إعدام شاعر
بعد ولادته الأدبية على يد طاغية تناصره فئة باغية
أحاكم و أنا بريء على سؤال جريء تطرق لوضع رديء
و كل مرة يؤجل النطق بالحكم في مشهد تراديجي و كوميدي
مما جعلني أعاني من متاعب صحية و نفسية إضافية
ففي بلادي التي أحبها أعاني من الفقر و البطالة و الجوع و الحرمان و التهميش و الإقصاء بسبب الساسة الغاوون و تلك السياسة العمياء
دخلت متاهة القضاء و دوامته و سأخرج من تلك المفازة فائزا و للأسف الشديد فشلت كل المساعي الحميدة التي قادها وجهاء القوم و الشيوخ و الشباب ليتراجع من رفع ضدي الشكاية ضدي عن بغيه و جوره هي مكيدة صيغة بطريقة كيدية
من رفع شكايته ضدي لا يتمتع بذكاء سياسي و لباقة دبلوماسية و روح رياضية و حتى الظرفية التي اختارها للتصفية الحسابات معي ليست في صالحه و هو مقبل على الانتخابات و هذا إن دل يدل أنه لو فاز سينتقم من جميع من كان ضده و محاولته إعدامي كشاعر و تكميم كل الأفواه عبر قمعي محاولة يائسة و جاءت في سن يأسه السياسي و شوهت كل الإرث السياسي الذي كان يتباهى به زورا و بهتانا
المشتكي يطالبني بالاعتذار و الخروج للإعلام و تكذيب ما نشرته عبر وسطائه و الذين يناصرونه و أنا أرد عليه و أقول أنا الذي يطالبك بالاعتذار للشعب أولا و لي شخصيا و رد الاعتبار على سنوات الضياع و الحرمان و تلك المآسي التي سببت لنا أنت و من مثلك من الساسة عديمي الرحمة و الضمير و الإنسانية
فلا عمل لنا و لا تعليم جيد و لا صحة تامة و لا إعلام نزيه و لا مرافق عامة و لا خدمات في المستوى المطلوب و إلى لا نهاية من المعضلات التي أنتم أوجدتموها
نحن في جحيم و السؤال لو كنا في نعيم لما ركبنا قوارب الموت للذهاب لبلاد الكفار كما تزعمون فشتان بين الشرق و الغرب
الوطن الغالي سرق منا من طرفكم و نهب و سلب فما ضير لو قلنا كفى عبثا فمباح لنا الجهر بالسوء طالما هذا الظلم موجود
سيدي السياسي الغير المحنك أنت من هؤلاء الساسة الذين سفهوا أحلامنا و دفنونا أحياء و لكنك أشد غباء منهم و حظك سيء جدا لأنك في مواجهة الشعراء و قدرك وضعك في فوهة بركان شاعر من قبيلتك و هيهات منه الذلة
أعترف أن مقالي كان لاذعا حادا و هذا طبع النقد البناء و مجبر أخاك لا بطل لقد طفح الكيل و بلغ السيل الزبى
و عدم قبولك بالعفو و تلك المساعي الحميدة من أقرب المقربين إليك و من أهل قريتي خميس الساحل و مدينة العرائش و من كل ربوع المغرب و العالم يظهر للعيان نفسيتك المريضة و قلبك المريض و الذي يسوده السواد فيه و يظهر أنك تميل للعنف و العدوان و الإرهاب و الانتقام
و لا تحب السلام و لا تدعو للمحبة و لو كان فيك خير لقبلت النقد و تنازلت و عفوت عما ظلمك و سامحت لوجه الله كما يفعل الشرفاء و النبلاء و عليك الاقتداء بالرسل و أولي العزم منهم و العمل بوصايا الله إن كنت مؤمنا
لا تشرك
لا تقتل
لا تزن
لا تكذب
و الباقي الجميع يعرفه
سارع إلى التوبة قبل فوات الأوان و أستغفر ربي من قول بلا عمل
العظماء يترفعون عن الصغائر
و الكرماء يتكرمون بالتضحية والفداء
فما بالك لا تقبل حتى النقد و حتى لو كان شتيمة و هجاءً و تشهيرا فالشعراء من عادتهم الهجاء و عليك دراسة أشعار الفرزدق و جرير و الأخطل و غيرهم لتعرف أن الأمر عادي جدا
و كلي يقين أن الأجهزة الأمنية والقمعية هي من دفعت لأن تقدم على هذه الجريمة النكراء في حق شاعر و مريض نفسي لأنها غير راضية عن كتاباتي و منشوراتي و قصائدي
و لو كنت مكانك لتغاضيت عن الأمر و لسمحت للناس بأن تقول ما تريد رسما كاريكاتوريا أو شعرا أو تمثيلا ساخرا كما تشاء لأني شخصية عامة و قبلت بتصدر المشهد السياسي و الإعلامي و المجتمعي
سيذكرك التاريخ بأنك أعمى لم ترى شمس الحقيقة و نور هذا الشعر المتجلي في عين ذات الشاعر سيبقى الشعر و كل الناس إلى زوال
مهما كان الحكم قاسيا فأنا راض به و كل الاحترام و التقدير للقاضي و هو ميت و نحن أيضا و لنا موعد لن نخلفه عند الديان الواحد القهار ضابط كل شيء أنا و أنت و هو و الجميع
نكران الذات منك مطلوب و مرغوب فيه و الصلح خير
حرية الرأي و الإبداع و التعبير يضمنها الدستور و القانون و ما كتبته كان رأيا باعتباري كاتب رأي و إن صرت سجين رأي فهذا من دواعي سروري و لي الشرف و سأعتز طول حياتي أني دخلت السجن من أجل قومي و وطني و لست مجرما يراني الله مسلما و مسالما
هذا وطنا المغرب غال جدا وعلينا جميعا بناؤه و السيادة فيه للأمة و نحن وراء قائدها و زعيمها المفدى نصون الأمانة و لست من طبعنا الخيانة
بلادي و إن جارت علينا عزيزة ـــــــ و أهلي و إن ضنوا علي كرام
و أعود و أكررها أنت أفضل من غيرك ممن هم في الساحة المحلية و لك صنائع فينا و أيادي نعماء و نرجو وجود من هو خير منك و منهم
و ندعوك لتهذيب نفسك و تأديبها إن كنت تريد الخير لك و لنا و الحق ما شهدت به الأعداء كما قال الشاعر
و أتمنى سيدي السياسي أن يكون صدرك رحبا و تقبل ما جاء في بياني و تبياني و كلي رجاء أن تصلح هفواتك و أخطائك فالكمال لله وحدة ولا عصمة إلا لنبي
بقلم الشاعر حامد الشاعر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق