الاثنين، 8 مايو 2023

خيانة ـــــــــــ ايفان علي


 (خيانة)

على سفح جبل الجرمق..
حيث موطن السوسن الأسود..
تهرب فاطمة،،
من الضياع ، الصمت ، الفراغ،،
الى حيث ذلك السفح،،
وتلك الزهور السوداء..
تبحث عن شيء اخر ،،، ملمس أخر ،،، واقع أخر ..
تتأمل يبتسم صمتها ،،
بابتسامة ميته تخالط زفير انفاسها..
كجميع النساء ،،
لم تكن ذو قدرة على كتمان سريرتها ،،
تفضح بها ، تتكلم ، تصرخ ، تبتسم ، تغني ، ترسم ،
حلما جميلا اسود ،،..
إلى ازهار سوداء جميلة ...
تبتدئ حديثها بصراخ وغناء إلى حيث الصمت ،،
من الضحك والسرور إلى حيث البكاء وسكون كل مايحيط بها،،
حتى انفاسها المتعبة تخرج بهدوء ، كأنفاس تلك الزهور السوداء،،
ولأيام طوال ،كثر ،
تفعل ذلك،،
ذات مساء رفعت تلك الازهار بأوراقها ،،
لذلك الرب داعية،،
بالتحقيق حلم تلك الجميلة،،
ذي القوام الرشيق والشعر المجعد والعينين السوداويتين العربيتين و الوجه الخمري المستدير ك استدارة قمرا مكتمل ،،
فاستجاب الرب لتلك الأزهار،،
واتى ذلك اليوم ..
ارتحال فاطمة الى ذلك الحلم ، الى تلك البلاد البعيده ،
في الطرف الاخر من هذا الكوكب..
فارادت أن تحمل ذكرى تسترجع بها تلك الأيام ،،
حملت ازهارها السوداء بسنداتها الطينية ،،
ذكرى سوداء ، لزهور سوداء ، لماضي اسود..
ترتحل من الشتات والضياع والسكون والفراغ الى حيث
الانشغال والحركه والحرية،،،
دخلت حياة جديدة ، شقة جديدة ، سيارة جديدة ، وعمل جديد ، حتى صنعت لذاتها اسماً جديد،،،
وركنت سندانتها الطينية وزهورها السوداء على طلة نافذتها الجديدة،،
لم تكن حياتها الجديده بذالك الرونق من الجمال الذي تخيلته وهي ترسم حلمها الأسود ،،
كانت حياة مليئة بالفواتير ، ضجيج السيارات ، تعنيف مسؤلين العمل ، الكذب ، والانشغال الكامل،،
ذلك الأنشغال الذي ابعد فاطمة حتى على تذكر زهورها السوداء وسندانتها الطينية ،،
التي تذبل وتتيبس يوما بعد اخر لعدم سقيها ،
وهي مازلت تنتظر قدوم فاطمة كل صباح،،
شفاه فاطمة مرطبه بندى الابتسامة ،،
وهي تقف عطشى وتنتظر ،،
ولم تأتي فاطمة،،
اتى الموت عوضاً عن فاطمه،،
وماتت الازهار السوداء متيبسة ،،
الريح تفتتها تنقل ذلك الهشيم،،
حيث موطنها ،،
حيث السفوح ،،
حيث جبل الجرمق ،،
ايفان علي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق