* عتمة *
يا مشكّلي من عتمة الرحم
يا نافخا في الصور
وفي الألواح المفلوقة الألسن...
ذا أنين الريح
يعصف برقاب حبات التراب
تذروه في مطلق الأشياء
وتسقي الذكريات كؤوسا
من نبيذ شهوات الليل
من حبل المسد يخرج حقد الدنيا
والحطب ليس سوى شوك الحقيقة
الصاعد من قلب النار
واللهب يلثم الأبصار غيلة
كيف لي أن اشتكي من غربة
لا تنتهي في مفارقات الورقة
هي تفتح خارطة الصوت
حتى يحضن كلّ الوقت
ولا يستثني من حزني آية...
ولا يبشّر بغير النهاية
يا ذا القوّة...
المذكورة في خبايا الأساطير
كلّ روح تطير الى أبعد من سماء الجسد
تقتل ريشها
إذا ما الصوت تجمّد في الحلق
مخافة فضح خجل الحبّ
يا كاتم الهفة في مخدعها
تنفّس عطر التراب يغسله المطر
تجد للمعنى معنى
وللكلام غاية تربك أوتار الحنين
لي جنين تركته في حقيبة الرحلة
وختمت بالشمع الأحمر على قلبه
حتى ينسى طريق الغربة
ويمشي الى عود نحو البدء
ذا ربيع يشعّ من خلف فراش الزمن
ويعبث بما تبقّ من شعور بالوحدة
وذا شمع يبهر القلب بدمع الصمت
ويحاكي خيال سيجارتي على جدار
يكبت ظله في المخيلة
ويرتكب جرم الخديعة
وذا أنا
وما سطّره الزمان في دفتر السيئات
وما لم يذكره البشر من حسنات
وهبتها لذكراي بعدي فيهم...
يا خالق النطفة من لهاث وعرق
كلّ أوراق الجنسية أحرقتها
فأنا من نسب لا رقعة تحتويه
ولا ينتهي في ما حدده الأعداء
يوم القلب احترق...
وكلّ الذي امتدّ في المدى
وتمدد...
تشكّل لعبة بين أقدام الصبيان
فأقم حيث نلتقي
على أرض من طين ودمّ
وأقتلع وهم الكمال من باطنك
فنحن لسنا سوى
خاتمة لبداية لم تنطلق بعد
ونحن لسنا سوى
ندم الولادة من العدم
فيا مشكّلي من عتمة الرحم
لا تقسم بما انفطر
ولا الذي تكسّر على شاطئ
يقف حائرا عند حدود قدميك...
قل الحقيقة وامشي بلا خوف
إلى حيث لا رجاء يرتجيك
وكن أنت فقط
لأنّ الكون ينسى
ولا ينسى ما صنعت بالحبّ يديك.../...
01/03/2021
المختار المختاري 'الزاراتي'
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق