في عيدها:حواء بين الشعارات والواقع
بقلم الكاتب صلاح الشتيوي
رغم أن القوانين نصت على المساواة بين الرجل والمرأة إلا أن المساواة في بعض المجالات كالعمل بقى دون المطلوب.
تعد المرأة نصف سكان العالم أي تتعادل في العدد مع الرجل فوق الأرض إلا أن التعامل مع المرأة مقارنةً بالرجل بقى دون المطلوب خاصة في ميدان التشعيل والإنتاج. فالمرأة في العديد من الميادين تتقاضى أجرًا أقل من الرجل.
نلاحظ أن عملية المساواة بين الرجل والمرأة في الأعوام الأخيرة وفي كافة أنحاء العالم، تشهد ركودًا وتقهقرًا ولا مبالاة بل إنها في كثير من المجالات تزداد الهوة يومًا بعد يوم وتتسع الفجوة من جديد بين الجنسين.
هناك بعض الدول في العالم نجحت وأصبحت هي القدوة في المعمورة في المساواة بين الرجل والمرأة فقد تقلصت الفوارق في المعاملة، مثلاً في أيزلندا الفارق أصبح 85% بين الرجل والمرأة فيما سويسرا لازالت تشهد احتجاجات نسوية تطالب بالمساواة في الأجور.
فعلى أي مساواة نتحدث والعالم لا يزال يستغل المرأة و يشرب عرق النساء المناضلات العاملات بدون مقابل حقيقي. وأي عيد نتحدث عنه ونحتفل به يوم 13 أوت من كل سنة، على أساس أن المرأة أصبحت هي وشريكها الرجل على سواء.
والحقيقة المرة خاصة في مجتمعاتنا العربية، أن ما يقال على احترام الرجل وتبجيله للمرأة مجرد كلام فارغ لا أساس له من الصحة لأن احترام المرأة هو قبول الاختلاف معها وإيجاد الحلول في نفس الوقت لفك عقد الرجل أو التي ملخصها اعتقاد سائد لدى الذكور أنه هو الرجل وأنها هي امرأة، وهو الأسمى في كل شيء.
تقتضي المساواة بين الرجل والمرأة احترام الأخيرة وهو احترام رأيها وقبوله من طرف الرجل حتى ولو كان نصائح منها له ليتغير ويصلح أخطاؤه، فهل الرجل كائن معصوم من الخطأ لا يمكنه أن يقبل نصيحة امرأة.
الخطأ في الرجل أنه يقيم المرأة بجمالها، وترتكز علاقتها بالرجل على أساس أنها تستهلك وترمى عند أفول هذا الجمال، كما أنه هناك خطأ آخر سائد في مجتمعنا العربي أن الرجولة عند الذكر هي الصواب الدائم فهو له الحق في كل ما يفعل وما يقول وهو معصوم من الخطأ ودائمًا على الصواب، أما المرأة فهي في معتقده ورأيه “المتخلف” مخلوقة ناقصة عقل ودين فهو يتفوق عليها بعقله، وهو دائمًا أفضل وأحسن من المرأة حتى وإن تميزت عليه بشهاداتها وعلمها وثقافتها ورجاحة عقلها.
تواصل المرأة نضالها من أجل المساواة بين الرجل والمرأة وللحصول على حقوقها الإنسانية، فهناك الملايين من النساء المحرومات اللاتي يفتقدون حقوقهن العادية وهناك من يتعرضن إلى سوء المعاملة والاعتداء بسبب جنسهم لا غير. ففي ظل الحروب وخاصة الأهلية يدفع النساء ثمنها، فيتعرضن إلى الخطف والاغتصاب.
لازلت هناك نساء إلى يومنا هذا يضربنا في المنازل وفي نفس الوقت ترفض حكوماتهن التدخل لحمايتهن بسن قوانين تعاقب المعتدين عليهن.
وبسبب ما تعانيه المرأة من اضطهاد وتمييز وعدم المساواة بين الرجل والمرأة في أوطانهن الأصلية كأوكرانيا وكولدوفيا ونيجيريا وبورما وتياندا أصبحوا مع الأسف كالسلع تشترى وتباع.
المرأة لم تعرف الحرية بل بقت حريتها منقوصة في كثير من دول العالم، رسمنا وكتبنا ونحن الصغار بفخر واعتزاز كلمة “حرية”، كبرنا وتناثرت حروفها بين الأجيال، فكتبناها حية خطئاً، واكتشفنا أن من يتلاعب بالحرية يلاعب حية وسيترصده الفناء. فلا تتتجاهلوها فحرية الإنسان وخاصةً المرأة لا تباع بأي ثمن.
يتم التجارة واستغلال النساء أبشع استغلال، فعلى أي عيد وحقوق مرأة نتحدث ونحتفل، النساء تباع في عصرنا وأمام أعين الحكومات التي من المفروض تحميهن وتدافع عن إنسانيتهن. وتعاقب من يستغلهن ويتاجر بهن.
وفي جزء آخر من العالم في غوتيمالا وجنوب إفريقيا والمكسيك تعاني المرأة صعوبة في الاندماج في العمل حيث تستبعد الأنثى من العمل لسبب واحد أنها أنثى، وهناك قوانين التشعيل في هذه البلدان مجحفة تقصي المرأة وتخلق تمييزًا مقيتًا ضدها. أما الهند فهي أسوأ مكان للمرأة حيث تتعرض امرأة كل 15 دقيقة للاغتصاب رغم تشديد العقوبات على المعتدين.
|