***** الوحدة *****
الوحدة وماأدراك ما الوحدة
سكينة وراحة ... همس ودمع ... وحروف شاردة
ارقب وداع شمسي تلوح لي ...
تخاطب الأنا في غفلة مني تشاكس كلي..
تعلم اني عازمة .... قررت أن أستكين و حرفي
مذكرات الأمس ... مدوناتي العجوزة .... يراعي المتعب المضحك الباكي ..
الكلمات تتأرجح ملطخة ببقايا الأحمر
بعد شقاء العتاب واللوم والضجر هاأنا استلقي بين السطور والحفر ....أسقط وأعيد السقوط تكرارا وتعمدا... أليس في الإعادة إفادة !؟
الوحدة وتلك الصخرة ... وكل مايدور من حولي يغرق ويغرق... البحر و أمواجه الغاضبة تعبث بطوق نجاتي ... تخاطب الجمود وتحرك الساكن .... تستفزني والأنا
ليس تقصيرا او تجاهلا بل هي نعمة الله علينا من المن والشفقة وقد تتوق النفس اليها بشغف تلك اللحظة الفارقة بين الضجر و والإهمال واللامبلات والاستهانة بمشاعر من حولنا حتى أذا ماطال الإنتظار تأكدنا ان لا وجود لنا في مكان يعج بالمنافقين فلا مكان للأنقياء الصادقين في زمن كل من حولنا مزيفين الأقنعة ياسادتي والمادة الطاغية والمصالح الذاتية حتى أن السلام بات في خانة الشك
هل احنا من تغيرنا او الزمن من كشر على انيابه واضحى دون رحمة ؟ أم أنه تطور فتغيرت المبادئ والأخلاق واتبعت الموضة الجديدة كتلك السراويل الممزقة والتقليد الأعمى للغرب و منهجة العقل على السير في غير طريقه ولا حتى محاذيا منه
افكار متشعبة متداخلة من وحي الوحدة حتى ان ظلها يبتسم فترى انعكاسه على سطح الماء بألوانه الداكنة... افكار لها رأس وأنف وفم دون لسان دون عيون ...
صامتة صاخبة مزعجة غير مرتبة... متعبة أنا ارهقتني الأسئلة
هل نحن من اقتحمنا زمن لا ننتمي اليه ... زمن كالحرباء بألوان لا مرئية سحرية ؟
فغابت عنا شمسنا والحقيقة
انتحر الطفل بداخلنا ؟
انتحرت تلك الطفلة الصغيرة بداخلنا ؟
شاخت وهي لا تزال تشد شعرها ظفيرة ...لم تعد تلعب بدميتها الصغيرة ....لم تعد تلوح لذلك الطفل ... لأنه دون ان تعلم قد اجتاز المراهقة و الكهولة أضحى كبيرا كفاية ...
حتى يجرح يقسو يبكي يخون يسخر ... تعلم مجاراة الزمن فكانت هي الضحية
ماتزال تظن انها طفلة صبية نقية ولكنه يراها ساذجة غبية
فشاخ الهو وشاخت الأنا ....وتهت بين الزمن والوحدة
بين مسافات تحول دون شمسي والمحرقة
كأن بالوحدة المصير المحتوم ان لم تكن محضى اختيارك فهي ملزمة عليك كأن تقبل المسؤول ومديرك في العمل و زميلك المقيت و زحام السير وعدم الالتزام بالمواعيد
تتقبل الوحدة ومن ثم وبعد التذوق والتلذذ بطعم هذه الأخيرة وراحاتها ومميزاتها تضحى ملاذك ....
وملاذك هذا ..
هو الأخير
وداع للغرق ...
فقط عناق للوحدة ....
بصحبة أمس انتحر
معشوقي اضحى حرف وقلم
هالة بن عامر/تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق