نخيل يداعب نجمة السماء
جلال باباي( تونس)
إلى أهالينا بالجنوب ....
رفعت يدي العليلة
إلى سماء ثانية
ثمٌة نخيل يداعب النجمة
وأصابع تنثال على شفة مرتعشة
تتلمٌس ماء الغيمة المختفية
أهتزٌ فوق مداري المتيبٌس
أدعو أهزوجة الشتاء
"هزٌيت عيني للفوق...ريت النجمة"(*)
أتحوٌل طفلا
أتلاعب مع رمل الواحة
أتفقٌد بيوت القرية القديمة
آوي إلى غرفة الوادي العارية
احصي الحجر المتبقي
ارمٌم بالطين تقشرات جسدي النزق
أتحامل على وجعي
أناور هيجان الطوفان
والتقف يسراي قبل الغرق
أهرٌب خلاص الباقين
ارثي رحيل السابقين...
ارفع يدي الساخنة
إلى سقف السحابة
أين يقيم الصحابيٌ الجليل
يهيٌأ صلاة التهجد
يكلٌم عابر السبيل....
...متى تجهز القبيلة للرحيل ؟
...ارفع صوتي الشجيٌ:
"...مع أوٌل أفق
عند مجرى الهواء الأبق.."
سنعيد الأشجار
إلى ساقية الطٌرق..
نحيي الغرقى..
ننبش بأظافرنا عن عين نافقة ..
نوزٌع فرحتنا
نغنيٌها قصائد المنسيٌين
تروينا الفيافي
إرث ملاحم ، شموخ عبق
هنا الصحراء ساحة الأشاوس
وطن الرحٌل..خيام من وبر ،
سفراء أعالي الرٌمل
ها...بساتين الرمٌان
يجاورها بياض القمر ..لا تحترق
أمتطي دويٌ الريح
أختطف الغيمة الماطرة
أروي سقم الجسد عنب العرق
....أخفيها آهاتي،
أؤجٌل موتي ،
دثٌروني بعراجين بلح
زمٌلوني بماء النخيل
أشهد أنٌي شفيت
من ضراوة هذا الأرق...
....تكتبني المسافات
ويخلٌدني هذا السفر الطويل
..يصحبني رفقة القافلة
نشعلها نار المخيم
..نعلنها مسيرة العودة
عند شمس المفترق.
-----------------☆
(*) أغنية من الجريد التونسي :مدينة "دوز" جنوب البلاد
الثلاثاء 2 مارس 2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق