مدينتك التي لا أعرفها
أفكّر في زيارتها ثمّ أعدل
خوفا على الحجر من الذكرى
ومن اللقاء بك
لو هبت نسائم الذكرى على الجبل
سيتشقق قلبه وتتباعد صفائحه
وسيهدد كوننا بالزلزال
في الزلزال الأخير اكتشفت أن الجبال
على عكس مايصف شعراء البادية
على هشاشة عالية، هي فقط تتدثر
بالصّلابة فذلك من قوانين الكبرياء
الكبرياء قد ينقص قد يزيد
ولا علاقة لمخزون الحب بشفرة
القيس في جدول المداراة والاشتباه
اشتباه، يشتبه علينا الحب والرّياء
والإخلاص والغدر
والوحدة والتعدد
تَتَعدّد فيهن، والمضحك أنني أدرك
مدى ماتدير في خِنصرك من خواتم
وماتضع للأمر من تدابير
وتقول هذه المرّة قد يستقيم الشّأن
وأصبح صاحب الأميرة النائمة
والحاكمَ بأمره لا بأمرها
والحاكم بأمره هو الحبّ تحوّله إلى ذرّات
فيذروك ويُلقيك على درب عمرنا
يقول لك قبل أن يغادر
ويتركك في مواجهة الضوء وحدك
لا تعشى سريعا، خذ من الوقت ما يغسل
القلب والبصر وسأعود إليك إذا أدركت
الخيط الأبيض من الأسود
وإذا بان أفق ما في دربك
دربك مدّ وجزر
عَود على بدء
وبدء على عود والمياه جزيرة
تلاطخت أمواجها لأنّ البحر يسلّم
بأمر الريح العاتية
وزوارقك مكسّرة على أسيجتي الثابتة
ثابتة لا تحيد عن الدّرب
ولا تحيد عن الحبّ
تلقي بالسّرج وبأمر الفرسان تخط
دروبا للقلب وخارطة للعاطفة
العاطفة امرأة تقليدية ملتحفة
حدّث التاريخ أنها كانت تخرج بالليل
تسير في الشّعاب تأتيك بالزاد خلسة
خوفا من عيون الحراس
يومها كنت تكاد تكون وحيدا
تقف وجها لوجه أمام العاصفة
وعساكر الدّرب يتربّصون
غدا سيكتب التاريخ أنك قاومت الظلام
وأن الملتحفة امرأة فاجرة
فجور ،أتدري ياصديقي ماهو الفجور؟
الفجور أن تكتب الشعر في الحبّ
وأن تتغزل بنساء عابرات عبور السابلة
ثم تبكي وتخلع على نصك جلبابا عذريا
فذاك من مقتضيات الروي والقافية
قافية ورحلة القصيدة طويلة
فكم يلزمك من أبجدية لتكتب
بطولتك على أفواه النساء؟
عليك أن تهاجر إلى لغات أخرى
فلغتنا ضيقة مهما تكرّمت
ومعاجمنا عل؟قت راياتها
غادرها الالتباس من زمان
فكررت معانيها يقينا لاثرثرة
ولا غادرها ذلك الصفاء ولا ذاك البهاء
بهاء ودربك رمادية
فانفض بعضا من رمادك
قد يحتاجه التراب والنبات
وقد تستجيب لدنياك مزاريب السماء
منى الماجري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق