**الإنسانية بين أنياب الإبتزاز**
تبقى تلك الحروف التى نرسمها على جدار صفحاتنا هي ريشة رسام يغمسها بحبر إحساسه هي حبات من الرصاص التى إستاقمت واعتدلت لتروي سيف الحق أنس يداعب ربيع الأحلام والأمنيات ،بوح يجوب سماء المدن يقبل أرواحا لتنعتق من جدرانها الباردة لتعيش بين أحضان الإنسانية ،هي بسمة تائهة ننتشلها من أفواه الخريف الراحل،من شفاه الشتاء وصقيع يجتاحنا دون إستاذان ،هكذا هي القلوب أوطان مهما غلفها ظلام يد خفية ،قدر لابد له أن يكون.
يبقى ذلك النور على شرفة الإنتظار ، لتلك الإنسانية المتناهية ،هو ذلك القلم الصارخ ليبوح بإرهصات العولمة من تجذر الألم الذي يجبر القلب لقسطرة موجعة ويقطع ذلك الأمل ،يستنزف أرواحا كان ذنبها الوحيد أنها حافظت على فطرتها في زمن الأقنعة ،تبقى الجريمة جريمة بأداة او دون أداة .
والجريمة التى ترتكب في حق الأرواح هي الأبشع ،عتمة تكتسح أجوافا نتاج فكر سقيم لشخصيات مرضية إختارت أن تلغي المعنى الحقيقي للوجود ،لتواجد الإنسان الذي يبقى مدني بطبعه ويحتاج للتعامل مع الآخر لتحول دستور الدنيا لغابة الأقوى والأذكى هو الذي يسكن عرين الاسد المزخرف بدماء برئية وصرخات تكسر جليد يرقد على افواه الأعلام ويأمر وينهي لاغيا هوية الآخر
وذلك باتباع اساليب عديدة وأرذلها الإبتزاز العاطفي الذي يفسره علم النفس على أنه الجريمة المتخفية بظل الجاني ويستعين بأدوات أحيانا نحن أنفسنا لا ندركها الا بعد مضي زمن من الغرق فى محاولة فاشلة لارضائه وكسب وده ...
أو أحيانا اخرى تنزلق الضحية في بوتقة الإبتزاز دون خلاص بعد أن تسلب منها إرادتها الفكرية وتتبلد مشاعرها من وراء تهميش وتقزيم واللوم المستمر والشكوى التى تقتل كل محاولة في التجديد أو الدفاع
وللأسف أصبحت هذه الظاهرة الكارثية وباء منتشر في زمن العولمة وتتقمص شخصية مصاص الدماء الذي يدرك فريسته دون مقاومة حتى انها تخطت دائرة الفرد أو العائلة واتخذ صور جديدة منها الإقتصادي والسياسي وعلى مستوى دولي فأصبحنا نتحدث عن شعوب منتهكة....
الٱبتزاز هو حلقة شرسة، يغذيها طرفا الإبتزاز، المبتز بممارسته وفرضه لها، والمتعرض الإبتزاز بخضوعه وإستسلامه لها؛ مما يشجع المبتز على الإستمرار في ممارستها وٱتخاذها نهجا وسلوكا له ليحظى بما يصبو إليه أيا كان ذلك الهدف. وإن لم يتخذ كل فرد منا موقفا حاسما في محاربة كافة أنواع الابتزاز التي يتعرض لها، فنحن ودون أدنى شك مشاركون في تغذية هذا الوباء وانتشاره.
يبقى الخلاص الوحيد للفرد او المجتمع هو التغذية الفكرية والروحية من خلال خبز المعرفة والرجوع للاصل والثوابت فما ضلت امة اعتصمت بحبل الله
**كن مع الله دائما ولن تضل السبيل**
الاديبة نور الرحموني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق