السبت، 18 سبتمبر 2021

كان حلماً جميلاً بقلم الشاعر حكمت نايف خولي

 كان حلماً جميلاً

كان حلماً جميلاً رؤية مخملية
غزلتهما روحٌ بارَّةٌ
من خيوطِ المودةِ والمحبةِ والوفاءْ
كان معزوفةً شجيةً عزفتها حناجرٌ ملائكيةٌ
على أوتارِ الطهارةِ والعفةِ
حلمٌ ساحرٌ رؤيةٌ تتوهجُ ببريقِ
العذوبةِ والبراءةِ توشِّحها عباءةُ
الرقةِ واللطافةِ يعطِّرُها أريجُ النرجس
حلمٌ لامسَ أعماقَ الروحِ وعايشها
أعواماً طويلةً فتمازجَ مع خلجاتِها
واختلطَ مع همساتِها حتى باتَ من
صميمِ بطانتِها وجوهرِ جبلتِها
مسكينٌ أنت يا شاعرَ الألغاز
وبعد مضيِّ العمرِ جاءتْ الأقدارُ
تهزأ منك وتسخرُ من حلمك ورؤياك
ربما كنت حالماً وواهماً يا شاعري
وربما كنت مصيباً ومحقاً برؤياك
المهم أنك كنت وفياً صادقاً مخلصاً
طاهراً عفَّاً وشريفاً
لكن لا تنسى أنك رميتَ بحلمك في
أرضٍ يابسةٍ وبين قلوبٍ متخشبةٍ
تعودتْ وتمرستْ على كلِّ ما هو ماديٍّ
وترابيٍّ فهزأتْ منك ومن رؤياك
صبراً أيها الشاعرُ عزاؤكَ أنك في عالمٍ
غير عالمك ودنيا غير دنياك
الهوَّةُ سحيقةٌ بينك وبين من بنيتَ عليهم
الأحلامَ ونسجتَ منهم ولهم رؤياك
سامحَ الله أرضاً تزيَّفَ فيها كلُّ شيءٍ
وتشيئن فيها ساكنوها حتى باتوا مدمنين
قوالب فكرهم لا يفقهون ولا يستوعبون
غير لغة التراب . تعزى ايها الشاعر وتصبرْ.
وداعاً أيها الحلم وداعاً أيتها الرؤية
صلاتي ودعائي للجميع
مع اجمل الأمنيات
شاعر النرجس والألغاز
حكمت نايف خولي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق