سجن الافكار (الجزء الرابع والعشرون)
بقلم الكاتب صلاح الشتيوي Écrivain Chtioui Slah
تواصل النقاش والمجادلة و كان صديقي المعارض غير مقتنع بما يقوله النائب ويعتبره كلام سياسة..
قلت لهم اصدقائي في فترة ما من عمرك تتوقف عن المجادلة...وحين يفتح احدهم حوارا معك في موضوع ما لا تجد الرغبة في تكذيب او الاعتراض عن ما يقول.
ببساطة لم يعد يهمك إن كذب عليك أحدهم لإقناعك بأنك تعرف الحقيقة و لم يعد يهمك إن تكذبه أو تحرجه لإقناعك داخليا و في قرارة نفسك أنه لا فائدة من ذلك .
في فترة ما من عمرك ستقتنع أنك غير قادر على إنقاذ الكون لوحدك..فإن حاورت جاهلا او غبيا وأردت تغييرهما فلن تنجح.فالجاهل سيبقى جاهلا والغبي سيواصل في غباءه بل ستتعب نفسك في أمور لا يمكن اصلاحها فما الفائدة ولما تهدر وقتك وتتلف أعصابك.
يجري العمر بسرعة وستكتشف أنه عليك أن تلقي بمشاكلك وهمومك في سلة المهملات و تواصل حياتك وتتمتع بحلاوتها وتأخذ منها كل ما هو جميل وتترك التعاسة و الياس
والحزن وتبحث عن الود والحب وكل ماهو جميل.
تسير على الشاطئ في يوم صيف ساخن ستشعر بمرور نسمات عليلية بخياشيمك وترى الناس تتجادل تتخاصم تتغامز تتكالب على كل شيء الا انت لا يهمك كل ما يدور حولك فكل شيء مضحك ...
انت سعيد سعيد بما وصلت اليه بعد عمر طويل كن نتائج ..فهمت أخيرا بأن للفرح مدة وللحزن مدة وان دوام الحال من المحال.
كلما جرى بك العمر ستكتشف بأنك أصبحت مطمئن داخليا واعيا متمرسا.
الأيام تجري بسرعة لن تتوقف وكلما تقدمنا في السن ازددنا وعيا و رشدا و اصبحنا أكثر تواضع وحكمة وحنكة.
لتعلم ان السعادة لا يمكن ان تشتريها بالمادة .فاذا سافرت على قطار او سيارة أو حمار لا يهم ففي الأخير ستصل الى مقصدك.
في فترة ما من عمرك تشعر بانك متميز على غيرك من الناس بصفات لا توجد عند غير ك وهي نقاء وصفاء النفس التي تولد لديك شحنة غريبة من السعادة في حياتك.
و تشعر بانك تنجح في علاقاتك مع المجتمع و الذين يحيطون بك من عائلتك او ابناءك و اصدفاء العمل .
ستشعر بان النقاء تستكين به النفوس وتطمئن و يتسع صدرك و يزداد لديك اليقين بأم الحياة جميلة فتسموا نفسك وتصبح محبوبا ادى الكل.
يتبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق