ليلة سقط برلماني(بارون)
لكاتبها: أ. عبدالاله ماهل من المغرب
الحلقة الثامنة
آذن الفجر على صبح جميل، ولاحت بوادر إشراقات محتشمة من وراء السحاب، تزامنت ساعتها والتهليل للحي القيوم على وقع حناجر ومن أعلى المآذن، لا تلوي على شيء اللهم العبادة ولا شيء غير العبادة.
لم يغمض له جفن، بات ليلته هاته بين الشك واليقين، لا يرسو على بر، يقعد ولا يقوم إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس.
لم تعد حيله تنطوي على أحد، انخدع فيه القوم وباسم الدين تبوأ ذلك المقام الرفيع؛ ليرتد عليه الجميع، وينقلب السحر على الساحر.
أف وتف، لعن الساسة والسياسيين؛ وكأنهم والأبالسة سيان وجهان لعملة واحدة.
انتصب واقفا، لف ودار وكأنه افتقد شيئا أو به علة لا تعل على خير؛ ليجد نفسه وقد شمر على ذراعيه، وأطلق العنان لخرير المياه، توضأ في عجالة، وانسل كاللص خارجا يستعجل الخطو نحو أقرب مسجد.
لم يبق له على المسجد إلا بضعة خطوات، ليتفاجأ والناس قيام والصلاة على أتمها، وليس له والله من حظ منها إلا أن يعود أدراجه من حيت أتى، صفر اليدين، يجر أذيال الخيبة من ورائه؛ وكأن مسعاه وصلاته ردت عليه والعواذي بالله.
خسر آخر أوراقه، انزوى بركنية والأسى يكاد يمينه وعن آخره؛ ينتظر وعلى أحر من جمر الغطا، أنى ياتيه بالخبر السعيد...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق