فزَّاعات على امتداد وطن
كيف لي أن أكتب كل هذا الفراغ
ومن أين لي بأزمنة ضوئية
كي أقطع مسافات الصِّفْرِ اللامتناهية
غُرابٌ بسواد اللَّيْلِ يسأل حمامة بيضاء :
مَا كُلُّ هذا الظَّلام ؟!
وأكبر الأموات سِنٍّا
يُحْصِي بِدِقَّةٍ فائقة خُطَى الأحياء ليعرضها - ذَاتَ قَدَرٍ بِكْرٍ - على ملك الموت
الفقراءُ وَالْمُعْدَمُونَ لا شأن لهم بِفِيزْيَاءِ الْكَمِّ
اللُّقَيْمَاتُ التي بين أيديهم لَا تَسُدُّ نَهَمَ - البحث في حركة الْجُزَيْئَاتِ -
طَفْرَةُ الذَّكَاءِ الاصْطِناعِيِّ تُزْعِجُ الْقَسَاوِسَةَ وَالْأَئِمَّةَ الْوُعَّاظ
وَقَبْلَ الْانْصِرَافِ إلى أَيِّ عَمَلِيَّةٍ جِراحيَّة
يُراجِعُ الْأَطِبَّاءُ - بحرص شديد - حساباتهم المصرفيَّة
بَقَّالٌ يُقِيمُ اللَّيْلَ - مُسْتَجْدِيًا رَبًهُ - أَنْ تَرْجَحَ عِنْدَ الْبَيْعِ
كَفَّةٌ مِنَ الْمِيزَانِ - بِعَيْنِهَا -
عَلَى الْأُخْرَى
القائد وَالْقَوَّادُ مِنْ صُلْبِ - جَذْرٍ لُغَوِيٍّ - واحد
السَّاسَةُ يَسْطُونَ على أَمْوَالِ الْعَامَّةِ بِطُرُقٍ فَظِيعَةٍ وَفَجَّة
وَلُصُوصُ الْعَوَامِ يَسْرِقُونَ الْجَمِيعَ بِحِنْكَةٍ وَسِيَاسَة
كَهْلٌ يَتَيَمَّمُ صَعِيدًا حَارِقًا - فَلَا قِدْحُ فَرَحٍ يَشْرَبُهُ وَلَا حَفْنَةُ أَمَلٍ بِهَا يَغْتَسِلُ-
وَطِفْلُ - السَّادِسَةِ قَهْرًا -
يَمْسَحُ عَنْ وَجْهِ أَبِيهِ - مَا عَلِقَ - مِنْ أَدْرَانِ الْوَطن
الدِّينُ فَزَّاعَة
وَمُوَّمَّلُ الْمَحْصُولِ
خَمْرَةٌ وَجَعَّة
- على الإنترنت - يَتَدَاوَلُ النَّاسُ سُؤَالًا مُحَيِّرًا وَخَطِيرًا :
هَلْ اسْتَقَالَ الشَّيْطَانُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهِ
أَمْ قَدْ أَقَالَهُ اللَّهُ؟!
محمد الناصر شيخاوي
تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق