سيادة القاضي .. حضرات المستشارين
وكل الحضور.. غائبا .. حاضرا
ومن تشرىءب عيونهم اليا
أرجو أن تتسع آذانهم وصدوركم
وكلكم مفهومية
أقف اليوم بين أيديكم طمعا في عدالتكم
نازفة روحي مبتسمة عينيا
اقدم إليكم عريضة وأرفع لديكم قضية
إنني يا سيدي القاضي
قد سرق مني كنز فرده اليا
لا تتعجلوا سأبدأ من بدايتها الحكاية
فصبركم عليا
أتممت دراستي فزوجوني
خوفا من العنوسية
وكنت بأحلام طفلة غرة عشرينية
أنجبت مثنى وثلاث ورباع
حتى تكون جذوري قوية
أصبحت خادمة في بيت زوجي
هكذا أشارت أمي عليا
صرت نحلة عاملة بين الغرف
والمطبخ الد الخصوم (أكل وشرب عليا)
بين الغسل والكي والطي
وتحقيق الرغبات شقية
الكل يمد يده يغترف مني
واجبي ألبي وواجبهم يتدللون عليا
فإن تبرمت او شكوت اسكتوني
قالوا انت محسودة فكوني
بنعمة الله رضية
اشكوهم إليك سيدي القاضي
وزد عليهم أياد كثر امتدت وأخذت
معارف وجيران وارحام اخ واخية
ومجتمع قاس
يرى المرأة سبية
أخذ مني لاسعدهم
وانقص مني الاكملهم
قد الفوني مطية مجزلة سخية
اتقنت الدور غصبا
وبت فخورة بادواري البطولية
وزد عليهم أعمالي المدرسية
قد يضحك شر البلية
تلاميذي سبورة القسم
والطبشور اعشى عينيا
شقاء وتعب ولست أدري
في أي حصالة تصب الشهرية
هل تعلم يا سيادة القاضي
كم ابتسمت ودموعي سخية
كم تظاهرت بالجلد أمام ضعفهم
لابدو قوية
كم جدارا أقمت ليصمدوا
وجداري ينهار داخليا
قد قطعت المحيط المتجمد
زحفا على ركبتيا
واغترفت جمر الصحاري بكلتا يديا
حتى غدا بنيانهم شامخا عليا
ونظرت إلى نفسي فما وجدت شييا
كشجرة جفت أغصانها تناثرت أوراقها
وخضبت التجاعيد لحاءها
لكنها تصرخ ما زلت مازلت حيه
وتنتظر الغيث لتبعث فتيه
لا أطيل عليك سيدي القاضي
فقد افقت وقلمي ذات عشية
مزقت شرنقتي ورفرفت بجناحيا
ايقظت قلمي من رقاد الكهف
قلت اذهب بكلمي هذا وانظر
أن تكون ردودهم سخية
صاحوا ويحك اتكتبين الشعر
وقد اشتعل منك الشعر شيبا
وبلغت من العمر عتيا
ألا تستحين من العشق
وأنت الخمسينية
فحملت إليهم أشعاري بين يديا
وذرفت حروفي
فخروا ركعا في معبد الرومانسية
تلك معجزتي وما كنت بنبية
حركت المشاعر الميتة
وهفت قلوب الشيب والشباب اليا
مهلكم يا سادة عشت كجمل بروطة
أدير السواقي اسقي العطاشى
والعطش ينمو بين جنبيا
أعلنها سيدي القاضي
كلهم سرقوا عمري
فاعد حقي اليا
عشرون عاما لا ينقصون أوقية
عشرون عاما انثالت كحبات الرمل
بين كفيا
نهشتها الريح ساخرة
ورمت غشاوة على عينيا
ظلمت نفسي ونسيت حقها عليا
اليوم سيدي القاضي اطلب سنيني الضائعة
فردها اليا
قررت أن أستعيد عمري المهدور
سأظل صامدة رغم قسوتهم
اقسمت ان أكون انا كما انا
اغتنم ما تبقى من عمر
لاثبت لهم أنني لم اخلق هباء
ولن أكون نسيا منسيا
أوقف اللصوص سيدي القاضي
أرجع المسروق اليا
لست ابغي تهليلا ولا تصفيقا
ولا منة او هدية
أعيدوا حقي اليا
عشرون عاما لا ينقصون أوقية
اعذروا جراتي يا سيادة القاضي
متهورة قليلا لكني شامخة
راسخة رجليا
قوية جدا ولو ادمعت عينيا
فاثار لي يا سيدي القاضي
ممن سرقوا عمري وضحكوا عليا
صلبوني جانية وانا مجني عليا
فاطمة المغيربي 14/8/2021