!!،،ولسوف يعطيك ربك فترضى،،!!
بقلمى : د/علوى القاضى.
... عودنا أستاذ التربية الدينية أن يدخل حجرة الدراسة حاملا فى يده كوبا من الشاى
... يلقى علينا السلام ثم يبدأ فى إرتشاف مشروبه المفضل ثم يبدأ شرح الدرس ، وفى ذات اليوم كان عنوان الدرس ( ولسوف يعطيك ربك فترضى ) شرحا وتفصيلا
... كتب العنوان على السبورة وتلاه بسؤال : لماذا لم يقل الله سبحانه وتعالى [ ولسوف يعطيك ربك فتسعد بدلا من ؛فترضى؛ ]
... ثم أردف قائلا سأجيبكم : ماذا ترون فى يدى إنه كوب من الشاى
... تبادر لأذهاننا أنه سيتكلم عن نظرتنا للنصف الفارغ والممتلئ ! لكنه سألنا عن وزن الكوب !
... وبتفكيرنا المحدود تفاوتت تقديراتنا من ٢٠٠ إلى ٣٠٠ جرام
... فأجابنا أن الوزن لا يهم ، لكن الأهم من الوزن هو الفترة التي ستقضيها أنت حاملاً للكوب :
... إن حملته لدقيقة فلن تكون هنالك مشكلة
... وإن حملته لساعة ستؤلمك ذراعك
... وإن حملته يوماً كاملاً ستشعر بتنميل وألم وتشل حركتك
... وفي كل الحالات لم يتغير وزن الكوب
... لكن كلما أطلت حمل الكوب كلما زاد وزنه وتأثيره على قوتك وأعصابك وقلبك وصحتك
... وأردف قائلا : كذلك القلق والهموم والمشاكل والتوترات في الحياة هي تماماً مثل هذا الكأس :
... لو انشغلتم وفكرتم بهم قليلاً لن يحصل شيء
... لو فكرتم بهم فترة أطول سيبدأوا بإيذائكم وإجهادكم
... أما لو فكرتم بهم طوال اليوم فستشل حركتكم وتفكيركم تماما بحيث لن تتمكن من عمل أي شيء آخر وتعطل مسيرتكم الحياتية
... حينئذ " تذكروا دائماً بأنه من الضروري أن تضعوا الكأس "
... لذلك أنصحكم يا أبنائى وأوصيكم دائما عندما يتحدث الناس عنكم بسوء وأنتم تعلمون أنكم لم تخطئوا في حق أحد منهم ، أن تذكروا دائما أن تحمدوا الله الذي شغلهم بكم و لم يشغلكم بهم
... وتأكدوا أن كل الأحزان التي تمر بكم لها عند الله حكمة بالغة ، إما لأن الله يحبكم فيختبركم ، أو لأنه يحبكم فيطهركم من ذنوبكم
... واعلموا أن يوما ما ستكتشفون أن حزنكم فى الدنيا حجب عنكم النار فى الآخرة ، وصبركم على أذى الناس أدخلكم الجنة
... تأملوها جيدا ﺇﻥ ﺫﺭﻭﺓ ﻋﻄﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻠﻌﺒﺪ ﻟﻴﺴﺖ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ
... ﻓﺎﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺷﻌﻮﺭ ﻣﺆﻗﺖ وﺯﺍﺋﻞ ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺫﺭﻭﺓ ﻋﻄﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻠﻌﺒﺪ ﻫﻲ ؛ ﺍﻟﺮﺿﺎء ؛ بكل شئ ، أن يرضى بقضاء الله خيره وشره ، حلوه ومره
... لذلك فإن الله سبحانه ﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﻟﺮﺳﻮﻟﻪ ﻭﻟﺴﻮﻑ ﻳﻌﻄﻴﻚ ﺭﺑﻚ ﻓﺘﺴﻌﺪ ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻗﺎﻝ : ولسوف يعطيك ربك ﻓﺘﺮﺿﻰ
... اللهم اهدنا واهد بنا
... تحياتى ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق