السبت، 18 سبتمبر 2021

حَكايَا المَرايا بقلم الشاعرة سعيدة باش طبجي -تونس

 《حَكايَا المَرايا》

رَفَّ قلبي لِنظْرةٍ في المَرايا
و تَهادتْ جَدائلي كالصَّبايا
عَلَّني ذاتَ نظْرةٍ من عبيرٍ
أرشُفُ العِطْرَ منْ شبابي بقايا
علَّني أُبْصِرُ الهَوى و الأمَاني
تُرْسِل الخطْوَ نحْو عَهْد صِبَايا
عَلَّني أُبْصِرُ الوُجودَ سَلامًا
زَهْرَ حُبٍّ ..مُعرِّشًا في الزَوایا
ثمّ أرْسَلْتُ ضِحْكةً علَّ عيْني
تَجدُ الحُسْنَ كامِنًا في الثَّنايا
و تأمَّلتُ نظْرتِي و جَبِيني
و غَرِقْنا معًا بدَرْبِ الحَكايا
و غَرَفْنا من ذِكْرياتِ القَوافِي
قصّة الشّعر یزْدهي بالعَطَايا
نَسْرُدُ العُمْرَ نبْضة منْ حنينٍ
تُوقِظ الحُبَّ كامِنًا في الحَنايا
في زَمانٍ كَنَفْحةٍ من خُلودٍ
من جَنى الشّهْد و الشّذَا و السَّجَايا
حينَ كنّا شوقًا وعِشْقا عَطاشى
نرْكبُ الشّعْرَ و الهُيامَ مَطايَا
☆☆☆☆
أرْجعَتْ صُورتي المَرايا هَشيمًا
و تدَاعَتْ في مُقلَتَيَّ الشّظايا
و الأماني تَكلّسَتْ فِي شِفاهِي
و الشّظايا تَغلْغلتْ في الثّنايا
و إذا بالعُيونِ تهْمِي غُبارًا
و صَقيعُ الثّلوجِ يغْزو حَشايا
و تهَادى البَياضُ في ثَلْجِ شيْبي
يَسْرُدُ العَجْزَ قصّةً للبَرايا
وَ رَأَيتُ الحُروفَ تَرْجُفُ ولْهى
و القَوافي في نبْضَتي كالسَّبايا
و رأیْتُ الرّبیعَ أضْحَی صقیعًا
و نَوایا الذٸابِ أضحتْ عَرایا
و رأیتُ الدِّمَاءَ تَنْزِفُ قَهرًا
و المَنَایا تَغْتَالُنا فِي الزَّوایا
تَتداعی الشُّجُونُ من کُلِّ صَوبٍ
لَیلَ رُعبٍ مُدَثَّرٍ بالرَّزایا
☆☆☆☆
يا حُرُوفي..يا نبْضَتي ..يا يَراعِي
أنْجِدُوني منَ الضَّنَى و المَنايا
يا مِدَادي أَمْطرْ رُموشي بقَطْرٍ
من جنى الحَرْف للشِّفاهِ عَطايا
يا حُروفي..لَأنْتِ نبْعُ جَمالي
انْتِ عندي العُطورُ.. أنْتِ الهَدَايا
یا حُرُوفي لأنْتِ حَدُّ سُیُوفي
ضِدَّ قهر الجوى و جَوْر النّوایا
نَسْجُ عُمْري :طُفُولتي و شَبَابي
و غَرامِي و نشْوَتي و مُنَايا
نَسْغُ تَرْحِي و صَبْوتي و عَذابي
و اشْتِیاقِي و شَقْوتي و الخَطایَا
قِصّةٌ في ضَمیرِ کوْنِ الماؔسِي
شِمْتُها ومْضةً بقَعرِ المَرایَا
قِصّةٌ في ضَمِيرِ نَبْضِي رَوَتْها
ومْضَةُ العُمْرِ في مَرايَا الحَكايَا
☆(( سعيدة باش طبجي -تونس))☆

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق