لأنّني أعشق المسرح والشعر والنثر إذا كتبت نصّا لا يكون بهم إلّا مفتونا مجنونا.
الفرق بيننا...
الفرق بيننا
أنّك تعقل نصّك
و أنّني كلّ الوقت أقفو خطى المعنى
أُعدّل جملي حتّى أراك أوضح
الفرق بيننا
أنّك تجيد العزف على الكلمات
تنسج لي من الوهم نصّا مسرحيّا
تجعلني فيه أميرة
تتلذّذ في كلّ فصل عذب الكلام
يأسرني المشهد
فأُصدّق دور البطولة
يتصاعد التّصفيق أنحني تحية للجمهور
وقبل أن أرفع رأسي
تبرز و حبيبة أخرى من
خلف الستار
تخذل كلّ أسطر الغرام
تحشرني في زوايا المسرح
صار دوري ثانويّا معرقلا
يتلوّن تراجيديّا عبثيّا
صرت أجمّله حتى يليق بوجعي
أغدو ممثّلة تتوكّأ على غبائها
أحمل خطوتي على كفّي و اتعثّر
يزيد تصفيق الجمهور
ترتفع ضحكاته
أستحيل شخصيّة هزليّة
تتهجّى شطر الكلام
ممثّلة صامتة
تغفو فوق فتيل يشتعل على أنغام الأكابيلا.
المسرحيّة مرثيّة تتعرّى من حروفها.
وحدي أنا أتدثّر صمتي
أخفي لون دمي عن وجنتيّ
إذا غازلني سطر أجدت كتابته
كي لا أحمرّ خجلا
فتفضحني عيون جارتنا في المقعد الأمامي.
أتلصّص على نهايات النصّ
أبعثر أسطرك النّافرة من صفحاتها
أبني بها خياما للّاجئين
أعلّق على السّتار قدَرا جديدا لعاشقيْن
خذلهما شبق الحنين وهو يحاول الفرار
من المشهد الأخير
الفرق بيننا
أنّك ترسم الوهم على جبين الغيم
و أنّني أسابق النصّ والمشهد
أعود لاهثة من آخر السّطر
أعتصر كلّ الآهات المدجّجة بالوجع
أسكبها على خاصرة المسرح
أغلق السّتار قبل مشهد الخيانة
أرمّم لهفة قبلتنا الأولى
أحتلّ الرّكح من جديد
أخفي طرق الوصول إلى المشهد الأخير
لانهاية بعد الوجع
مازال المشهد لم ينته
فلِمَ تغتصب دوري
تولّد النهايات قبل اوانها ؟
من أَقنع العشّاق أنّ آخر الحبّ جنينا؟
" اسأل النّساء لتعلم أن لا لذّة في التوليد"
الفرق بيننا...
أنّني مازلت هاوية
و أنّك كلّ الوقت تحترف التّمثيل.
سلوى البحري تونس 2020/02/28
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق