être une image de Souheyla Hammed et foulard

مرثية الحلاج بقلم الشاعرة زهرة حواشي .

علالة الحواشي:
الإسم الأدبي : حلاج البلاد
من مواليد1957 بتالة من ولاية القصرين
شاعر و روائي و ناقد .
من مؤسسي رابطة الكتّاب الأحرار وعضو باللجنة الاستشارية المكلفة باقتراح اقتناء الكتب التونسية لعدة دورات.
له مجموعة من الإصدارات الشعرية التي ساهمت في إثراء الساحة الثقافية على غرار " حلاّج البلاد " سنة 1995 و " صلوات أخرى " و " فرس النهر " سنة 2004 و "يتدفَّأ بالذكرى 2011 و " هذه الكتابة هؤلاء الكتاب " و هي مؤلف في نقد الساحة الأدبية و شغوراتها سنة 2014، فيما كانت روايتي " أسفار أبي الأحناش المفقودة " و " دارنا دوّارنا " سنة 2019 أولى أعماله الأدبية في مجال الرواية الطويلة. و "يهيم باللواتي " التي هي عبارة على سيرة ذاتية .
نشر اربع مجموعات شعرية و كتاب مقاربة نقدية ..
وله اعمال اخرى قيد الطباعة ..
عضو في عدة منتديات ادبية و حائز فيها على جملة جوائز تقديرية و فخريه ..
كتب في عدة مواضيع و أهمها مقاله في جريدة " الرأي"
" محاولة في دراسة التراث"...
توجه في كتاباته الى الصوفية و هذا ما نلمسه عند قراءتنا لديوانيه: " فرس النهر وماذا ؟" و صبوات اخرى"..
له مقالات دورية في جريدة " الشعب" كات يتناول فيها في كل مرة موضوعا" مختلفا"..
اديب شامل المعرفة و واسع الافق و ضليع في سبر غور اي موضوع يخطر في البال ...
ثائر على الظلم و على كل آفات المجتمع ..
عشق تونس ف غزلها في عدة ملاحم...
كتب الحب و العشق ، فألبسهم اروع الحلل...
جسد الثورة و الثوار فانتج ثورة حروف تجلت في ملحمته الرائعة ( ملحمة النار)..
له كتاب في النقد و قراءة القصائد و هو " هذه الكتابة ....هؤلاء الكتاب "..
يبقى ان نقول: مهما قلنا و سنقول، لا نفي مبدعنا العظيم حقه..

 نص المرثية :

رحل الحلاج
من يرتدي جبّة الله !!
ها قد نزعتّ الجبّة
و ملصتَ عن كفّيك أعنّتك
و تلحّفت الخلود
خبّرني حلاّجَ البلاد
كيف عبَرتَ الرّحلة
هل هدوء و سلاما
ام ضرّك كسرُ القيود
رأيتك حين تدثّرتَ
و الفصل صِبًى بهيّا
كنت تزرع حبّاتِ المعاني
فتزهر قبل ميعاد الورود
و في كفّيك تطعمُ الطّير
تسقيه من المجد العتيد
و رأيت جبّة الله
حثيثة الخطوِ إليك
كانت كساءَ النّور
لتسابيحِ الوجود
.

خبّرني حلاجَ البلاد
لم استعجلت الرّحيل
لو تمهّلت قليلا
نمشي بالدّرب قليلا
فلم نسر إلّا قليلا ...

أبِكَ الجبّةُ ضاقت
ام ترى باتتْ هباء ً
أم هو زيْف الرّفاق
و انتكاسات الآماني
بعد نُكثان الوعود
لمَ أودعتَ الرّسائل
في متاهات الصّدى
في كهوف تتلاغى
بأعاصير الجُحود ....

ها مآقيّ تجود
اغرقت ماء السّبيل
سأل الصٌحب أحقّا؟
أمزاحٌ أم رحيل !
قلت بل أغسلُ عيني
من قذى رمل دخيل
ههنا بين ضلوعي
صرحُ حلّاجي الجميل
دونه خفقانُ قلبي
إذ بِنبضِه مستقيل
يمرحُ كالطّفل يرنو
لرُبى شمس الأصيل
يتهادى في ابتسام
يزرع الودّ الأثيل
شامخ الهاامة شمسا
بات يخشاها الأُفول
حالما حلم إلاهٍ
عاشقٍ ليلى البتول
يذرو من طيبِه ريحا
و بَخورا لا يزول
يملأ كأس الشّهيد
برواءٍ سلسبيل
و يطوفُ الليل نجما
ساطعاا شهما أصيل
حاملا زيْن الهدايا
تبهجُ القلب العليل
من قطوف قد سقاها
لجّة العينِ الأسيل

أي حبيبي يا ابنَ أمّي
طبْ مقاما و مناما
أوَ تمحو لحظاتٌ
رحلةَ العُمر الطّويل !
زهرة حواشي .
الإربعا 01 سبتمبر 2021 .













ذاكرة رجل مات منذ زمن بعيد... بقلم // جمعه عبد المنعم يونس //

 ذاكرة رجل مات منذ زمن بعيد...

بقلم // جمعه عبد المنعم يونس//
مصر العربية 25 مارس 2020
........................
لم يعد لدي مرآه الآن..!
بعدما حطمتها فوق جدار الصمت والسنين..
تغيرت كثيرا ً تقطيع وجهي...
فأهملته...
ينقصني الصبر على تحمل ذلك..
هل تقاطيع رأسي من الخلف تغيرت...؟
أم أن أذُُناي قد كبرت قليلا ً
ونبت بها الكثير من زعب الشعيرات الكثيرة ...
وقبضة العمر فرت من بين أناملي
وأنا أسترجع ذكريات العمر الطويل
لم يعد لدي أصدقاء الآن..
سوى القليل....
من منهم يستطيع أن يفتح لي نافذة للضحك واللهو البرىء..؟
من منهم يستطيع ان يمنحني قبضة من حبر أدون بها ذكرياتنا..؟
لا أحد..!
يا أسفي على ضحكات ماتت هناك تحت الأشجار التي كانت تطرح ظلا ًكثيفا ً
نلهوا تحته من لهيب الشمس..
بخطى حافية ..
هل أنتحرت الأشجار بعدما دب الشيب في رأسي..؟
شنقت فروعها شيئا ً فشيئا ً حتى هوى جزعها الكبير
وأسلمت نفسها طوعا ً لمواقد الشتاء...
ينقصني الصبر كثيرا ً
على تحمل ذلك..
وأنا أرى كل الأشياء أمامي قد تبدلت ..
فلم أعد أسمع صدى ذكريتنا ..
أو صدى تراتيل الحمائم فوق الآشجار
الأماكن صارت ضيقة وموحشة ..
والوجوه صارت باردة ترتدي أقنعة ..
ولا أعرف أحدا ً هنا يدلني..
وأنا أتسائل ماذا أفعل هنا ؟
في هذا المكان الغريب ...
أقهقه ساخرا ً
وأنا تائه....
هل أنتحرت ذاكرتي ؟
أم أن أصدقائى لم يمنحوني قبضة من حبر
أم أنهم لم يستطيعوا أن يفتحوا لي نافذة جديدة..
...أقهقة بجنون ..
وأنا أتسائل كيف يفعلون ذلك....؟
وقد ماتوا منذ زمن بعيد ..
وربما أنا ايضا لم أعد موجودا ً بين تلك الوجوه الباردة
التي ترتدي أقنعة من جلد باهت ..
تبا ً لذاكرتي التي قادتني من جديد إلي منابت الصبا
واللهو البرىء..
علقت بأقدام أحدهم...
هناك ..
وتاهت ولم تعرف طريق الرجوع....
...............................
بقلم // جمعه عبد المنعم يونس //
مصر العربية 25 مارس 2020
Peut être une image de une personne ou plus, personnes assises et plein air

خذي ما تبقّى منّي دون مقابل... بقلم محمد حمد

 خذي ما تبقّى منّي دون مقابل...

محمد حمد
خلافا للجميع
عُمري يُقاس بالامتار المربّعة
وبقصر النظر العاطفي
و سنواتي رغم ذلك تنمو بشكل أفقي
كأنها خيط من سراب كثيف
بين عالمين مُتناقضين
لكنها ما زالت تحتفظ
ببريق البراءة
وطراوة الملمس
وغيوم داكنة من الحنين المتراكم
تتدلى من شفاه ملحاحة
تنتظر بفارغ الصبر موسم قطاف القُبل
عالية الجودة فقط !
حتى خارج فصول الظمأ المتقلبة
فثمة قلوب (ومنها قلبي بكل تأكيد) لا تكلّ ابدا
عن تجريف الأزمنة المشاكسة
وترميم الجسور المهدّمة امام عابر سبيل
فقد حرية الاستدارة إلى الوراء
فمضى إلى حال سبيله يبحث عن خفيّ حُنين
حافي القدمين !

..رسول الله... بقلم غازي الرقوقي

 .........رسول الله..............

رسول الله عاد مولده
فصلوا عليه وسلموا تسليما
إصطفاه الله حبيبا وسيدا
وخاتم الأنبياء ...ورسول المسلمينا
جمع إسمه بالأذكار والآذان
وأنزل عليه كتاب القرآن
مدحه وقال له
إنك لعلى خلق عظيم
وإنك مرسل للعالمينا
كل الأنبياء بشرت بقدومه
وختمت الرسالات بأشرف المشفعينا
يوم مولده أضاءت نجوم السماء
وطاب الربيع ..وأشرقت الأضواء
وشع النور ........وتلألأت الأكوان
وفاح المسك والعنبر من العدنان
ولد يتيما من رحم طاهر
كفله جده وكان به صابر
أرضعته حليمة من حليبها
حتى كبر وترعرع على صدرها
جاء رحمة للأيتام ..... والفقراء
وللمظلومين ... ناصرا وللضعفاء
وجاء بدين الحق ......والهدى
وكان صادقا ...وأمينا ....ولم يترددا
جاءليرفع راية الإسلام
ويزرع مكارم الأخلاق بالأنام
وينهى عن الشرك وعبدة الأوثان
وينشر دين الإسلام في كل مكان
ويجعلنا أمة كريمة
ومؤمنة بالله وعظيمة
كان رسولنا عادلا حارب الظلم
وأدى الرسالة بصدق وعلم
وما كان يوما فظا ....ولا متجهما
ولا عاصيا .....او ظالما
بل هاديا للخير .....ومعلما
وقائدا ....وحكيما ......وعالما
فصلوا على خير الأنام أحمد
رسول ....... شفيع
وخير المرسلينا
غازي الرقوقي
سورية

المولد النبوي بقلم دخان لحسن

 . المولد النبوي

12 ربيع الاول 571 م
ولدتَ فشاع نور الهدى
ولَانَ لك الأقوام وسمعوا
ولدتَ كبيرا في العالمين
الكلّ صغارٌ مع اخلاقك كبروا
تلقيتَ الوحي في غار حراء
فعمّ الوحي وفيه التابعون زهدوا
بُعثت معلما ومبشرا للعالمين
في بعثتك ميلادُ فجرٍ بنوره احتفوا
نحتفل بمولدك سيدنا، سماحتك
ملأت قلوب من لك عرفوا
تحملتَ صعاب الدعوة للاسلام
جنى الناس منها الرحيق وشربوا
شعاب مكة ودروب الهجرة تعرفك
كرامات الله نزّهتك عمن حقدوا
آخيت بين المهاجرين والانصار
فكان ميثاقا إيمانيا عليه وقّعوا
بلّغتَ عن الله رسالة الاسلام
شفعتها بسنتك شرحا لمن سألوا
أنت يا رسول الله قرآن يمشي
تهدي لدين الله بالقدوة من جهلوا
أنت من عمّت رسالتك الدنيا
وأنقذتَ مَن بظلام الشرك قد وقعوا
ليس لنا مَن يضاهيك حبّا
إلّا الله، كلّ العيون من حبّك دمعوا
صفاتك وسيرتك باتت
منهاجا للرافضين ولمن أيّدوا
اصطفاك الله فكنت رسولا
البشريةُ والنجوم بالسماء لك فرحوا
صفاتك سمت فوق كل الصفات
مهما اطنب الشعراء فهم لم يصفوا
وإنّك لعلى خلق عظيم
هذا وصف الله في كتابه لمن قراوا
لك من الاسماء أحمد ومحمد
جاز لأقوالك وافعالك أن يُحَمّدوا
خسر مَن لرسالتك نكروا
فازوا وعرفوا حِلمك لو آمنوا
غزواتك كانت لجيد التاريخ عقدا
رصّعت صدورَ من للحق صدحوا
أسست دولة ما خطها قلم
حوَت امصارا أهلها أسلموا
وأخرى سار لها الجندُ في غزوات
حملوا لها الايمان وبه فتحوا
بك وأدَ القبائلُ قتالهم
وصحا مَن لبناتهم وأدوا
بك عرفنا الله إيّاه نعبد وبك
ساد العدل وحُقّ لأهله أن يحكموا
في بيتك ماء زمزم لمن شربوا
وفي مسجدك روضة لمن سجدوا
في كفك هداية ومحبة لامتك
بجاهك رفعوا الايدي وطلبوا
أكرمَنا الله بك وفي الاسلام عزتُنا
عُمّار المساجد لنصرتك انتفضوا
محمد يا رسول الله اختارك
خاتمَ أنبياءٍ لأممهم أرسِلوا
أمدك الله بنور الشمس والقمر
بك إنتشر الاسلام وزاد من اعتنقوا
مساجدنا مقراتُ دين ودنيا
بهم ائمتنا عن توجيه الناس ما وقفوا
امتلأت بالذاكرين تسبحُ الله
وبالصلاة عليك يا خير من وُلدوا
دمت ذكرا على ألسنتنا
وشفيعَ من عليك صلوا وسموا
دخان لحسن
2021- 10 - 17
الجزائر
Peut être une image de monument