عاشق من زمن الضباب...!
لا نملك ملح السهر أيها الليل لتتلذذ بنبيذ عيوننا،
فتش عنه في أعماق الصاخبين،
واتركنا نحفر الشوارع بمعاول الحنين!
قيل أن آثار خطواتنا غاصت في صلصال الذكرى،
و أن مناجل الزمن حصدت أعناق الأمل حتى هوت قصائدنا المالحة!
سجنتنا في شرفات
لم يعانقها تراب و قلوبنا صفصاف
يبحث عن الثرى، عن الندى،
و عن لقطة حب هاربة من الذاكرة!
قل لتلك اليد التي طعنت الضباب في شفافيته،
و ربتت على كتف الليل حتى طلق عتمته؛
أنني تبنيت تشابك أصابعك لنضمد جراح الطريق!
بحة صوتك المزروعة في حقائب وحدتي هشت أسراب الخوف عني،
أعلنتها نشيدي الرسمي!
وطن أنت حين اشتهيت الدفء،
ومطر حين جفّت جنائن ثغري!
دعنا نزرع أَسِرَّةَ الفجر ضحكا،
ونمزق روزنامة الرتابة،
اليوم لن أطبخ لك حساء بوح،
سأغمس خطواتك في خليط جنوني
ونحتسي القمر حبا!
لا تنس أن تعلق شريط شعري على ريحانة النافذة،
لتغمرنا فراشات الحبّ!
ونتصفح سويا الجريدة حتى نصل صفحة الشعر نلعن الحزن ثم نمسح بها غبش آهات منحرفة عن سكة اللحظة!
ناهد الغزالي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق