حوار جيلين
حزينة أنت يا جدتي ...
كليلة ليلاء
مرعدة،
مزبدة
تعلنين في صخب
أن قد عاد فصل الشتاء
ككل عام يأتي في موعده
ويسأل عمُن تخلُف عن الموعد ...
وعمُن قد جاء
تائهة أنت يا جدتي
...متجهمة
كغيمة سوداء ...
تريد إعادة الحياة ...
لأرض جرداء
ليتها قبل ذلك تغسل
قلوبا تغيُرت
أرواحا تصحّرت
عقولا تعفّنت
وتمنح أجسادا سكنها صقيع المشاعر
دفءًا
وبعض الرجاء.
هائمة أنت يا جدتي،
كأغنية ترددها فيروز كل مساء ...
معطاء انت حين يشُحّ العطاء ...
كشتاء يأتي ليطرق الأبواب ...
ويمنح الحياة...
ويوقظ من سبات
حنينا لمن سافر من سنين
وغاب ..
ذات شتاء ...
مُشعّة أنت يا جدتي
كشمعة تحترق ...
لأجل أن تمنحنا الضياء ...
كمغترب عاد من رحيل طويل ...
كورقة خريف غزاها شيب الضباب ...
فغدت تستعجل قدوم الشتاء ...
حزينة أنت يا جدتي ...
فرحة أنت ...
فكيف يا جدتي يلتقي الصحو والأنواء ...
نصيحة يا ولدي لا تنتظر قدوم الربيع
مثلي ...
ولا تسافر بعيدا تنتظر الرجاء ..
من غير طريق الرجاء ...
شمّر عن ساعديك
ارفع درجة التأهب لديك ...
ولا تسألني يا ولدي ماذا أنا فعلت ...
ولا كيف كنت ..
.عندما كنت ...
في سنك كما أنت
الآن ...
في هذا الزمان وهذا المكان ...
فذاكرتي أصبحت جرداء ...
وكل ما أذكر أني انتظرت ...
انتظرت الربيع يأتي قبل الشتاء ...
فوزية بوبكري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق