حُبٌّ مُلْتَهِبٌ.
عَلِّمِينِي بِارْتِجَاجَاتِ الحَرَارَة..
وَامْنَحِينِي اللَّثْمَ تَاجًا فِي اللَّمَى عِنْدَ الإِشَارَة..
وَاسْكُبِينِي شَهْقَةً حُبْلَى عَلَى وَهْجِ الإِثَارَة..
خَلْخِلِي شَهْوَةَ سَيْفِي فِي مَدَارَاتِ العِبَارَة..
اِهْمِسِي لِي طَيْفَ لَفْظٍ يَحْتَوِينِي..
فِيهِ حَاءٌ مُزَّةٌ، وَحْوَحَتْ حَبْلَ الوَتِينِ...
وَبِبَاءَيْنِ ويَاءٍ دَثِّرِينِي..
فَالهَوَى بِالهَمْسِ مَرْسَاةٌ لدِينِي..
وَأَنَا طَوْعُ بَنَانِكِ إنْ أكُنْ فَوْقَ العَرِينِ..
عَلِّمِينِي فَوْقَ صَدْرَك ، كَيْفَ أَشْتَاقُ لِهَمْسِكْ..
كَيْفَ أَحْثُو شَهْوَةَ النَّهْدِ بِثَغْرِي وَأَنَا أَلْبِسُ ثَغْرَكْ..
كَيْفَ يَرْمِينِي شُعَاعًا فِي دُرُوبِ العِشْقِ خَدَّكْ..
كَيْفَ أَغْدُو فِي الهَوَى غِرّّا غَرِيرًا إِنْ هَفَا بَوْحِي وَبَوْحُكْ..
وَاسْمِعِينِي نَغْمَةَ لَحْنٍ لَهِيبٍ عِنْدَمَا أَغْفُو بِغِمْدِكْ..
يَا سُلاَفي، يَا هَسِيسَ الرُّوحِ فِي الرّجْفِ الأَخِيرْ..
إِنَّنِي أَشْتَاقُكِ حُمَّى الهَدِير..
لَستُ "قَيْسًا" أو "جَمِيلا" عَشِقَا عِنْدَ الغَدِيرْ...
ثُمَّ هَامَا فِي الفَيَافِي يَبْحَثَانِ عَنْ نَصِيرْ..
أَنَا فِي العِشْقِ انْتِهَازِي..
وَالهَوَى عِنْدِي اِبْتِزَازٌ يَغْنَمُ غُنْجَ الخَلِيلْ..
لاَ أَرَانِي فِي هَوَايَا إِلاَّّ باللَّمْسِ الجَلِيل..
أَزْرَعُ لِينَ الرّوَابِي كُلَّ أَوْزَانِ الخَلِيل..
وَأُغَنِّي بَيْنَ نَهْدَيْكِ تَرَاتِيل الوِصَالِ كُلَّمَا شَفَّ الأَصِيل..
عَلِّمِينِي كَيفَ أَشْتَاقُ لِحُضْنِك...
وَأَنَا فَوْقَ المُتُونِ أُمْسِكُ الدُّرَّ بِنَظْمِكْ..
وَيَدَايَ فِي يَدَيْكِ تَنْهَلُ مِنْ نَبْعِ كَفَّكْ..
طَهِّرِينِي مِنْ ذُنُوبٍ عَلِقَتْ لَيْلِي الطَّوِيلِ عِنْدَمَا قَرَّرْتُ بُعْدَكْ..
وَامْسَحِي دَمْعِي بِوَرْدِكْ..
وَاغْمِسِي دَمْعِي بِدَمْعِكْ...
وَازْرَعِينِي أَلْفَ مَرَّة بَيْنَ أَشْوَاقِي وَغِمْدِكْ..
فَأَنَا المَفْتُونُ دَوْمًا بِالعُيُونِ،
حِينَ تَغْفُو حِين تَصْحُو،
وَالنُّهُودِ حِينَ تَرْبُو حِينَ تَزْكُو،
والسُّهُولِ والهِضَابْ..
والسِّرَاجِ حِينَ يَعْلُوهُ الضَّبَابْ...
وَبِعِطْفَيْكِ أَلُوذُ حِينَ يَكْوِينِي السَّرَابْ..
وَإِذَا كُنْتُ كَئِيبًا أُسْقَى مِنْ مَاءِ الرُّضَابْ..
كُلُّهُ مِنْ فَضْلِ وِدِّكْ......دَامَ فَضْلُكْ...
صالح سعيد / تونس الخضراء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق