سِرْ
أيّها الواقف على عتبات أفكاري
تسترق ملامحها
تراوغها
تخدع صدقها
بعراء الكذب
سِرْ ايّها المُختال
بين الصحاري والجبال
تصطاد من بحيرات السراب
اسماك حلمك الدجّال
وتغرس على حافاتها
ازهارا تُجهض شذاها فلا جمال
قِف ما يُتيحه لك زمانك
تسمّر إن شئت في أركانك
كُن عيونا كُن آذانا
كُن بمحض قيدك سجينا سجّانا
كُنْ جلاّدك والمجلودَ
أراك تشيد سجونك معابد
قلاعا دون نوافذ دون كُوى
خوفا من خيوط نور
تُبارك املا وليدا
ومن فوقها ابراج الحمام
تُشيع الفجر وهما
وتؤذّن كل مساء
لأقامة شعائر الحرية
وفي الليل تُحيي طقوسَها الظلماءُ
تحريرا لسجنك من ربقة السُجناء
واهِمٌ انت
والوهْمُ حصاد الواهمين
ظامئة حرّيتُك إلى احلام
تروي جفاف الحقيقة العرجاء
والسراب شراب الظامئين
قاس انت والصحراء
درب القسوة لا تلين
واخطر السجون ما شادها
لنفسه السجين
فضيلة الزاوي تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق